أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مولود مدي - الديمقراطية في خطر














المزيد.....

الديمقراطية في خطر


مولود مدي
(Mouloud Meddi)


الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 25 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعدما كانت الانتخابات احدى أليات الديمقراطية و تكريس لمبادئها, أصبحت الانتخابات عنصرا مهددا للديمقراطية حاليا حيث نرى الديمقراطية اليوم وقيمها الليبرالية الحداثوية مهددة بدرجة أو أخرى في العالم العالم الغربي، أي في القارتين الأورپية والأمريكية. لأنه إذا كانت الديمقراطية في الغرب مهددة، فالتهديد سيكون أكثر وقعا في دول العالم الثالث التي لا تعرف لحد الأن معنى الديمقراطية و تختزلها فقط في صندوق الانتخابات.
ليست هذه هي المرة الأولى التي فيها تصبح الانتخابات خطرا على الديمقراطية, فصعود الحزب النازي بزعامة هتلر في ألمانيا عام 1933 الى الحكم كان بفضل الديمقراطية وبانتخابات حرة و نزيهة, وقبله الحزب الفاشي في ايطاليا بقيادة موسوليني, وهذا الحزبين قد اعتمدا على الخطاب الشعبوي و المثير لهيجان الجماهير و العمال الذين كانوا وقتها يعانون من ازمات على كافة الأصعدة بسبب الأزمة الاقتصادية التي سحقت أوروبا و قبلها الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1929 مما ساهم في تراجع الأحزاب الديمقراطية و تشتت اليسار بسبب أوامر ستالين الانتحارية التي أمرت الشيوعيين بعدم التحالف مع الاشتراكيين الديمقراطيين و اعتبارهم خونة و هذا ما فتح المجال للفاشية للصعود الى الحكم, فنجد أن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى فقد أدى فشل اوروبا في القضاء على الارهاب و محاربته و ايضا مشكلة اللاجئين و خسارة الاتحاد الاوروبي لبريطانيا فتح المجال للأحزاب اليمينية الشعبوية للظهور ففي فرنسا تنذر الانتخابات الرئاسية القادمة في أواخر نيسان بفوز مرشحة اليمين الشعبوي ’’ مارين لو بن ’’, وفي المانيا فسيدخل لأول مرة في تاريخ جمهورية ألمانيا الاتحادية حزب يميني في البرلمان الاتحادي في النتخابات في أواخر شهر سبتمبر و هو ( البديل من أجل المانيا ) بقيادة ’’ فراوكه پتري, و الجارة النمسا عاشت سباقا محموما بين مرشح اليمين نوربرت هوفر الذي كاد أن يتغلب على المرشح الفائز آلكسندر فان دير بَلَن حيث كان الفارق ضئيلا. و منه نجد أن قوى اليمين في تصاعد كبير ولديها فرص كبيرة في الفوز سواء، في فرنسا أو النمسا أو ألمانيا أو هولندا، ناهيك عن دول شرق أورپا الشرقية الحديثة على الديمقراطية.

الواقع يقول ان فشل النخب السياسية والاقتصادية التقليدية في توفير الأمن والاستقرار لشعوبها خاصة بسبب الاستراتيجيات الخاطئة في مكافحة الارهاب و غياب خطة واضحة بشأن اللاجئين هو السبب وراء صعود اليمين الشعبوي كما ان "العولمة" تعتبر ايضا من مسببات صعود هذا التيار لأن " العولمة هي التي أدت إلى تراكم الثروات في أيدي القليلين وتهميش قطاعات واسعة من الطبقة الوسطى والطبقة العاملة.
و من فرط اعتماد الأحزاب اليمينية على الخطاب الشعبوي أصبحوا لا يؤمنون حتى بالمؤسسات مثل البرلمان فمرشح اليمين الهنغاري فيكتور اوبان في انتخابات 2014 صرّح قائلا ’’ لانحتاج اليوم الى مناقشات تتناول اجراءات سياسيه......حري بنا ان نفهم اننا لسنا بحاجه الى نظريه للنهوض ببناء اقتصادنا، علينا التشمير عن سواعدنا الان ’’ و هذا يدل أيضا ان لا برنامج واضح تستند على أسس علمية لهذه الأحزاب و لا أساس لها سوى الخطاب السياسي تستخدم فيه الديماغوجية من اجل دغدغه عواطف ومشاعر الجماهير، عبرتخديرها بامال بعيدة عن الواقع.
ان هذا الصعود يؤكد أن الديمقراطية في خطر كبير لأنها ستساعد على صعود أحزاب غير ديمقراطية الى الحكم و هذا يدل على ان هناك مشكل في مفهوم الديمقراطية حيث المشكلة الكبيرة هي اتاحة الفرصة للجميع و حتى للقوى لا تؤمن بمبادئ الديمقراطية التي تختزل هذه الأخيرة في الانتخابات, فمفهوم الديمقراطية بحاجة ماسة الى اصلاح و تجديد ووضع شروط للمشاركة في الديمقراطية و منها عدم السماح للأحزاب السياسية أن تعتمد على الافكار العنصرية أو التمييز بسبب الدين والمذهب واللون والهوية الأثنية والأصل والجنس,و أن تؤمن ايمانا لا رجعة فيه بحقوق الانسان و بالمساواة بين الرجل و المرأة و الفصل بين الدين و الدولة و ان لم يقم العالم الديمقراطي الحر بدراسة الثغرات في النظام الديمقراطي, سنعود لا محالة الى عصر الحروب العالمية و السباق المحموم نحو التسلح.
على اليسار في العالم العربي أن يأخذ العبرة في ما يحدث حاليا في اوروبا و أن يلم شمله و يوحد صفوفه و أن يقدم المصلحة العليا للشعوب العربية عوض الانشغال بالصراعات الحزبية من أجل المناصب و ان يأخذ العبرة من التاريخ و من الأوضاع الحالية التي تعيشها أوروبا و هذا الجو الذي تسممه احتشاد اليمينية في اروبا و الاسلاموية في الدول العربية لأن أكبر عدو لليسار في العالم العربي هو الأحزاب الاسلاموية المتطرفة المعادية للديمقراطية و حقوق الانسان و السائرة على نفس طريق الأحزاب اليمينية و الفاشية النازية و تيّار اليسار الذي يمثل مطالب الشعوب العربية من مساواة و عدالة اجتماعية و ديمقراطية هو الوحيد الذي يمكنه أن يقف في وجه الأحزاب الراديكالية الفاشية.





#مولود_مدي (هاشتاغ)       Mouloud_Meddi#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة العالم الاسلامي الحضارية
- لماذا فشلت أحزاب الاسلام السياسي في العالم العربي ؟
- لحية القرضاوي
- الأزهر الشريف أم مفرخة الارهاب الشريفة ؟
- السلفية و داعش
- بدائع فتاوي فقهاء الكراهية
- ثقافة الاقصاء في جذور الفكر العربي والإسلامي المتطرف
- الاسلاميون في الجزائر يريدون دستورا على مقاسهم !
- ما سر تخلف المسلمين ؟
- السنة النبوية و الحديث النبوي
- المفكرين المسلمين و العلم
- التيار العلماني و التيار الاسلاموي
- الاسلاميون في الجزائر ووهم الحقيقة المطلقة
- اهل الدين .. و العلم
- النكفير و التجديد الديني
- الدولة المدنية و الاسلام
- هاجس التفكير عند المسلمين
- الموروث الديني الاسلامي و التطرف
- الفكر السلفي
- الاستبداد في العالم العربي


المزيد.....




- الأردن.. جدل حول بدء تنفيذ نص قانوني يمنع حبس المَدين
- إيران تؤكد مقتل علي شدماني قائد -مقر خاتم الأنبياء- في غارات ...
- ما الذي حدث في غزة خلال 12 يوماً من المواجهة بين إيران وإسرا ...
- ألمانيا.. السوري المشتبه به بهجوم بيليفيلد عضو في -داعش-
- بزشكيان يؤيد منطقة خالية من الأسلحة النووية بما يشمل إسرائيل ...
- نيوزويك: هل كان قصف ترامب مواقع إيران النووية فكرة صائبة؟
- مقتل 17 جنديا في شمال نيجيريا إثر هجوم جديد على قواعد تابعة ...
- زيمبابوي تحطم الرقم القياسي بمبيعات التبغ لعام 2025 بأكثر من ...
- إريتريا تسعى لإلغاء ولاية المحقق الأممي لديها بعد إدانتها
- الفلاحي: المقاومة تركز على ضرب الآليات التي يصعب تعويضها خلا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مولود مدي - الديمقراطية في خطر