أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - الإحتضار في زمن الإنتظار














المزيد.....

الإحتضار في زمن الإنتظار


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 5496 - 2017 / 4 / 19 - 15:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإحتضار في زمن الإنتظار

التعلق المفرط يُنسي الفرد احياناً بعض جوانب المتعَلَق به والتي لا يريد ان يراها المتعَلِق بالرغم من سلبيتها التي لا تخفى على العين المجردة . وقد يبلغ هذا النسيان او بالأحرى تجاهل السلبيات درجته القصوى وحتى اللامعقولة احياناً اذا ما ارتبط هذا التعلق بالحب، خاصة إذا كان هذا الحب حب الوطن وعشق كل ما فيه إنطلاقاً من الأهزوجة العراقية التي يرددها الكثيرون مع سريان دموع الحب لكل ما في هذا الوطن الذي " حتى ناره جنة ".
وقد يستمر مفعول هذا الحب الجارف لسنين عدة خاصة عند من ابتعد عن الوطن وذاق مرارة طول الغربة التي فرضتها البعثفاشية المقيتة على الكثير من العراقيين. لقد كانت التمنيات والآمال المبنية على تحرير الوطن من عصابات البعث قد تجاوزت المدى المنظور الذي جعل منها تنطلق من التصور القائم على استحالة التغيير نحو الأسوأ باي حال من الأحوال. وجاء التغيير عبر غزو وطننا الذي لم يكن يشكل الوسيلة المرغوب بها للتحرير لدى بعض قوى المعارضة العراقية آنذاك. إلا ان ما حدث والذي عكس مدى ضعف قوى المعارضة هذه امام جبروت وجرائم دكتاتورية البعث، وضع الكثيرين امام الأمر الواقع بكل ما انعكس على هذا الواقع من ردود فعل سلباً او إيجاباً.
لا نريد التطرق في هذا المجال إلى ردود الفعل هذه والتي جرى الكثير من النقاش حولها ولا يمكن توقف هذا النقاش مستقبلاً ايضاً. إن جل ما نرغب بطرحه هنا هو دراسة العلاقة بين ما كنا نصبوا اليه قبل التغيير وما تحقق بعده. معادلة ليس من السهل معالجة حدودها بعد زوال دكتاتورية البعث مباشرة ولا حتى بعد مضي بضع سنوات، وذلك لأن خيوط الأمل ما زالت ترتسم بكثافة امام الشعب الذي قاسى من اعتى دكتاتورية عرفها تاريخ العراق الحديث. ومع مرور السنين بدأ الوهن ينتاب خيوط الأمل هذه حتى بدت بعد اكثر من اربعة عشر عاماً تحاكي خيوط العنكبوت التي تتلاقفها الريح من كل صوب وحدب إلا انها قد تظل تقاوم التفكك لفترة قد تطول احياناً. وهذا هو حال وطننا واهلنا فيه اليوم. ضياع في ضياع يكاد يكون السمة المميزة لمجريات الحياة اليومية على مختلف المستويات في عراق تقوده احزاب الإسلام السياسي والتطرف القومي والإنتماءات العشائرية والمناطقية وشيوع هويات الطائفية المقيتة وكل ما نتج عن ذلك من نظام سياسي يخضع للمحاصصات التي افرزت هذا الضياع القاتل، بحيث لا يمكن للمراقب ان يجد مجالاً واحداً لم ينتابه هذا الوضع البائس في كثير من مفاصله إن لم يكن في جميعها.
الملاحظات المتراكمة من خلال المعايشات الميدانية في وطننا تقود كل من يعي هذه المعايشات ويستخلص بعض معطياتها ولا ينظر اليها نظرة عابرة مؤقتة، إلى وضع الكثير الكثير من علامات الإستفهام عن مدى هذه المسيرة التي انتهجتها الأحزاب الحاكمة ونظامها المحاصصاتي المقيت والذي فشل حتى الآن فشلاً لا يمكن ان يتجاهله اي انسان.
سأحاول التطرق إلى هذه المعايشات من خلال القناعة التي رسختها مظاهر الإنحطاط التي يمر بها وطننا ويعاني منها اهلنا فيه والتي جعلتني اعتقد بأن الوضع القائم الآن سيقود إلى الإحتضار، إن استطاعت هذه الأحزاب المتنفذة اليوم على مواصلة لصوصيتها واستهتارها بحقوق الناس وابتزازها لكل مقومات الوطن وتلاعبها بمقدراته من خلال تنويمة الجياع التي تمارسها هذه القوى الشريرة من خلال دين الفقهاء، وليس دين السماء، حيث نشرت فلسفة الإنتظار السلبي تحت إطروحة " لا تفكلر لها مدبر " تيمناً بمجيئ يوم الخلاص لآلهة فقهاء السلاطين، الخلاص من هذه الحياة البائسة التي لو لم تكن موجودة اصلاً لحققها هؤلاء الفقهاء بكل اطروحاتهم الغيبية التي تُبعد الناس عما يريدون تحقيقه في حياتهم هذه اولاً قبل ان يفكروا بالحياة الأخرى، اي التفكير بالحياة قبل الموت وبالراحة الدنيوية قبل الراحة الأخروية. هذا الإحتضار البطيئ في زمن الإنتظار القاتل المُطَعَم بفقه القادم المجهول سوف لن يساهم بحل ابسط المشاكل التي جاء بها منظرو الإسلام السياسي وكل من ركب جناح مسيرتهم الفاشلة من رواد التعصب القومي وحملة الهويات الطائفية والعشائرية وفرسان المحاصصات اللصوصية التي ابتلى بهم وطننا كخلفاء مخلصين لما سبقهم من ضياع الشعب والوطن اثناء التسلط الدكتاتوري البعثي.
لابد لنا من عودة لمواصلة هذا الحديث الطويل والمتشعب لمآسي وطننا واهلنا.
الدكتور صادق إطيمش



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في عيدها الأممي المرأة الكوردية قدوة النضال النسوي
- الإسلام العملي !!!
- إحذروا -- ديمقراطية -- ألإسلاميين
- النزعات الميكافيلية في فلسفة الأحزاب السياسية الإسلامية
- السقوط الأخلاقي لرواد الإسلام السياسي
- آخر ما ابتكرته مختبرات الإسلام السياسي ... تحويل الإنسان إلى ...
- مفردة - الوطن - لا مكان لها بين مصطلحات الإسلام السياسي
- صرخة حرة اخرى ينبغي الإتعاض بها
- طامتا الدولة ... الدين والعشيرة
- قانون الحشد الشعبي ما له وما عليه . . .
- تحية للمؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي
- وأعدوا لهم ما استطعتم من النساء . . .
- لا مساومة في حق تقرير المصير . . . القسم الثالث
- لا مساومة في حق تقرير المصير ... القسم الثاني
- لا مساومة في حق تقرير المصير ...
- مسلمون بلا أذان
- سياسة التتريك الجديدة
- خلايا داعش النائمة ... هل هي نائمة فعلاً ؟
- قوانين اسلامية جداً ...!!!
- بعد دواعش الدولة الإسلامية ... ماذا عن دواعش الدولة العراقية ...


المزيد.....




- فرصة ذهبية نادرة: جزيرة اسكتلندية خاصة وقلعة منسية للبيع
- رئيس CIA الأسبق لـCNN: الحرب بين إسرائيل وإيران -لم تنته بال ...
- إحياء طقوس الإنكا القديمة في مهرجان إنتي رايمي في بيرو وسط ح ...
- تظاهرات في تل أبيب.. دعوات لإبرام صفقة تعيد الرهائن وتُنهي ا ...
- كيف استقبل الفلسطينيون في غزة خبر وقف إطلاق النار بين إسرائي ...
- أكبر مستشفيات إسرائيل تعمل تحت الأرض بعد وقف إطلاق النار
- خامنئي يظهر في كلمة مسجلة لأول مرة منذ وقف إطلاق النار، ووزي ...
- غارة إسرائيلية على جنوب لبنان ومقتل العشرات في غزة وسط تعثر ...
- ما أبعاد الخلاف بين ترامب وإسرائيل بعد وقف إطلاق النار مع إي ...
- أمسية حوارية حول الثورات والديون الفلاحية من الماضي إلى الح ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - الإحتضار في زمن الإنتظار