أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - هناك اهداف بعيدة المدى خلف الاساءة لشعور المسلمين














المزيد.....

هناك اهداف بعيدة المدى خلف الاساءة لشعور المسلمين


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1448 - 2006 / 2 / 1 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بداية هذه الموضوعة نعلن عن استنكارنا وشجبنا لماء جاء من تجاوز وخدش لمشاعر ملايين المسلمين في العالم بما يخص الاساءة للنبي محمد " ص " من قبل الصحيفة الدنماركية يولاند بوسطن .. وبما انه هدف معروف فنحن لن نتوقف عنده كثيراً ولا نستبعد ان تكون هناك اهداف اخرى ابعد من قضية النشر والاساءة في هذه الصحيفة المسخ التي لا تتجوز حدودها ليس المحافظة فحسب بل البلدية التي تطبع فيها، فالقضية تعود الى اربعة اشهر سابقة حاول البعض في الدنمارك الاحتجاج عليها وشجبها وقد انحصر موضوعها بين جدران المحافظة لا اكثر ولم يتوسع صداها في ذلك الحين حتى الى مدن دنماركية او الدول الاسكندنافية ولو تركت واهملت لماتت اساساً في مهدها، لكن فجأة وبعد حوالي اربعة اشهر حركت بطريقة دراماتيكية وخلال ايام معدودات اصبحت قضية الشارع الحكومي العربي اولاً والاعلام المقروء والمسموع والتلفزة والانترنيت والشارع الشعبي ثانية حيث قامت الدنيا في بعض الاوساط ولم تقعد وبدأ البعض استغلالها حكومياً واعلامياً واقتصادياً وحتى سياسياً فجرى سحب بعض السفراء العرب او استدعائهم للاحتجاج وتحركت اواسط معينة لمقاطعة البضائع الدنماركية حيث السذاجة بتعقيدات عمل الشركات متعددة الجنسيات اي بمعنى آخر وضع علامات تجارية اخرى لشركات غير دنماركية اذا كانت الخسارات جسيمة وغيرها من الاجراءات التي تؤمن عدم خسارة رؤوس الاموال وايجاد تصريفات متنوعة لاستمرار الارباح ولنا تجارب كثيرة في هذا المضمار نسوق احداها وهي البضائع الاسرائيلية المنتشرة في الكثير من الدول العربية والاسلامية تحت غطاء شركات اخرى لم تفد المقاطعة العربية في اشد الاوضاع ان توقفها الا بشكل اعلامي، اما تجربة الاساءة للنبي محمد " ص " فهي ليست الوحيدة ولنا تجربة فريدة اخرى في قضية كتاب سلمان رشدي المعروفة للداني والقاصي..
انظروا لهذه المسألة بعين حذرة وفكر خالي من اي عصبية او تعصب وفكروا بهدوء حتى نتابع الاهداف الاخرى من خلال الحدث الجديد.. القصة وما فيها ان الكاتب سلمان رشدي وقبل كتابه آيات شيطانية كان كاتباً متوسط الحال غير معروف في اواسط واسعة حتى من قبل الكثير من المثقفين العرب والمسلمين بعد صدور الكتاب والاساءة للنبي محمد " ص " سارع المرحوم الخميني في اصدار فتواه لقتل سلمان رشدي وكانت الفتوى عبارة عن قنبلة ذرية سقطت على رؤوس العالم فسارعت وسائل الاعلام الغربية وغير الغربية بنشر الفتوى وراحت الصحف والكتاب والسياسين والمثقفين يدلون بدلوهم فهاج الشارع الاسلامي وماج وبهذا الهياج ارتفعت مبيعات الكتاب الى مئات الالاف وترجمت الرواية الى عشرات اللغات وطبعت حتى في بعض الدول العربية حيث وزعت سرياً وهكذا نجحت الفتوى ليس من تجميد الاساءة او الحد منها بل توسيعها واستفحالها ونشرها على العالم غير الاسلامي " للضحك قال لي احد الاخوة المثقفين السورين حينذاك انها وصلت الى التبت والاسكيمو " وهكذا قرأ العالم غير الاسلامي تلك الرواية والاساءات وبما انه لا يعرف مدى صحتها او شيئاً عن سيرة النبي والاسلام فقد صدقها من صدق وبات سلمان رشدي ملياردراً مشهوراً جداً يستقبله رؤوساء الحكومات والمحافل الثقافية بكل ترحاب وبذخ لمكانته المشهورة التي سببها فتوى السيد الخميني. باعتقادي كانت الفتوى مقصودة ومبيتة وهي الاساءة ليس لفعل وكتابة الكاتب بل نشر الكتاب وترجمته الى مئات اللغات في العالم.. اليوم تحاك قضية اخرى للاساءة للنبي ودفع الصحف غير الدنماركية لنشر الكاراكتير او الكتابة عن الموضوع وهذا ما حدث فقد وجدت الرسوم على بعض المواقع والمقالات في الانترنيت والحبل على الجرار، واصبحت يولاند بوسطن من صحيفة مفلسة وبائسة صحيفة مشهورة لا على نطاق الدول الاسكندنافية بل العالم اجمع، ولنقارن بين القضيتين الفتوى والضجة الدبلماسية العربية والاعلامية ، في المحصلة سنجد تحويل هذه القضية لتكون في متناول الجميع بدون استثناء ليس على العرب والمسلمين بل العالم باجمعه وهذا ما حصل بالضبط.. ان الهدف من هذه الضجة اعادة الاساءة للنبي وتوجيه المشاعر الجماهيرية الغاضبة على اوضاعها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والصحية والتعلمية والسكنية والبطالة والفقر الى قضية سوف تنسى بعد حين مثلما حدث لكتاب سلمان رشدى التي نسيت لا بل خطأت الفتوى وجرى سحبها من الساحة السياسية الدينية، وسوف يعود التعامل الدبلماسي والسياسي والاقتصادي على اشده في المستقبل مع الدنمارك مثلما عاد مع بريطانيا وعندئذ سيكون الضحك على الذقون في نهاية المطاف قد اكمل دورته وصار عبارة عن تندرات بعد انتهاء المسرحية الهزيلة، بعد هذه الاحداث اعتذر رئيس تحرير جريدة يولاند بوسطن وفي معرض حديثه اشار انه يعتذر لانه جرح شعور المسلمين بعض الحكومات والجمعيات والتجمعات طالبت الحكومة الدنماركية ان تعتذر ايضاً فرفضت الاعتذار على لسان رئيس الوزراء اندرياس فوراسموس اليميني القح لكنه استحسن اعتذار الجريدة الدنماركية وبرر ذلك بحرية الاعلام وعدم تدخلهم فيه.
المصيبة ان المطالبين يتصورون ان الصحافة في الدنمارك او الدول الاسكندنافية او الغرب محكومة بشكل مطلق من قبل الحكومات وهذا تصور مغلوط فان الحكومة او الحكومات لا تستطيع التدخل او ترسم كما تريد لجهة اعلامية محددة وللاخيرة مساحات واسعة من الحريات في النشر او التعليق بما فيها انتقاد الملوك ورؤوساء الجمهورية ورئيس الحكومة والوزراء وغيرهم وهذه الاخيرة تعد جريمة تصل عقوبتها الى الاعدام في بعض الدول عندنا وتصل احكامها ال 30 او 20 سنة.
الملاحظة الاخيرة نجد هناك صمت غير قليل في الاواسط الايرانية الحكومية والشعبية والاحزاب التي تؤييد او تابعة لسياستها حيث كانت دون المستوى المطلوب وظهرت ضعيفة جداً امام تلك الضجة بخصوص الاساءة للسيد السيستناني والتي قامت ضد قناة الجزيرة المعروفة بمواقفها المعادية للشعب العراقي.
هل فهمتم الموضع؟



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وزارة التربية والتعليم والكيل بمكيالين في مديرية تربية الكرخ ...
- المصلحة العامة وحكومة الوحدة الوطنية
- سلالات الحقد الفاشي الرجعي الطائفي البغيض والاغتيالات وتفجير ...
- تصريحات مقتدي الصدر حول اسباب احتلال العراق!!..
- عندما يكون الصمت مسرحاً للكلمات
- الديمقراطية والأفكار المستوردة ما بين الادعاء والتطبيق الحقي ...
- الشهيدات العراقيات نجوم في سماء العراق خالدات في وجدان الشعب ...
- ماذا بعد خصخصة قطاع الدولة في العراق؟
- هل الانتخابات الأخيرة نظيفة جداً كما يدعي البغض؟..
- واشنطن تعرض رئاسة العراق على برزان ابراهيم التكريتي
- لم يكن صدام حسين يوماً رئيساً شرعياً للعراق
- الطائفية والدكتاتورية هما جوهر الفكر العدواني المعادي للآخر
- ماذا سيكون موقف المفوضية العليا من الخروقات المستمرة حتى بعد ...
- الثقافة الوطنية بالمواطنة وثقافة اقصاء الآخر
- الحوار المتمدن كرمة فكرية وافرة وجميلة
- اللعبة السياسية واستغلال اسم المرجعية الدينية في عملية الانت ...
- منهج الحوار الحضاري العلمي في ادارة الصراع في العراق*
- الثقافة الجديدة للراي والراي الآخر الاعتداء على فعالية الشيو ...
- وصرنا.. لا قسمة ضيزى تفرقنا
- مسلخ يضاهي مسلخ قصر النهاية وابو غريب


المزيد.....




- حفل زفاف -أسطوري- لملياردير أمريكي في مصر وعمرو دياب في صدار ...
- بالفيديو.. ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يستقبل وزير الخار ...
- مقتل 3 فلسطينيين على الأقل جراء غارة جوية إسرائيلية على مخيم ...
- لقاءات بالرياض لبحث وقف إطلاق النار بغزة
- الحرس الثوري: هدفنا تأمين مياه الخليج
- ضغوط في الداخل والخارج.. هل يتراجع نتنياهو عن عملية رفح؟
- الحراك الداعم لغزة يتمدد.. قمع في السوربون وطلاب جامعة كولوم ...
- حزب الله يقصف مواقع إسرائيلية والاحتلال يكثف غاراته على جنوب ...
- تعرض سفينة لأضرار قبالة اليمن وإيطاليا تعلن إسقاط مسيرة للحو ...
- فرنسا.. أكفّ مطلية بالدماء تضامنا مع غزة تثير غضب مؤيدين لإس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - هناك اهداف بعيدة المدى خلف الاساءة لشعور المسلمين