ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5531 - 2017 / 5 / 25 - 02:54
المحور:
الادب والفن
هكذا نعيش الثواني القليلة من حياتنا
في عمر الزمن المطلق بالنسبة لنا
ثواني مختلفة ومتناقضة
في صفقة واحدة خاسرة
بينما نحن نظنها رابحة .
وبين السماء والأرض
يتطاير ريشنا مع الغبار
وتصطدم الدلالات مع الوهم .
بالونات . فقاعات . ونوايا متفجرة
وثوابت تنتج اللاشيء وتنسج الفراغ في الهواء
وعجز مطلق في كل الحلقات المتوأمة
- نحن محبوسون داخلها -
نهفو للبقاء فيها فلا نبقى
نهفو للتحرر منها فلا نتحرر
وطوق النجاة معلق على طول الطريق
التي ليس لها سوى باب واحد مرصع بالوعود
والمجهول
منه ندخل ومنه نخرج
ولا نعرف من أين ولا إلى أين
وبين الأزل والأبد ثمار مؤقتة ومهترئة
لا تدوم إلا للحظة .
نحن كالمجانين في الباحة الكبرى
تحت حريق الشمس نحترق
وبصقيع الجليد نتجمد
وفي العمى المطلق نحاول أن نتلمس المكان
وعلى سلم مكسور نهرع نحو تسلق عنان السماء
ولا ندري ما هو المطلوب منا .
من قال لنا بأننا هنا أو هناك ؟
كذا وكذا أو حتى كذا ؟
فالقول نفسه هو من هنا ولا هو من هناك .
الكلمات تخوننا فور النطق بها
الإشارات تربك ذاكرتنا وعيوننا وأشياء أخرى ليست لنا
نختلف بها فيما بيننا ثم نسفك دماء بعضنا البعض
من أجلها .
كل لحظة . كل ساعة . كل يوم
وعبر الأحقاب الماضية والآتية
نكتشف الجديد ليتحول فورا أو بعد وهلة
إلى القديم والمستهلك .
الولادات تأتي تباعا وباستمرار لتخبو وتختفي
في سلطة تبادل الأدوار والهدايا
بين الوجود والعدم .
العالم يتظاهر بالمعرفة ويستعرض ريشه الملون ويزهو به أمام مرآة الكون
الغائمة
فلا تعكس له ولنا سوى بؤس الوقائع الكالحة وخيبة الخسارات المحرجة .
نقيم الحفلات مثلما نقيم المآتم وننتظر طبول المجهول
ونتستر عما يجول فعلا في بواطننا وضمائرنا المنهكة
لأن التهديد معنا دوما يطاردنا .
نمدح الآلهة كما نمدح القائمين على أحوالنا و
نقدم القربان - من دم لحومنا المشوية قبل الأوان -
ورغم ما لدينا من أدوات تبهرنا إلا أننا
لا نجد أبدا الحقيقة التي تقنعنا
وتجاوب على أسئلتنا
نحن من ؟ وما حقيقة أمرنا ؟
ربما يكون الجواب في مكان ما
لكائنات - لا ندري من هي -
تحلم بنا كأشباح أو أطياف
في كوابس أحلامها .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟