أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زهير الخويلدي - اتجاه التحركات الاحتجاجية نحو مطلب التنمية















المزيد.....

اتجاه التحركات الاحتجاجية نحو مطلب التنمية


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 5528 - 2017 / 5 / 22 - 12:04
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


" إنها للحظة عظيمة في التاريخ أن نرى هلع أولئك المنتفعين بالحداثة الرأسمالية وهم يرون تداعي تلك الجدران العالية التي احتفوا بها طويلا ونعموا بالسكينة في ظلالها لزمن طويل"1

تواصل المسار الثوري في كافة الجهات التونسية بشكل متفاوت ومتغير حسب السياقات والأمكنة وتجسد في تنظيم الوقفات الاحتجاجية أمام مقرات الحكم المحلي والجهوي والمركزي بشكل جماعي ذاتي مستقل حينا وبصورة منظمة من النقابات المهنية وهيئات المجتمع المدني والجمعيات الحقوقية أحيانا أخرى.لقد شاركت الفئات المهمشة في هذه التظاهرات ولقد مثلت شريحة الشباب والمرأة والمعطلين عن العمل والخرجين من الجامعات والمنقطعين عن الدراسة والمسرحين من مواقعهم المهنية الطبيعية والمتمتعين بعفو صادر بشأنهم والمطرودين من مصانعهم العصب الحيوي لهذه الانتفاضات المستمرة والعناصر النشطة داخل هذه التعبيرات الرافضة للسائد والتي رفعت شعارات الثورة حول التنمية والتشغيل والعدالة.
لقد توزعت مناطق الاحتجاجات بين أقاليم الشمال والوسط والجنوب وظلت حاضرة في المناطق الداخلية والتحقت المناطق الساحلية وبرزت في الأحياء الشعبية من المدن الكبرى والأحزمة الحضرية من القرى.
فما الذي يحصل في تونس؟ ماهي أسباب هذا التصعيد الشعبي والاحتقان الاحتجاجي؟ في أي إطار يمكن تنزيل هذا الغليان الاجتماعي؟ هل يتعلق الأمر بتشكل هزات ارتدادية نتيجة فشل الدولة في تأمين المرحلة الانتقالية بطريقة منهجية أم يرتبط بيأس الشرائح الشعبية من الوعود الانتخابية والملل من طول الانتظار؟
ما يمكن ملاحظته هو بروز المطلبية الحيوية التي تشمل كل الاستحقاقات وإعادة إنتاج خطاب مطلبي جامع ينقسم إلى جملة من النقاط المركزية التي قد ترتقي إلى برنامج نضالي للقوى الممسكة بالشارع:
-إعادة النظر في مشروع قانون المصالحة الاقتصادية في صيغته الحالية بعد التنقيح الأخير (إطلاق حملة ما نسامحش ما يتعداش في تونس العاصمة وبعض المدن الداخلية على غرار صفاقس وقابس وباجة...).
- المطالبة بالتزام الشفافية والوضوح في العقود الخاصة بالثروات النفطية والمنجمية والمطالبة الدولة بالتأميم والتنظيم الذاتي لمصادر الإنتاج (الكامور) والتمييز الايجابي واللامركزية في التسيير الإداري والتقاسم النسبي للعائدات (تحركات سيدي بوزيد ، المهدية، الكاف، تطاوين وقفصة وتوزر وقبلي..).
- تأكيد على تفعيل التنمية الاندماجية في الجهات الداخلية وتوفير البنية التحتية الضرورية وتمكين الفئات المعطلة من حق الشغل والمطالبة بمراجعة عقود الكرامة وتوسيع دائرة المستفيدين في المناطق الحدودية المهمشة (بن غردان ، بوشبكة ، الذهيبة، فرنانة، حزوة ، ساقية سيدي يوسف...)
-معارضة التفويت في المؤسسات الوطنية الإستراتيجية والكف عن التفكير في الخصخصة وطلب الدولة التدخل من أجل إجبار أصحاب المؤسسات الخاصة على العزوف عن غلق المصانع وتسريح المزيد من العمال والرفع من الطاقة التشغيلية في القطاعات الإنتاجية والاستثمار في المناطق الداخلية مع الانفتاح على الأوساط الاجتماعية والقيام بوظيفة تمدينية واحترام سلامة البيئة ونظافة المحيط (صفاقس وقابس).
في هذا السياق تكفلت العديد من الهيئات المدنية بتنظيم ندوات تفكير حول هذه القضية الطارئة لمعالجة جملة من التحديات التي تتعلق بالمنوال التنموي المطلوب وبالفكرة السيادية للدولة والقيمة المدنية للحرية.
فماهي مسؤولية هيئات المجتمع المدني في تأطير هذه الاحتجاجات وعقلنة الجانب المطلبي فيها من أجل صياغة برنامج نضالي مالك لإستراتيجية بنائية تواصل المسار الثوري دون التضحية بتماسك الدولة؟ وكيف تتدخل الدولة خارج إطار منطق العنف المشروع من أجل بناء ثقة مع المواطن والاعتراف بوجاهة التحركات وإعادة إدماج الجهات المحرومة ضمن الدورة الاقتصادية للوطن والجمع بين الأمن والكرامة؟ وهل يمكن إطلاق مجلس وطني للحوار الاجتماعي والسياسي يقوم بدراسة المشاكل الاقتصادية في البلاد؟ لقد أدى تعطل التنمية الاجتماعية والاقتصادية على المستوى الجهوي الى تفجر الحراك الاحتجاجي.
لقد تطلع المشاركون في التظاهرات والفاعلون في الحملة الى استهداف جملة من الخيارات الممكنة:
-تفعيل التمييز الايجابي للجهات وتركيز منظومة الحكم المحلي مع تخصيص موارد مالية إضافية للتنمية في المناطق الداخلية والحرص على المتابعة السياسية القريبة عند التنفيذ واستكمال المشاريع الكبرى.
-تمكين الدولة من بسط نفوذها على المكونات الرئيسية والقطاعات الإستراتيجية للاقتصاد والحد من التفويت للقطاع الخاص للعناصر الإنتاجية ذات التشغيلية العالية والذهاب الى تأميم الثروات الطبيعية.
-تشريك الفئات الشابة غير المنتمية والقوى الثورية غير المتحزبة بصورة رسمية في النقاش العمومي حول الكليات الاستشرافية التي يمكن للدولة أن تنخرط فيها ضمن جغرافية سياسية عامة قابلة للتوسيع.
- رفض قانون المصالحة في صيغته الحالية والنضال ضده بالطرق السلمية والمدنية والمطالبة بضرورة إيجاد آليات دستورية إضافية تقاوم منظومة الفساد وتكرس منطق المساءلة و المحاسبة من أجل الاندماج.
-فتح الفضاءات المدنية أمام الفئات الهشة من أجل بلورة ممارسات جذرية سلمية تهدف إلى تحقيق التلازم بين تكريس المواطنة بالنسبة للأفراد وتفعيل سيادة الدولة بما يضمن تلازم بين مسار الثوري وعقل الحكم.
-المراهنة على توظيف الانتقال الديموغرافي ضمن الانتقال الديمقراطي باستكمال تركيز مؤسسات حكم دستورية تشاركية تجعل من هيئات الفضاء الافتراضي وسيطا بين المجتمع المدني والمجتمع السياسي.
-تجنب التعويل على الحلول الأمنية لفض الاعتصامات والاحتجاجات والابتعاد عن استعمال القوة في معالجة المشاكل الاجتماعية والتعويل على لغة الحوار والتفاوض والتفاهم والتعويل على درجة الوعي لدى الناشطين وممارسة سياسة القرب واعتماد أسلوب التشاركية في اتخاذ القرار وحلحلة الأزمات.
-ربط التحركات الاحتجاجية بين المطالبة بالتنمية على الصعيد المحلي والجهوية واستكمال المسار الثوري وامتلاك الدولة القرار السيادي على ثرواتها وبين التحرر الاقتصادي عن قوى الهيمنة الرأسمالية والاستقلال السياسي عن دوائر النفوذ والتحكم التي تقف وراءها منظومة التهريب والتهرب الضريبي.
"ختاما ينطلق تغيير المحاور نحو تجديد الالتزام بصوت أخلاقي لا يلزم الصمت إزاء فظائع العولمة ولا يضفي بصمته المصداقية على تمثيلات زائفة. هذا الصوت ذو الإستراتيجية الجديدة جلي اللغة، يستند على سلطته الذاتية المستقلة دون أي خوف من تمثيل زائف متداع."2 فماهي الشروط الموضوعية التي يمكن توفيرها من طرف مختلف الفاعلين لكي يتحول الحراك الاحتجاجي إلى قوة دعم حقيقية للتنمية الجهوية؟
الإحالات والهوامش:
1- دباشي (حميد)، مابعد الاستشراق، المعرفة والسلطة في زمن الارهاب، ترجمة باسل عبد الله وطفه، دار المتوسط، ميلانو، ايطاليا، طبعة أولى، 2015.ص333
2- دباشي (حميد)، مابعد الاستشراق، المعرفة والسلطة في زمن الإرهاب، مصدر مذكور، ص348.
المصدر:
دباشي (حميد)، مابعد الإستشراق، المعرفة والسلطة في زمن الإرهاب، ترجمة باسل عبد الله وطفه ، دار المتوسط، ميلانو، ايطاليا، طبعة أولى، 2015.

كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرنامج التربوي في تجربة جون لوك الفلسفية
- الشبيبة الثورية من لاّمبالاة الانتظار إلى المشاركة المؤثرة
- دور الإيديولوجيا في تقدم المجتمع وتحريك التاريخ
- هوة الاختلاف بين التنازع والتسامح
- العقل الفلسفي بين التأسيس المعرفي والمراجعة النقدية
- عمل بلا فائض قيمة وعمال بلا قوة عمل
- نظرية الذاكرة بين التلاعب والتماسك
- ديمقراطية المواطنة وشرعية الحقوق
- تجديد التربية من خلال إيتيقا الفكر المركب
- فلسفة الحياة اللاّفلسفية
- مخارج التجارب التعاونية من الأزمة الإقتصادية
- بنية الواقع الافتراضي ومعايير الموضوعية العلمية
- ثقافة الذكاء بين اللغوي والإرادي
- وسائطية التربية بين إعداد الفرد وتنمية المجتمع
- ينبغي أن يحطم العلم في البداية الرأي
- راديكالية التدمير وإستراتجية التجذير
- رحلة الفيلسوف من تحرير الحقيقة الى تحقيق الحرية
- تجذير الممارسة النضالية ضرورة نقابية
- أزمة الوعي الديني بين ملجأ الهروب وتضامن الالتزام
- الوعود الثورية للحدث الشعبي 14 جانفي


المزيد.....




- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - زهير الخويلدي - اتجاه التحركات الاحتجاجية نحو مطلب التنمية