أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولود مدي - خدعة فهْم السلف














المزيد.....

خدعة فهْم السلف


مولود مدي
(Mouloud Meddi)


الحوار المتمدن-العدد: 5548 - 2017 / 6 / 11 - 01:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من المصطلحات الرائجة كثيرا في الأوساط الفقهية الاسلامية, و بين عامة المسلمين, مصطلح " فهم السلف ", فهم السلف للقرأن "," فهم السلف للسنة " الخ .. و " فهم السلف " هذا من القواعد المقررة عند دين السنة والجماعة على أنهم يعتمدون تفسير الصحابة وفهمهم للنصوص, و حجّتهم في ذلك أن السلف حضروا التنزيل, وخصهم اللَّه تعالى بالفهم الثاقب حسب ما يدّعي دين السنّة و الجماعة .. أي أن ما يطلقون عليه " حجّية فهم السلف " نابعة من العاطفة لا أكثر و لا اقل و الدليل:

النصوص القرأنية الكريمة عندما خاطبت المسلمين لم تذكر هناك " فهم السلف " بل قالت (يا أيها الذين آمنوا ), لذا فهم النصوص القرأنية و الاجتهاد فيها هو من واجب كل المسلمين, و قولهم حضروا التنزيل فهذه أصلا ليست بحجة, فليس كل طالب دائم الحضور في الجامعة هو بالضرورة يستوعب كل الدروس التي يحضرها, ولو نتقيد ب " فهم السلف " فماذا سنفعل بالأية القرأنية ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) ؟, سيقولون لأن عقولنا قد تخطئ الفهم، وسلفنا هم خير القرون والأقدر منا على الفهم, و سأقول ماذا لو أخطأ سلفكم في مسألة أو مسائل واتبعتموهم فكيف تعتذرون إلى ربكم يوم القيامة ؟ أم لديكم الحل الاحتياطي المتمثل في " الشفاعة " ؟!, لذا ليس هناك في القرأن ما يمنع المسلم من فهم النص ان وصل درجة الاجتهاد و الفهم.

و المغالطة الثانية التي نشروها هي تحريفهم لمعنى الأية القرأنية ( ولو ردّوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ), لاحظوا هنا القرأن يقول الرسول و الى اولي الأمر و أولى الأمر بوضوح شديد هنا معناه المجتهدون في كل عصر و ليس السلف, بل لا يوجد في هذه الأية أية اشارة للسلف و لا هم يحزنون.
حتى الصحابة الذين يعبدونهم و يقدّسونهم و يجعلونهم بشرا لا يجوز نقدهم, لم يلتزموا بـ " فهم السلف ", ويؤيد هذا ما جاء في صحيح البخاري (1/204) وغيره عن أبي جحيفة قال : قلت لعليّ – بن أبي طالب - هل عندكم كتاب ؟ قال : (لا إلا كتاب الله أو فَهْمٌ أُعْطِيْهِ رجل مسلم ... ), فأين فهم السلف هنا ؟ الصحابة لم يلتزموا به فكيف يجبروننا أن نلتزم به نحن ؟.

للأسف دين السنّة و الجماعة يتعامل مع النصوص و كأنها تركة ابائهم لا يحق لأحد مناقشتهم فيها, و بسبب الجهل السائد في وسط المجتمع العربي احتكروا فهم هذه النصوص, و زاد الطين بلّة تقديسهم للصحابة, فيجعلون فهمهم لهذه النصوص صالحا لكل زمان و مكان, فلا يقيمون فرقا بين عصر البداوة و التداوي ببول النياق مع عصر التكنولوجيا و العلاج بأشعة الليزر, فلا يفهمون أن السلف رغم البيئة القاحلة التي عاشوا فيها لم يمنعهم ذلك من معايشة واقعهم ، ومعالجة مستجداته, لكن يرمون هذا وراء ظهورهم ويقولون أن زمن السلف هو خير القرون و هذه أكذوبة كبرى, فما أن توفي الرسول حتى " عادت حليمة الى عادتها القديمة " فنشأت بينهم الخلافات و الصراعات السياسية و سالت الدماء و كفّروا بعضهم بعضا و فرّقوا دين المسلمين شيعا.

أما حجّتهم في ان السلف كانت لهم نظرة ثاقبة للنصوص – ذكاء - و دراية جيدة باللغة العربية, فأننا نرد أن العلم يستلزم وجود العقل السليم و ليس فقط الخواص العقلية كـالعبقرية و الذكاء التي هي أصلا خواص مشتركة بين جميع البشر بدرجات متفاوتة, فلو كان العلم يعتمد فقط على " النظرة الثاقبة " فلن يكون للعلم أية قيمة, فتصبح الحقيقة لها قيمة فقط عند العلماء, لذا العلم يتحقق بحب البحث عن الحقيقة, أما الضعف العقلي للأخرين فهو نتاج ركون الناس المتسرّع للجهل, فالناس يفضّلون من يفكّرون نيابة عنهم و يشمئزّون من الجهد العقلي.

على المسلم أن يكون مثل القاضي الذي يجلس للقضاء, فيحمل الشهود على الاجابة عمّا يطرح عليهم من أسئلة, لا أن يكون مجرد تلميذ, مثلما كان الفقهاء الأسبقون الذين تركوا معلّميهم يقولون ما يحلوا لهم, ولهذا خرج فهمهم للنص القرأني مشوّها, فتارة يذهبون لأقوال السلف, و تارة يتنصّلون منها ليتّبعوا تفسيرات شيوخهم, فدفعنا نحن الخلف الثمن غاليا بظهور الارهاب الفكري و الجسدي في مجتمعاتنا و فوضى الفتاوى و أحكام التكفير, وباختصار لم يلتفتوا أبدا لعقلانية التأويلات, و اكتفوا بما قاله السلف, أو بالفهم الحرفي للنصوص, فأصبح من يحفظ تفسير " ابن كثير " أو " القرطبي " أو " السيوطي " عالما و مفكّرا اسلاميا لا يشق له غبار .. لقد نسوا أنهم لن يكونوا علماء عن جدارة الا بأخذهم لمناهج الذين سبقوهم و نقدوها و استخلصوا منها ما ينفع و يواكب تطور الانسان لأن فهم السلف ليس قرأنا مقدّسا لا يقبل الحذف و الاضافة



#مولود_مدي (هاشتاغ)       Mouloud_Meddi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطر الأحزاب الاسلاموية
- الارهاب يكون بالكلمة قبل أن يكون بالسلاح
- الصراع بين الأصولية و التنوير
- النظرية العلمية و الأية القرأنية
- اكذوبة الحديث هو المصدر الثاني للتشريع
- عوائق تحرير العقل المسلم
- ثنائية الكهنة و الاستبداد
- أكذوبة لعن الله قوما حكمته أمرأة
- الدين و الأخلاق
- تشوّه مفهوم السنّة و تأثيره على الفكر الاسلامي
- الشورى و الديمقراطية
- المسلمون و الصحابة
- عداء أهل الحديث لأهل الرأي و العقل
- جمود الفقه الاسلامي
- ثقافة الوصاية في المجتمع العربي الاسلامي
- العلمانية و خرافة محاربتها للأديان
- العرب و ايران .. فرص التقارب و التباعد
- الديمقراطية في خطر
- ازمة العالم الاسلامي الحضارية
- لماذا فشلت أحزاب الاسلام السياسي في العالم العربي ؟


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولود مدي - خدعة فهْم السلف