أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد حمه خورشيد - الكورد بين حق تقرير المصير والدولة الكوردية















المزيد.....

الكورد بين حق تقرير المصير والدولة الكوردية


فؤاد حمه خورشيد

الحوار المتمدن-العدد: 5568 - 2017 / 7 / 1 - 19:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكورد بين حق تقرير المصير واعلان الدولة
الدكتور فؤاد حمه خورشيد
تشكل الدولة المستقلة ذات السيادة ، حجر الاساس في بناء النظام الدولي المعاصر. وان أي دولة عضو فيه هي لاعب من لاعبي هذا النظام. وان أول اتفاقية دولية تم صياغتها لاقامة مثل هذا النظام هي معاهدة السلام الموقعة في وستفاليا عام 1948 والتي انهت حرب الثلاثين عاما بين دول وامبراطوريات القارة الاوربية والتي خسرت فيها المانيا نصف سكانها. وفي بنود هذه المعاهدة صيغت الاسس والقواعد لاقامة الدول على اساس قومي ومنحها ( حق السيادة) باعتراف دولي ، اي منحها السلطة القانونية المنفردة في السيطرة على اقليمها وادارة سكانها كما ترغب وتريد دون تدخل الدول الاخرى .والسيادة الممنوحة للدولة ذو مفهوم قانوني يخولها امتلاك سلطة (سيادية)داخلية قانونية كاملة و مطلقة ، أي حق الدولة في ممارسة وظائفها وصلاحياتها واختصاصاتها داخل اقليمها الجفرافي القومي، وسلطة خارجية مستقلة في بناء علاقاتها الدولية كما تريد، هذا يعني ايضا ان مفهوم السيادةيرتبط بمفهوم الاستقلال .وتبعا لهذه السيادة اصبحت الدولة القومية هي الكيان المهيمن في النظام الدولي بسبب قوة مفهوم السيادة، سواء أكان هذا النظام ممثلا للشعب ، أو او نظام دكتاتوري قمعيا .
والدولة القومية ، بتعريف بسيط ،كما جاء في (معاهدة مونتيفيديو) الموقعة في اوروكواي بتاريخ 26/12/1933، هي تنظيم اجتماعي، سياسي وقانوني متكامل لمجموعة بشرية يمتاز بالمواصفات التالية:-
1-سكان دائميون 2- منطقة ،أو اقليم محدد . 3- حكومة . 4- قدرة في بناء علاقات مع الدول الاخرى .
والدولة القومية، كما اشارت لها المعاهدة ، هي مفهوم ايديولوجي، اساسه ان يكون سكان الدولة منحدرين من مجموعة قومية واحدة ، لكن لو نظرنا الى غالبية دون العالم اليوم لوجدناها تفتقر الى هذا الشرط ،لان كل واحدة منها تضم عددا من القوميات والاثنيات ، ولو امكن في حينة تشكيل دولة كوردستان لكانت اليوم تشكل واحدة من أكثر الدول القومية الانموذجية في الشرق الأوسط وفق المواصفات الوستفالية الدولية .
يبلغ عدد الدول الأعضاء في الامم المتحدة اليوم 196 دولة مستقلة ، لكن كوردستان، البالغة مساحتها 500000 كم مربع وسكانها المقدر عددهم اليوم بأكثر من 30 مليون نسمة ، لا تزال محرومة من هذه العضوية، رغم ان الامة الكوردية تشكل اليوم رابع اكبر قومية في الشرق الاوسط لا دولة لها ، و رغم اكتمال كل شروط الدولة فيها ،من وطن قومي، وموارد اقتصادية، وقدرات وامكانات ادارية وسياسية وثقافية . ومع ان ثورات كوردية عديدة قامت في القرنين التاسع عشر والعشرين من اجل انشاء الدولة القومية الكوردية ، الا ان هذه الثورات اخفقت في تحقيق ذلك بسبب توافق مصالح الدول الاقليمية والدولية في منع الامة الكوردية من تحقيق ذلك الهدف ، خوفا على تلك المصالح، وخشية من وحدة اراضي دولها الاقليمية ، التي تبتلع مساحات هامة من اراضي كوردستان.
أما حق تقرير المصيرللشعوب، وخاصة الشعب الكوردي، وتحررها من ربقة العبودية والاندماج القسري بالامم والحكومات الاخرى فقد ورد صراحة بعد الحرب العالمية الاولى في بنود الرئيس الامريكي ودرو ولسن والمعروفة بالنقاط الاربعة عشروبالذات النقطة الثانية عشرة التي نصت على (يمنح الجزء التركي من الامبراطورية العثمانية الحالية سيادة مطمئنة وكاملة،لكن الجنسيات الاخرى التي هي تحت الحكم التركي يجب ان تتمتع بامن مضمون، وفرصة دون اي تدخل لتطورها وادارتها الذاتية ) ، وهي النقاط التي اعلنها في خطابه امام الكونكرس الامريكي في 8 كانون الثاني ،1918 والتي اصبحت من معيارا لاعادة رسم خريطة الدول الاوربية ودول الشرق الاوسط من قبل زعماء مؤتمر فرساي بباريس للسلام ، واصبحت شعوب العالم التي ليست لها دولة تتطلع الى هذا الحق ، اذا عندما جرح واسر الشيح محمود الحفيد في معركة دربندي بازيان عام 1919 من قبل القوات البريطانية كان يحتفط بالترجمة الكوردية لهذا البند مشدودا على ذراعه .
كان بامكان قوى الحلفاء بموجب قرارات معاهدة وستفاليا ، وبنود الرئيس الامريكي ودرو ولسن ، ان يؤسسوا الدولة الكوردية على كامل تراب كوردستان العثمانية لتوفر كل عناصرها ومستلزماتها، الا ان ماجرى من تغيير في موازين القوى انذاك ، ودعم روسيا السوفيتية لاتاتورك ، والتنافس البريطاني الفرنسي، وازاحة السلطان العثماني واعتراف الحلفاء السريع بحكومة اتاتورك الجديدة ، أدى الى الغاء معاهدة سيفر 1921 واستبدالها بمعاهدة لوزان 1923 والغاء مشروع الدولة الكوردية . ومنذ ذلك التاريخ تجاهلت القوى الغربية ذكر موضوع القضية الكوردية في اروقتها او في المؤتمرات الدولية ولغاية 1990، لأن مصالحا الاقتصادية والستراتيجية ارتبطت بسياسات الدول التي انشأتها في الشرق الاوسط ، وبتوازنات القوى الاقليمية والدولية التي افرزتها الحرب الباردة.
وحق تقرير المصير معناه ان كل أمة - بما فيها الأمة الكوردية – موهلة لأن تختار طريقها الخاص بتطورها، وان تتصرف في مصيراراضيهاومواردها الطبيعية والبشرية والاقتصادية، وان تتمتع بكامل استقلالها على امتداد وطنها الجغرافي ،ورغم ان هذا الحق جاء مكفولا بميثاق هيئة الامم المتحدة في الفقرة ثانيا من البند الاول والذي جاء بما نصه:- (انماء العلاقات الودية بين الأمم على اساس احترام المبدأ الذي يقضي بالمساوات في الحقوق بين الشعوب ، وبان يكون لكل منها تقرير مصيرها، وكذلك اتخاذ التدابير الأخرى الملائمة لتقرير السلم العام) مع ذلك فان الامة الكوردية لا تزال لا تتمتع بهذا الحق، لا لانها غير مؤهلة لذلك ، بل لان وطنها مجزأ وملحق بأربعة دول ذات سيادة في العرف الدولي ، وبات موضوع الخوض في حقوق الامة الكوردية واستقلالها، موضوعا يمس أمن وسيادة تلك الدول وتدخلا في شئونها الداخلية، ومساسا بوحدتها الاقليمية ، مهما عظمت المظالم التي يتعرض لها الشعب الكوردي جراء سياسات تلك الحكومات القمعية، ورغم تعدد الثورات التي قام بها من اجل ضمان ذلك الحق .
اذا كان موضوع حق تقرير المصير واستقلال كوردستان الكبرى يواجة بعض الصعوبات الذاتية ،والاقليمية والدولية في الوقت الحاضر ، فان كل المؤهلات الفنية والسياسية والادارية والاقتصادية والجغرافية الضامنة لحق تقرير المصير وتكوين الدولة تتوفرالان ، وفق شروط معاهدة مونتقيديو المشار اليها انفا وقواعد القانون الدولي، في احد اقاليم كوردستان وهو اقليم كوردستان الجنوبية(اقليم كوردستان العراق)هي: الاقليم الجغرافي وحدوده ، وسكانه الكورد ، وحكومتهم الفدرالية، واقتصادهم الذاتي، والقدرة على اقامة التعامل الدبلوماسي مع الاطراف الاقليمية والدولية ، والامكانية الذاتية في حماية الاقليم وسلامته.



#فؤاد_حمه_خورشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطر ... الجغرافية مفتاح لحل الكثير من المشكلات العالمية
- الرئيس مسعود البارزاني .. الكارزمة والشخصية
- الجغرافية السياسية: الحدود الدولية والحدود الأثنية
- قوة الطرد المركزية في الحركة القومية الكوردية
- المفاجأة من عناصر الجيوبولتيكس المعاصر
- الزعيم عبد الكريم قاسم وطالب بعثي ضرير
- المؤامرة
- اقليم كوردستان والمظاهرات وحرق المقرات
- التدخل العسكري الروسي في الشرق الأوسط
- ايها النجم البارزاني : لا عليك .. سيكتب عنك وعنهم السيناريو ...
- تنظيم الضباط الاحرار قبل تنفيذ ثورة 14 تموز المجيدة
- العالم الدكتور عبد الجبار عبد الله ولا أخلاقية جلاديه
- جيوبولتيكية ماسي الكورد وزيارة الرئيس المرتقبة للولايات المت ...
- المحامي (جميل دنو )والزعيم عبد الكريم قاسم ومحكمة الشعب
- دور باكستان الحازم في (عاصفة الحزم)
- الكورد بين حق تقرير المصير واعلان الدولة
- الفدرالية والغام المتامرين
- هل رأيت الشهيد العقيد المهداوي؟
- التحليل الجيوبوليتيكي لهجوم داعش على كوردستان
- عمر علي


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد حمه خورشيد - الكورد بين حق تقرير المصير والدولة الكوردية