أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مسافير - تنويعات سياسية!














المزيد.....

تنويعات سياسية!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5549 - 2017 / 6 / 12 - 00:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


1
قلت له وهو في أواخر الخمسين:
لماذا أنت صابر على كل هذا الذل وهذه المهانة، لماذا تختار الصمت عندما يمسحون بكرامتك أرضا، هل تخشى رب عملك إلى هذا الحد؟
قال لي بكلمات هادئة: قبل أن أشتغل في هذه المدرسة الخصوصية، كنت عاملا بأحد المصانع، وكان مكتوبا فوق باب المدير بالفرنسية "المدير دائما على حق"، في هذه البيئة المهنية ترعرعت، فما دام يوفر لي لقمة العيش، فمن حقه أن يفعل أي شيء... إن لي ثلاثة أولاد، وأمي مريضة بالسرطان، أعينها ببعض ما أستطيع، دون احتساب مصاريف الكراء والكهرباء والماء... إن الذي يتحدث عن الكرامة والحرية والديمقراطية، هو إنسان تجاوز إشكالية الضروريات، أما أنا... فإن فكرت في التمرد، فإني أحكم على أسرة بكاملها بالتشرد والضياع، وأحكم على أمي بالوفاة... لذا فإني راض على حالي كل الرضى، وأعتبر نفسي مناضلا بجد حين أجلب لقمة العيش لأبنائي!

2
- يا سيدي، لي ثلاثة أبناء، وأكتري شقة مشتركة، ولا أجد ما أعيل به أبنائي أو ما أدفع به تكاليف الكراء، أريد عملا، أريد دخلا قارا...
- أصمت يا كلب يا انفصالي يا متآمر...
- ابني يعاني من الربو، وزوجتي تموت في دهاليز المستشفى يا سيدي، لم تجد سريرا ولا ممرضة ولا حتى ابتسامة، أليس من حقنا أيضا أن نتداوى يا سيدي الكريم!
- أصمت يا كلب يا انفصالي يا متآمر...
- سيدي الكريم، ابني لم يجد كرسيا في المدرسة المكتظة عن آخرها، وذاك الأستاذ المسكين، يتحمل وحيدا عناء تدريس مئات التلاميذ، فكثيرا ما يمرض ويعجز عن التدريس، نريد مدرسة وأساتذة إضافيين لو تكرمت!
- أصمت يا كلب يا انفصالي يا متآمر...
- أما أنا... فلا أجد مسكنا ولا أكلا ولا تطبيبا ولا تعليما، ورغم ذلك فأنا راض بقدري، عاش الملك، عاش الملك، والصحراء مغربية، والموت للخونة المتآمرين!
- نِعم المواطن أنت، وطوبى لمملكتنا الشريفة بأمثالك، فاقتدوا به جميعا يا رعايا جلالة الملك!

3
حينما كنت صغيرا، كنت أحب الجنود، بل ربما كنت أحلم أن أكون يوما بينهم لأدافع عن وطني ضد مؤامرات الأعداء، ضد أمريكا وإسرائيل وبوليزاريو، كنت أعتقد أن الدولة تجندهم لأجل ذلك، ولم أعرف وقتها أن التجنيد والتسليح كانا يستهدفاننا نحن الشعب، والعدو الخارجي ليس إلا وهما لتبرير التجنيد والتسليح..

4
قلت له مازحا وأنا أدرك نفاقه:
- لماذا عفوت عن لحيتك؟ ألا تخشى أن تداهمك الداخلية بزبانيتها؟
رد بحنكة وتبصر:
- إنك تأخذ بالحسبان هجوم الدولة فقط، وفي الحقيقة إن أمرها يسير، لأن بإمكاني أن أحلق لحيتي في خمسة دقائق... لكن ماذا أنت فاعل إن باغثك الإخوان بهجوم كاسح، كم من الوقت يكفيك لتربي لحية تقيك شر سيوفهم!



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنويعات في نقد السماء!
- ومن منافع الجهل...
- حيواناتهم وإنساننا!
- ضحية مرتان!
- منطق البلوغ في الدين الإسلامي!
- المرأة ونحن...
- طرائف مأسوية عن المدرسة المغربية!
- زندقات!
- عياشي يحدثكم عن الريف...
- الحركة النقابية التونسية قبل الثورة!
- الرهان المطروح لثورة ظافرة على ضوء أفكار تروتسكي!
- لمحة تاريخية على الحركة الإسلامية التونسية ما قبل الثورة!
- رهان الثورة الظافرة على ضوء أفكار تروتسكي!
- الإعاقة الذهنية والجنس!
- طنجة ليلة أمس... وحراك الريف!
- سيرا على درب الريف... طنجة تستغيث!
- إلا الإسلام... مش زيهم!
- مستملحات رمضانية!
- تنويعات في الجنس!
- تنويعات في التنوير!


المزيد.....




- الكويت.. شخصية صباح خالد الحمد المبارك الصباح بعد تزكيته ولي ...
- بدء تطبيق عقوبة مخالفي أنظمة وتعليمات الحج دون تصريح في السع ...
- الرئيس الإماراتي يستقبل أمير قطر في أبو ظبي
- وزير خارجية ليتوانيا: رغم خطاباتنا الرنانة أوكرانيا اليوم في ...
- -مسؤول واحد يحبط التعيين الأهم بزمن الحرب-.. القناة 11: -شقة ...
- وزير تركي يكشف سبب انهيار المبنى السكني في اسطنبول
- 99 مليون مكسيكي يختارون أول رئيسة لبلادهم
- إعلان بيت حانون ومخيم جباليا منكوبتين وانتشال 120 شهيدا بالش ...
- بطلة -بريدجيرتون- الأيرلندية نيكولا كوغلان تجمع 1.2 مليون دو ...
- إعلام إسرائيلي: بايدن تجاوز نتنياهو وطالب الجمهور برفع الصوت ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مسافير - تنويعات سياسية!