أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سجاد سالم حسين - إتحاد عراقي للحريات المدنية














المزيد.....

إتحاد عراقي للحريات المدنية


سجاد سالم حسين

الحوار المتمدن-العدد: 5238 - 2016 / 7 / 29 - 19:25
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


ربما سنعتمد كثيرا على تجربة معينة هنا هي التجربة الامريكية في حرية التعبير ونشير مقدما ان حق التعبير كما يعلمنا تاريخ القانون وصل الينا عن معطى واحد فقط لاغير هو نضال المجتمع المدني ضد السلطة, في كل مكان وفي كل تجربة بارزة وامريكا ليست استثناء.
السؤال الجوهري هنا هل بالإمكان اذا كان طموحنا إقرار حق حرية التعبير مناهضة الحكومة فقط عبر وسائل التواصل الاجتماعي رغم أهميتها؟ إن عدم بلورة المفاهيم والاجابة عن أسئلة ملحة يترك هذا الفضاء خالياً للحكومة والحكومة أي حكومةاقرب للانتهاك وتأبيد سلطاتها من الاخذ الطوعي بمفاهيم حقوق الانسان والحريات الأساسية من هنا تبرز حاجة ملحة لتأسيس اتحاد عراقي للحريات المدنية ( او اي تسمية أخرى ) يكون هو راعي وحارس قيم الحرية في المجتمع العراقي, يبدو هذا المفهوم والوظيفة مستنسخة بالكامل من الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية ACLU حارس الحريات والحقوق والقيم المدنية في أمريكا وهذا لا يمنع الاستفادة من هذه التجربة كثيرا ولا يمنع من شطب بعض مهام التجربة الأمريكية (حقوق المثليين والمتحولين جنسيا والاجهاض مثلا ) والمقارنة ان كانت في أي علم معيبة فهي في القانون ليست ذلك, بل ان القانون يدور في حلقة مفرغة دون مقارنة والاستفادة من نظم قانونية أخرى. وهذا ما يعرفه رجال القانون جيدا فلا تصادف أي بحث قانوني او أطروحة او كتاب بلا مقارنة , لا تجد ذلك مطلقاً.
الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية American Civil Liberties -union- منظمة غير ربحية تعمل على ضمان أمن وحريات الأمريكيين المكفولة دستوريا من خلال حملات المناصرة والاحتجاجات والتمثيل القانوني تأسس عام 1920 ويضم في عضويته اكثر من 500000 مواطن مع العلم انه بدأ من حلقة نشطاء صغيرة ويعتبر بمثابة اكبر منظمة تضم محامين والمنظمة الأكثر في عدد الدعاوى والقضايا امام المحكمة العليا في الولايات المتحدة الامريكية فهي توظف حوالي 100 محامي وتتعامل مع 2000 محامي متطوع وتمثل 6000 حالة سنويا امام المحاكم.
هذا الاتحاد في تعامله مع القضايا يأخذ القضايا الإشكالية او المثيرة للجدل فهو على سبيل المثال دافع عن منظمات أمثال الكوكلكس كلان والنازيين الأمريكيين وجماعة امة الإسلام المتطرفة وينطلق من فلسفة مفادها انها لا تدافع عنهم لانها تتفق معهم ولكن الدفاع يكون عن مبدأ اسمى هو حرية التعبير او حرية التجمع وتاريخيا تقول المنظمة ان الاشخاص الذين تكون ارائهم اكثر جدلا هم الاكثرعرضة لانتهاك حقوقهم, فاعطاء الحق للحكومة بانتهاك حرية التعبير لشخص واحد معناه إعطاءها القوة والحق لانتهاك حق التعبير للمجتمع كله, تنتقي المحكمة الدعاوى ذات الأثر الاجتماعي والقانوني الكبير والتي بإمكانها ان تصبح قضية رأي عام و تفتح افاقا سياسية ومجتمعية جديدة للتعاطي مع حرية التعبير وترسي مبادئ قانونية جديدة تدعم هذا الحق, وهذه السياسة يعرفها الوسط القانوني في أمريكا حق المعرفة حيث هنالك تصريح لقاض امريكي كبير " أن نظامنا الذي يتسامح مع خطاب حاقد ضمانة لمنع ظهور أي نظام نازي في هذا البلد ", لكن هذا لا يعني ان أي خطاب ممكن التسامح معه اذا كان يخيف او يهدد شخص ما على ان يكون هذا التهديد قائم ووشيك وفعلي فمثلا دعوة شخص لدولة إسلامية في لاس فيغاس لا يمكن ان يعتبر باي حال تهديد جدي وواقعي ينبئ عن خطر وشيك!.
نجح الاتحاد الأمريكي في كسب قضايا مهمة امام المحكمة العليا الامريكية عن كل ما يمكن ان تتضمنه حرية التعبير, والقرارات القضائية التي مثلها الاتحاد ودافع عنها امام هذه المحكمة مثل القرار الذي صدر العام 1969 حيث اقرت المحكمة حق طلاب الجامعات ارتداء شارات سود للتعبير عن رفضهم للحرب الفيتنامية وقرار عام 1989 حيث الغت المحكمة الامركية العليا حظر "تدنيس العلم الأمريكي" واعتبرت ان ممارسات حرق العلم هو شكل من اشكال التعبير السياسي بعد ان حكمت المحكمة بالسجن على محتج لحرقه العلم الأمريكي عام 1969, فتحت هذه القرارات أبواب واسعة للفن والمسرح باستخدام المضامين التعبيرية دون قيد او شرط او خشية من انتهاك او حظر الحكومة الامريكية لهذه الاعمال.
ومن اهم الانجازات المهمة للاتحاد امام المحكمة العليا الامريكية:
- الافراج عن مئات المسجونين بسبب ارائهم السياسية المناهضة لدخول أمريكا في الحرب العالمية الأولى عام 1920.
- رفع الحظر بقرار من المحكمة عن رواية عوليسيس للكاتب الأمريكي جيمس جويس عام 1933.
- رفع الحظر عن الاجتماعات السياسية للنقابيين العمال التي فرضتها مدينة جيرسي وقالت المحكمة ان هذا الحظر اجراء متطرف ضد العمال ويناقض حرية التجمع المكفولة دستوريا 1939.
- اعتذار الكونغرس رسميا عن إجراءات المتابعة والاعتقال التي فرضت ضد اكثر من 100000 من الأمريكيين ذوي الأصول اليابانية عام 1942.
- نجاحها في حظر تدريس نظرية الخلق التوراتية كبديل عن نظرية التطور في ولاية اركنساس حيث حسمت المحكمة قرارها بعد منازلات قضائية كثيرة بانها دين لا علم ولا يجب ان تدرس في دولة مدنية كامريكا عام 1981.

وما زال الاتحاد مستمرا ففي العام 2004 نجح في كسب قرار من المحكمة بإقرار حق من تعرض للتعذيب في السجون الامريكية بالتعويض حتى لو كان هذا التعذيب خارج أراضي الولايات المتحدة الامريكية.

طريق نيل الحقوق في بلد كالعراق طويل وشاق لكن اتحاد كالاتحاد الأمريكي او أي صيغة أخرى هو تحالف بين مثقفين ومفكرين وحقوقيين وصحافيين وادباء وفنانين ونشطاء مدنيين يمكن ان يكون حصن عراقي ضامن لاي انتهاك من قبل الحكومة بالضغط وتحشيد الرأي العام والمحاكم.







#سجاد_سالم_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان فهد دوغمائياً ؟
- عن الفقر والفقير والمساعدة
- محنة ألكورد ألفيليون ... قراءة في التشريعات ألمؤسِسة للدولة ...
- جريمة التسفير و-حق الاندماج- للكورد الفيليين
- هل أنصف القانون الرياضيين ؟
- الارهاب وجدل التصنيف الاعلامي
- انقذوا الكورد الفيليين من -اللاجنسية-
- الحزب الشيوعي .. ازمة اليسار والعلمانية في العراق
- العقدية الثانية لقمم الارض وضياع فرص التنمية المستدامة
- الحزب الشيوعي العراقي .. رهان المستقبل
- المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي ... في الرغبات حقائق
- نحو المؤتمر التاسع .. حول تغيير اسم الحزب الشيوعي
- بيان استنكار من التيار الديمقراطي في واسط
- احمد الكبنجي ..لحظة الفاعلية في سكون العقل العراقي


المزيد.....




- إصابات بينهم صحفيون جراء قصف الاحتلال خيام النازحين داخل مست ...
- النخالة: الفصائل لديها ما يكفي من الأسرى لإجراء تبادل مع إسر ...
- الرئيس التونسي قيس سعيد يتعهد بمواصلة مكافحة الفساد في ولايت ...
- رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة يدعو إلى إنهاء المعاناة ال ...
- 10 إصابات بينهم أطفال جراء قصف الاحتلال خيام النازحين داخل م ...
- وزير خارجية الهند يشبّه الأمم المتحدة بـ-شركة قديمة لا تواكب ...
- شاهد.. قناة العالم تغطي عاما كاملا من الابادة والتطهير العرق ...
- الأردن ينتقد محاولات إسرائيل استهداف حق العودة للفلسطينيين و ...
- اليوم و تَكْوِي، وغداً بعد امتلاكها النَّوَوِي؟؟؟
- الحية: نجاهد من أجل تحرير أرضنا واقامة الدولة الفلسطينية وحق ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - سجاد سالم حسين - إتحاد عراقي للحريات المدنية