أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الملا - أيهما أكثر نفعاً ... التقوى في العمل أم الإنتماءات الطائفية أو المذهبية أو الحزبية ؟!














المزيد.....

أيهما أكثر نفعاً ... التقوى في العمل أم الإنتماءات الطائفية أو المذهبية أو الحزبية ؟!


احمد الملا

الحوار المتمدن-العدد: 5552 - 2017 / 6 / 15 - 04:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التقوى هي فضيلة وسلوك الإنسان وإلتزام إتجاه الله وإتجاه مخلوقاته, ويترجم ذلك في أداء واجباته إتجاه ربه، ووالديه، ووطنه ومجتمعه, وهي من دعائم الدين والإيمان التي تتجلى في سلوكات الإنسان وتصرفاته, كما إنها تلك التضحيات التي يقدمها الإنسان للوالدين وللآخرين دون انتظار المقابل, يتغير مفهوم التقوى من دين ومعتقد لآخر إلا أن مضمونها وأسسها واحد، يدعو في مجمله إلى السمو بالجانب الروحي والسلوكي للإنسان حتى يسمو بذلك إلى أعلى المراتب عند ربه وبين بني جلدته.
ومن هذه المقدمة نتوصل إلى إن التقوى على نوعين الأول هو تقوى بين العبد وربه في ما يخص العبادات والإلتزام بها والعمل بما يرضي الله سبحانه وتعالى, والنوع الآخر هو تقوى الإنسان مع أخيه الإنسان ابتداءً من أقرب الناس إليه ومن ثم إلى المجتمع المحيط وهكذا حتى تتوسع الدائرة حول الفرد, لكن ما يؤسف له في الوقت الحالي وخصوصاً في العراق نجد إن مفهوم التقوى قد تم تفسيره بشكل مغلوط سواء عن قصد أو غير قصد, فراح بعضهم يفسر إن التقوى هي فقط مرضاة الله دون التقوى في العمل مع الآخرين من أبناء البلد الواحد, أي اسقط هؤلاء الجانب الإنساني من التقوى, حيث نجد إن بعضهم يميل لخدمة طائفته أو مذهبه أو قوميته أو حزبه على حساب الآخرين, على حساب باقي المذاهب والطوائف والقوميات, فلا يهتم لغير من هم أقرب له بالطائفة على سبيل المثال والآخرين حتى لو احترقت الأرض بهم فلا يقدم لهم شيء حتى وإن كان هو صاحب قرار وحل وعقد ويمكنه من تقديم خدمة للآخرين, فعنده التقوى تكون في خدمة هذا المذهب أو تلك الطائفة أو هذا الحزب لأن في نظره هذه هي التقوى التي يريدها الله سبحانه وتعالى منه !!...
فالتقوى وكما يقول أحد رجال الدين (التقوى هي المحك لا يوجد عندنا نسب، لا يوجد عندنا شياع إعلامي، لا يوجد عندنا عمالة، لا يوجد عندنا طائفية، لا يوجد عندنا كثرة عددية, التقوى هي المحك، لا يوجد عندنا الانتماء للعائلة الفلانية أو للشخص الفلاني أو للجهة الفلانية أو للحزب الفلاني أو للدولة الفلانية أو للقومية الفلانية, إذن المقياس هي التقوى، التقوى هي المحك لا يفيد تشيع أو تسنن أو انتماء للنبي أو انتماء للإله أو انتماء لهذه الطائفة أو تلك الطائفة هذا غير يجدي مهما قدم من أعمال المقياس هو التقوى هذا هو المائز، لا يفيد الانتماء لا يفيد الانتماء القبلي أو القومي أو الطائفي أو الحزبي هذا غير مجدي، المقياس هو التقوى, ابن فلان ، تابع للجهة الفلانية ، ابن الطائفة، ناصر المذهب، قائد المجموعة الفلانية، أمير المجموعة الفلانية، زعيم المليشيا الفلانية، مؤسس المليشيا الفلانية، مؤسس التجمع التكفيري الفلاني أو التجمع المليشياوي الفلاني لا يفيد هذا، حرر هذه المنطقة، اخذ تلك المنطقة، حرر البلدان، هل يفيد هذا بدون تقوى؟! مع الخمور والفجور، مع سوء الأخلاق، مع الظلم مع التهجير مع التقتيل، كما يضع التيمية هذا المقياس في تحديد الأئمة وتحديد الخلافة الشرعية وتحديد الإمامة الشرعية والولاية الشرعية، هل يصح هذا ؟ هل يعقل هذا؟ يغرقون في الفسق والفجور والظلم والاعتداء على المحرمات وانتهاك المحرمات وبعد هذا يقولون انتصر الإسلام به ! غير مجدي القياس هو التقوى, إذن لا يفيد النسب، لا يفيد الانتماء لهذه الطائفة أو تلك الطائفة، لهذه الجهة أو لتلك الجهة، لا يفيد الانتماء للإسلام أو للإله أو للربوبية أو للإمامة أو للتشيع والتسنن لا يفيد هذا المقياس هو التقوى، المقياس هو الإيمان والهداية والتقوى والاهتداء ).
فما هي فائدة عمل ونتاج وطرح كل من يتظاهر بالتقوى والقرب من الله سبحانه وتعالى عندما يكون ذلك النتاج والطرح مهلكاً للحرث والنسل معيثاً للخراب والدمار والفقر والعوز والحرمان؟ ما فائدة التقوى إن كانت تنصب لصالح فئة أو طائفة أو قومية أو حزب دون الآخرين ؟ فالتقوى يجب أن تكون في أوضح معانيها في سلوكيات الإنسان مهما كان إنتمائه الطائفي والمذهبي إزاء الآخرين لكي يحقق الجزء المهم منها ويكون بذلك قد حقق المطلوب, فلو كان جميع المتصدين في العراق يعملون بالتقوى على هذا الأساس لما وصل بنا الحال لما نحن عليه ولكنا في أفضل حال.
لو تم تقديم مصلحة الجميع على الفرد وعلى الطائفة وعلى القومية وعلى الحزب وكان في كل خطوة تقوى ونية صادقة في خدمة المجتمع هل كان سيكون هكذا العراق أو غيره من البلدان التي تعاني الفساد والخراب والتدهور في كل قطاعات ومجالات الحياة ؟ إذن التقوى هي المحك والأساس والمعيار في كل شيء.

بقلم :: احمد الملا



#احمد_الملا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منهج اللصوصية وخراب الدول الإسلامية
- هولاكو والغرب الكافر خادمان لله !!
- الإعلام الموجه ودوره في إذكاء الفتن الطائفية
- التيمية في ميزان الذهبي
- متأسلمون يُكفرون المسلمين !!
- يا دعاة القومية ... كم من كبش في المرعى وخروف عند القصاب ؟!
- إحذروا الدواعش في مفاصل الدولة
- الحرب العسكرية على الإرهاب ... ذر للرماد في العيون
- الأرض والعرض لكم والمناصب لنا !!
- متى يرجع العراق إلى ما كان عليه ؟!
- جذور التطرف في الإسلام
- محتالون بلباس رهبان !!
- يا حكام الخليج .. داعش قرع أبوابكم .. فماذا أنتم فاعلون ؟!
- مَن سيأخذ الجزية من اليهود ؟!
- دعوات المصالحة الوطنية في العراق وفوات الأوان !!
- التبرع لمليشيا الحشد ... عنوان آخر للفساد الحكومي !!
- التواجد التركي العسكري والتدخل السعودي في العراق ... الأسباب ...
- هل سيظهر داعش جديد في وسط وجنوب العراق ..؟!
- هل يسير أردوغان على خطى المالكي والأسد في تصفية الخصوم ؟!
- شعب يسير نحو الهاوية ... والسبب الإنقياد الأعمى !!


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد الملا - أيهما أكثر نفعاً ... التقوى في العمل أم الإنتماءات الطائفية أو المذهبية أو الحزبية ؟!