سجاد سالم حسين
الحوار المتمدن-العدد: 5507 - 2017 / 4 / 30 - 04:21
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
رغم ان احد محاور اللقاء التحاوري لليسار العراقي المنعقد مؤخراً في بغداد كانت " أهمية اللقاء " نفسه الا انه تم تجاوزه, في دلالة مهمة على أتفاق ضمني حول أهمية وضرورة لقاء اليسار الذي تم بلا شروط مسبقة, لأول مرة منذ عام 2003 بهذا التمثيل الواسع لأتجاهات اليسار العراقي.
عوامل عديدة نضجت ظروف الانعقاد, فضلا عن مبادرة السيد كامل عبد الرحيم والسيد قاسم فرحان كانت هنالك الادانات والتضامن من اليسار العراقي بعد الحادث الإرهابي الجبان الذي استهدف مقر الحزب الشيوعي في مدينة الديوانية والذي أنطلقت على أثره الدعوات بضرورة توحيد اليسار العراقي (العمل على التحضير للقاء التحاوري بدء فعليا منذ ثلاثة أشهر), فالعمل الإرهابي الدنيء رسالة وجهتها عصابات طائفية لكل القوى التقدمية العراقية بعلو كعبها وقدرتها على الإرهاب والحاق الأذى بالمدنيين العراقيين.
ليس المقصود من توحيد اليسار هو المفهوم الكلاسيكي لوحدة الأحزاب بمنظمة افقية واحدة, من نافل القول كما نرى اليوم ان الحياة الان تتيح اشكالاً عدة للتحاور والتنسيق والوحدة اذا ما توفرت الإرادة الجادة والنية في انجاز مستلزمات البناء الديمقراطي في العراق وادراك الأثر الباهض لغياب اليسار عن ساحة الصراع الأجتماعي في العراق, وهنا يمكن القول ان مصالح الفئات المستغلة والمحرومين والمهمشين لم تعوضها أي قوى اجتماعية وسياسية أخرى بعد انحسار الدور التاريخي لليسار العراقي.
في تحديد مفهوم اليسار الذي ولظروف منطقية لم يتم تناوله بشكل كاف برز رأي السيد رشيد غويلب بتكييف المفهوم عراقيا وشموله كل تقدمي جذري في العراق, يستند رأيه على جانب صحيح وهو جانب النضال الحقوقي فقط, مع اغفال لميزة اليسار في برنامجه الاقتصادي, ثم أليس توسيع المفهوم بهذا الشكل فيه أستجلاب لخلاف حتمي, خاصة والبلد على أبواب الخصخصة كما حصل في قطاع الكهرباء مؤخرا في بعض المحافظات العراقية, وكيف يبقى اليسار يسارا اذا وجد فيه من ينافح عن البرنامج الاقتصادي الذي تنتهجه الدولة حالياً ؟ وهذا النوع من الاختلاف لا يمكن القفز عليه أو تأجيله فهو في صلب برنامج اليسار.
ليست المشكلة في وجود او عدم وجود تحالف مع اتجاهات ديمقراطية غير يسارية لكن الخلاف في نوع الاطار الذي يستوعب هذا التحالف والذي قطعا لا يمكن أن يكون تحت يافطة اليسار, خاصة مع تواجد أُطر من نوع اخر يمكن ان تستوعب هذه التحالفات كما التيار الديمقراطي القائم فعلا منذ عام 2011.
لم تفكر إدارة اللقاء بمخرجات عملية او الخروج بأتفاق ما قدر بذل جهدها في انجاز اختيار اللجنة التي ستتولى مهام التنسيق القادمة, والفترة المقبلة ستشهد انتقالاً حتميا الى ساحة المختلف عليه لكن الإرادة الجادة في تجاوز عقد التاريخ والمسؤولية التاريخية الملقاة على عاتق القوى والشخصيات يضاعف فرص وحدة اليسار العراقي.
#سجاد_سالم_حسين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟