أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمر أبو رصاع - فلسطين إلى أين؟














المزيد.....

فلسطين إلى أين؟


عمر أبو رصاع

الحوار المتمدن-العدد: 1446 - 2006 / 1 / 30 - 06:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


كان يوما مذهلا بكل المقايس ، لا شك أن أول ما يلفت النظر فيه ويستحق عميق التقدير والاحترام والاكبار الاصرار القوي من قبل الرئيس محمود عباس على انفاذ الديموقراطية واحترام نتائجها ، شخصيا لا اشارك الرئيس عباس رؤيته السياسية فيما يتعلق بالتسوية لكن شهادة حق لا بد أن تقال بحقه أنه قدم نموذجا استثنائي في السماء العربية ومعه الشعب الفلسطيني، فلأول مرة في العالم العربي اشعر أن رئيسا جاء للسلطة ببرنامج وأنه فعلا سيرحل بمعنى لأول مرة أشعر أن في بلد عربي توجد مؤسسة حكم لا ترتبط بفرد أو جهة أو قبيلة ، ولأول مرة أشعر أن أحزابا وسياسيين عرب يملكون القوة الكافية لاحترام الممارسة الديموقراطية والقبول بمبدأ تداول السلطة وحاكمية صندوق الاقتراع.
هذا يجعلني وقبل اي اعتبارات أخرى أقف للرئيس أبو مازن احتراما وتقديرا ولحركة فتح وسائر الفصائل والاحزاب ، في صباح يوم أمس أطل رئيس الوزراء أحمد قريع معلنا استقالة حكومته وقائلا: على حركة حماس الفائزة بالأغلبية أن تشكل الحكومة .
فيما صرح آخرون في الحركة سنقدم نموذجا للمعارضة الديموقراطية وسنعلمها للعالم وسنعود للسلطة بعد الفوز بالانتخابات القادمة.
هذه هي الديموقراطية التي تستحق الاحترام وهذه هي العقلية السياسية التي نحتاج بغض النظر أكنا نتفق معها أم لا نتفق.
إذن انهزمت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) كما فشلت سائر القوى العلمانية الكلاسيكية المكونة لمنظمة التحرير الفلسطينية كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديموقراطية معها في الفوز بالأغلبية وبعد أن قادت المنظمة النضال التحرري الوطني الفلسطيني منذ انطلاقته حتى اليوم هاهو الشعب ينزع السلطة من أكبر فصائلها فتح!
لماذا صوت الشعب ضد فتح ؟
لعل السبب الرئيس كما يقول ابناء الشارع الفلسطيني الفساد الذي استشرى في مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية ، الشعب يعاقب فتح إذن، رغم أن هذا أحد الدوافع القوية فعلا للشارع لكن ما هو أهم حسب تقديري هو دور اسرائيل في افشال مشروع فتح لبناء الدولة والتحطيم المتواصل لدعائمها ، لقد اسهمت اسرائيل اسهاما بارزا في افشال ذلك المشروع أقول ذلك بغض النظر عن قناعتي بممكنيته ، لكن اسرائيل لم تألوا جهدا في مواصلة ضرب السلطة وحصارها والافتئات على الحقوق الشرعية للشعب العربي الفلسطيني الشقيق.
ربما راهنت اسرائيل أنها تستطيع أن تبتز قيادة فتح وترغمها على تنازلات مؤلمة لتحقيق مكاسب آنية داخلية لكن ذلك أثبت فشله ، وبعد أن حل أبو مازن محل عرفات الذي كانت اسرائيل والولايات المتحدة تصفه بأنه ليس شريك سلام ثبت بالوجه القطعي أن شريك السلام معناه كما ترى اسرائيل والولايات المتحدة القائد الفلسطيني الذي يقدم تنازلا عن الحقوق الشرعية الأساسية للشعب الفلسطيني خصوصا فيما يتعلق بحق العودة جوهر الصراع ، هذا جعل الشعب ييأس من النهج الذي خطته فتح وأعتقد أن على فتح أن تعيد النظر كليا باستراتيجيتها على أساس تقيم برنامجها عبر السنوات المنصرمة منذ مفاوضات مدريد وكل ما تبعها، ولازالت فتح تملك الكثير من أوراق اللعبة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وهي النمنظمة العلمانية التي تقودها والتي تم تحجيمها وتجاهل مؤسساتها في ظل انتقال فتح للسلطة ، أيضا فتح لازالت تملك حضورا قويا في الشارع الفلسطيني وحصلت كحركة على أكثر من أربعين في المئة من الاصوات ، كذلك أرثها النضالي وجناحها العسكري كتائب شهداء الأقصى.
هكذا و بدون تخطيط متعمد حسب تصوري وجدت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) نفسها تملك الأغلبية النيابية في المجلس التشريعي الفلسطيني ، الحركة الأحدث في التاريخ النضالي الفلسطيني والتي انطلقت أوآخر الثمانينات من القرن المنصرم كذراع عسكري للاخوان المسلمين في فلسطين تواجه تحد كبير ليس فقط لها بل وللاخوان المسلمين بشكل عام .
لقد كانت فلسطين جوهرة الخطاب الاخواني وأحد أعمدة المزايدة على كل الساسة والقوى في عالمنا العربي تحت لافتة الجهاد الآن الاخوان المسلمين في قلب المعمعة إنهم في الطريق لتشكيل أول حكومة ديموقراطية أخوانية في التاريخ وأين في فلسطين نفسها!
أليس ذلك موقفا صعبا ؟ هل سيتفضل نواب المرشد العام في فلسطين باعلان الجهاد ضد اسرائيل مثلا؟
هل سيعترفون بالكيان الصهيوني وحقه في الوجود ؟ هل سيصدرون قانون بتطبيق الشريعة الاسلامية كما يرونها هم؟
انتهى عهد المزاودات وبدأ عهد المواجهة ، سياسيون فتحاوييون قالوا: مللنا من مزاودات حماس ولتتفضل لترينا ماذا ستفعل.
اسرائيل ستتحرك بشكل منفرد كما فعلت في غزة ولن تنتظر أجوبة وستواصل حصارا قاسيا على الشعب الفلسطيني ولا نستبعد أن تشاركها إياه الدول الغربية والعربية أيضا هذا يعني ادخال الشعب الفلسطيني في ازمة اقتصادية حادة فماذا أعدت حماس لذلك وكيف ستتصرف .
الإخوان في فلسطين يواجهون أصعب التحديات ولن تفلح كما تشير المواقف الأولية للفصائل محاولاتها لتشكيل حكومة وحدة وطنية وعليها أن تتحمل هي الاعباء الآن ، فلأي درجة سيتمتع الاخوان بالمرونة والبرغماتية وهل ستفلح حكومتهم في اقناع الشعب الفلسطيني بإعادة انتخابها أم ستجعله يندم ؟ هل سيطبق الاخوان في فلسطين منهجهم الذي رددوه دائما أم أن حسابات الحقل لا توافق حسابات البيدر؟
مستقبل الاخوان كله مرهون بهذه الحركة وما ستفعله ، وهي فرصة جيدة أن تتعرف عليهم الشعوب في السلطة بعدما خبرتهم لوقت طويل في المعارضة فهل سيفعل الأخوان ما كانوا يقولوه دائما؟ أسئلة تجيب عليها الأيام العصيبة القادمة.



#عمر_أبو_رصاع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر والنهضة
- حمدي قنديل ضيفا
- يسقط فقه الذكرية
- بين العلمانية والمكفرة
- عمان يا حبيبتي
- كم اندلس ضائع نحتاج؟
- هل نتجه نحو دولة ديموقراطية لكنها شمولية قمعية ؟
- إغتيال الحريري والإنسحاب السوري
- حتى يرجع اللحن عراقيا
- مزابل التاريخ تنتظركم
- هذا ماقاله لي سعد زغلول
- أنا الحلاج يا وطني
- دمشق
- الفكرة القومية _ 4
- الفكرة القومية -رد لا بد منه- –3
- الفكرة القومية -2-
- الفكرة القومية-1-
- اضاءة على النزعة الرمزية و التأريخ الاجتماعي في أدب نجيب محف ...
- د.ابتهال يونس امرأة تدفع ثمن باهضاً لأنها زوجة مفكر عربي!
- اهداءإلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين


المزيد.....




- السعودية.. فيديو انفجار جسم في سماء حائل ليلا يثير تساؤلات
- بعد التحذير الإماراتي لإسرائيل.. أكاديمي يبيّن ما الأدوات بي ...
- بين الغرب والجنوب.. لماذا يختار الغزيون البقاء على حدود الخط ...
- انسَ الأسبرين.. قد يكون هذا الدواء أفضل للوقاية من أمراض الق ...
- الجيش الإسرائيلي: رصد إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه إسرائيل
- الصين تستخدم القطاع الخاص لتطوير الذكاء الاصطناعي العسكري
- بالفيديو.. كوريا الشمالية تحمي -الحمض النووي- للزعيم كيم
- فيديو الأسلحة والثالوث النووي الصيني يثير تفاعلا وتحليلات
- أشعلتها صاعقة.. نيران هائلة تلتهم بلدة تاريخية في كاليفورنيا ...
- عمليات احتيال بالذكاء الاصطناعي تستهدف الجيش الأمريكي


المزيد.....

- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عمر أبو رصاع - فلسطين إلى أين؟