أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شادي إسماعيل - المثقف في السرداب














المزيد.....

المثقف في السرداب


شادي إسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5504 - 2017 / 4 / 27 - 05:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا كانت " المعرفة هي في ذاتها سلطة " كما يوضح فرنسيس بيكون علينا أن نبحث عن السلطة المغتالة خاصة أن السلطة كلاشعور جمعي حُصرت في حلقة السياسة ، و المعرفة كنتاج إرادي واعٍ ترتبط أتوماتيكياً بالمنتج الذي هو المثقف أو المفكر ، نستطيع القول في الحالة السورية الثورية ثم الإرهاثورية بإطمئنان دون أن تخزنا لدغة ضمير إن المثقف لا يعدو دوره إكسسواراً أو كومبارساً ، لا نتجاهل هنا دور العوامل الموضوعية في ترويض حلقات الضوء لدى المثقف لكن لا ينبغي في المقابل إغفال قوة العامل الذاتي من حيث تراجعه عن وظيفته الاجتماسياسية في تمثيل المسكوت عنه أو ما ينبغي أن يكون و لعل ما أصاب صورة المثقف مقتلاً تحوله إلى حديقة خلفية للمشهد المجتمعي قبل السياسي تخصيصاً بمعنى الانتقال من الريادة إلى الجلوس في مقاعد العضوية المجتمعية و هو درس تاريخي لا علاقة له بالفانتازيا فكل السلطات السياسية أنظمة و أحزاباً تسعى إلى أدلجة المشهد الثقافي وصولاً إلى تكريس إنغلاق ثقافي سيما أن الثقافة هي الحامل لجوهر التغيير في المجتمع و نحن ندرك أن الكثير من حلقات التصوف كانت تعبيرا دينياً عن سياسة الرفض لكن بسلبية ربما لأنها اتخذت طابع العزلة عن المجتمع كوسيلة استنكار و العضوية في المجتمع قد تتخذ طابعين إما أن يصبح فرداً من العوام " الأيتام النيام " وفق تعبير الكواكبي أو أن ينتقل المثقف إلى خيانة المثقف فيه فيتحول إلى " جوقة تردد صدى النظرة السياسية السائدة " حسب تعبير إدوارد سعيد ، إن مفهومي العوام و الجوقة نقيضان جوهريان وظيفياً لأعظم وظائف المثقف " النقد " الذي يمثل السلاح الفكري الأول نحو تغيير السائد ، و العضوية في المجتمع بهذا المعنى هي استئصال المخالب
هل المقصود هنا أن يتحول المثقف إلى مناهض للسلطة ؟ طبعاً ليس بالضرورة لأن مهمة المثقف الدفاع عن الحريات و الديمقراطية و التنوير فمناهضة السلطة هنا ليست مطلوبة بذاتها و لذاتها إنما بمقدار ابتعادها و قمعها للحريات و إذا كان إدوارد سعيد يعتبر " المثقف الحقيقي هو الذي يستعصي على الحكومات و الشركات استقطابه " فيؤسفنا القول إن المثقف السوري و نقصد بمفردة المثقف هنا معناها المتداول شعبياً لم يضع بيضه في سلة حكومات إقليمية أو تنظيمات إرهابية فقط و إنما سبق البيض بتموضعه الشخصي في السلة ، إن فقدان المثقف لبعده التنويري و رسالته الإنسانية في الدفاع عن المستضعفين و المهمشين و حرياتهم و عدم احترامه للتنوع الإثني و الديني و الثقافي انحدار إلى الحضيض و لا يوجد تفاضل في الحضيض ، المثقف الذي يودع عقله و كيانه الإنساني في سرداب لا بل يطلقه طلاقاً بائناً بينونة كبرى لا يُستدل به إلى الحرية فالأعمى لا يقود أعمى كلاهما يقع في الحفرة حسب المأثور عن المسيح



#شادي_إسماعيل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسافر في اسمي
- يا هذي البلاد
- مونولوج داخلي
- أزمة الواقع السياسي العربي / القبيلة تلبس الجينز ( 1 )
- الحالمون
- قصائد نانو
- تمرين للصعود إلى الوجع الكوباني
- مرثية للشمال
- نشيد لكوباني
- صدأ الذاكرة
- قصيدة ( الثانية عشرة إلاّنا


المزيد.....




- تحليل: عليها شعار -الاتحاد السوفيتي-.. ما الرسالة التي يبعث ...
- باكستان: مقتل أكثر من 190 شخصا جراء الأمطار الغزيرة التي تضر ...
- -هل غيّر الاعتراف بدولة فلسطينية قواعد اللعبة في غزة؟- – جول ...
- نزع سلاح حزب الله: نعيم قاسم يحذر من -حرب أهلية-
- بن غفير يهدد مروان البرغوثي داخل زنزانته والسلطة الفلسطينية ...
- نيويورك تايمز: لماذا ترفض أوكرانيا التنازل عن دونباس رغم ضغو ...
- بعد اتفاق أرمينيا وأذربيجان.. هل تخسر روسيا جنوب القوقاز؟
- جيش نيجيريا يدافع عن عملياته العسكرية بوجه الانتقادات الحقوق ...
- 24 عاما على تأسيس -العدالة والتنمية- التركي.. إنجازات وتحديا ...
- مخطط -إي 1-.. خطة استيطانية للتغيير الديمغرافي في القدس


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شادي إسماعيل - المثقف في السرداب