أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عزيز الحافظ - هل أبقت لنا الاحزان مُقلا لخزن الدموع؟














المزيد.....

هل أبقت لنا الاحزان مُقلا لخزن الدموع؟


عزيز الحافظ

الحوار المتمدن-العدد: 5509 - 2017 / 5 / 2 - 00:17
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


يوم بعد يوم..... وثانية بعد ثانية قفزا وبخسا على ترتيب الساعات والدقائق وبندولهما.. في تشكيل هرم الايام وتنسيقها الزمني....... تبقى المحنة في الوطن الذبيح, كبيرة ندفع عنها كل يوم دما طهورا...شباب يغادر شاهقا شهيدا في علياء المجد.... يغادر احلامه وأمانيه وطموحه وملذاته وبسماته وقشفاته وأصدقائه وملابسه وسريره وغرفته وبؤسه وشقاؤه وحتى فقره.......يغادرها بلادعوة.... وبلاعودة!!! فقد اختار شبابنا الابطال طريق الخلود ،يسطرون بدمائهم ووجوههم السواطع وثغورهم البسامّة... يلقمون الموت الزؤام... نفسه دمعة!!! فلو كانت للموت دوامعا وعيونا ووجوها وتقاسيما فوالله لكانت كلها تنوح بإلم فراقهم!!! وكانت ستسكب عليهم مآقيا.....لاماءا للدموع يعانق الوجنات يغادر الغدد الدمعية..... بروتينية سكبية معلومه...
لم يبق لهم آثرا في بيوتهم! فالعراقيون بالذائقة الإجتماعية، يهبون كل متعلقات الميت ميتهم العزيز... الى الغرباء.... لايحبون مشاهدة آثارهم من الملابس التي كانت شاهدة على بسمتهم هنا ودمعهم وحبورهم هناك..... نعم يحبون الصور ويحرصون عليها لانها تمنيات غيبية... عللها يوما تنطق!! وتقول للاب صباح الخير بابا!!! او تقول للام العراقية الصبورة التي لاتفارق الدمع والنواح والنحيب والنشيج... سلام عليكم يااماه!! وينتفض أبنها من إطار الصورة.. راكضا لحضنها يملء وقودا من مشاعرها الوضاءة...ولايسألها كيف حالك بعد فراقي!!! لان الحزن سيجيب والمصاب سيتكلم والجرح سيعاتب بنار ولظى لماذا غادرت ياولدي قبلي؟ لماذا احرقت قلبي؟ من سيبكي علي؟ ويتلوع ياولدي وينوح ويكون وجهه كله دمعة...وانت قد غادرت قبلي؟
تبقى الام العراقية ترسم احزانها ابرع من ريشةانجلو.... وليناردو دافنشي.. وتبقى تحمل غموض بسمة الموناليزا....
جراحها تخاطب جراحه.... هل عرفتم مشاعر الجراح وهي تبتسم للحظات الوداع!! وتتعاتب على الوداع المبكّر..
نازفة دما مراقا على أرصفة وأزقة الحزن والكمد وحرقة المسار في الوجنات....
اليست وجناتنا شوارعا للدمع؟؟؟؟
هل شاهدتم كيف تعبّد الدموع طريق الوجنات في وجوه أمهاتنا العراقيات؟
هل رأيتم كيف حصدت مناجل قوافل الدمع..... بهجة ينوع اغصان الانتظار؟
هل شاهدتم كيف حرثت الاحزان وظلال الغائبين ، بساتين الفرح..
بين الثنايا والضلوع؟ وكيف اندرست أوراد وغصون تحملنها في أوردة كل قلب؟
هل رأيتم ان خيط الشموع المحترقة... بغيابكم... كان بطينا؟
وان دمعة الفؤاد كانت أُذينا؟
هل علمتم ان صدورنا صارت مقبرة مجانية.... تستقبل الآهات....واللوعات..
حقا
كتبت الامهات العراقيات.... ليس بإتشاح السواد....
ولابفحمة دلال القهوة
في مضيف عزاء وليدها...
على باب دارها
دمعة الانتظار...
أتأمل وجه المغادرين....
وجها وجها ... التقطها من مسار مسيري اليومي...
انظر بعين علم التشريح البشري.... لقسماتكم
لسحناتكم...
للمكنون من الآمكم
للمخفي من آمالكم
لاتخبرني العيون وبسمتها المتناسقة
ولاتجاوبني انسدالة الجفون وفقدانها آلية الانغلاق...
ولاتناجيني وجناتكم
ولاتحاورني بسماتكم
فقد تكون للحبيبة التي لم تعرف عشقكم!!
ولم تأسف على وداعكم الابدي!!
كثير منكم....
كان له حبيبة.....تعلم بحبه وإهتمامه...
أو قد لاتعلم!!!
يعني له أملا بالحياة ورؤية بقدوم المستقبل وووو
احلام لاتعرف مداها الزمني لكي تتحقق ..ولاأبعادها الفيزياوية ولاتركيباتها التفاعلية الكيمياوية...
ولكنه فارقها كلها
وتوسد تراب الوطن لايهم في الموصل بساحلها الايمن وساحلها الايسر....
فايضا للقلب ساحلان مثل الموصل!!!
أذينين وبطينين!!
سكنتموها وإلفتموهما
ولعبتم فيها كرة قدم مبتهجين جذلين مسرورين...
قبل ان تتبارك ارض الموصل بتوسد الجثماين الطواهر
شاهقة بالشهادة...
لااحتاج لموسيقى تصويرية فانا اكتب بدم على رقعة الدم....
أرض العراق الغالي...
اكتب مغادرتكم شاهقين
بالشهادة
واخاف ان ينساكم الوطن
والذاكرة
اخاف ان تفقد الذاكرة بوصلتها..
وتنساكم وتسهو وتغفل..لحظات!!
ولكنكم.. في الخلايا الجذعية والوراثية والسمعية والبصرية
لكم إحتلال!!!
انتم ذاكرة الوطن... والتاريخ المسطّر بفوهة البنادق
والمكتوب بيراع حبره دم!
عزيز الحافظ



#عزيز_الحافظ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخالف الوطني العراقي....إلى أين؟ ج الأخير
- التخالف الوطني العراقي....إلى أين؟ ج2
- التخالف الوطني العراقي....إلى أين؟
- كهرباء كالابار.... تقتل عشاقا لمانشستر يونايتد!
- الاتحاد الاسيوي لكرة القدم يذبح العراق رسميا
- الأنامل تشدو نشيد الالم
- هل للحرب طبولا أو موسيقى بين تركيا والعراق؟
- من عجائب الكون تأهل منتخب العراق للناشئين لكأس العالم!
- إقالة وزير مالية العراق ليس فوزا بكإس العالم!!
- ماذا يحتاج هذا العراق الذبيح؟
- قواعد امريكية في كردستان العراق ضد إيران؟
- ديمقراطية قطع الأنترنيت....نكسة عراقية
- رئيس برلمان العراق لايعترف بتضحيات الحشد الشعبي المقدس
- جوزيه مورينيو بريق الحلم الكروي يتحقق..
- هل تكون حكومة العبادي العراقية، كذبة نيسان؟
- كارثة كروية بشرية عراقية في مدينة الحصوة
- عذرا.. عيد الأم ليس عراقيا
- الجامعة العربية تعترف ان حزب الله ارهاب اسرائيلي
- أؤيد قرار مجلس التهاون حول إرهابية حزب الله
- فان خال ..! دمّر تراث مانشستر يونايتد


المزيد.....




- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...
- دعوات لسحب تأشيرات الطلاب الأجانب المتظاهرين في امريكا ضد عد ...
- “بأي حالٍ عُدت يا عيد”!.. العمال وأرشيف القهر
- إبعاد متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين من حفل تخرج جامعة ميشيغان ...
- لقاء مع عدد من الناشطات والناشطين العماليين في العراق بمناسب ...
- صادق خان يفوز بولاية ثالثة لرئاسة بلدية لندن.. ويعزز انتصار ...
- الختان، قضية نسوية!
- جرائم الشرف، كوسيلة للإدامة بالأنظمة الإسلامية القومية في ال ...
- الرئيس السوري يؤكد أهمية المحاسبة داخل حزب البعث العربي الاش ...
- التصور المادي للإبداع في الادب والفن


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عزيز الحافظ - هل أبقت لنا الاحزان مُقلا لخزن الدموع؟