أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فهد المضحكي - في ذكرى اغتيال المفكر مهدي عامل














المزيد.....

في ذكرى اغتيال المفكر مهدي عامل


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 27 - 10:40
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


هكذا رصاصات الغدر قتلت المفكر مهدي عامل.. إنها الرجعية والفكر الظلامي الذي دأب على اغتيال كل من يخالفه الرأي.. في الضاحية الجنوبية من بيروت اغتيل مهدي عامل على يد متطرفين من حزب الله، واغتيل المفكر حسين مروة وهو على فراش المرض وقد قارب الثمانين من عمره !!
ثلاثون عاماً مضت على اغتيال الفكر.
إنه الثامن عشر من مايو /‏ ايار يذكرنا برحيلك المفاجئ، مهدي عامل، هكذا تقول الذاكرة التقدمية، ثمة صوت تقدمي يقول: أخرجت الأوراق من الدرج، وها أنت من غفوتك تنهض أمامي لتأخذني الى فكرك، الى مكتبك المملوء بمحاضرات ومقالات تتمحور حول المثقف الثوري، الجدل والتناقض، التغيير والثورة، الدولة الطائفية.
أخافهم هذا فقتلوك.. لكنهم قتلوا الجسد ولم يقتلوا الفكر. رحل مهدي وبقي الفكر واستمروا في محاصرته لكننا كنا نطل اليك من خلال هذا الفكر.
ويقول: أغرقتنا الشفافية منك في التفكير، أريتنا ما عجزوا عن خمده كالصراع الطبقي، المجتمع، الطوائف، والحرب الأهلية.
إننا نراك في كتبك، وفي من يحملها ليثبت أنك مازلت بيننا.. لازال ذلك تمرد قائم كما في نصّك، إننا نكتب اليوم عن فكر المقاوم المغامر والجريء، فكر استشهد لحظة كشف الحقيقة والذي أقدم على قتلك فكر هارب لاجئ، فكر يختبئ بين الازقة.
تلك الرصاصة لم تقتلك بل قتلتهم؛ لأنها أثبتت مقولة غسان كنفاني: «تسقط الأجساد لا فكره».
ويقول ايضاً: نردد مقولتك لأولئك الذين قتلوك، لتلك اليد التي أطلقت الرصاصة، لذلك الشارع حيث فارقتنا به، نقول: سنبني وطناً حجراً حجراً فوق قبور تتسخ بكم. أنتم مزبلة التاريخ. وبيروت مدينة أحرار قطعوا عهداً: سنقاومكم.
إنه الإرهاب الذي يفند الآراء المخالفة لا بالحوار العقلي بل بقتل الجسد الذي يحمل الرأي والفكر.. كتبت المفكر محمود أمين العالم اذا أردنا ان نبحث عن برهان او دليل على مدى مصداقية فكر مهدي عامل وفعاليته، لما وجدنا برهاناً او دليلاً أسطع وأشد يقينًا وقوة من استشهاده نفسه، فلو لم يكن فكره صحيحاً لما قتل بيد من قتلوه، ولو لم يكن فكره فاعلاً لما قتل بيد من قتلوه.
وأضاف: كان فكر مهدي عالم فاضحاً لحقيقة قوى الطائفية والاستغلال الطبقي والتبعية للامبريالية، كاشفاً الطريق الصحيح لمصارعتها والانتصار عليها.
وكان لا مجرد إبداع نظري ثوري، بل كان كذلك ممارسة حية فاعلة، في التزامه بحزبه الثوري، الحزب الشيوعي اللبناني، وفي اندماجه بأوسع الجماهير توعية وشحذًا لنضالها الوطني والاجتماعي، ولأنه كذلك قتلوا رجل الفكر والفعل، آملين أن يقتلوا بهذا فكر الرجل ودلالة فعله. ولكن «هيهات لهم ذلك. فها هو ذا مهدي عامل فكرًا وفعلاً مناضلاً يغمر ساحات لبنان، وها هو ذا تخضر به عقول وتتفتح به سبل نضال في مصر، وفي مختلف الوطن العربي كله.
ويرى العالم إنه المفكر العربي الوحيد الذي حاول أن يبني نظرية علمية متكاملة للثورة العربية، بل للثورة في البلاد المتخلفة عامة. حقاً، قد نجد مقالاته ودراسات وبرامج أحزاب هنا وهناك، ولكن لا نكاد نعثر على مفكر آخر حاول تنظير الواقع العربي وواقع التخلف عامة، تنظيراً علمياً متسلحاً بالفكر الماركسي على هذا المستوى من الجدية والعمق والاتساق.
يرى البعض أن المفكر حسن عبدالله حمدان الذي عرف بـ «مهدي عامل» بمثابة غرامشي لقوله «إما أن يكون المثقف ثورياً او لا يكون»، كما يصفه أحد المعجبين به بالقول إنه «كان أكثر من مجرد مفكر ماركسي له كلمات نافذة حتى النخاع في عمق الحقيقة وصميمها العلمي، هو تجربة نضالية متكاملة، تجربة زاوجت بين القلم المحكم والكلمة القاسية، بين الصمود البطولي والمقاومة الرافضة للذل والقهر، بين الفكر المتماسك وسعة الرؤية التي مكنته من القبض على المشهد بشموليته وتفكيك بناه النظرية «المصدر صحيفة ذات الالكترونية».
في كتابه «نقد الفكر اليومي»، عارض مهدي عامل التيار المتأسلم الذي وصفه بـ «التيار البرجوازي المتأسلم»، وفي هذا الإصدار (عام 1980) اعتبر عامل «مفهوم الاغتراب» محور تفكير التيار الإسلامي، حيث يجعل نفسه مدافعاً ضد قيم التغريب السالبة للهوية.
فمن خلال هذا الاغتراب يحاول، كما يبين مفكرنا «هذا الفكر المولع بالأصالة والخصوصية ان يتناول التاريخ كله، منذ بدء الإسلام حتى اليوم، مروراً بمرحلة السيطرة الامبريالية للرأسمالية، ومرحلة التحرر الوطني، وصولاً الى ما تنفتح عليه آفاق هذه المرحلة الأخيرة من إمكانات التغيير الثوري في خط سيرورة التحويل الاشتراكي، غير ان مفهوم الاغتراب ليس أصيلاً، إذ لا وجود له في التراث الإسلامي، ويقول إن هذا المفهوم الذي يفكر به أصحاب الخصوصية خصوصيتهم، ليس مفهوماً «خصوصياً»، بل هو في المقابل «يحتل مكاناً مركزياً في منظومة الفكر الهيجلي»، وهو فكر غربي يعاديه الاسلاميون ليخلص الى ان «الخصوصية» التي ينادي بها هذا الفكر هي خصوصية «مزيفة لفكر مزيف»؛ ولذلك ومن – وجهة نظره – يبقى التيار الإسلامي عاجزاً عن تفسير سيطرة الغرب، نظراً لتغيبه لحركة التاريخ وشروطها المادية، فهو «يتجنب النظر في الشروط التاريخية الملموسة لتكوين الرأسمالية في مجتمعاتنا» حتى يحافظ على «اتساقه الداخلي» ويفسر هذا الإحجام عن النظر في تلك الشروط باستناده على منطق شكلي هو منطق ثنائية الذات والآخر والتي هي شكل آخر «لثنائية الخير والشر الاسطورية» مما يتيح للتيار الإسلامي، حسب رأيه، تفسير ذلك بواسطة «العنف» الذي يمارسه الغرب على المجتمعات العربية الإسلامية تسبب في ولادة الرأسمالية في مجتمعاتنا، وبالتالي نفـي أن تكون «تطورا داخليا طبيعيا» في هذه المجتمعات.



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوضع المالي.. التحدى الأكبر!
- الإمارات الدولة النموذجية في استطلاع الرأي
- حديث حول المواطنة!
- نزيهة الدليمي.. حياة مليئة بالكفاح ونكران الذات!
- الأزمات المالية وصندوق النقد الدولي!
- الإسلام السياسي والديمقراطية
- واقع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في الدول العربية!
- «الطريق» رؤية تقدمية في الأوقات الصعبة
- السيد ياسين
- شمائل النور
- السياسة الامريكية.. ونفط الشرق الأوسط!
- الحروب والمجاعة والموت الجماعي!
- عن حقوق المرأة!
- لماذا التصعيد الأمريكي في بحر الصين الجنوبي؟
- عن البيئة الملائمة للديمقراطية
- الدول العربية وأزمة المديونية!
- الإرهاب لا يبني وطنًا!
- منتدى دافوس والثقة المعدومة!
- التلاعب بالأسعار!
- ماتيس وعودة الخطاب التصعيدي الأمريكي!


المزيد.....




- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - فهد المضحكي - في ذكرى اغتيال المفكر مهدي عامل