أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - ومازلنا نهتف .. هيهات منّا الذلّة














المزيد.....

ومازلنا نهتف .. هيهات منّا الذلّة


ياسين الياسين

الحوار المتمدن-العدد: 5505 - 2017 / 4 / 28 - 14:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يجد الأنتهازيون والوصوليون ومُريدي السلطة والحكم فرصة لهم على مرّ التأريخ في التشبّث بها كما سنحت لهم في العراق بعد سقوط حكم الطاغية ، وكلّ منهم كان له قميصاً ملطخاً بالدم كقميص عثمان معلقاً عليه ظلامته زيفاً مدّعياً الأنتصاف لتلك الظلامة ورفع الحيف عن المظلومين ، وكلّنا عاش وعايش مكرهاً الحقائق المرة التي أجبر على القبول بها ، وإرتضى أن تكون له خطوطاً حمراء يتوقف عندها ، وأخرى تحدد له معالم مستقبله الزائف تحت مظلة قوانين لأحزاب وضعية ما أتى الله بها من سلطان ، والتي لها السلطة الفوقية والأرادة التي لاتعلو عليها إرادة ، فهي وحدها إن شاءت لك الخير علا نجمك وإرتفع بشرط القبول بإملاءاتها ، وأن تكن العبد المطيع لسيّدك رئيس الكتلة الذي لايفك رموز كتابة السيناريوهات السياسية ، ولكنّه سياسي إفترضوا فيه معرفة كل شيء لتمرير مشروعهم فهو حبر السياسة العلاّمة وسيّد دهاليزها الفهّامة ، فجاءت حتى القوانين موضوعة بما يتوافق وشهوات تلك الأحزاب وبما يتناقض مع نص الدستور الذي كتبوه بأيديهم وإختلفوا بشأنه بينهم ، وأملوا على الأمة القبول به راعياً وحامياً لحرياتهم وحرماتهم ومرجعاً لإختلافاتهم ، ولكنه أضحى واهنا ضعيفاً حتى أنه بدى عاجزاً حتى عن حماية نفسه فهو المخترق كل يوم بل كل ساعة وكل لحظة ، فلم يرد في الدستور نصاً يسمح بتمرير قانون صرف مبالغاً بملايين الدنانير العراقية ومن صلب المال العام لمعالجة بواسير أحدهم ، ولم يكن هناك نصاً آخر يسمح بتمرير قانون صرف ملايين الدنانير من حقوق الفقراء لمعالجة قشرة رأس أحد نواب الشعب ، وتقويماً لأسنان آخر ، وتجميلاً لوجه نائبة حتى بلغ بهم الأمر شيئاً معيباً ولدرجة الأستجداء وبطريقة مذلة لاتنم عن كبرياء نائب وإعتداده بشخصه من قبيل شراء لوازم القرطاس لأنفسهم وحفّاظات نسائية وتلك لوازم شخصيّة بحتة فضلاً عن رواتب فاحشة وإمتيازات يحلم بها زعماء في دول أخرى ، ولكنهم عجزوا مع كل ذلك في أن يجدوا مايمرّروا به معالجة فقراء من ذوي الأمراض والحالات المستعصية خارج البلاد وعلى حساب الدولة بل الأنكى من ذلك أنهم ومن خلال وزارة الصحة أعادوا العراق إلى الوراء وزادت من معاناة المواطنين ، ففي الوقت الذي كان فيه طاغية العراق المقبور قد عمل بالتأمين الصحي والرعاية الصحية كانت الوزارة إيّاها قد ألغت كل حقوق المواطنين في التمتع بتلك الرعاية وفرضت أجوراً على دخول المستوصفات من قبل الفقراء لغرض مراجعة الطبيب هي أشبه بالأتاوات لتشتري أحذية وشحّاطات ، وحتى أن هناك أمراً غريباً مستغرباً ومستهجناً جداً وهو أن المستشفيات لاتسلّم جثة لشهيد إلاً مقابل مبلغاً يدفع للمستشفى مقداره (40) ألف دينار عراقي ، وأما القضاء العراقي فقد صار ممثلاً لجهة سياسية وله رأياً في الأحداث وهو في المواقف السياسية إمّا مؤيّداً لجهة أومعارضاً لأخرى ، ولم يعد حكماً يقضي بالعدل بين الجميع ، ولذلك جائت أحكامه هزيلة ومثاراً للسخرية وبات الناس يتندّرون بأحكام القضاء ، فبينما تم الحكم على طفل لسرقته طيراً (حمامة) بـ (15) خمسة عشر عاماً في الوقت الذي كان فيه هناك حكماً قد صدر على آخر وهو من حواشي الحيتان بالحبس (1) سنة واحدة فقط ولاغير وذلك لسرقته (1) واحد مليار دولار أميركي فقط وليس غير ، وهناك من هو متهم بسرقة (4) مليار دولار أميركي وبعد صدور الحكم القضائي بحبسه على ذمة التحقيق تمت كفالته بمبلغ (50) مليون دينار عراقي وتهريبه بعد إطلاق سراحه إلى خارج العراق ، وكلّ يعمل بأسم مظلوميّة مكوّنه ، وهكذا إشتركت جميع مكوّنات الشعب العراقي ممثّلة برموزها المفترضين بدعوى حكومة الشراكة الوطنية بنهب خيرات البلد وسرقة ماله العام بينما بقيت شرائح تلك المكوّنات تئن متضوّرة من جوع تلذعها حرارة الشمس في العراء بلا مأوى ، ولاسقوفاً تأويهم من برد الشتاء سوى علب الصفيح الصدئة التي لاتحكم عليهم ساتراً ولاغطاء ، وهم ينتظرون بفارغ الصبر (4) سنوات ينقضين عجافاً لينتعش عندهم الأمل بزيارة المسؤول عند بدء الدورة الأنتخابيّة الجديدة أملاً في الحصول على بطانيّة واحدة أو كيس بطاطس أو ربما مدفأة كهربائيّة من ذوات العشرة آلاف دينار ، وأما الآخرون فتجدنّ فيهم الأحسن حالاً لأنه يعمل ويدفع آجار بيته من كد يده ، ولكنّه ينتظر رصيداً لجهازه بعشرة آلاف دينار من أزلام أحد المرشحين من حواشي الحيتان ، وأما الحيتان الكبار فقد أكلوا أُكلهم وباتوا من خزائن العراق قاب قوسين أوأدنى وصحّ فيهم المثل المصري الذي يقول (صاعد واكل نازل واكل ) ، وكلّ هذا المخاض العسير والعيش المرير وجدت الناس ببساطتهم وسذاجة بعضهم يعمهون ويهتفون ملء الحناجر أن هيهات منا الذلة ، والعجب هو أيّتها ذلّة بعد هذه المذلة ، والطامة الكبرى أن هناك المزمّرون لهم والمطبّلون من أصحاب العمائم المحسوبين على مؤسّسات التبليغ الديني الذين ماانفكّوا مع كل موسم إنتخابي يبدأون يجوبون المدن فيصعدون المنابر ليتلاعبوا بعقول السذّج والبسطاء فينفثوا سموماً قد إستلموا أجورها سلفاً فيشترون بها ذمم الفقراء والمعوزين بأسم المذهب , وأن هؤلاء السياسيون يمثلون علياً والحسين (ع) وعلي والحسين (ع) منهم براء ، ويذكون في النفوس أن من لم ينتخبهم سيخذل مولاتنا سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (ع) بنت نبيّنا نبي الرحمة محمد (ص) ، وهكذا وبهذه الأساليب المبتذلة والرخيصة تلاعبوا بمقدّرات الأمة والشعب فجعلوا من الناس أضحوكة لهم ولأتباعهم من مريديهم ومتلقفي فتات موائدهم الذين إعتادوا الذل والمهانة وإرتضوا لأنفسهم أن يكونوا ماسحي أكتاف وعبيداً لمن كانوا أصلاً عبيداً لأسياد ويعتاشون على عطايا الأجنبي .. وهكذا وجدتنا بالآخر جميعاً نهتف : هيهات منّا الذلّة !!! ..



#ياسين_الياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أردوغان .. مرّة أخرى
- ماذا بعد وراء التصعيد الكوري
- البرلمان العراقي .. إنقلاب أم حركة تصحيحية
- لماذا مؤتمر البرلمانات العربية والأسلامية في بغداد والآن .. ...
- الضياع والفوز .. بين لحظة القرار وقرار اللحظة
- قضيّة .. ورأي
- الدولة المدنيّة .. الخيار الأصح
- القبطان العبادي .. إلى أين يسير بالمركب العراقي
- المختار .. لماذا مقروناً بأخذ الثأر
- أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 4
- أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 3
- أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 2
- أميركا .. وسيناريو الحرب العالمية على داعش 1
- من هو الأشد خطراً من داعش
- الناس والمسؤول .. وإزدواجية المعايير
- قراءة .. من داخل قبة البرلمان الجديد
- العراق بين فكي .. الأنقسام والأقتسام
- لماذا .. الجهاد كفائي ؟
- التغيير .. وأبجدية الخلاف والأختلاف
- في الكهرباء .. كذبت الحكومة وإن صدقت


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ياسين الياسين - ومازلنا نهتف .. هيهات منّا الذلّة