أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة (26)















المزيد.....

آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة (26)


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 17:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


توصلنا في الحلقة السابق إلى سؤال مركب من شقين وكان: (.... فيما إذا ماحصل على يد حسين أحمد الرضي-سلام عادل عام 1956 كان، فعلا، إعادة الوحدة إلى صفوف الحزب الشيوعي العراقي أو كان لملمة لمجموعات صغيرة متنوعة الأفكار والمواقف والأهداف لتُشكل كتلة غير منسجمةايدولوجياً(فكرياً) لتُهيمن على الحزب الذي كان يقبع معظم كوادره الحقيقية والمهمة في السجون والمعتقلات عند تحقيق هذا " الإنجاز التأريخي"؟)
لا شك في أن إجماع الرأي، قاطبة، مع إعتبار ما تحقق عام 1956 كان "إنجازاً عظيما"، ونبعت هندسته من فكر حسين أحمد الرضي-سلام عادل، وتحقق ذلك بجهود حثيثة منه. لكنني أخالف هذا الإجماع في الرأي حول هذا الموضوع، مستنداً إلى حجج موضوعية وإستنتاجات منطقية سأضعها قيد البحث تِباعاً، وأنحاز إلى الشق الثاني من هذا السؤال وهو أن الذي حصل على يد حسين أحمد الرضي-سلام عادل لم يكن إلا مسرحية بدأت تظهر خيوطها والتضليل الذي أُعتمد عليه لتمرير خطة ذكية ناجحة بشكل رائع، إستهدفت تحريف الحزب الشيوعي العراقي عن مساره التي كانت الخطوة العملية الأولى في خطة المُستَعْمِرْ، حسب قناعتي، لأعادة ترتيب أوضاعه في مُستعمرته، العراق، وذلك بالإنتقال الى الصيغة الإستعمارية الأكثر تطوراً، الإستعمار غير المرئي- الإمبريالية.
إذا كان الذي حصل لم تكن إلا مسرحية فكيف مُرِرَتْ بنجاح منقطع النظير ولم يجري الإنتباه إليها كل هذه السنين؟
كان هذا النجاح، بقناعتي، حصيلة الفرق الشاسع بين مصادر قوة ودهاء المُسْتَعْمِر، ونقاط ضعف المُستَعْمَر القاتلة.
لتحديد مصادر قوة المُسْتْعْمِر نعود إلى أدوارد سعيد وكتابه "الإستشراق-المفاهيم الغربية للشرق)* لنرى كيف كان مندوبي المستعمر يفكرون، يَصِفُون ويُقَيِّمون شعوب الشرق قاطبة:
((وها نحن نصل أخيراً إلى جوهر المعرفة الأساسية، الذي إستغرق وقتاً طويلاً في نموه و تطوره، وهي المعرفة الأكاديمية والعملية التي ورثها كرومر وبلفور من الاستشراق الغربى الحديث على امتداد قرن كامل: معرفة أحوال الشرقيين ومعرفتهم، أى معرفة الجنس الذى ينتمون إليه، وشخصيتهم وثقافتهم و تأريخهم و تقاليدهم ومجتمعهم وإمكانياتهم. يضاف إلى ذلك أنها معرفة مختبرة ولا تتغير، ما دام "الشرقيون" - من الناحية العملية- جوهراً أفلاطونيَّا يستطيع أى مستشرق ( أو حاكم للشرقيين) أن يفحصه ويفهمه ويعرضه أو يقدمه للناس. وهكذا فإن كرومر يقدم لنا في الفصل الرابع والثلاثين من كتابه مصر الحديثة، الذي يقع فى مجلدين ويعتبر السجل الجليل لخبرته ومنجزاته، ضربات من الشرعة الشخصية المعتمدة للحكمة الاستشراقية،قائلاً:
(قال لى السير ألفريد لَيَالْ ذات يوم: "الدقة يبغضها العقل الشرقى، وعلى كل إنجليزي يقيم في الهند أن يذكر ذلك دائماً". والإفتقار إلى الدقة، وهى الصفة التى يسهل انحطاطها فتتحول إلى الكذب، هو في الواقع الخصيصة الرئيسية للعقل الشرقى.
فالأوروبى يُحكم الاستدلال الدقيق، وذكره للحقائق لا يشوبه أى غموض، فهو منطقى بالفطرة، حتى ولم يكن درس المنطق، وهو بطبيعته شكاك ويطلب البرهان قبل أن يقبل صدق أى قول، وذكاؤه المدرب يعمل عمل الآلة المنضبطة. أما عقل الشرقى فهو يشبه شوارعه الخلابة المظهر، أى يفتقر إلى أى تناسق، والاستدلال لديه أبعد ماتكون عن الإتقان، وعلى الرغم من أن العرب القدماء ارتقوا درجات عالية من العلوم الجدلية، فإن أحفادهم يفتقرون إلى ملكة المنطق افتقاراً فريداً، وكثيراً ما يعجزون عن التوصل إلى أوضح النتائج من أية مقدمات بسيطة قد يعترفون بصدقها. حاول أن تحصل من أى مصرى عادى على بيان واضح للحقائق، وسوف تجد أن شرحه سوف يكون مُطَوَّلاً بصفة عامة ويفتقر إلى الوضوح. ومن المحتمل أن يناقض نفسه عدة مرات قبل أن ينتهى من كلامه، وكثيراً ما ينهار تحت ضغط أخف استجواب.)
وهو يُبين بعد ذلك أن الشرقيين أو العرب يسهل خداعهم، وأنهم "يفتقرون إلى النشاط وروح المبادرة"، مولعون "بالإفراط في المدح والملق"، وبالتأمر، والمكر، والقسوة على الحيوان. ويقول إن الشرقيين لا يستطيعون المشى فى شارع أو على رصيف (لأن أذهانهم الفوضوية تعجز عن فهم ما يدركه الأوروبى الذكى على الفور وهو أن الشوارع والأرصفة قد جُعلت للمشى)؛ ويقول إن الكذب متأصل في الشرقيين، كما إنهم " كسالى ويستريبون بغيرهم" وفي كل شىء يمثلون عكس صفات الوضوح والمباشرة والنبل التى يتحلى بها الجنس الأنجلوسكسونى.))ص93-95*
نترك للقاريء أن يحكم بنفسه فيما إذا ما ذكره كرومر نابع من نظرته الدونية لشعوب الشرق أو فيه شئ من الواقع المدروس بعناية؛بإعتبار: (المعرفة تأتي بالسلطة، وزيادة السلطة تتطلب زيادة المعرفة، وهكذا دواليك في جدلية من المعلومات والتحكم تزداد فائدتها باطراد) .
إذا كان مندوبوا المُستَعْمِر يفكرون ويدونون على هذه الشاكلة في بداية القرن العشرين، لنعبر الزمن لكي نرى كيف يُفَكِر ويُدّوِن من قاوموا هذا المُسْتَعْمِر و" أذنابه" بعد مرور قرن من الزمان، لأجل ذلك نعود إلى مقال آرا خاجادور الموسوم:" من هو سلام عادل؟ أسئلة و ملاحظات وتعقيبات (1)** ونقتبس منه مقطعاً لوضعه قيد الدرس والتحليل:
‏(( Almousawi A.S
سنوات التاريخ
العزيز المناضل الفذ ارا خاجادور
مبادرة جد ضرورية أن تتطرق الى عملاق شيوعي نادر الصلابة الخالد سلام عادل الذي هزت بطولتة العالم رقياً إنسانياً وفكراً، تجاوز الآم الجسد شموخاً، وحبذا ذكر تواريخ أي سنوات لقاءاتك به فحسب كتاب اليسار العراقي لصباح زيارة كلمة سلام عادل عام 56 عن الثقة المطلقة بانتصار الشعب العراقي على الإستعمار البريطاني، وهذا مهم لغرض توثيق هذة اللقاءات وإستنتاج حوادث تأريخية ضرورية لذلك، لك الصحة والسلام.

* آرا خاجادور:
الأستاذ العزيز .Almousawi A.S أولاً أشكرك على مشاعرك الطيبة وأفكارك الواضحة ومواقفك تجاه واحد من أبرز مناضلي الشعب العراقي والحزب الشيوعي الشهيد سلام عادل، وعلى إطرائك أيضاً، وأتمنى أن أكون كما تتوقع أيها العزيز.

كان أول لقاء لي مع الرفيق حسين أحمد الرضي (الموسوي) أبو إيمان ـ سلام عادل في أواسط عام 1949 في سجن نقرة السلمان بصحراء السماوة، لغاية أواسط عام 1953، وكان سلام عادل محكوماً عليه في دعوتين مركبتين الأولى لمدة 3 سنوات سجن، والثانية لمدة سنتين. وصل الرفيق الى السجن مع مجموعة من الرفاق الذي صدرت ضدهم أحكام في تلك الفنرة، كنت حينها أقضي حكماً بالسجن المؤبد بسجن نقرة السلمان، قبل وصول سلام عادل إليه بعدة أشهر. بدأت علاقتنا منذ يوم وصله الى السجن، وإستمرت علاقتنا الرفاقية طوال فترة بقائه معنا في سجن نقرة السلمان.

تجدد علاقتنا في آخر عام عام 1958، وذلك بسبب تأخر إطلاق سراحي عن بقية السجناء السياسيين الشيوعيين وغيرهم بعد قيام ثورة 14 تموز 1958، وتوطد أكثر بعد منذ إجتماع اللجنة المركزية للحزب في تموز 1959.

وهناك فترة ثالثة لعلاقاتنا المشتركة في موسكو، حيث أقام الرفيق في موسكو بعد ما عرف لاحقاً بالتكتل الرباعي ضد سكرتير الحزب، وكنت في زيارة عام 1961 الى موسكو للمشاركة في مؤتمر إتحاد نقابات العمال العالمي، وطلب الرفيق مني أن أبقى في المدرسة الحزبية بعد الحصول على موافق قيادة الحزب في بغداد، وخلال تلك الفترة التي كانت فيها في المدرسة الحزبية، وكان الرفيق مقيماً في موسكو بضيافة الحزب الشيوعي في الإتحاد السوفيتي أنتظمت لقاءاتنا.

إختصاراً أقول: عملنا سوية في مختلف ظروف العمل الحزبي في السجون وبين أبناء الشعب داخل الوطن وفي الخارج أيضاً.

أما بصدد الثقة بإنتصار الشعب والحزب في معاركهما العادلة، فينبغي أن يكون المناضل على ثقة بإنتصار قضيته العادلة إن عاجلاً أو آجلاً، لأن الثقة بالشعب والحزب والنفس أحدى الأركان الأساسية التي تمنح العزم والأمل والأفق لكل من يريد أن يبني حياة جديدة وحرة وسعيدة للشعب.))
أود التركيز على هذا النص المقتبس مما ورد أعلاه : (كان أول لقاء لي مع الرفيق حسين أحمد الرضي (الموسوي) أبو إيمان ـ سلام عادل في أواسط عام 1949 في سجن نقرة السلمان بصحراء السماوة، لغاية أواسط عام 1953، وكان سلام عادل محكوماً عليه في دعوتين مركبتين الأولى لمدة 3 سنوات سجن، والثانية لمدة سنتين.)
ألا يُلاحظ القارئ بأن آرا خاجادور قد أوقع نفسه في تناقض واضح عندما لم يقم بتدقيق حصيلة الأرقام التي ذكرها وقارنها بما كتب؛ أواسط( 1949) إلى أواسط (1953) يساوي أربعة سنوات وليست خمسة.
في الحلقة القادمة نعود إلى هذا الموضوع لنقارن ما ذكره آراه خاجادور مع معلومات وقرائن تبرهن بأن حسين أحمد الرضي - سلام عادل لم يكن في سجن نقرة السلمان عام (1953).
(يتبع)
*أدوارد سعيد-الاستشراق المفاهيم الغربية للشرق، ترجمة د. محمد عناني، الطبعة الأولى 2006/ رؤية للنشر والتوزيع.
‏**http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=533170&r=0&cid=0&u=&i=856&q=





#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (25)
- دراسات حنا بطاطو ومشروع جامعة هارفرد. (2/2)
- دراسات حنا بطاطو ومشروع جامعة هارفرد. (1-2)
- آرا خاجادور و النأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (24)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ 23
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة ؟ (22)
- -العالمُ كتاب-- المقدمة
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (21)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (5/20)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأخطاء القاتلة ؟ ( 4/20 )
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ ( 3/20)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (2/20)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (1/20)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (20)
- روايتان مختلفتان عن معركة جبل هندرين وحيثيات بيان 29حزيران 1 ...
- روايتان مختلفتان عن معركة جبل هندرين وحيثيات بيان 29 حزيران ...
- روايتان مختلفتان عن معركة جبل هندرين و حيثيات بيان 29 حزيران ...
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (7/19)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟(6/19)
- آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (5/19)


المزيد.....




- فيديو يُظهر ومضات في سماء أصفهان بالقرب من الموقع الذي ضربت ...
- شاهد كيف علق وزير خارجية أمريكا على الهجوم الإسرائيلي داخل إ ...
- شرطة باريس: رجل يحمل قنبلة يدوية أو سترة ناسفة يدخل القنصلية ...
- وزراء خارجية G7 يزعمون بعدم تورط أوكرانيا في هجوم كروكوس الإ ...
- بركان إندونيسيا يتسبب بحمم ملتهبة وصواعق برد وإجلاء السكان
- تاركًا خلفه القصور الملكية .. الأمير هاري أصبح الآن رسميًا م ...
- دراسة حديثة: لون العينين يكشف خفايا من شخصية الإنسان!
- مجموعة السبع تعارض-عملية عسكرية واسعة النطاق- في رفح
- روسيا.. ابتكار طلاء مقاوم للكائنات البحرية على جسم السفينة
- الولايات المتحدة.. استنساخ حيوانين مهددين بالانقراض باستخدام ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خسرو حميد عثمان - آرا خاجادور والنأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة (26)