سامي كاب
(Ss)
الحوار المتمدن-العدد: 5541 - 2017 / 6 / 4 - 17:52
المحور:
المجتمع المدني
كنا صغار باعمار الورد
نلعب فتيانا وفتيات في البساتين بين السواقي تحت اشجار العنب والرمان والخوخ والدراق والمشمش والسفرجل والعناب
بكل فرح وحبور وبراءة
ابنة عمي من جيلي وكان عمري عشر سنوات كانت جميلة وذكية ورشيقة وراقية الافكار والكلمات والحركات
كنا نلعب سوية في البستان بكل براءة
نتناقش بالشعر والفلسفة والرياضيات والمخترعات والفيزياء
كنا نحب بعضنا حبا انسانيا طبيعيا فطريا بريئا
كان لون الحياة باعيننا جميل وطعم الحياة لذيذ وطريق الحياة سهل وكنا في قمة النشاط والحيوية والذكاء والتركيز
كنا نصنع الحب ونمنحه لاصدقائنا الذين حولنا ابناء جيلنا من الحارة والحي والقرية الصغيرة التي كنا نعيش بها
قرية ريفية بها ينابيع مياه وبساتين وخضرة وتضاريس متنوعة جبال وسهول ووديان ... قرية سياحية جميلة وهادئة
ثم كبرنا وافترقنا وذهب كل الى تعليمه ومستقبله
التقينا بعد 35 سنة
اقتربت من ابنة عمي ذاتها تلك الصديقة القديمة الطفلة البريئة الجميلة الوديعة المبتسمة الراقية الذكية الطيبة الرشيقة الانيقة الحلوة نقية القلب البسيطة الهادئة
اقتربت منها والذكريات زاخرة في رأسي والاحاسيس تتزاحم في داخلي مغلفة بالحب والاشتياق والحنين والطفولة والذاكرة الجميلة
مددت يدي لأسلم عليها فسحبت يدها وقالت لا اسلم على الرجال
تراجعت خطوتين وسألتها ما الحال ؟
قالت لا اتكلم مع الرجال
قلت لها الست انت فلانة ؟
الست انت من كانت صديقتي ونحن في عمر الطفولة نلهو ونلعب ونأكل وننام سوية في البستان ونحكي كذا ونغني كذا ونسبح بالغدير ونسهر في ليالي رمضان ونجلس حول الكانون ونحكي قصص محمد الشاطر ونص نصيص ونخرج صباحا في ايام الربيع حاملين فخاخ الصيد نصطاد العصافير وديوك السمن والسود والشنار ؟
ماذا جرى لك يا ابنة العم ؟
يا صديقتي ؟
ما ذا حصل ؟
قالت زوجي فلان شيخ اسلامي من مسؤولي الحركة الاسلامية الفلانية
وابي توفاه الله وانت تعرف
اخوتي كلهم بالحركة الاسلامية
وابنائي كذلك
وانا في هذه الحال لا املك نفسي
فانا ولية مطيعة
ارجوك لا تسبب لي المتاعب ولا لنفسك
هكذا انا راضية بعيشتي ومغلوب على امري
مع السلامة
وفارقتها وذهبت في طريقي احس بخيبة امل شديدة والم وحسرة
العن الله والانبياء والدين والمجتمع والقدر والتاريخ والجغرافيا واجدادي حتى السادس عشر
#سامي_كاب (هاشتاغ)
Ss#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟