أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - القصيدة في خط متوتر وصاعد فواز قادري أحد أكثر من كتبوا عن ثورة السوريين















المزيد.....

القصيدة في خط متوتر وصاعد فواز قادري أحد أكثر من كتبوا عن ثورة السوريين


إبراهيم اليوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5564 - 2017 / 6 / 27 - 18:19
المحور: الادب والفن
    


القصيدة في خط متوتر وصاعد
فواز قادري أحد أكثر من كتبوا عن ثورة السوريين
إبراهيم اليوسف
بعد ثلاثيته: قيامة الدم السوري-2012،أزهارالقيامة-2013، كتاب النشور-2014، التي كتبها مع بداية الثورة السورية، وكان بذلك أحد أوائل الشعراء السوريين الذين وقفوا إلى جانب الثورة، ونشروا نتاجاتهم في مجموعات مطبوعة يصدر الشاعرالسوري فواز قادري، ابن مدينة ديرالزور مجموعته الرابعة، منذ بداية الثورة السورية" مزامير العشق والثورة" والتي صدرت مؤخراً عن دارألف ليلة وليلة2017وبغلاف أنيق من تصميم الفنان عبدالنبي فرج، ناهيك عن العديد من المخطوطات التي أعدها ه
على امتداد حوالي مئة وأربع وخمسين صفحة من القطع المتوسط تأتي مجموعة قادري وهي العاشرة-ترتيباً- ضمن سلسلة إصداراته كأحد شعراء الثمانينيات السوريين الذين التزموا برؤية إنسانية تجاه محيطهم، في كل ماكتبه، بالرغم من ارتفاع أصوات الكثيرين من مجايليه، الذين طالما راحوا يدعون إلى لاوظيفية الفن،بينما انصرف هو في إنجاز ذلك النص الجديد الذي يحقق ثنائية الإبداع والالتصاق بالناس البسطاء، العاديين، من حوله، ليكون نصه الشفاف، غيرالمتعالي، سفيراً لهؤلاء، وهوما رتب طويلاً على أمثاله ضريبة من لدن وسائل الإعلام التي كانت تتجاهل أصواتهم ، ناهيك عن ذلك الناقد الحصيف المتحجر ضمن مجرد رؤى أحادية، حاضاً إلى أنموذج نصي محدد، وفق مايرتئيه هو من شروط فنية، بل وإبداعية!.
لم يكترث الشاعرقادري بمثل هذه السطوات التي كانت تهيمن على المشهد الإبداعي العام، على امتداد عقود، وظل يكتب على طريقته مذكراً هنا بشعراء أعلام عالميين ومحليين، لافرق، ومن هؤلاء: بابلو نيرودا- ناظم حكمت- لوركا- حمزاتوف- حامد بدرخان إلخ، ممن كتبوا منطلقين من رؤى محددة، من دون إدارة الظهرلقضايا وظروف عصر كل منهم، ومن حولهم، على حدة، وقد جاءت التحولات الجديدة إبان ثورات ربيع المنطقة لتظهرعودة كثيرين من هؤلاء الذين غرقوا في الاغتراب والتشيؤ إلى مثل هذه الكتابة،بأشكالها، المتدرجة، أنى أدركوا أن تلك النصوص الفانتازية ماعادت مجدية البتة.
ومن هنا، يمكننا فهم سرعة استجابة قصيدة قادري لمتطلبات اللحظة، وكيف لا وهو أحد أوائل من كتبوا مثل هذه القصيدة/ الموقف، إذ أحدثت قصيدته" قصيدة غيرطارئة إلى جنرال طارىء " التي نشرها في العام2005 وكتبها بعيد مسرحية التوريث لكرسي الرئاسة في بلده دوياً كبيراً، لأنه راح يستشرف الآفاق عبر رؤيته الشعرية، وكأنه كان يرصد هذه اللحظة المحرجة التي يمربها إنسانه، فاستشاط غضباً، وراح يصرخ مستنكراً ما يحدث بأعلى صوته، وبما لايخرج عن مفردات نصه التي زاوجت بين معجم الرومانسية والثورة، على طريقته الخاصة.
جاء في الإهداء الذي افتتح به نشيده الجديد، الموزع إلى مزامير بعناوين كثيرة:
إلى الصديقات..الأصدقاء..الإنسان بنسخته الجديدة
الأجنة..الفضاءات حتى تستكمل الحرية أجمل السبل
حليب الصدور ..المطر والطوفان
التراب.. الجذور.. الربيع بصورته الأخيرة
قلوب لم تترك مذاهب العشق..القلوب التي نزفت طويلاً
إلى ملايين الأروح في الحرائق.. الأنهار..الفرات وأخوته
الطيور التي بلا أعشاش..قطط وكلاب بلا وطن
سوريا مجزرة البث المباشر!.
اللعنة أيها العالم، اللعنة
ص4
ثم يقدم لنا الشاعرقادري مفتاح النصوص العام، الذي يلي الإهداء والعتبة الرئيسة، بقوله" وها أنا حزين وفارغ كناي من القصب على منوال كل ريح أغني" ص 5. كما أنه يفرد صفحة لمفتاح آخر في الصفحة التالية، مباشرة، من خلال قوله" سمفونية عليا تعزفها أصابع خفية" محاولة أولى للعبور إلى النشيد" ص6، لتتالى بعد ذلك مزاميره" مزمور البدايات والتكوين-مزمور المعرفة- مزمور الأنوثة- مزمورعشق شعبي- مزمور مضيء يحرض قنديلاً طائشاً على الهذيان- مزمور مقاصل الورد- مزمور ثورة الهوامش- مزمور مقاصل البارود-مزامير الفرات الجارحة- مزمورعابر- مزمور الحرية الشاسع والأخير. هذه المزامير، وإن كان أكثرها يتخذ عنوان مفصل في جسد المجموعة، إلا أنها- في النهاية- تشكل مفاصل نص طويل واحد، في الوطن، والدم، والحب، والفرات الجريح، ونشدان الحرية، آخر مطافات روحه التي لا تفتأ تبحث عن جسر للعودة إلى مدينته، بعد أن سوي هذا الجسر العريق بالأرض، في إطار ما يتم من دمار وحرائق وقتل في مهاده، نتيجة ترجمة نزوة التشبث بالسلطة و الاستبداد التي ارتفعت الأصوات مطالبة بإنهائها، عبرسبع سنوات عجاف إلا من رائحة الموت والبارود..!.
شمسك فاجأتني هذا الصباح:
مريضة هي اليوم
تنامين ويحرسك قلبي طوال الهذيان
أنتظر المساء أي مساء
وحين يأتي وأنت لست فيه
دونك ماذا أفعل بالمساء؟
أنتظرالصباح كل صباح
حين لا أسمع صوتك ولا أشم رائحة قهوتك
ماذا أفعل بالصباح؟
بلاشعرك غريبة شمس الشتاء وفقيرة تتسول
لاطعم للعصافيربلازقزقة
الشرفة مريضة والأشجار
الأجنحة عليلة والهواء كسيح
ص103
صحيح، أن متلقي النص يلاحظ ثمة هيمنة للمباشرة على لغة الناص، ناهيك عن أنه لايتلكأ في رسم صورته، أو لوحته، عبر استخدام تلك المفردات اليومية- حتى المتآكلة منها- المتوترة، و التي تزيل مكياجتها، ورتوشاتها، وأناقتها، لتكون لائقة بألم اللحظة التي يعيشها هو وذووه، بعد أن ضاق بهم مكانهم، وباتوا على قائمة أكثر المهجرين إلى خرائط الآخرين، ليكون نهرالفرات صورة روحه الكليمة. صورة مكانه، من دون أن ينسى صديقه/ التوأم بشيرالعاني الذي ذبح ونجله على أيدي إرهابيي داعش، وهويفرمن مدينته ديرالزور:
مزمور يبحث عن أغانيك يابشير
ينتظرك الكثير ياصديقي
لن يفرغ قلبي من الانتظار
يقول الفرات
فلا تقرعه بيد غيابك الدامية
أترك قلبي عادة مفتوحاً للأحباب والغرباء
لاتقرع الباب أشربوردتك إلى الفرات
هناك يجتمع شجر كثيربانتظارك
ص108-109
وإذا كان قادري أحد الشعراء، أصحاب الموقف، الذين كتبوا ضمن هذا الفضاء، في زمن الرعب، فإنه ليواصل عبرمجموعته الجديدة طريقه التي اختارها بنفسه، وكأن ماكتبه من قبل مجرد مقدمات لنص كان يدرك كنهه، من خلال نبوءة الشاعر، انطلاقاً من قراءته الصائبة للحظة والمستقبل على ضوء الماضي ذاته، وهو بهذا يعتبر من أكثر المخلصين ليس لتقنية قصيدة محددة، فحسب، وإنما لرؤية حياتية، ضمن مفهوم جمالي، ومن هنا، فإن نصه لم يتعرض لتلك التحولات الكبيرة في أطرها الرؤيوية أو الجمالية، بل تتابع فتوحاتها، في انتظارما كانت تحلم به من تحول أكبرفي حيوات كائناته وأمكنته، على أن تتحقق..!؟.



#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر في مدونة المكان والكائن ظلال الاسم الجريح لعبداللطيف ...
- فرهاد عجمو أحد أهم الشعراء الغنائيين الكرد مشروع رؤيوي جمالي ...
- خارج الساعة
- أيقونة كردية تحفل بالإباء والحياة...!. إلى فصلة يوسف ومحسن ط ...
- يوسف زيدان وغبار أحذية جند صلاح الدين الأيوبي
- توأما بينوسانو يشعلان شمعتهما السادسة...!.
- بعد إصدار روايته التين البري الروائي الكردي جميل إبراهيم ثقا ...
- هكذا أكتب قصيدتي الشعروالشاعرفي مهب النظرية
- بشار الأسد ينقلب على نفسه!
- على عتبة عامها السابع:
- سكرتير عام حزب سياحي*
- شارع الحرية فصل من كتاب- ممحاة المسافة- سيرة ذاتية
- سقوط الأقنعة، سقوط الأوجه...!
- نبوءات جدتي أمينة شيخ حسن
- امتحان- حميميم- وحمى المحنة..!-قراءة سريعة في الموقف الثقافي ...
- حوار استعادي أجرته معي المناضلة الحقوقية والإعلامية الأسيرة ...
- حسن جنان ظاظا: الكتابة في مواجهة القهر
- الانفجار السوري : الهوية- الانتماء- الكرد- الدولة الوطنية وا ...
- القرار الثقافي كردياً
- إنها الحرب يا أبي....!.


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - إبراهيم اليوسف - القصيدة في خط متوتر وصاعد فواز قادري أحد أكثر من كتبوا عن ثورة السوريين