أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمود سلامة محمود الهايشة - الخوف من الفهم.. سمة الحوار الإلكتروني!!














المزيد.....

الخوف من الفهم.. سمة الحوار الإلكتروني!!


محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)


الحوار المتمدن-العدد: 5497 - 2017 / 4 / 20 - 13:24
المحور: الصحافة والاعلام
    


عطفاً على مجموعة القيم التي ذكرها د.عادل سرحان القرشي..في مقاله بالعدد 444 بالمجلة العربية عن "مسؤولية الحوار في عالم الاتصال الجديد"، وقد ركز على الظواهر الجديدة التي أحدثتها كتابة الحوار عبر الإعلام الجديد، كالحرية، تحول لغة الكتابة إلى لغة شفاهية، اتساع مساحة الحوار، وسرعة تبادل الشواهد والأدلة. وما سوف أضيفه على تلك الظواهر هو "الخوف من الفهم والاقتناع".

هناك شخص/إنسان لا يريد أن يتحاور بل يريد أن يطرح رأيه ووجهة نظره وفقط، ويتجنب بكل الوسائل النقاش والسماع من الطرف الآخر، وذلك خوفاً من أن يفهم شيئا جديداً يغير أو يرفض كل ما برأسه، وهذا يذكرني بأحد زملائي في مرحلة البكالوريوس، كنت أجلس بجواره بالمدرج أثناء محاضرة في مقرر "الكيمياء التحليلية" ووجدته لا ينظر ولا يستمع لما يقوله الدكتور أستاذ المادة، بل كان يكتب وينسق محاضرة أخرى في مقرر آخر، فسألته بصوت خافت مندهشاً: لماذا لا تعير للمحاضرة أي انتباه؟، فنظر لي ورد ببساطة شديدة، الكيمياء مادة تحتاج إلى فهم، وأنا لن ابذل أي مجهود يشغل رأسي بالفهم، أنا أعشق المواد إلي تعتمد على الحفظ وأحصل فيها على أعلى الدرجات، قاطعته: ولكن نحن في كلية علمية والمفروض أن معظم المواد تحتاج إلى الفهم أولاً ثم يليه الحفظ؟!!!، فنظر لي نظرة يريد أن يقول لي فيها (أنت لا تفهم شيء!!) ..كل المواد ومن يدرسها لا يريدون في ورقة الإجابة سوى الحفظ فهم يقيسون الإجابة النموذجية بالكيلو، بالكم وليس بالكيف، كانت تلك الواقعة ونحن في الفرقة الثانية، ومرت سنوات الكلية، وحصل هذا الزميل الذي يعد "مسجل كاسيت" على درجة البكالوريوس بتقدير جيد جداً، وكان ترتيبه الثاني على شعبته التي تخرج منها، وقد علمت منذ مدة أنه حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في وقت قياسي وبسرعة فائقة وقد أصبح باحثا علميا في أكبر مركز بحثي بجمهورية مصر العربية الآن وذلك بسبب الحفظ وليس الفهم الذي لا يصدع به رأسه، فالحفظ خير وأقصر طريق للتفوق والرقي في تلك الدولة العجيبة. وقد ناقش الفيلم السينمائي "الثلاثة يشتغلونها" للفنانة ياسمين عبدالعزيز وبطولة صلاح عبدالله وهالة فاخر، تلك المسألة حيث نشأت على لحفظ والتذكر لدرجة كن والد البطلة يقوم بتسميع الكتب لها فكانت تحفظ حتى عدد صفحات الكتاب وزن ورق الكتاب وألوان طباعة الكتاب وفهرس الكتاب، وبالفعل تفوقت بالثانوية العامة واستطاعت أن تكون الأولى على شهادة الثانوية العامة على مستوى الجمهورية، ولكنها بدأت تواجه مشاكل الحياة وتتفاعل مع الناس والمجتمع بشكل أوسع عند التحاقها بكلية من كليات القمة وتعرضت للعديد من الصدمات والمشاكل التي سببت لها الأزمات النفسية والاجتماعية إلى أن اكتسبت خبرات عديدة أفهمتها أن الحياة لا يمكن أن يتعامل معها الإنسان بالحفظ وفقط دون فهم وتفكير وتدبر للأمور وإلا ضاع الإنسان، فإن الجائز أن يحقق الحفظ تفوقا علميا ودراسيا ويحصل الشخص على شهادة عالية جدا ولكن لا يحقق له الحفظ دون فهم استقرارا نفسيا ونجاحا حياتياً كبيراً.
بقلم:: محمود سلامة الهايشة Mahmoud Salama El-Haisha [كاتب وباحث وأديب مصري؛ [email protected]].



#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)       Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضفضة ثقافية (393)
- فضفضة ثقافية (392)
- مارس يحتفل بالقوارير!!
- فلاح وجندي ومعلم
- الألياف في علائق الأرانب.. وفسيولوجيا وميكروبيولوجيا هضمها
- موت البكتيريا؟!
- فضفضة ثقافية (391)
- نريد الجودة به!!
- العزل المخطط والمصبوب!!
- هل يفسد الخل؟!
- العوامل التي تتحكم في تكوين ونشاط إنزيمات الهضم والمشاعر
- فضفضة ثقافية (390)
- مُسدسات للغنم وأخرى للراعي والمرعى!!
- نظريات علمية تتهاوى!! : الحقائق العلمية ومسلسل انهيار النظري ...
- هل يتم تطعيم الأطفال بالشبيسي؟!.. تطعيم بالبطاطس! - قصة قصير ...
- فضفضة ثقافية (389)
- من مهارات البحث العلمي: تجميع الدراسات المرجعية
- محمود الهايشة يكتب: حاصد الجوائز!
- الروائي محمود سلامة الهايشة يكتب: مشاجرة الأصهار!!
- علاج الحروق المختلفة لجلد الأرانب بزيت الجرجير!!


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمود سلامة محمود الهايشة - الخوف من الفهم.. سمة الحوار الإلكتروني!!