أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - العطل ، تفضيل للكسل أم عزوف عن العمل؟؟














المزيد.....

العطل ، تفضيل للكسل أم عزوف عن العمل؟؟


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5540 - 2017 / 6 / 3 - 02:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العطل ، تفضيل للكسل أم عزوف عن العمل؟؟
العطلة كلمة ذات وقع سحري ومحبب للجميع، ينتظرها الإنسان الذي يتبني الفكر المثالي في العمل والحياة الناس ، من وقت لآخر، كوسيلة مثلى لتحسين الصحة النفسية والعقلية والجسدية ، وطريقة إيجابية لكسر حالة الملل لديه والتخلص من رتابة العمل وروتينيته ، وهي لا تعني أبدا ،عند الكثير من الأمم المتقدمة وتلك التي ترغب في التطور والتقدم ، مجرد تفضيل للكسل أو عزوف عن العمل ، أو هروب من القيام بالواجب ، كما هو حالها ومعناها في عوالمنا العربية والإسلامية - التي تدعي الرغبة في التطور والتقدم ، ومغربنا من بينها طبعا - التي ترتكز فيها على قواعد مدعمة لكل ما يعود عليها بالويل ويجر للتخلف ، حيث نجد إنسانها العربي عامة والمغربي على وجه الخصوص دائم البحث عن العطل والإجازات ، الرسمية منها والعرضية ، الدينية و الوطنية ، ربما أكثر من العمل نفسه ، الذي هو لديه هواية وليس احترافًا ، وفرض كفاية وليس فرض عين ، فلا يصحو من عطلة، حتى يبدأ في حساب عطلة أخرى ، متى تأتي وكم عدد أيامها، وهل يمكنه إلحاق ما قبلها أو ما بعدها من الأيام، لتطول مدتها ، كعيد الفطر وعيد الأضحى عيد الاستقلال وعيد العرش وعيد العمال وغيرها من الأعياد، وباقي الإجازات العرضية ، الإجازة المرضية وإجازة الوضع ورعاية الأسرة والعقيقة والوفاة ، إضافة إلى العطل الأسبوعية التي تفوق المائة يوم ، التي هي حاصل ضرب يومي السبت والأحد في 52 أسبوعًا والذي يعطي 104 يوما في السنة ، ما يجعل منا المواطن أكبر متسولي الدنيا للعطل والإجازات ، التي أضحت لدينا قاعدة وأساسا ، بينما يبقى أيام العمل عندنا من قبيل الاستثناء فقط ، كما يحدث في شهر رمضان الذي هو عندهم الجميع ،إلا من رحم ربي، إيذان بشهر العطلة العظيم، حيث يُتسابق خلاله لاقتناص لحظات اللاعمل بدعوى التعبد بالصيام والصلاة والتسبيح وتلاوة القرآن ، والتي تكشف الواقع بكل وضوح أنه يبقى كلاما بلا مفعول ، ويؤكد أن ما نقوله ونصرح وننادي به مجرد أصوات تخرج من الأفواه ولا تمر أبداً بالعقول ولا بالقلوب ، وتترك أساس وقيم الدين الحنيف الحقيقية الداعية لإصلاح النفس وتحليها بالمبادئ والقيم الحسنة والصفات الحميدة التي بعث سبحانه وتعالى رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم لاستكمال منظومتها ، وعلى رأسها العمل الصالح.
فهل بهذا المنطق اللامنطقي الذي يستوي - مع الأسف - في ميزانه الجميع ،إلا من رحم ربي ، يمكن أن يتطلع من يغط في نوم العطل والإجازات التي لا نهاية لها ، إلى غد أفضل ودخل أوفر وظروف أحسن ، وهل بمثل ذاك السلوك الشاذ - الشبه متفق عليه -الذي لا يبني وطنًا متقدما ، ولا يؤسس حضارة حديثة ، يمكن أن يحقق تنمية وازدهار ، من قرر أن لا يعمل إلا لمامًا خلال شهر كامل ؟ في مخالفة سافرة لما اتفقت عليه الأعراف والقوانين الوضعية وأقرته وحثت عليه التشريعات السماوية من أخلاق فاضلة وخصال حميدة ، وعلى رأسها العمل الصالح ، كمبدأ أساسي لإصلاح حياة الناس وأحوالهم، ووعدت الجاد والمخلص فيه بحياة طيبة وبثواب كبير، مصداقا لقوله سبحانه وتعالى الذي يؤكد على أنه لا شيء ينفع المرء في دنياه وآخرته غير العمل الصالح كما جاء في سورة النحل الآية (97): "من عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون" ، صدق الله العظيم.
ــــــــــــ لو قلت أن ما سبق يكشف أننا مجتمع غبي ، فقد يغضب ويستاء مني البعض ، وقد يتهمني البعض الآخر شتى الإتهامات ،رغم أنهم على يقين من أنهم بالفعل يعيشون في مجتمع غبي ، لكنهم يموهون الغباء الفاضح ، بحديثهم الدائم عن السلوكيات القيمة والأخلاقيات الراقية التي حثنا رب السماوات ونبيه صلى الله عليه وسلم على ضرورة الاتصاف بها ، ويوصون بعضهم البعض بها ، ومن بينها العمل .
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس بالتكبير وحده يكون المرء مهابا !
- لقد أفسد رأيكم ود القضية !!
- رسالة ثانية مفتوحة الى معالي وزير التربية الوطنية والتكوين ا ...
- عسر الكتابة!!
- طاح التعليم ، علقوا الحجام!!
- غطرسة التدوينات وعجرفتها !!
- رهان إصلاح التعليم؟؟
- زمن القيم والمعاير المقلوبة !!
- رسالة مفتوحة الى معالي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني ...
- التضليل المتعمد والتحريف المقصود!!
- ماذا لو فازت لوبين بالرئاسة؟؟
- ولد لفشوش والحكومة الجديدة !!
- لماذا لا نلغي منصب الوزير؟؟
- استجداء المناصب التنفيذية !!
- شتان بين الأسماء والأفعال
- شم النسيم والإعلام المأجور !
- كيفما كنتم تكون حكومتكم !!
- مماحكات حزبية !!
- رهاب السفر!!
- الإسلاميون واستوزار رجال المخزن!!


المزيد.....




- الهجوم على كنيسة مار إلياس بدمشق يثير مخاوف المسيحيين في سور ...
- سوريا.. عملية أمنية ضد وكر إرهابي متورط بهجوم الكنيسة
- مفتي القاعدة السابق: هذا ما جعل بن لادن يجر أميركا لحرب في أ ...
- اعتقال المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن
- الاحتلال يواصل إغلاق المسجد الأقصى ويعتقل 4 من حراسه
- صحفي يهودي: مشروع -إسرائيل الكبرى- هدفه محو الشرق الأوسط
- toyour el-janah kides tv .. تردد قناة طيور الجنة على القمر ا ...
- سوريا: تنظيم -داعش- الإرهابي يقف وراء تفجير الكنيسة بدمشق
- البابا ليو: يجب عدم التساهل مع أي انتهاك في الكنيسة
- حماس: إغلاق المسجد الأقصى تصعيد خطير وانتهاك صارخ للوضع التا ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - العطل ، تفضيل للكسل أم عزوف عن العمل؟؟