أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سجاد سالم حسين - الحزب الشيوعي .. ازمة اليسار والعلمانية في العراق















المزيد.....

الحزب الشيوعي .. ازمة اليسار والعلمانية في العراق


سجاد سالم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 06:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مقدمة لابد منها .
يحق لي ان اصنف نفسي فكريا وسياسيا من شيوعيي بعد عام 2003 ويحق لي ولبقية الشباب اليساري المنتمي للحزب الشيوعي العراقي ان نضع انفسنا امتدادا لتاريخ ونضال الحزب وابناءا لهذه المدرسة السياسية والفكرية فكتبت سابقا واكتب الان بأن الحزب الشيوعي العراقي مؤسسة سياسية عريقة ورغم اني خارج صفوف الحزب حاليا الا انه باستطاعتي ان اقول خلال فترة انتمائي القصيرة زمنيا والتي لم تحايث مجمل تاريخه الكفاحي بسلبياته وايجابياته ان الشيوعيين طينة نادرة في العمل السياسي في العراق , فهو مؤسسة مقايسة مع باقي الفصائل السياسية في العراق باختلاف ايدلوجياتها ومرجعياتها الدينية منها او القومية ,ذات الجذور التاريخية والمستحدثة ,لما امتلكه من ارث تنظيمي ثري وممارسة عملية في اقسى الظروف قريبا من السلطة لفترة وجيزة ومطاردا ومضطهدا في معظم فتراته معاصرا لاشد الديكتاتوريات وطأة و اغتنائه من تجارب اليسار العالمي أوالبناء الاشتراكي في الاتحاد السوفياتي والى تواجده في ظروف تحمل هوامش متاحة للحرية والعمل حاليا. نعم للكاريزمات والقيادات ثقلها المعنوي في الحزب مما يطيل امد بقائها على راس الهرم التنظيمي ولكنها ليست كل شئ ولا يعني خروجها تلاشي الحزب او النظرية او التنظيم وهو يتبنى الديمقراطية بشكل واقعي ومقبول جدا .
فهم الاكثر انغماسا في العمل ونكرانا للذات وشغف بالثقافة والسياسة واهتمام باستهداف مصلحة الوطن دون ادنى تفكير باي غرض منفعي ..كلام لا يمكن ان يكون مديحا مشبوبا بالعاطفة فهذا ادنى مما يقوله اي منصف تتناقض رؤاه وافكاره مع الشيوعيين ورغم ان الانسان مجبول لاختيار منفعته الذاتية والجري وراءها الا اني انفي الانتهازية منهم والتكسب السياسي الرخيص .ليس حزب ملائكة ولكنه بالتاكيد لم يكن حزبا يشبك غاياته ووسائله بغير مصلحة الوطن وان اخطأ التقدير والتحليل في بعض مواقفه .
عودة على العنوان ..لماذا دمجت محنة اليسار والعلمانية في العراق بالحزب الشيوعي العراقي ؟؟
الا يوجد تيار واسع مدني ديمقراطي علماني وحتى تجده داخل الاحزاب الدينية والطائفية الحالية دون ان يأخذ بمقولاته الاسلامية والطائفية ؟
لم اختزال العلمانية واليسار في العراق بالشيوعيين فقط وحزبهم ؟
يوجد مواطنين علمانيين ومدنيين وديمقراطيين بشكل واسع وهم أكبر من قاعدة الحزب الشيوعي مؤمنين بالديمقراطية والعدالة الاجتماعية كما توجد شخصيات وقوى سياسية حالية تصنف نفسها مدنية وهي مثلما موجودة في الساحة موجودة في مجلس النواب ومجلس الوزراء .
وللتفريق نميز بين علمانية منهج وعلمانية موقف في العراق .فنجد الاحزاب السياسية العريقة وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي وشخصيات علمانية مستقلة وهامة ليبرالية كانت ام يسارية ام قومية تتبنى منهج علماني غير مجزء في كل الاحوال في العراق سياسيا واجتماعيا وفي الطرف الاخر نرى موقفا واحدا قد يكون علمانيا من شخص او تنظيم سياسي وهو يشكل لحظة منفصلة من سياقه السياسي العام .فبعض مكونات القائمة العراقية وشخصيات من دولة القانون او التحالف الوطني يصنفون كعلمانيين او مدنيين رغم عدم وجود اي فكرة لهم او تصور عن بناء الدولة او الحريات العامة والخاصة او حقوق الانسان فليس من علمانيتهم الا لحى حليقة وانتفاء علامات التدين من جباههم دون اي مبتنى فكري او سياسي او ارتقاء لمستوى القطبية مع الاسلام السياسي وعند كل ازمة يرجعون لموقعهم الحقيقي الطائفي اسوء من اي لحية اصولية ,
ولتكوين تيار علماني مدني ديمقراطي واسع هنالك حقيقة الكل يدركها وهي انه لابد من الاستعانة بالشيوعيين ليسوا عصا سحرية ولكن لا ارتقاء لمستوى المحورية والقطبية مع تيارات الاسلام السايسي بدون ان تكون العلمانية في العراق متضمنة الشيوعيين العراقيين وحزبهم .وانطلاقا من وصية فهد "قووا تنظيم حزبكم ..قووا تنظيم الحركة الوطنية " اهتمام الشيوعيين بالتيار المدني والوطني والديمقراطي اهتمام جلي وواضح ومبدأي قادهم الى الدخول في تحالفات كانوا فيها الطرف الخاسر وبما لايتناسب مع جماهيريته وعمقه المجتمعي سابقا فهم مهتمين بتنضيج ظروف اكثر من اهتمامهم لكسب موطئ قدم وفي الانتخابات البرلمانية السابقة اثروا النزول في قائمة منفردة رغم طلب قوائم كبيرة من الحزب الدخول في ائتلافات معه وبالامكان حينها ان يكون للحزب تمثيل متواضع داخل فبة البرلمان العراقي وهذا ما كبد الحزب خسارة معنوية قاسية لذلك هو مهم للاطراف المدنية والديمقراطية في العراق لاسباب عدة
- الحزب الشيوعي ممكن ان يوازي اكبر التنظيمات السياسية في العراق وهو يوازيها فعلا تنظيميا لكن جماهيريا هو دون مستواها بمراحل وممكن ان يكون عاملا مهما مع القوى الديمقراطية والوطنية الاخرى ليكون البديل المدني شرط التخلص من معرقلات نموه "وهو ما سنذكره في مقالة لاحقة"
- خلق بديل او تيار مدني بابتعاد الحزب الشيوعي سيكون مكلفا بخسارة نخبة من الكفاءات السياسية الهائلة "نوعا لا كما" التي يمتلكها الحزب ممن جايلوا فترات سياسية مختلفة ومارسوا العمل السياسي في مختلف الظروف وفي حزبهم العريق منذ تأسيس الدولة العراقية وهذه الخبرات والحنكة يضمنها الجيل السابق الى اللاحق بحكم وحدة التنظيم .
- رغم تناقص اعداده وخفوت جماهيريته فما زال محتكما لنخب ثقافية مهمة ونخب مجتمعية محترمة وشباب فاعل ومؤثر رغم انهم يعيشون ازمة الحزب نفسه .
ظروف الحزب الحالية تستدعي التفكير بعمق وجدية من اجل تحقيق الاهداف التي ينشدها الحزب وتنمية التيار المدني فتحفيز ارادة التغيير لدى المواطنين ووضع سخطهم موضع الفعل وان كنا نتصور بانها تكون ببيان او مقالة او قول او تثقيف في مقهى او شارع وهو ضروري لكن باستعارة لغة الحزب هذه وحدها لم تزكها الحياة والا سيتحول سخط المواطنين من الفاشلين والفاسدين والطائفيين الى مناورة بينهم ويترك للمواطن المفاضلة بين سيئين دون التوجه فعلا لاختيار البديل الديمقراطي الحقيقي لأنه وببساطة يراه خارج التاريخ ؟
نعم هذا ما يدور في بال المواطن والسياسة اليوم توجب على الاحزاب التقدم تجاه المواطن فهو لم يعد بين توجهين فقط قومي وشيوعي ,الفضاء مفتوح والاحزاب الاسلامية قادرة وبقوة من خلال التجربة ان تكسب كثيرا من الاصوات التي من المفترض ان تتوجه الى التيار المدني اذا الخلل في الحزب وفي التنظيم وفي الاداء ومن الضروري مراجعة الكل ومراجعة الفكر للظهور بحلة جديدة وافاق اوسع تناسب اليوم دون البقاء اسرى تجارب ماضية او عزل انفسهم في دائرة ضيقة مقيمين حدودا مصطنعة ,الخلل في هذا الاداء بعد 2003 الذي جعل المواطن لايرى في الحزب ما يستحق ليعطيه صوته وثقته فالتغيير ضروري ولو كان في الامر مغامرة فلا داعي من الخشية فهو ليس تغييرا من اجل التغيير وانما تغيير تفرضه الظروف الحالية ولا بأس من الاقدام ما دام البقاء في ذات الموقع لاينتج شيئا وكلفته باهظة .
قبل ان نخوض في الموضوع وهي افكار نحاول الابتعاد فيها قدر المستطاع عن التجريد لنخوض في التجربة نوضح بأننا نحاول :
- الابتعاد عن اي افكار شمولية عالقة بحكم التاريخ والانتماء السابق في التنظيم والفكر .
- عدم الخوض مطلقا في الجانب الشخصي واخذ دور شيوعي سابق ناقم محاولا تجريد الحزب من اي قيمة اخلاقية او نضالية او تجريد اي من كوادره من هذه القيم .
فالحزب كأي تنظيم سياسي عاصر تاريخ العراق وظروفه وبيئته وتقلباته له ما له وعليه ما عليه وبأستقراء مسيرته تميل كفة مزاياه على اية كفة .
(يتبع)



#سجاد_سالم_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقدية الثانية لقمم الارض وضياع فرص التنمية المستدامة
- الحزب الشيوعي العراقي .. رهان المستقبل
- المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي ... في الرغبات حقائق
- نحو المؤتمر التاسع .. حول تغيير اسم الحزب الشيوعي
- بيان استنكار من التيار الديمقراطي في واسط
- احمد الكبنجي ..لحظة الفاعلية في سكون العقل العراقي


المزيد.....




- إزالة واتساب وثريدز من متجر التطبيقات في الصين.. وأبل توضح ل ...
- -التصعيد الإسرائيلي الإيراني يُظهر أن البلدين لا يقرآن بعضهم ...
- أسطول الحرية يستعد لاختراق الحصار الإسرائيلي على غزة
- ما مصير الحج السنوي لكنيس الغريبة في تونس في ظل حرب غزة؟
- -حزب الله- يكشف تفاصيل جديدة حول العملية المزدوجة في عرب الع ...
- زاخاروفا: عسكرة الاتحاد الأوروبي ستضعف موقعه في عالم متعدد ا ...
- تفكيك شبكة إجرامية ومصادرة كميات من المخدرات غرب الجزائر
- ماكرون يؤكد سعيه -لتجنب التصعيد بين لبنان واسرائيل-
- زيلينسكي يلوم أعضاء حلف -الناتو- ويوجز تذمره بخمس نقاط
- -بلومبيرغ-: برلين تقدم شكوى بعد تسريب تقرير الخلاف بين رئيس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سجاد سالم حسين - الحزب الشيوعي .. ازمة اليسار والعلمانية في العراق