أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - ابو نواس متصوّفاً!














المزيد.....

ابو نواس متصوّفاً!


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5530 - 2017 / 5 / 24 - 23:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ابو نواس، الحسن بن هاني، الشاعر العباسي، الذي يُعرف عنه بالمجون والالحاد ومدح الخمر، والتغزل بالغلمان، وحب الطرب الغناء، ولا يفارق موائد الخمر الا ما ندر. نقول أنه كان متصوفاً ويتغزل بالذات الالهية، ويعتذر لله ما بدر منه من ذنوب، وتقصير في اداء الطقوس التعبدية، والانصياع لله، وقد افنى معظم حياة في اللهو والطرب والجلوس في موائد الخمر. نرى أنه كان صوفيا، شديد التصوّف.
فاذا كان من ابسط معاني التصوّف أنه يعنى: الزهد والقناعة والرضا والصدق والوفاء والأمر بالمعروف، واتقان العمل والمراقبة الصادقة لله تعالى، وحب الانسان لأخيه الانسان، والحرص على طلب العلم وعدم الصراع على الدنيا، والأخذ بالأسباب التي توصل لطاعة الله، واحترام الناس، باعتبار انهم من خلق الله وهم عباد له. وهو من يجازيهم على افعالهم، فأن كانت افعالهم خيرا، فسيجازيهم خيرا، وأن كانت افعالهم شرا، فهو أن اراد سامح وغفر، وأن اراد عاقب وانتقم.
وطرق الوصول الى الله كثيرة ومتعددة، وابواب التوبة مفتوحة ومشرّعة، وان الله يقبل التوبة من عباده، لأنه الخالق المصور ولا تهمه اساءة عباده بقدر ما تهمه الطاعة والثبات والاعتراف بالربوبية، حتى وأن كانت متأخرة، كون الغاية هي القربة، واسباب القربة لله تكمن في ميادين كثيرة، ومنها مد يد العون والمساعدة للعباد، ومنهم: الملهوف والمحتاج.
وقد ناجى ابو نواس ربه، واعترف بالقصور الذي بدر منه، ثم أنه كان على علم بأنه الله سوف يغفر له ويسامحه على كل حال حتى قال هذه الابيات المشهورة:
يَا رَبِّ إن عَظُمَت ذُنوبي كَثرَةً ***** فَلَقد عَلِمتُ بِأنَّ عَفوَكَ أعظَمُ
إن كَانَ لا يَرجوكَ إلاَّ مُـــحسِنٌ ***** فَبِمَن يَلوذُ ، وَيستَجيرُ المُجرِمُ
أدعوكَ ربِّ كَما أَمرتَ تَضرُّعاً **** فإذا رَدَدتَ يَدِي فَمَن ذا يَرحَمُ
مَا لِي إليكَ وَسيلَةٌ إلاَّ الرَّجا ****** وَجَميلُ عَفوِكَ .. ثُمَّ أنّيَ مُسلِمُ
وهذه الابيات لها قصة ذكرها (الدميري) في كتاب "حياة الحيوان الكبرى".
و كذلك هو القائل:
اِلهِي لَسْتُ لِلْفِرْدَوْسِ اَهلاً ***** وَ لاَ اَقْوَي عَلَي النَّارِ الْجَحِيْمِ
فَهَبْ لِي تَوْبَةً وَ اغْفِرْ ذُنُوْبِي *****فَاِنَّكَ غَافِرُ الذَنْبِ الْعَظِيْمِ
وَعَامِّلْنِي مُعامَلةً الْكَرِيْمِ *******وَثَبِّتْنِي عَلَي النَّهْج الْقَوِيْمِ
فالذي يقول هذا الكلام، ليس هو بالجاهل الغافل، الذي لا يدرك وجود الله، وعظمته، وانه واجب الوجود، بحسب الفارابي، والذي وجوده الرحمة والرأفة والمغفرة، لأنه خلق الخلق ليس للانتقام وادخالهم الجحيم، بقدر ما اراد لهم الخير والبركة، وأن رحمته سبّاقة لعقوبته.
وكل هذا لا يخفى عن فكر ابو نواس وهو الشاعر الاديب، الذي لا تخفى عليه خافية فكرية، باعتبار انه المثقف الواعي.







#داود_السلمان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الله في فكر عمر الخيام 19/ 25
- الله في فكر عمر الخيام 18/ 25
- الله في فكر عمر الخيام 17/ 25
- الله في فكر عمر الخيام16/ 25
- متى سيُقتل سامي الذيب؟!
- الله في فكر عمر الخيام 15/ 25
- الحلاّج والشيعة
- حينما نغتصب نساءنا
- الله في فكر عمر الخيام 14/ 25
- الله في فكر عمر الخيام 13/ 25
- الله في فكر عمر الخيام 12 /25
- الله في فكر عمر الخيام 11/ 25
- الله في فكر عمر الخيام10/ 25
- الله في فكر الخيام 9/ 25
- الله في فكر عمر الخيام8 /25
- الله في فكر عمر الخيام7 /25
- الله في فكر عمر الخيام6/ 25
- الله في فكر عمر الخيام5/ 25
- الله في فكر عمر الخيام 4/ 25
- الله في فكر عمر الخيام 3/25


المزيد.....




- فوق السلطة: شيخ عقل يخطئ في القرآن بينما تؤذن مسيحية لبنانية ...
- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...
- مسيرة مليونية في السبعين باليمن للتضامن مع غزة والجمهورية ال ...
- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو الصهيوني يُعاقب.. انه يُعاقب ال ...
- الشرطة الأمريكية تحقق في تهديدات ضد مرشح مسلم لرئاسة بلدية ن ...
- بابا الفاتيكان يحث قادة العالم على السعي لتحقيق السلام بـ-أي ...
- مرجعية العراق الدينية تدعو لوقف الحرب


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود السلمان - ابو نواس متصوّفاً!