أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولود مدي - أكذوبة لعن الله قوما حكمته أمرأة














المزيد.....

أكذوبة لعن الله قوما حكمته أمرأة


مولود مدي
(Mouloud Meddi)


الحوار المتمدن-العدد: 5500 - 2017 / 4 / 23 - 00:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من يبحث في الفقه الاسلامي و يحاول فهم طريقة تعامل هذا الفقه مع المرأة سيخرج بنتيجة أن جل الفقهاء الذين صاغوا ذلك الفقه, اختلفوا فيما بينهم أكثر مما اتفقوا لكنهم وقفوا وقفة رجل واحد في الاتفاق على دونية المرأة, و وقالوا بأنها من " حبائل الشيطان" وبأن " كيدهن عظيم" وبأن أكثر أهل النار من النساء .., يقولون أن الاسلام كرّم المرأة وقضى على الكثير من عاداة الجاهلية التي تعتبر البنت عارا ويجب وأدها خوفا من الفقر الخ .. لكن الفقهاء هم من حطّوا من قدرها و هبطوا بها الى درجات وضيعة, فيروجون لكتبهم لفقه السبي و ملك اليمين و جعلوها أداة للتناسل و تحقيق المتعة وفقط, لذا تجد أن جل فقههم تناول الجانب الحسي من المرأة أي جسمها, فكان الفقهاء يقدّمون للسلاطين كل ما لذ وطاب بما يتعلق بالمرأة أي على شاكلة كتب " الايروتيك " لكن بما يرضي الله!.

من يتتبع الفقه الإسلامي يراه مصطبغا بصبغة ذكورية خالصة منذ النشأة وحتى الآن، وهذا يعود الى التكوين الفكري والسيكولوجي للفقهاء, فكانت البداية الجام العامة عن الخوض في الفقه ومناقشة مسائلها فحرّموا الاعتراض على أراء الفقهاء و اخترعوا خرافة " لحوم العلماء مسمومة ", ثم شرعنة هيمنة الذكور على الاناث باختراع ترّاهات مثل " المرأة ناقصة عقل " وقالوا أنها لا تصلح لادارة شؤون القضاء و الرئاسة بحجة ضعفها و عندما أدركوا ضعف حجّتهم عادوا الى عادتهم القديمة و هي التشريع عوض الله, وبدون اي نص قرأني واضح و قطعي الدلالة, وكالعادة كان استدلالهم على عدم جواز ادارة المرأة لشؤون المسلمين هو " حدّثنا فلان بن علان ", وبالضبط الحديث المقصود هنا ( عن أبي بكرة، قال: لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله بعد ما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم، قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أهل فارس، قد ملكوا عليهم بنت كسرى، قال: «لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة»..(صحيح البخاري 4425) ), و هذا الحديث في صحيح البخاري منسوب لأبي بكرة "نفيع بن الحارث", لاحظوا قوله " بعد ما كدت أن ألحق (بأصحاب الجمل) فأقاتل معهم " يعني ان الرجل يحمد الله على عدم لحاقه بأصحاب الجمل وهو الجيش الذي تقوده عائشة الذي سيهزم, المريب هنا تستّر الفقهاء عن قيادة عائشة لجيش بأكمله ثم يأتون ليملئوا كتب الفقه بالفتاوي التي تحرّم منصب القيادة على المرأة, لو قالوا أن عائشة هي زوجة النبي وهي ليست كسائر النساء و افترضنا صحة فتواهم فسنرد أن الشريعة تطبّق على الجميع ولاقيمة لألقاب " أم المؤمنين أو أب المؤمنين أو جد المؤمنين " في الشريعة , الناس متساوون مهما كان جنسهم اما ان تطبّق الشريعة على الجميع دون استثناء و الا لا داعي لملء رؤوسنا بالترّاهات .. و المشكلة الأخرى هي أنها كيف لحديث له وزن ثقيل في الفقه الاسلامي أن تتم روايته من طرف صحابي واحد فقط؟! أين كان عمر بن الخطّاب و أبو بكر و أبي هريرة وغيرهم أم ان الراوي انتظر حدوث الفتنة لكي يخبرنا به ؟؟ أكيد أن الاخوان و السلفيين و جميع أنصارالاسلام السياسي يستدلون بالحديث على عدم ولاية المرأة رغم أن الحديث آحاد مروي عن أبي بكرة فقط, ونحن نعرف جيّدا اختلاف المذاهب السنّية في الأخذ بخبر الأحاد فمنهم من أجاز الأخذ به و اعتباره مصدرا للتشريع ومنه من رفض ذلك لكن عندما تعلق الأمر بالمرأة اتفقوا على رأسها فجأة و دون معارضة أحد منهم!! , و الأكثر من هذا أنهم يجتهدون في تأويل أي حديث و يبحثون في سياقه التاريخي وعندما تعلق الأمر بالمرأة حولوا الحديث الى قانون الهي!.

لقد بلغ الهوس بالمرأة من طرف فقهاء الانحطاط باعتبار جسد المرأة عورة كله لما في ذلك من فتنة للرجل, فحصروا الغريزة الجنسية في الرجل فقط و كأن المرأة ليست لديها رغبات جنسية ..أنا لا أُرجِع السبب في ذكورية الفقه الإسلامي و هوسه بجسد المرأة إلى الإسلام نفسه, إذ ليس في الإسلام ما يمنع المرأة أبدا من تولي تلك المهمة، فليأتي لنا الشيوخ بنص قرأني يحرّم تولي المرأة الرئاسة أو القضاء او أي منصب قيادي, و انما عقلية المجتمع العربي البدوي المتأثرة بالبيئة الصحراوية القاحلة التي كانت ترى المرأة كسلعة, انهم يريدون استعادة تاريخهم العزيز الذي امتلأ بملك اليمين و الجواري, ثم تسربت هذه العقلية الى سائر المجتمعات الاسلامية الأخرى.
ان الذين يتمسكون بمثل هذه الأحاديث و يصرّون على استصغار قدرات المرأة و دونيتها, سنذكرهم بأن القرآن تحدث عن ملكة سبأ وهي امرأة فأثني عليها وعلى ولايتها للولاية العامة؛ لأنها كانت تحكم بالمؤسسة الشورية لا بالولاية الفردية، وذم القرآن الكريم فرعون مصر وهو رجل لأنه انفرد بسلطان الولاية العامة وسلطة صنع القرار, فلم تكن العبرة بالذكورة أو الأنوثة في الولاية العامة وإنما العبرة كانت بالشورى و عدم الانفراد بالرأي, لكنهم تجاهلوا كل هذا و ذهبوا الى " قال و حدّثنا " و الأحاديث المبتدعة من طرف اشباههم, و لكي يرضوا غرورهم قالوا بأن السنّة " قاصدين الحديث " هي ناسخة للقران في محاولة يائسة لتمرير فتاويهم المخزية المعادية للمرأة و الانسانية.
خلاصة القول أن الحديث مطعون فيه تاريخيا وفقهيا وعقليا ودينيا، فالمرأة كالرجل لها كل مقوّمات القيادة و الزعامة، أما النجاح فهو عامل يرتبط بالقدرات الذاتية لا بالجنس, لكن الفقهاء وضعوالجنس كمعيار للحكم على المرأة, وهذه عنصرية لا تقل عن عنصرية النازيين و الفاشيين الذين يضعون الناس ومؤهلاتهم حسب النوع أو الديانة.



#مولود_مدي (هاشتاغ)       Mouloud_Meddi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين و الأخلاق
- تشوّه مفهوم السنّة و تأثيره على الفكر الاسلامي
- الشورى و الديمقراطية
- المسلمون و الصحابة
- عداء أهل الحديث لأهل الرأي و العقل
- جمود الفقه الاسلامي
- ثقافة الوصاية في المجتمع العربي الاسلامي
- العلمانية و خرافة محاربتها للأديان
- العرب و ايران .. فرص التقارب و التباعد
- الديمقراطية في خطر
- ازمة العالم الاسلامي الحضارية
- لماذا فشلت أحزاب الاسلام السياسي في العالم العربي ؟
- لحية القرضاوي
- الأزهر الشريف أم مفرخة الارهاب الشريفة ؟
- السلفية و داعش
- بدائع فتاوي فقهاء الكراهية
- ثقافة الاقصاء في جذور الفكر العربي والإسلامي المتطرف
- الاسلاميون في الجزائر يريدون دستورا على مقاسهم !
- ما سر تخلف المسلمين ؟
- السنة النبوية و الحديث النبوي


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مولود مدي - أكذوبة لعن الله قوما حكمته أمرأة