أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير الفارس العفيشات - حفريات في الأسس - تاريخية القرآن. 2















المزيد.....



حفريات في الأسس - تاريخية القرآن. 2


تيسير الفارس العفيشات

الحوار المتمدن-العدد: 5547 - 2017 / 6 / 10 - 17:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدراسة الأنعكسات الأيجابية والسلبية لذلك الضغط المستمر الذي تمارسه المسلمات اللاهوتية على كل مقاربة ألسنية او دلالية للنص المقدس ( بما أن نظرية القرآن غير المخلوق قد انتصرت وترسخت بعد هزيمة المعتزلة والفكر العقلاني في الساحة الإسلامية، فإنه لم ممكنا أن نرى القرآن في ماديته اللغوية البحتة كأي نص مشكل من حروف وكلمات وتراكيب لغوية وتقديم وتأخير وألفاظ حرفية وألفاظ مجازية .. إلخ ، أصبح القرآن نصا لا كالنصوص على الرغم من أنه مكتوب بلغة بشرية، بهذا المعنى فإن نظرية الإعجاز هي عقيدة لاهوتية أو مسلمة لاهوتية مفروضة فرضا على الوعي وليست نظرية في النقد الأدبي، منذ الجرجاني مرورا بكل الذين أتبعوه الى اللحظة الراهنة). من بين الأشياء الأيجابية يمكن أن نذكر إمكانية التمتع بشكل متزامن وعلى المستوى العميق للوعي الذي لا ينفصم بثلاثة أشياء دفعة واحدة : الأنفعال الروحي، والجمال الأخلاقي، ومتعة النص المقروء أو المتلو، إن إحدى الخصائص الأساسية التي تميز الخطاب النبوي هي أنه يمزج دائما وبشكل حميمي بين هذه القيم الثلاث الحق والخير والجمال، وذلك لكي يجعل الذات البشرية تعتنق الطوباوية بسهولة أكثر. وهذا ما كان يفعله الأدب الإغريقي القديم قبل ظهور العقلانية المركزية الأرسطوطاليسية وانتصارها، يضاف الى ذلك أن النصوص الدينية التأسيسية لا تفقد أبدا مكانتها الأولية عندما كانت عبارات شفهية لم تجمد عن طريق الكتاببة فيما بعد، فهي مستبطنة من قبل كل مؤمن من خلال التراتيل الشعائرية والسلوك الطقسي، والأستشهاد بها في الأحاديث الجارية، وحتى مفهوم النقد الأدبي ذاته ينبغي علينا أن نعيد بلورته من جديد، لكي لا ننقل المنهجيات والإشكاليات المطبقة على الأدبيات الحديثة كما هي ونطبقها بشكل تعسفي على الخطاب الديني، ولكن فيما وراء الخطاب النبوي أو فيما عداه ما هي المكانة التي يمكن أن نحددها مثلا لذلك الإنتاج الضخم الذي خلفته الكتبات الدينية المتفجرة والمتبعثرة التي تمشي بكل الدروب وفي كل الإتجاهات ؟
أما القراءة الإيمانية فهي قرأءة تتمحور حول التراث الإسلامي الكلاسيكي داخل سياجيها الدوغمائي المغلق واقصد بهذا المصطلح مجمل العقائد الدينية والتصورات والمسلمات والموضوعات التي تتيح لنظام من العقائد واللاعقائد أن يشتغل بمنأى عن كل تدخل نقدي، سواء من الداخل أو من الخارج فالمؤمنون المسجونون داخل السياج الدوغمائي يتبنون استراتيجية الرفض، وهي تستخدم ترسانة كاملة من الإكراهات والمجريات الاستدلالية والشكلانية التي تتيح المحافظة على الإيمان أو تجيشة وتعبئته. إن الإنسان المنغلق داخل هذا السجن العقائدي يشعر بمتعة عظيمة ،لأنه يعيش حالة أمان وإطمئنان داخله، ويكفي أن نتحدث مع أي مؤمن لكي تفهم آلية اشتغال الأيمان لديه أي السياج المغلق، فهو يردد نفس العقائد ونفس الحكايات والأساطير والقصص التبجيلية أو المعجزات الخارقة للعادة ، ويشعر بمتعة عظيمة أو عصبية كبيرة، وهو يؤمن بكل ذلك وأحيانا يكون مستعد للتضحية بنفسه من أجل عقيدته المغلقة على ذاتها.
إن القراءات الإيمانية للنصوص التأسيسة هي في ذات الوقت إمكان أو محطات لانبثاق المعنى أو اندلاعه، وهي كذلك امكان لانبثاق آثار المعنى والتصورات والتركيبات الاسطورية أو الأيديولوجية، وذلك طبقا لنوعية الفئات الاجتماعية وأنماط الثقافة المستخدمة ومستوياتها، وهذا الأمر ينطبق على القراءات الإسلامية القديمة التي قدسها الزمن المتطاول قليلا أوكثيرا، كما ينطبق على القراءات المعاصرة، هناك إذا نوعان من النصوص ، النصوص التأسيسية الأولى المتمثلة بالقرآن والتي أضيف لها الحديث لاحقا، وهناك النصوص التفسيرية التي تعلق على الأولى وتشرحها، وهناك علاقات وظائفية شغالة كائنة بين النص الرسمي الناجز والمغلق( القرآن والحديث) وبين النصوص التي انبنت عليها وفسرتها، وهذه العلاقات لا تختلف في شيء سواء أكان الأمر يتعلق بالنصوص الدينية السائدة في المجتمعات الدينية أو السياسية اي التي شهدت ثورات سياسية، فالعلاقات هنا وهناك تشتغل بنفس الطريقة، ولكن النصوص المؤسسة للمجتمعات الحديثة تتمتع بوضوح تاريخي وأدوات تحليلية تستبعد أي لجوء للسر أو المجهول أو ما هو خارق للطبيعة المتعالي المقدس المثير. ومن المعلوم أن عمليات التقديس وخلع الطابع المجازي أو الخيالي الجميل على الأشياء، وعمليات التسامي والتحوير والأسطرة والمخاتلة تعتمد عليها، وفي كلتا الحالتين ينبغي على الباحث أن يحدد نمط العقل الشغال هنا أو هناك، فهناك العقل القواعدي النحوي وهناك العقل اللاهوتي والعقل التشريعي، والعقل التاريخي والعقل الفلسفي ..الخ، هناك أنماط عديدة من العقل. وينبغي عليه أن يحدد أيضا نمط العقلانيات والمخيال المنتج والمتولد، وكذلك طرائق تدخل الخيال الخلاق كما هو عليه الحال لدى المفكرين المبدعين.
إن الدراسات الإسلامية تعاني من فقر معرفي كبير، فلا يزال المسلمون يفرضون على أنفسهم الكثير من أنواع البتر والردع والمحرمات، الى حد أنهم يصابون بالشلل المعرفي أو الفكري، وهذا ما يزيد من تبعيتهم ومن تأخر الدراسات التي قدموها عن القرآن في آن معا، فدراساتهم تلك منذ القرن التاسع عشر ليس لها أهمية كشفية أو معرفية بقدر ما لها أهمية وثائقية، بمعنى أنه لايمكن أن نستفيد منها لفهم القرآن وإضاءته من الداخل إضاءة علمية، وإنما من أجل فهم عقليتهم أو كتابة تاريخ لعلم النفس الديني لديهم، كما ويمكن استخدامها للتعرف على التوسعات الخيالية والشطحات الهائلة للخطاب الديني في شتى أنحاء العالم الإسلامي.
من المعروف أن القرآن هو مجموعة من العبارات الشفهية في بداية الأمر، ولكنها دونت ضمن ظروف تاريخية لم نستطع كشف النقاب عنها الى غاية هذه اللحظة، ثم رفعت هذه المدونة الى مستوى الكتاب المقدس بواسطة العمل الجبار من قبل المفكرين والفقهاء المسلمين، واعتبرهذا الكتاب بمثابة الحافظ للكلام المتعالي لله الذي بدوره أخذ يشكل المرجعية المطلقة والاجبارية التي ينبغي أن تتقيد بها كل أعمال المؤمنين وسلوكهم وأفكارهم، هؤلاء المؤمنين الذين ينضون تحت إسم الأمة المفسرة، أي الأمة التي تفسر القرآن جيلا بعد جيل بحسب إمكانياتها المعرفية.
يوجد في هذا التحديد المختصر لموضوع القرآن في هذه البحث، تكثيف لمجموعة من المفاهيم والمشاكل التي لا تزال تنتظر توضيحات قائمة على المحاجات العقلية، وشاملة بما فيه الكفاية لكي تفرض نفسها بشكل عميق ليس على الباحثين المتخصصين وإنما كذلك على المؤمنين الملتزمين بالطقوس العبادية، هذه النقطة مهمة جدا كيما نخرج من ذلك العقل الذي يفسر ويجزئ ويحاكم دون أن يكشف فعلا عن الآليات الخفية للإيمان أو عن رزوح المهيمن وآثاره ودلالاته. ذلك أن الإيمان هو معطى موضوعي شبيه باية ظاهرة بشرية أو طبيعية، وبالتالي ينبغي أن لا تهمله الدراسة العلمية بحجة أنه وهم، او لا يمكن القبض عليه ،كما ينبغي على الباحث المفكر أن يدمج في حقل دراساته التحليلة كل ما يعاش وينبثق من داخل هذا السياج الدوغمائي، ينبغي عليه أن يحرث في عمق هذه المجتمعات وهو يحاول أن يفسر حقيقة خطاباتها الدينية .لنعود وبعد هذه الإيضاحات التي كان لابد منها الى مسألة تاريخية القرآن ..
لدينا هنا دين يقدم نفسه على أنه استثناء مختلفا عن كافة الأديان الأخرى بصفته الدين الحقيقي، لأنه كان المحطة الأخيرة التي توقف فيها الوحي، أو توقفت فيها صلة السماء بالأرض، ولدينا من جهة أخرى التاريخ المتولد أو المصاغ عن طريق البشر المتحركين أو الفاعلين في الزمن الذي تزيد في تسارعه إنتفاضة الحياة التي لا يمكن مقاومتها الى الحد الذي يبدو معه، أن الأنسان يعيد اليوم من جديد صنع التجربة التراجيديه كما حصل في زمن الأغريق القدماء، نؤكد بداية أن هذه الصورة الضاغطة والمباشرة والصراعية هي خارجة عن نطاق الفكر الإسلامي الكلاسيكي، وابتدأت المجتمعات الاسلامية تعيشها بشكل تجريبي منذ نهاية القرن التاسع عشر وبشكل أكثر كثافة وحدة منذ خمسينيات القرن الماضي، لكن الفكر الإسلامي الحديث لم ينظر حتى اليوم ضمن منظور فلسفي بحت لذلك التناقض العميق الذي يربط بين الوحي والحقيقة والتاريخ. علينا هنا أن نحلل وضع الإسلام الراهن في مواجهة الحداثة بشكل صحيح، كيما نتوصل أو نوسع مجال التحري والبحث لكي يشمل ليس فقط الفكر الإسلامي الكلاسيكي وإنما القرآن نفسه، إن المهمة كما ألح عليها تبدو مرعبة لأسباب معروفة جيدا، سوف نرى مع ذلك لماذا هي شيء لا بد منه، هذا إذا ما أردنا أن نعالج بشكل دقيق المكان الذي أتيح للتاريخية أن تحتله في الاسلام .
سوف أبدء بالبحث عن إشكالية معينة تأخذ بعين الإعتبار الوضع الخاص بالإسلام من جهة، وكل المصاعب التي كانت قد اثيرت من قبل الفكر الغربي من جهة اخرى ، وهذا شيء مهم للغاية حتى نتوصل الى فكفكفة هذه العلاقات التي ما تزال تتشابك بفعل عوامل كثيرة .
أين هي الإشكالية..
إذ نتحدث عن الإشكالية فإننا لا نقصد أبدا الإنصياع الى زي ثقافي رائج ومتداول ، وإنما الأمر يتعلق بمحاولة الإجابة عن انتظار المسلمين المتشوقين الى فهم وضعهم في العالم المعاصر، والمشتتين بين تناقضات مختلفة يرغبون في تجاوزها، حتى ولو لم يكن ذلك إلا بواسطة إيضاحات مهدئة ، مع ذلك فإن الإشكالية المستهدفة لا يمكن أن تأخذ في مفهومنا إلا قيمة الفرضية المساعدة على الكشف، ذلك أننا نعي جيدا خطورة المرحلة التاريخية التي يجتازها الفكر الإسلامي مع كل الحاجة الملحة لدمج وإدخال مفهوم التاريخ ضمن مقولاته، أما المتزمتون الذين يسيطرون على قطاعات واسعة من الرأي العام الإسلامي المعاصر، فسينظرون الى أن هذا العمل قد أنجز من قبل القرآن وسيرة النبي وكذلك ابن خلدون ..سوف أبين بأن مثل هذا الموقف الذي لا يزال شائعا يتضمن بالضرورة، رفضا قاطعا لمفهوم التاريخية بل والتفكير حولها بشكل معقول، إن قيمة أي فكر وقوته تظهر بالقياس الى المفهومات والمصطلحات التي يخلقها، أو التي يعدل من محتواها ونتائجئها، وطريقة استخدامها، تبعا لذلك سأحاول أن أجعل من الاسلام والتاريخية والتقدم مفهومات فعالة من أجل شيء آخر تماما في سياق هذا البحث الصعب، ثم نثير السوال المهم عن مدى إمكانية نجاح وجدية المناهج المستخدمة سابقا في مجالات علمية مختلفة وفي غير مجالها .

وبدءا من الاستخدام الذي كان القرآن قد أجراه، فإن مصطلح الإسلام كان قد امتد تدريجيا واتسع لكي يشمل مجالات شديدة الإختلاف، بحيث لم يعد يكفي لتعريفه القول بأن الأمر يتعلق بدين يتميز من قبل شعائره، أو هو دين الإسلام أو ان الإسلام هو الدين الذي أتى به محمد، أرى فيما يخص تحليلنا هنا أن مفهوم الدين نفسه ينبغي أن يعاد التفكير فيه على ضؤ المنجزات العديدة للعلم المعاصر .
هناك تعريف اسلامي للإسلام يمكن أن يخدمنا كقاعدة ننطلق منها للوصول الى تعريف إشكالي، أي يقصد إثارة أسئلة جديدة تتعلق بمعنى العامل الديني ووظيفته طبقا للنموذج الإسلامي .
كانت الخطوط الكبرى لهذا التعريف الإسلامي قد جمعت حديثا في الموسوعة القرآنية الاسلامية بحيث نجد أن الصيغة المعجمية لكلمة اسلام قد تكررت ثماني مرات في القرآن بمعنى التسليم بالنفس لله ويتضمن هذا التسليم بالنفس نوعا من الإستبطان لنداء الله المنعم والرحيم وواهب الحياة، ثم بعدئذ الإيمان المتميز بشكل واضح عن الاسلام كما راحت تؤسس له سورة التوبة وسورة الحجرات.
من الأهمية بمكان أن نضيف الى ذلك، أنه منذ البداية فإن هذا الاستخدام لكلمة إسلام كان يحمل مفهوم تحدي الموت والتضحية بالنفس في سبيل النضال من اجل قضية الله ورسوله، مهما يكن من امر فانه من الواضح ان القرآن يركز بشكل شديد على ضرورة الإيمان وكل الأعمال التي تعبر عنه، في الوقت الذي راح فيه الحديث والفكر الكلاسيكي كله يؤكد على التلاحم بين العلاقات التالية أسلام ـ إيمان ـ دين ـ قانون ـ أخلاق ، مع تذكيرنا هنا على تجربة المدينة والنجاح السياسي، مما يسمح لنا بالقول أن ما حصل هو حدث تاريخي بشكل كامل .
هذا ما يفسر لنا التداخل في السور المدنية بين الذرى الوجودية، وبين النماذج المكونة والمحركة للوجود البشري التي نسعى بوسائلنا أن نفرق بينها، أريد أن أشير هنا الى التعارضات الثنائية ذات الطابع الأيديولوجي بين الزمني والروحي، الدنيوي والمقدس، العلماني والديني ....
على قاعدة هذا الخلط بين الذرى الوجودية ومستويات المعنى ، تشكل ذلك المفهوم الراسخ .. دار الإسلام معارضا بذلك عالم الكفر أو الحرب، وقد أكدت في موضع سابق على طريقة الإدراك الحسي والتعقل الاسلامي الصرف لكل آية قرآنية أو حديث محفوظ، مما سمح بديمومة الهيكل الأبستمي للإسلام، بحيث أن الاسلام الذي ينتج عن ذلك هو الدين الصحيح ويلغي كل الإسلامات الأخرى، ولا يمكن هو أن يُلغى أو يبطُل، إنه إذن متعال وفوق تاريخي، هكذا يمكن أن نرى مدى الصعوبات التي سوف تنتج عن اسلام كهذا من جهة، والتاريخية من جهة أخرى .
إن إدخال البعد التاريخي في التحليل سوف يضطرنا للتفريق بين الإسلام المثالي، وبين الإسلام التاريخي الذي تشكل وفق نسق من الكينونة الوجودية المعاشة في التاريخ، لقد أتاحت لنا سلسلة من الدراسات الأستشراقية أن نتأكد بشكل راسخ من وجود هذين النوعين من الإسلام، مما أتاح لنا أن نكتشف كيف وأين حدثت الإنقطاعات بين الاسلام التاريخي والإسلام المثالي ، سوف نرى كم هي جد عسيرة هذه المسألة، ذلك أنه ينبغي حيازة معلومات أو القبض على معلومات تنقصنا من أجل أن نميز بين الدين المعاش المفهوم بشكل غير مطابق، والدين غير المعاش وغير المفهوم بشكل متكافئ، لكن الخاضع للتحليل العلمي، ثم الدين المعاش والسائر نحو الوصف المتكافئ والتفسير الصحيح .
سوف تلقى كل هذه الإشارات بصيصا من نور على طريق تحليل مفهوم التاريخية . كانت هذه الكلمة قد ظهرت كما يقول روبير في قاموس لاروس واستخدمت من قبل الفلاسفة الوجوديين، الذين كانوا يعبورن من خلالها على ذلك الإمتياز الخاص الذي يمتلكه الإنسان في إنتاج سلسلة من الأحداث الثقافية والأجتماعية، التي تشكل بمجموعها مصير البشرية، بهذا المعنى فإن المصطلح يفيدنا في تأمل التغير والتفكير به كمقوله وجودية مرتبطة بذرى الكينونة والمعرفة والقيمة. هنا راحت تظهر المشكلات الفلسفية الأكثر هولا كالتاريخية ، والحقيقة المطلقة، والعقل الأعلى الذي تعرف عليها القرآن وصاغها بشكل واضح .
يمكن أن نفهم التاريخية هنا على أنها الطبيعة الخاصة التي تتميز بها الأنظمة الأجتماعية والتي تمكنها من حرية الحركة والفعل في الزمن، او المسار الذي يخطه التاريخ وحركة المجتمعات التي تصنع هذا الفعل بواسطة هيمنة ثقافة ينتجها عقل في سياق اجتماعي محدد .
نستخلص من هذا التحديد إمكانية تجاوز التعارض المفتعل بين البنية والتاريخ وأن نمفصل على العكس بين التحليل الأجتماعي والمنظور التاريخي، إن تجلي القيمة هنا يوضح لنا كيف أن الإسلام المثالي يتدخل كنوع من المعرفة النموذجية من أجل توظيف التاريخية أو إبطائها في المجتمعات الإسلامية .
هناك معنى للتاريخية يبدو أنه مقصور على علماء التاريخ المحترفين، وهو يعني تلك الخاصية التي يتميز بها كل ما هو تاريخي، أي ما ليس خيالا أو وهما، والذي تحدده وسائل النقد التاريخي. إن هذا التعريف العلمي ظاهريا ينطوي في الواقع على مخاطر كبيرة يعريها تاريخ المؤرخين، أن محاكمة التاريخ على هذا النحو الذي يحدث معروفة جدا لدرجة أنه لا لزوم لإثارتها هنا .. لقد راح عبد الله العروي يعيد الأعتبار الى مفهوم التأريخية بحماسة منقطعة النظير وذلك ضمن إطار نقدي في فضاء الثقافة العربية .
إن التأريخية هي من المصطلحات التي تثير مناقشات الى الحد الذي تصبح فيه عصية على مجال التداول أو الأستخدام، حيث تبدو كل هذه التعريفات ذات صبغة أيديولوجية، لكن التاريخ حقلا لتنافس الدوافع البشرية، ومن غير الممكن أن نتوصل الى فك رموزه بمعونة تلك التحديدات الشكلية التي لا يمكن ضبطها بتحديدات واقعية ملموسة، اقصد تحقيق فصل جذري بين المستوى النقدي والمستوى الوجودي، وتنطبق هذه ايضا على التاريخية التي أدت الى هيجان وجودي لا يحتمل فيما يتعلق بالفلسفة الوجودية، التارخية تعترف صراحة بذلك، أي بتلك الفرضيات الفلسفية والأيديولوجية، يظهر ذلك عندما يلتزم المؤرخ بحدود مهمة تاريخية متيافيزيقية، وبالتالي تسقط هنا حتى القيم الفنية والجمالية في الوقت الذي يصبح الهدف المنشود هو التبرير لقيم دينية وأخلاقية، أو سياسية ثقافية، ومحاولة تأصيلها، وذلك عن طريق التلاعب بالتاريخ وتوجيهه في خط مستقيم ومتواصل ينطوي على رؤيتين للتاريخ هما :
إما التقدم المتدرج مع الزمن إنطلاقا من أصل ثم سعيه الى الكمال وهذه هي نظرة الفلسفة الوضعية .
وإما التقدم التراجعي اي الى الخلف، وذلك إنطلاقا من أصل متعال والتوجه نحو مستقبل أخروي وهذه هي النظرة الدينية .
يبدو هنا ضروريا وملحا أن نوضح المصطلحات عن طريق دمج وتمثل كل أنواع النقد والمتطلبات التي فصلها العروي تحت اسم التأريخية، وسوف نستهدي هنا بمصطلح التاريخية. لن نلقي بالا الى الاختلاف اللغوي المصطلحي، فهذا لا يعنينا هنا، كما أنه ليس ذو دلالات بالغة كما راح يؤكد على ذلك العروي في جزء كبير من تحليله للمصطلح، لكن منذ اللحظة التي ارتبط بها مصطلح التأريخية الظافرة التي أصبحت بدءا من القرن الثامن عشر سائدة في الغرب، بفعل نجاحات الحضارة المادية، كان الفلاسفة والأخلاقيون الدينيون او العلمانيون قد نبهوا بالحاح الى مخاطر الطلاق الزائد الحد بين التقدم التكنلوجي والتقدم الروحي للإنسان، راح الفكر الإصلاحي الإسلامي يستغل هذه النقلة كثيرا أو يدين لا روحانية الغرب من أجل أن يجدد الثقة بالوحي القرآني، هذا يعني أن الفكر الديني كان قد رضي لنفسه بأن يستمتع بالترنيمات التقوية أو التصورات المثالية، في حين كان عليه أن يقوم بشيء معاكس أي أن يعري كل المشاكل البشرية الناتجة عن التقنية كما فعل على سبيل المثال الفكر الماركسي وإن بنجاح زهيد .
من المعروف أن العلوم الإنسانية تثير إعتراضات حتى داخل الفكر الغربي نفسه، وفي الناحية الإسلامية تُحدثُ نوعا من التضخم غير المسيطر عليه والإرتياب المستمر في الأواسط المحافظة، ينبغي اذن على المفكر المسلم أن يناضل على جبهتين من أن أجل أن يبلور مشروع فكري حر وخالص وبعيد عن كل تبعية ويكون في الوقت نفسه مقبولا ..
ينبغي فيما يخص العلوم الإنسانية التمييز باستمرار بين النتائج الإيجابية، ثم الدروس المحررة لهذه العلوم، وبين التفسيرات الإختزالية، راح مثلا نصر أبو زيد يؤسس لهذا الجدل في قرأة التاريخ وحتى في كتابته للتاريخ ، بالإضافة الى الجهود المتميزة لأركون في هذا الصدد، والتي سنعود لها لاحقا، لقد أو ضح كليهما كيف يمكن لفضولية المؤرخ أن تتسع كثيرا بفضل استخدامه لمجموعة مناهج متعددة تتيح له أن لا يكتب بعد الآن تاريخا مهمشا ومجزؤا، كما تبين النقص الفاضح والتأخر المريع الذي يعتور هذه البحوث .. هذه الملاحظة تدخلنا في الصميم، ذلك أن ممارسة العلوم الإنسانية شيء مرتبط بالتقدم والتارخية، السؤال الذي يطرح نفسه هو ضمن اي مقياس وإلى أي حد يمكن نقل إشكاليات العلوم هذه ومكتسباتها الى المجال الإسلامي وذلك من أجل تحفيز واثارة الوعي الإسلامي وذلك برغم الجهود التي بذلها المفكرين في هذا السبيل ؟
إن الحديث عن التاريخية بشكل واع في مجال إسلامي ما، أمر ضروري من وجهة نظر ذاتية، أي وجهة نظر الباحث، لكنه خطر من وجهة نظر موضوعية، بل أنه مستحيل، إن النقد التاريخي المطبق على القرآن والحديث والفقه والذي طبق سابقا على الشعر الجاهلي، كان قد أثار ولا يزال يثير ردود فعل عنيفة من قبل المجتمع الذي يشعر بأنه مهدد في حقائقه المطلقة وقيمه الراسخة، فالعلم الوضعي له بهذا الخصوص تأثير مثبطا لكل هذه التوترات التي تعانيها هذه المجتمعات والتي ترى في ذلك نوعا من تهديد لكيانها الوجودي والفكري برمته ...
نلاحظ بهذا الصدد كيف أن أطر الأجتماعية الثقافية المعرفية في المجتمعات الإسلامية تطرح ثلاثة أنواع من الخطاب :
ـ خطاب اصولي هو امتداد لخطاب لاهوتي قديم .
ـ خطاب ايديولوجي رسمي يستلهم قيم الخطاب السابق لكنه يغير من شروط ممارسة اللغة الدينية .
ـ خطاب شبه علمي يمزج بين بديهيات من الأول وفرضيات من الثاني ومقاطع متفرقة من العلوم الكلاسيكية الإسلامية أو العلوم الغربية الحديثة .. لكن المشكلة هو عندما يصل الباحث الى المناطق المحرمة فإنه إما ينكص أو يتراجع أو يستعيد الأفكار المتداولة لايديولوجيا الكفاح ..
ما الذي يمكن فعله في مواجهة هذه المعطيات السياسية التي تحدد التاريخية الحاضرة للمجتمعات الإسلامية ؟
إن معالجة التاريخية بالمعنى الفلسفي يعني القبول بتطبيق القرارات المنهجية والأبستمولوجية التالية على القرآن بل على التراث الأسلامي برمته.
ينبغي إعادة ترميم أو لملمة الحقيقة التاريخية المعاشة من قبل المعاصرين في كثافتها الأولى، مما يسمح بإعادة قرأة جذرية للقرآن وإعادة التفحص النقدي للفترة التأسيسة الأولى التي شكلت فيما بعد الذاكرة الجماعية الأسلامية، مما يسمح كذلك بتشظي أو إنفجار الوعي الأسطوري في إتجاهين :
الأول إتجاه اديولوجي، والثاني إتجاه نحو ممارسة مسؤلة للمعرفة التي تهدف الى تغليب البحث الحر المفتوح .
إن تطور كهذا سوف يطرح مشكلة النفاذ الى القرآن دون المرور على تلك الدراسات التبجيلية التي تضغط الوعي باتجاه مغاير، في الواقع إن الأسطورة المنقولة بواسطة لغة غير أسطورية لا يمكن أن تُعبر عن الأولية في شكلها البريء، يضاف الى ذلك أن الممارسة العلمية السائدة اليوم ترفض كل استراتيجية تهدف لاسترجاع المعتقدات أو القيم التي يتعذر التأكد منها، عن طريق وسائل التفحص المتداولة والمعترف بها. هنا تُبرز التاريخية الخاصة بالوضع البشري كل طاقتها التثقيفية، إنّ الإنسان إذ يعدل علاقته مع الطبيعة ومن شروط تحققه الأجتماعية والثقافية، فإنه يغير بذلك نموذج رؤيته للواقع والمعنى، بدء من اللحظة التي يتمكن منها من خلق كائنات حية في أنبوب الإختبار، فأنه يهجر عندئذ الفضاء الساحر الذي ولدت فيه الآيات القرآنية المتعلقة بقضية الخلق اي خلق الوجود، ستخلق لديه نوعا من الحماسة يصل الى حد الأرتعاد، سيمر عندئذ من أخلاقية الأقتناع الى أخلاقية مسؤولة، ينبغي وضع التاريخية في قلب تجارب المجتمعات الإسلامية، ثم تتبع مصير الدين الذي هو أحد مكوناتها، هكذا يمكن التوقف عن استثمار ذلك التعارض الثنائي الذي يتمسك به الفكر الأصلاحي ما بين رسالة متعالية نهائية ثابتة لا تتغير ولا علاقة لها بأية رسالة أخرى ولا علاقة لها كذلك بالتاريخ المصنوع من أحداث مرحلية أو ظرفية عابرة .. مما يعني أنه ينبغي أن نهجر كل ذلك لكي نموضع في مهب الريح كلام الله الموحى به في القرآن، ولكن الفكر الإسلامي لا يمكن بعد هذه اللحظة أن يتحاشى تلك الفتوحات الجديدة في هذا المضمار في تاريخ الأديان، والأديان المقارنة، وعلم الإجتماع، والتحليل النفسي للمجتمعات، وعلم الألسنيات والأنثربيولوجيا الدينية ..إن الأمر يتعلق بمفهوم طرح كلام الله طرحا اشكاليا ضمن التوجهات التي فتحها العلم المعاصر .
إن هذا الرفض للأسبقية اللاهوتية سوف يدان من قبل اللاهوتين ذلك لأنهم لا يرون فيه موقفا يقود بالضرورة الى تفسيرات إختزالية للدين، وهذه مشكلة تتضمن موقفا يطغى على نظام العمل التاريخي برمته، ولا يسمح بالبحث الحر أو اتخاذ موقف مغاير .
إن أحدى السبل التي تقودنا الى الأنخراط في بحث حر ومفتوح عن المعنى وللمعنى هو بالضبط ذلك العلم الذي دشنته الألسنيات، إن الأفتتان بعلم اللسنيات راجع الى الأمل بالخلاص النهائي الذي كان قد تزحزح عن مكانه السابق باتجاه علم يهتم جيدا بالسؤال المركزي الذي بدأنا به هذا التحليل وهو طبقا لأية آلية ينبني المعنى أو ينحل أو يحتجب ويتعرى؟
و تاريخيتنا هي بالضبط نسيج من العلامات والرموز التي نوظف فيها رغباتنا أو هلوساتنا أو مفاهيمنا، ثم صراعنا ضد الحقيقة، وضد الموت.. الخ، لقد حظيت اللغة الدينية في كل مكان بامتياز اقتراح التعابير الطازجة التي تكيف الوضع البشري، فصار التاريخ هو الساحة التي تصطرع فيها همومنا وأفكارنا وتوجهاتنا، وصارت اللغة هي الأداة التي تعمقت من خلالها كينونتنا وشعورنا بهذه الكينونة ولفكفكة هذه العلاقة بين مفاهيم الدين والتاريخ ، لابد من اللجؤ الى الألسنيات..
إن الدين كمصدر للتجربة الميتافيزيقية، لا يمكن أن يكون موضوعا لأية محاولة إختزالية ضمن خطوط هذا البحث الذي أنتهينا من تحديده آنفا، على العكس نلتقي من خلال الخطاب القرآني والإسلام التاريخي بمسألة الكينونة والتاريخية وقد تخلصت أو نقيت من الأسطرة والخرافات وكافة التحديدات التعسفية للوعي الخاطئ والبدائل الخاطئة للعقلانية المثالية.
كيف يمكن لنا أن نموضع القضايا التي أثيرت سابقا في إطار معرفي محدد يمكن من خلاله أن ننفذ الى تحديد أكثر وضوحا فيما يتعلق بمسألة التاريخية للفكر الأسلامي بأجمعه؟ اقترح هنا طرح بعض الركائز التي تسمح بإضاءة واسعة وأعرف أنها وإن كانت تتطلب الكثير من الجهد والوقت فسأمر عليها بشكل مختصر وآمل أن أعود لها في بحث مستفيض .



#تيسير_الفارس_العفيشات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حفريات في الأسس - تاريخية القرآن - 1
- نظام العلامات في القرآن -ج3
- نظام العلامات في القرآن - ج2
- نظام العلامات في القرآن - ج1
- أحمد الحمود شاعر الاختلاف والمغايرة
- تفكيك النص القرآني - مدخل عام -ج3
- كيف تشكل المعنى في الخطاب القرآني
- تفكيك النص القرآني وتحليل البنية الخطابية المقدمة - ج2
- تفكيك النص القرآني - تحليل البنى اللغوية والدلالية - المقدمة ...
- نيوزلندا-- زيارتي إلى جبل ألكوك
- قراءة مواربة في تجربة الشاعر السوري سامي احمد ....
- نيتشه - ومفهوم العدمية
- الشاعر أحمد أبو ردن ....
- نيوزلندا ... زيارتي إلى أوكييا أقدم كنيسة في نيوزلندا
- مع قصيدة سميح وجه في المرآه
- بقايا مدينة وآثار صلاة لم تكتمل
- رحلتي الى جبل تاراناكي في الجزيرة الشمالية / نيوزلندا
- رحلتي الى دير جون سانتا في هضاب مدينة هستن ....الجزء الاول
- مايكوفسكي وصديقه يسينين


المزيد.....




- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي
- يهود متشددون يفحصون حطام صاروخ أرض-أرض إيراني
- “متع أطفالك ونمي أفكارهم” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 ب ...
- لولو يا لولو ” اظبطي تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- شاهد: عائلات يهودية تتفقد حطام صاروخ إيراني تم اعتراضه في مد ...
- أمين عام -الجماعة الإسلامية- في لبنان: غزة لن تبقى وحدها توا ...
- وزيرة الداخلية الألمانية: الخطوط الحمراء واضحة.. لا دعاية لد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير الفارس العفيشات - حفريات في الأسس - تاريخية القرآن. 2