أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد الحسين شعبان - لإنسانيات ومقاربتها التنموية














المزيد.....

لإنسانيات ومقاربتها التنموية


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5537 - 2017 / 5 / 31 - 17:44
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    




تشكّل اللّا مساواة أحد العوامل الأساسيّة في إثارة العنف، والإرهاب، والنزاعات، والحروب، على المستوى العالمي، ممّا يحدّ من التنمية البشريّة أو يعطّلها، لا سيّما في المناطق التي تعانيها، خصوصاً بلدان العالم الثالث، وضمنها، أو في مقدّمتها بعض البلدان العربيّة، فكيف يمكن عبر العلوم الإنسانيّة ردّ الاعتبار للتفكير بطرق عقلانيّة جديدة ومتنوّعة لتجاوز الأزمة الراهنة، بما فيها من تحدّيات كبيرة وعميقة؟ والهدف هو بناء أرضيّة مناسبة للتنمية أكثر مساواة وعدلاً، سواء على المستوى الوطني، أو على المستويين الإقليمي والدولي.
إذا كانت ثمّة حقائق جديدة بفعل متغيّرات علميّة سياسيّة، واقتصاديّة، واجتماعيّة، وثقافيّة، وغيرها، فالأمر يتطلّب إعادة نظر في العديد من المنطلقات، ويستدعي ذلك اقتراح سبل كفيلة لتوسيع حضور وتأثير العلوم الإنسانيّة لتتساوق مع المتغيّرات الكونيّة، في مجالات العلوم والتكنولوجيا وثورة الاتّصالات والمواصلات والطفرة الرقميّة «الديجيتال» وغيرها.
ويترافق هذا التطوّر المتسارع مع ارتفاع نسبة الشباب المنفصلين عن مجتمعاتهم، والذين يشكّلون بيئة خصبة للتعصّب، والتطرّف، والعنف، والإرهاب، لا سيّما في ظلّ مناهج دراسيّة وتربويّة يكاد يكون فيها حيّز التسامح معدوماً، أو محدوداً، على أقلّ تقدير، إنْ لم يكن نقيضه سائداً حيث يرتفع منسوب اللّا تسامح وتتّسع دائرة الإقصاء، والإلغاء، والتهميش، في ظل انعدام المساواة وشحّ الحرّيات، وضعف الشعور بالمواطنة، واستمرار نهج التمييز ضد المجموعات الثقافيّة، وكذلك التمييز ضد المرأة والفئات الضعيفة.
مناسبة الحديث هذا تتعلّق بأوراق خلفيّة لمؤتمر إقليمي التأم في لبنان بمدينة جبيل (بيبلوس) مؤخّراً أطلق عليه «المشورة العربيّة الإقليميّة للمؤتمر العالمي للعلوم الإنسانيّة» الذي سينعقد في «لياج» (بلجيكا) في أغسطس/آب القادم، والذي سيكون تحت عنوان «إعادة الاعتبار للإنسانيّات»، بما هو متّصل بالمناهج والمقاربات والإنتاج العلمي وغيرها. ويندرج مؤتمر جبيل (بيبلوس) في إطار سلسلة مؤتمرات إقليميّة تمهيديّة أحدها في البرازيل (هوريزونتي)، وآخر في كوريا (سوون)، وثالث في إفريقيا(مالي) وشملت المؤتمرات موضوعات مختلفة حول الحق في الأمل، واللغات، والثقافة، والتاريخ، وغيرها.
وقد قامت «اليونيسكو» بالتحضير لهذه المؤتمرات، بمساهمة جهات محلية ودولية. وقد حضّر مؤتمر جبيل من المنطقة العربيّة «المركز الدولي لعلوم الإنسان»، و«المجلس العربي للعلوم الاجتماعيّة» بالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانيّة، واتسعت موضوعاته لتشمل معالجة عدد من الظواهر التي تعيشها دول المنطقة، ومنها ضعف، وتهميش العلوم الإنسانيّة، لا سيّما في مجالات التنمية، وشحّ المبادرات، وضعف التمويل وعدم الاهتمام بالبحث العلمي والتعليم العالي والتعاون الأكاديمي.
وحدّد المؤتمر الإقليمي لنفسه ثلاثة أهداف رئيسيّة، أولها إعداد مقترحات خلفيّة للمؤتمر العالمي، لتعزيز ظهور رؤية عربيّة لمستقبل الإنسانيّات، وثانيها تنمية العلاقة بين الأكاديميين العرب والمؤسسات الوطنيّة والإقليميّة، وثالثها توفير إطار للمبادرات خصوصاً في الجامعات، مع التركيز على التعاون العلمي الدولي، بهدف زيادة فاعليّة دور العلوم الإنسانيّة على المستوى الكوني.
وخصّص المؤتمر جلساته لمناقشة قضايا الفلسفة والتاريخ والفنون والآداب والأنثروبولوجيا والتراث الثقافي ووسائل الإعلام. كما أفرد ثلاث موائد مستديرة لبلورة رؤى ومشاريع وتقديم مقترحات. وكانت المائدة الأولى عن دور الجامعات العربية، والثانية عن التعليم والعلوم الإنسانيّة، أمّا الثالثة فقد ركّزت على الإنسانيّات ودور التفكير العربي للتنمية، حيث ساهم في المؤتمر نخبة من الخبراء العرب والأجانب في الحقول المختلفة للإنسانيّات.
وشغلت الفلسفة والتاريخ حيّزاً كبيراً في بحث العلوم الإنسانيّة في المنطقة العربيّة التي شهدت ما سمّي ب«صدمة الاستعمار» وتأثيراتها المستمرّة، و«رد الفعل» الذي أعقبها، خصوصاً بالموقف من الحداثة ومتفرّعاتها (العقلانيّة والليبراليّة والعلمانيّة)، بزعم العودة إلى الجذور أو التمسّك بالأصول.
وكانت نكبة فلسطين وما لحقها من تداعيات ومآس لا تزال مستمرّة، لجهة عسكرة بعض المجتمعات العربيّة، سبباً في تعطيل التنمية، والديمقراطيّة بزعم مواجهة العدو، وقاد ذلك إلى التعصّب والتطرّف وانكفاء العقل. ولم يكن ذلك بعيداً عن العامل الخارجي الذي بقي يتشبّث بمواقفه ومحاولاته لفرض هيمنته، سواء بشكل مباشر، أو غير مباشر.
إنّ فشل التجارب القوميّة والاشتراكيّة، فضلاً عن أن دور الانقلابات العسكريّة وأنظمة الاستبداد أدّى إلى تراجع الثقافة المدينيّة الحداثيّة، التي تأسست عليها الدولة الوطنيّة ما بعد الاستقلال، خصوصاً ترييف بعض الحواضر، مثل القاهرة، ودمشق، وبغداد، وبيروت، وشيوع الثقافة القرويّة الممزوجة أحياناً ببعض مظاهر البداوة، الأمر الذي ساهم في صعود الفكر المتعصّب المنتج للتطرّف والمختزَن للعنف والمؤدّي إلى الإرهاب.
لقد اعتمدت ثقافتنا على الفكر التبشيري التلقيني التقليدي الذي عطّل دور العقل النقدي التساؤلي في المقاربات الإنسانيّة والمجتمعيّة، بما في ذلك نقد الذات والآخر، أي نقد تراثنا والتراث الاستشراقي، وهو ما يحتاج إلى مراجعات ضروريّة لتقديم رؤية متحرّرة واستشرافيّة، بتوفّر أجواء من الحريّة، خصوصاً حرّية البحث العلمي، والتوجّه إلى إنتاج المعرفة من خلال التواصل مع العالم والاستفادة من كلّ المنجز الحضاري الكوني، لبناء جيل جديد من الأكاديميين العرب المختصّين بالإنسانيات.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحب وسط المأساة!!
- ما الذي تبقّى من المشروع الفلسطيني؟
- -الهويّة والمواطنة- كتاب جديد لعبد الحسين شعبان
- العروبة والقوميّة
- سؤال الإرهاب أيضاً
- في تجديد الفكر الديني
- ماذا يعني تدويل قضية الأسرى الفلسطينيين ؟
- عن ثقافة الكراهية
- عمران القيسي:عبد الحسين شعبان في ثقافته الإستثنائية
- المجتمع المدني.. رؤية ليست بريئة
- ترامب و-المناطق الآمنة-...!
- ما بعد الصدمة والترويع
- بيروت والعشق الملوّن
- ما بعد مؤتمر الأستانة: قراءة في البعدين الإقليمي والدولي للأ ...
- البحر الميت ووعد بلفور
- أثمّة مشروع ثقافي عربي؟
- الحقوقي بعين الصحافي: شبيب المالكي وشرعية الإنجاز
- الذاكرة ولحظة الحقيقة
- وماذا عن الشتات العراقي..؟
- العقد العراقية المعتقة


المزيد.....




- السعودية الأولى عربيا والخامسة عالميا في الإنفاق العسكري لعا ...
- بنوك صينية -تدعم- روسيا بحرب أوكرانيا.. ماذا ستفعل واشنطن؟
- إردوغان يصف نتنياهو بـ-هتلر العصر- ويتوعد بمحاسبته
- هل قضت إسرائيل على حماس؟ بعد 200 يوم من الحرب أبو عبيدة يردّ ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن قتل عضوين في حزب الله واعتراض هجومين
- باتروشيف يبحث مع رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية الوضع ...
- قطر: مكتب حماس باق في الدوحة طالما كان -مفيدا وإيجابيا- للوس ...
- Lava تدخل عالم الساعات الذكية
- -ICAN-: الناتو سينتهك المعاهدات الدولية حال نشر أسلحة نووية ...
- قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة حانين جنوب ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد الحسين شعبان - لإنسانيات ومقاربتها التنموية