أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الثورة المؤجلة : الخلاص من الايديلوجيات (ملحق)















المزيد.....

الثورة المؤجلة : الخلاص من الايديلوجيات (ملحق)


عبدالامير الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 5556 - 2017 / 6 / 19 - 21:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لن تتراجع هيمنة الايديلوجيا على العقل العراقي، بمجرد الوعي بها، وتعيين اضرارها، خصوصا وانها ضرورة ظرفية قررتها عوامل موضوعوية قاهرة، فرض خلالها على العراقي مايمكن تسميته "الاستبدال المفهومي"، تحت ضغط الضرورة الاقصى من ناحية، مع العجز عن ادراك الذات المحجوبة تاريخيا، ان تاريخ العراق الحديث، هو تاريخ تصارع مستوياته ومكوناته التقليدية البنيوية، مغلفة باطر ايديلوجية ايهامية، ومساره هو مسار تصارعها، ومااستجد عليه بظل المتغيرات، بناء لحضور الغرب المفهومي والنموذجي، كما الاقتصادي والعسكري المباشر، بعدما توسلت المكونات التقليدية الرئيسية، الادوات المتاحة والجاهزة، واعتمدتها في النظر، وفي تفسير وتبرير مواقفها وادوارها، الى ان تلبستها كليا، لتصبح جزءا منها.
ولايعني ذلك ان المكونات انفة الذكر لم تتدخل في عمل ودور "الايديلوجيات" في الممارسة، بحسب حاجاتها ودوافعها، فهي مارست بالاحرى نمطا من الاقلمة الايديلوجية الاضافية تصل حد التزوير، والاستعمال المضلل والكاذب احيانا، لتاتي النتيجة تاريخا "حديثا"، غير معاش عقلا ، او حقيقة، عقول سكانه في مكان، وارادتهم واجسادهم، تنتظمها ديناميات واليات من نسيج ونمط اخر مختلف، ينتمي لزمن ومكان لاعلاقة له بمنظومة النظر والتفكير المركبه عليه، والمقحمة على عالمه قسرا.
غير ان هذا الشطر من تاريخ هذه البلاد، بخصوصيته وسط عمومية كانت شائعه على مستوى المعمورة، لم يكن ينقصه بنية ودورا، ماهو لازم للتخلص من قوة فعل الايديلوجيات وعبورها الى مابعدها خلال عقود، مع ان قوة الضرورة التي تعمل على اخراجه من هذا الطور، مايزال ينقصها الكثير مما ينبغي انجازه، قبل اعلان نهاية الايديلوجيات، وبدء تحرر وخلاص العقل والمصير العراقي من وطاتها المدمرة، والمانعة لتوثبه المطابق لممكنات بنيته وتكوينه، والاحتمالاته التاريخية المضمرة فيه.
ولايجب ان نشك ابدا اليوم، بان المهمة الوطنية العراقية الاولى والكبرى، انما تتمحور حول هذا الانجاز التاريخي. كما ينبغي ان نضع باعتبارنا، كونه هدفا خارقا واستثنائيا، ليس من المفترض ان ننتظر تحققه خلال ايام، او حتى سنوات، ولا خلال عقود، بما ان سيرة الامبراكونيا وعبقريتها التاريخية،هي لحظة انقلابية كونية، تتعلق بالانسان ووجوده، وعلاقته بنفسه وبالكون، وهي اذا اردنا التاريخ لها ولبداياتها الاولى ، اخذين بالاعتبار طبيعتها ونوعها، فسنجد انفسنا نلقي بالنظر الى الخلف، الى مايزيد على نصف قرن من الزمن، فهي قد الحت منذ مابعد ثورة تموز 1958 حين بدات اسس التدبيرية الثانية الغربية ترتسم كملامح، وكضرورة بعد التدبيرية الاولى، التي اعقبت ثورة 1920، وصار الانفصال الكلي بين الاحزاب الايديلوجية ومجتمع اللادولة حاسما، فانتقلت هذه الى المحيط المجتمعي السلطوي الاعلى.
وكما هو متوقع بضوء الطغيان الثقيل لرؤى وافكار، وممارسات متراكمه عالمية ومحلية، لم يكن امام مضان الاستجابة للانقلاب الاكبر، سوى ان تبحث عما هو متاح من الشقوق التي قد تظهر في الجدار الصلب السميك، وان ترتضيها، حتى وان ظلت مجللة برداء الماضي القاهر، لقد سمعت مدوية اصوات انشقاقات كبيرة، وتمردات، كانت بالاحرى من زمن الاعتراض على نفس الارض، حين لم يكن الاستقلال المفهومي الكلي ممكنا، فاعتمد الانشقاق بلغة وترسانه الجاري الانشقاق عنهم وعليهم، لم تكن "القيادة المركزية"، ولا انشقاق "اللجنة الثورية" قبلها، سوى محطات توميء نحو مطلوب مايزال في رحم المستقبل، وكذا "الكفاح المسلح" وتجربته الاهم في الاهوارجنوبا، وايضا "الحزب الماركسي اللينيني"، مع التغير الكلي في نمط التدبير التاريخي الغربي، وحلول التدبيرية الثانية. وقت سقط الحزب والنظرية، ولم يعد له اي مغزى تغييري، وتحول لبقية مطلوب العبور عليها، وسط مفازة مايزال العقل يشقى عند بابها الموصد.
وفي وقت لاحق، ومع تردد اصداء نبذ الايديلوجيات عالميا، ظهرت بعض اصوات متاثرة ولانقول مقلدة، عزفت على النغمة ذاتها من دون اقتراب ملحوظ من الشان الخاص، ان تاريخ تشكل الامبراكونيا واسع متشعب، وهي تمثل تحديدا من ستينات القرن المنصرم، مدار ومحور تشكل العقل العراقي الوطني مابعد الايديلوجي، ان ماتحملتة اسماء بعينها من الشتائم والاتهامات، والتخوين البائس، هو بالاحرى تاريخ موت الشاتمين، وشعورهم المطرد بكذب مكانهم، وتضاؤل دورهم، وانقلابهم على الجبهة التي يحملون لافتتها، لقد وصل هؤلاء الى حد قبول فقدان البلاد سيادتها وتدمير بناها، لكي يحصلواعلى مايسمونه "حرية بؤس الشعب وخراب البلاد" ذلك كان اخر ماتركته الايديلوجيات وتسببت فيه للعراق، وماكان الذنب ليوضع على عاتق طرف حاكم، او معارض، فمشهد غزو الامريكيين للعراق عام 2003 ،هو مشهد نهاية حقبة سوداء من التاريخ العراقي، للنظام، ولمن حملوا الراية خلف الغزاة، لاوطنية لدى الاثنين، كانت الراية المخزية المرفوعة منهما :"الحزب والجماعة قبل الوطن والناس".
لن يطول الزمن قبل ان ترتفع الراية الاخرى "الاميراكونيا"، وتعاد قراءة تاريخ العراق الحديث ومساراته، وبالاخص ابان حقبة الايديلوجيا ومآلاتها، وقتها تستقيم السردية الوطنية التاريخية، مرتكزة لمفاهيم ومقاييس واحكام، موافقة للنهضة التاريخية المؤجلة على مدى عشرات القرون، ويصير حتى استشرقي نقلي، محتفى به بدون سبب منطقي( ومرة اخرى من قلة الخيل)، من نفس جوقة وعالم الايديلوجيين، مثل على الوردي، القائل بان "العراقيين لايعرفون معنى الحرية"، ويشكك بدوافع ثورة العشرين، متجاهلا او جاهلا كون العراق، هو البلد الاول على البسيطة، الذي عرف كلمة ( الحرية/ امارجي)، والعدالة، وثورة الفقراء، وحقوق الانسان الحالية كلها، وثبتها في وثيقة مكتوبة، ابان ثورة كوراجينا عام 2355 قبل الميلاد، في الموضع الذي يليق به كقصخون شبه امي.
ان عهد صدام حسين الذي لن يقراه الايديلوجيون، ولايستطيعون قراءته، هو عصر فقد الادوات، يوم قرر الغرب بصيغته الثنائية القطبية، بناء لخطورة زخم ثورة تموز 1958التي اخترقت السقف المتاح دوليا، عدا عما تنطوي عليه من احتمالات تجاوزية للمتفق عليه، غير قابله للاحتساب، اقامة تدبيره الثاني للعراق، بصيغة استثنائية، كما كان عليه الحال ابان تدبيرية مابعد ثورة العشرين، المعروفة ب"الحكم من وراء ستار"، والتي هي باكورة ماعرف لاحقا بحدود الستينات من القرن الماضي، ب"الاستعمار الجديد"، فقرر تسليم الاحزاب الايديلوجية الحكم، بعد تحويرها ونقلها من مراكز نشأتها وموطن ديناميتها، ووضعها تحت قيادة قوى قابلة للتاقلم مع مصالح واشتراطات النظام العالمي الغربي.
من وقتها وحتى قبل ذلك، صار عراق اللادولة التاريخي امام الهجوم الاقصى للغرب بارفع صيغه المتحققة محليا، وعاد يلح عليه من جديد، وكما كان عليه الحال طويلا وكما في الثلاثينات يوم تقدمت الايديلوجيات المشهد، حضور الرؤية المؤجلة للذات الامبراكونية، فاذا به اعزل مجردا من الوسائل، حتى الاستعارية التي ارتضاها مؤقتا، وقد سلطت عليه وصارت بموضع سحقه وتجريدة من كينونته التاريخية، وبالاصل البنيوية، وبما ان المنظور الوطني العراقي الغائب هو قضية كونية انقلابية كبرى، فلقد طال العهد التحولي الانقلابي، فلا استعارة اليوم، ولا مدارس تدرس النظريات "الثورية" خلال شهور، لياتي الفطاحل ويطبقونها "تطبيقا خلاقا" كما يكررون، ولاسابقة، بل هي سر غامض موكول الى الغائيات الكونية العليا، ولان الغرب كان ومايزال الى اليوم حاضرا وقويا، فلقد بقي مجال النظر فيما بعده شبه مستحيل، مع ان الارادة التي تصر على ملاحقته والكشف عنه، لم تتوقف ابدا، ولم تكل يوما على مدى اكثر من نصف قرن من المحاولات والقراءات.
شمس الغرب موشكة من هنا فصاعدا على الغياب، ورؤى وموضوعات "الامبراكونيا" تتشكل وتتكامل، ولا احد يظن او يريد ان يتصور،بان الانقلاب الكوني المقبل، سوف يحدث بجرة قلم، او بين ليلة وضحاها، والطريق الطويل الموحش والمضني، المليء بالعثرات، سوف يظل يحيط باشكال تجلي العهد الاكبر الكبير، وسيكون لنا ربما موعد من نوع اخر، وبدء محطة اخرى بعد صدور "البيان الامبراكوني العراقي" قريبا في بيروت.



#عبدالامير_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المؤجلة : سيرة الامبراكونيا (ملحق)
- الثورة العراقيية المؤجلة وتخلف النخب ( 2/2)
- الثورة العراقية المؤجلة وتخلف النخب (1/2)
- هزيمة المشروع الوطني العراقي: من المسؤول عنها ؟
- - الطائفوقراطية- واليسار كطائفة ؟ (2/2)
- -الطائفوقراطية- واليسار كطائفه؟(1/2)
- عراق - اللادولة- وخرافة - الدولة المدنية- (2/2)
- عراق - اللادولة- وخرافة -الدولة المدنية- (1/2)
- ثورة داخل الابراهييمة: هزيمة مزدوجه(3/3)
- ثورة داخل الابراهيمية (2/3)
- ثورة داخل الابراهيمية ( 1/3)
- عراق بين منقلبين: حزبي ووطني ( 2/2)
- عراق بين منقلبين: حزبي ووطني ( 1م2)
- نداء للمشاعيين العراقيين خارج الحزب
- المشاعة العراقية وشيوعية ماركس ولينين ( 3/3)
- المشاعة العراقية وشيوعية ماركس ولينين ( 2/3)
- المشاعة العراقية وشيوعية ماركس ولينين ( 1/3)
- المستيقظون المتاخرون و-الدولة المدنية الدليفري-(2/2)
- المستيقظون المتاخرون وتخنيث الانتفاضه
- بيان حل -الحزب الشيوعي العراقي- (3/3)


المزيد.....




- السعودية.. الديوان الملكي: دخول الملك سلمان إلى المستشفى لإج ...
- الأعنف منذ أسابيع.. إسرائيل تزيد من عمليات القصف بعد توقف ال ...
- الكرملين: الأسلحة الأمريكية لن تغير الوضع على أرض المعركة لص ...
- شمال فرنسا: هل تعتبر الحواجز المائية العائمة فعّالة في منع ق ...
- قائد قوات -أحمد-: وحدات القوات الروسية تحرر مناطق واسعة كل ي ...
- -وول ستريت جورنال-: القوات المسلحة الأوكرانية تعاني من نقص ف ...
- -لا يمكن الثقة بنا-.. هفوة جديدة لبايدن (فيديو)
- الديوان الملكي: دخول العاهل السعودي إلى المستشفى لإجراء فحوص ...
- الدفاع الروسية تنشر مشاهد لنقل دبابة ليوبارد المغتنمة لإصلاح ...
- وزير الخارجية الإيرلندي: نعمل مع دول أوروبية للاعتراف بدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالامير الركابي - الثورة المؤجلة : الخلاص من الايديلوجيات (ملحق)