أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - اسعد الهاشمي - متلازمة المطر وهواجس الموت















المزيد.....

متلازمة المطر وهواجس الموت


اسعد الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 5494 - 2017 / 4 / 17 - 01:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


متلازمة المطر وهواجس الموت
في عوالم بدر شاكر السياب الشعرية محطات في حياته ولمحة في اجواء رحيله .
السياب فارس الشعر وممتطى صهوة جوادها ويجوب في عوالم ابداعتها وصاحب التجلي في طقوسها ومطلق العنان لخيالاتها لتصل الى ابعد المديات في فضائات وسموات الابداع فيها . لما له من عبقرية فذة وبصمة واضحة المعالم تركها على صفحات التاريخ الشعري الحديث في العراق والوطن العربي في جانب قيادته للريادة الشعرية انه صاحب السبق في دخول هذا العالم بشهادة مجاليه من الشعراء انه طائر الشعر الجميل يطير بجناحيه الابداع عاليا ليلامس الافق في مديات قصية قادما من اجواء جنوب العراق محملا باعذب مواويل الشجن ليحط في بغداد الحضارة المزدانة بعبق وانثيالات التاريخ واريجها وصطوة حضورها البهي ليبدا صفحة الابداع في عالمه الشعري ويضع حجر الاساس لمشروع الحداثة الشعرية ويحدد معالم ركائزها وسط زحمة الرؤى وتلاطم امواج التجريب التي كانت تسعى لايجاد موطىء قدم لها في كل مجالات الاداب والفنون لقد اقامة السياب تجربته على انقاض العالم القديم الذي كان سائدا وتحمس وتفاعل معها الكثيرون من المثقفين والمتابعين لما كانت تحمل في اجوائها وافقها منهج و رؤية التجديد وتجاوز تراث الماضي بكل تراكماته واخطائه التي حملتها حقب الزمان الينا ان ظهور السياب على مسرح الشعر كان يمثل ثورة ورؤية جديدة ونظم وقوالب جديدة لم يكن معمول بها في السابق وتخطا بهذه الثورة حواجز وممنوعات هذ التراث الذي كان يمثل القديم ودشن عوالم جديدة في اغراض ومواضيع الشعر لم يسبق لاحد غيره خاض غمار تجاربها لانها كانت تعبر في اعرافهم السائدة تابوهات وطاطم مرعبة لايجوز المساس بقدسيتها وتدنيس محرماتها وجد السياب في هذ التراث مالا يستحق الوقوف عنده لانه لم يعد يتماشى مع روح العصر الذي نحنوا فيه الان . ولا يواكب موجات الحداثة والتجريب في العالم المتمدن لم يكن وحده يصارع في هذا المخاض فقد سبقه الكثير من المثقفين لعل في مقدمة هؤلاء الدكتور طه حسين عندما نظر بالشك لاسفار هذا التراث و محتوياته ودعا الى اعادة النظر من ثوابته ومسلماته وفق منهج علمي ليس بقصد التشويه بل ولا التجريح بل بدافع التجديد وتجاوز البالي القديم فعمل وفق منهج الفيلسوف الفرنسي ديكارت في التعاطي مع التراث .
انا اشك انا موجود مما اثار حفيظة المؤسسات الثقافية السلفية التي كانت تعمل وفق السياقات القديمة فلاقى الكثير من العنت والتحامل عليه ان طه حسين لم يكن شاعرا كي يبحث عن منزلة او مجد بل كان باحثا تقدميا يريد ويسعى الى التجديد وفق مناهج علمية رصينة في تناول هذا التراث ونزع القدسية عن الكثير مما جاء فيه فكيف بشاعرا مثل السياب يطلق صرخات التجديد في جانب مهم من هذا التراث هو جانب الشعر كانت الخرافات والاساطير واجواء بطولات وهمية وامجاد شخصية تعيش في عمق هذا التراث بداء من المعلقات السبع مرورا بالبحتري وابو تمام وابو العلاء المعري في لزومياته الى ابو الطيب المتنبي مما دعاه الى اعادة بناء مضامين هذ التراث وفق روح العصر ومتطلباته وليعيد صياغة الموازين لتلائم واقع ومعالم تجربته الجديدة هذا جانب مختصر من البدايات وحلم اقامة التجربة ........
لقد تعرض الشاعر في حياته الشخصية لضغوط قاسيه وظروف معقدة وجاهته في مسيرة حياته وسببت له معاناة طويلة الامد وظروف معقدة في مسيرة حياته الى نهايات حياته فقد مر باوقات صعبه كان يعاني فيها من القلق والتوجس والخوف من المجهول الذي ينتظروه وهو وحده لم يكن هناك من يؤازره ويعنه على تحمل البلايا ويشد من قواه الخائرة ويحثه على الصمود بوجهها ويزيد في نفسه قوة الحماسة عندما داهمه المرض اللعين الميؤوس من الشفاء فداهمته هواجس الموت وسلمته وادخلته في عوالم الحزن والوساوس القهرية جعلته فريسة سائغة للافكار التسلطية فأل الى شبح هزيل خائرة قواه ومسكون بمشاعر الموت التي كانت لاتفارق مخيلته عوالمها فصورة هذه التداعيات والتازمات النفسية وعكسها في مرايا اشعاره وعوالم قصائده طالبا العون من الاقدار لعلها تنتشله من اتون هذا الصراع المرير الذي اشتد اواره في اعماقه القصية وقرار روحه فتمنحه بريق امل او كوة ضوء لتنير له نفق الحياة المظلمة والمرعبة في ليله الطويل في رحلة مقاومته للمرض اللعين فكانت متلازمات الموت والقلق من غروب شمس الحياة استباحت كيان الشاعر وسببت له الاضطراب وفتحت امامه عوالم مجهولة من الياس والاحباط والقنوط وعبثت بعالم خيالاته واغلقت بوجهه النحيل الذاوي سبل الامل والتحرر والخلاص والانعتاق من هذه الظنون والهواجس التي تداهمه ولم يستطع الافلات من قبضتها المحكمة ....
اتعلمين اي حزن يبعث المطر فيشعر الغريب فيه بالضياع ..
لقد كان الشاعر موجوعا متالما يعاني من قلق الموت الذي يتربص به وتطارده اشباحه يئن بصوت خافت لعل ابواب الحياة تفتح مصاريعها امامه وتطرد هذه الاشباح التي تسكنه وتطارد خيالته وترسم له ظنون الافول والانطفاء فهل هناك بارقة امل تنعش دواخله المئزومة وتنتشله من هذا الواقع المئساوي ؟
فلم يجد في افافقه عالم مضيء وزاخر بديمومة العطاء وبعث الحياة الا الطبيعة وقواها فلجا اليها واستعار رموزها لترسم له خارطة طريق تخلصه من هذه الهموم لتكون هي طوق نجاة فعمدة الى صهر ذاته في بودقتها فدلته بطريق الخلاص ومكنته من قهر احاسيس الموت والانتصار عليه فها هو المطر يمنحه امل الحياة وجذوة التوقد ثانيا فتغيرة الاجواء في رؤاه وعوالمه فاشرقت الاضواء وغطت مساحات روحه فاصبحت تموج بصور العطاء وديمومة البقاء فهذه علامات انبلاج الصبح يلوح في افق وحياة الشاعر ..
سيعشب العراق بالمطر وترقص الاضواء ويزهر الشجر ...
هنا المعنى واضح انها تباشير الحياة تتدفق في عروقه كل الانهار بل كل السيل الذي يجرف عن طريقه السقم والعلل . فقد تلازمت وترافقت عوامل اخرى غير المرض جوانب حياة الشاعر الاجتماعية مما زادت من شدة وطاءة المرض عليه وكانت تمثل حاضنة مهمة اوت هذه الاضطرابات والتوترات التي احاطت باجواء وعوالم الشاعر النفسية ومدتها باسباب البقاء هي عوامل الفقر والحرمان والعوز وكانت مؤثرة وفاعلة جدا في تهاوي وضعه الصحي وتفاقم مشاكله الاجتماعية فلم يكن قادر على الاعباء المادية للعلاج من المرض داخل العراق مما اضطر الى مغادرة العراق الى الكويت لطلب العلاج بدعوة من اميرها . ان اسباب الاحباط كثيرة .....
فلاحظت ان حياته السياسية كانت عاصفة وتعج بالصخب المثير فتارة كان شيوعيا حد النخاع وتارة كان قوميا معجبا بالتجربة الناصرية ويصرح علنا بهذا الاعجاب من الواضح ان ظروف هذه التحولات في المواقف كانت تمليها الظروف والدواعي النفسية والانفعاليا التي مر بها الشاعر لانها تشير الى عدم الاستقرار وعمق الاحساس بالضياع وانها لاتشكل حالة ضعف في الشخصية كما يتراىء للبعض ولاتثير مكامن النقد السلبي ولناء المواقف واطلاق الاحكام عليه بل يجب اعتبارها محطات ينبغي الوقوف عندها طويلا وتاملها ودراستها بدقة متناهية في ضوء تركيبته النفسية وابعادها السيكولوجية .
ان التفكير المنطقي لتشابكات وتعقيد وضع الشاعر هو المبالغة التي كان احد اهم اسبابها هو رهافة احاسيسه من قبل الشاعر نفسه في تهويل سلبيات وضعه الاجتماعي لم يكن هو الوحديد كمثقف يعاني من هذا الوضع بل كان حال وديدن ومنوال حياة مرة في جياى المثقفين على مر الازمنة في كل حقب التاريخ عندما وضعت وزجت السلطة بالمثقف في ذيل ومؤخرة قائمة اهتماتها في كل زمان ومكان في عالم اشكالية العلاقة بين المثقف والسلطة , فالسلطة قامعة وعدوانية في ممارساتها وسلوكياتها اتجاه المثقف .
والمثقف متمرد و رافض ومتصدي لهذه الممارسات فمن الطبيعي جدا ان يلحق الاذى بالمثقف في جوانب حياته الاجتماعية بسبب هذه الاشكالية المعقدة والشواهد كثيرة ...
من علي ابن ابي طالب صاحب نهج البلاغة الى كارل ماركس صاحب الجدل في راس المال , لقد طالت هذه الاضطرابات التي كان يعنيها الشاعر لتصل الى حد عدم رضاه حتى عن شكله الخارجي فتراوده الامنيات ان يكون مثل ديوانه يتنقل بين خافقي الحسناوات الاتي كن يقرئونه .
السياب شاعر عاشق للمطر وملهة خيالاته الطرية ومؤججة لاحاسيسه عندما يرسم شلالات ونواعير الحزن ويسقطها علينا ويبلل نفوسنا واروحانا المتعبة بزخات انشودة المطر , لم يكن السياب شاعرا كبيرا فحسب بل كان مثقف كبير ومؤثرا اطلع بشغف منقطع على تجارب غيره من الشعراء وتفاعل مع الكثير من انجازتهم التي تتطابق مع رؤاه في مساراتها واتجاهاتها وتعاطى مع مضامين كثيرة فيها واستعارة بعض صورها في اشعاره فقد كان يتواصل مع مجلة شعر التي تصدر في بيروت ويراس تحريرها الشاعر اللبناني يوسف الخال وينشر على صفحاتها دراساته النقدية الكبير سعيد عقل فتابع صدورها ليتحقق من ملائمة النقد لمعاير تجربته ونتاجاته لقد تناوله فيلسوف النقد الدكتور زكي نجيب محمود وقال عنه ما من شاعر كالسياب استطاع ان يوظف الرمز والاسطورة في خياليه ببراعة المتمكن مثله , وهذا ما ايده فيما بعد الدكتور جابر عصفور رائد الحديث يقول الدكتور جابر عصفور ان قصيدة انشودة المطر تعتبر بحق براءة اختراع حصل عليها السياب لانطلاق عالم الحداثة الشعرية في هذا العصر وتصريح مرور لمن يجىء بعده لقد عرف السياب واطلع على عيون الشعر العالمي الحديث وكان بالغ التاثر بالشاعر الانكليزي ت اس اليوت في ملحمته مطولته الشعرية الارض اليباب او الارض الخراب و ولج عوالم الرواية فقراء الروائي الالماني ترانسز كافكه و فرجينا ولف و والت وتمن وغيرهم وكما كان متمكننا من توظيف الاصاطير لصالح مخياليه الشعري واسقاط واستخدام رموزها في عالمه ان احدا لم يستطع ان يفهم السياب كشاعر مهما كانت امكانياته واسعة ما لم يفهم ويخوض بعمق في عالم حياته الشخصية لقد كان ايقونة الشعر ورمزه الحافل بل دلالات والايحائات لقد صاغ لنا السياب شعريا خفايا الوجع الانساني وسطره باعذب الانثيالات موثقا ومؤرشفا ذكيا لانكسارتنا وجموحنا وتشظي ذواتنا عندما لا نستطيع ان نقاوم قوة وكثافة الوجع في دواخلنا المئزومة بسبب الحزن الذي ياتي ويذهب بلا اذن من احد فتحيل كياناتنا الممزقة الى ركام منثور على مرايا الزمن كما يعبر الشاعر الفلسطيني محمود درويش عندما قال ..
لا اريد لهذه القصيدة ان تنتهي
وكاننا نستمع لتراتيل يتلوها قديس مبجل من سفر احزان اجيله المقدس هذه اجواء وعوالم السياب الشفيفة لقد كان يعيش تفاصيلها ويبدع في اجوائها .
وشاءت الاقدار ان يرحل الشاعر عن هذا العالم في يوم عاصف بالمطر فكان الاقدار شاءت واستجابت لنداءاته وتوسلاته فتحقق الموعد باللقاء ولكن بعد فوات الاوان فل يرحم الله ابا غيلان اليكم انشودة المطر ...

عيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ ،

أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر .

عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ

وترقص الأضواء ... كالأقمار في نهَرْ

يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر

كأنما تنبض في غوريهما ، النّجومْ ...

وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ

كالبحر سرَّح اليدين فوقه المساء ،

دفء الشتاء فيه وارتعاشة الخريف ،

والموت ، والميلاد ، والظلام ، والضياء ؛

فتستفيق ملء روحي ، رعشة البكاء

ونشوةٌ وحشيَّةٌ تعانق السماء

كنشوة الطفل إِذا خاف من القمر !

كأن أقواس السحاب تشرب الغيومْ

وقطرةً فقطرةً تذوب في المطر ...

وكركر الأطفالُ في عرائش الكروم ،

ودغدغت صمت العصافير على الشجر

أنشودةُ المطر ...

مطر ...

مطر ...

مطر ...

تثاءب المساء ، والغيومُ ما تزالْ

تسحُّ ما تسحّ من دموعها الثقالْ .

كأنِّ طفلاً بات يهذي قبل أن ينام :

بأنَّ أمّه – التي أفاق منذ عامْ

فلم يجدها ، ثمَّ حين لجّ في السؤال

قالوا له : "بعد غدٍ تعودْ .. "

لا بدَّ أن تعودْ

وإِنْ تهامس الرفاق أنهَّا هناكْ

في جانب التلّ تنام نومة اللّحودْ

تسفّ من ترابها وتشرب المطر ؛

كأن صياداً حزيناً يجمع الشِّباك

ويلعن المياه والقَدَر

وينثر الغناء حيث يأفل القمرْ .

مطر ..

مطر ..

أتعلمين أيَّ حُزْنٍ يبعث المطر ؟

وكيف تنشج المزاريب إِذا انهمر ؟

وكيف يشعر الوحيد فيه بالضّياع ؟

بلا انتهاء – كالدَّم المراق ، كالجياع ،

كالحبّ ، كالأطفال ، كالموتى – هو المطر !

ومقلتاك بي تطيفان مع المطر

وعبر أمواج الخليج تمسح البروقْ

سواحلَ العراق بالنجوم والمحار ،

كأنها تهمّ بالشروق

فيسحب الليل عليها من دمٍ دثارْ .

أَصيح بالخليج : " يا خليجْ

يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والرّدى ! "

فيرجعُ الصّدى

كأنّه النشيجْ :

" يا خليج

يا واهب المحار والردى .. "

أكاد أسمع العراق يذْخرُ الرعودْ

ويخزن البروق في السّهول والجبالْ ،

حتى إِذا ما فضَّ عنها ختمها الرّجالْ

لم تترك الرياح من ثمودْ

في الوادِ من أثرْ .

أكاد أسمع النخيل يشربُ المطر

وأسمع القرى تئنّ ، والمهاجرين

يصارعون بالمجاذيف وبالقلوع ،

عواصف الخليج ، والرعود ، منشدين :

" مطر ...

مطر ...

مطر ...

وفي العراق جوعْ

وينثر الغلالَ فيه موسم الحصادْ

لتشبع الغربان والجراد

وتطحن الشّوان والحجر

رحىً تدور في الحقول ... حولها بشرْ

مطر ...

مطر ...

مطر ...

وكم ذرفنا ليلة الرحيل ، من دموعْ

ثم اعتللنا – خوف أن نلامَ – بالمطر ...

مطر ...

مطر ...

ومنذ أنْ كنَّا صغاراً ، كانت السماء

تغيمُ في الشتاء

ويهطل المطر ،

وكلَّ عام – حين يعشب الثرى – نجوعْ

ما مرَّ عامٌ والعراق ليس فيه جوعْ .

مطر ...

مطر ...

مطر ...

في كل قطرة من المطر

حمراءُ أو صفراء من أجنَّة الزَّهَرْ .

وكلّ دمعةٍ من الجياع والعراة

وكلّ قطرة تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظار مبسم جديد

أو حُلمةٌ تورَّدتْ على فم الوليدْ

في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة !

مطر ...

مطر ...

مطر ...

سيُعشبُ العراق بالمطر ... "

أصيح بالخليج : " يا خليج ..

يا واهب اللؤلؤ ، والمحار ، والردى ! "

فيرجع الصدى

كأنَّه النشيج :

" يا خليج

يا واهب المحار والردى . "

وينثر الخليج من هِباته الكثارْ ،

على الرمال ، : رغوه الأُجاجَ ، والمحار

وما تبقّى من عظام بائسٍ غريق

من المهاجرين ظلّ يشرب الردى

من لجَّة الخليج والقرار ،

وفي العراق ألف أفعى تشرب الرَّحيقْ

من زهرة يربُّها الفرات بالنَّدى .

وأسمع الصدى

يرنّ في الخليج

" مطر ..

مطر ..

مطر ..

في كلّ قطرة من المطرْ

حمراء أو صفراء من أجنَّةِ الزَّهَرْ .

وكلّ دمعة من الجياع والعراة

وكلّ قطرةٍ تراق من دم العبيدْ

فهي ابتسامٌ في انتظار مبسمٍ جديد

أو حُلمةٌ تورَّدت على فم الوليدْ

في عالم الغد الفتيّ ، واهب الحياة . "

ويهطل المطرْ ..


ملاحظة شخصية ..
لقد تعلمت منه ومن صبره الطويل على البلايا والرزايا انه لاقيمة لعلو انواتنا مهما كبرت وتضخمت عقد التعالي فيها عندما يشتاحها هوس التملك ووحشية وشهوة ممارسة السلطة ورغبة الاستحواذ الشرهة حينما لاتلتفت ولا تهتم لمعاناة والالم الاخرين




#اسعد_الهاشمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيء بالشيء يذكر


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - اسعد الهاشمي - متلازمة المطر وهواجس الموت