أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - إرث أوباما [ كيف أضرّ بالسود في الولايات المتّحدة الأمريكيّة – المترجم ]















المزيد.....


إرث أوباما [ كيف أضرّ بالسود في الولايات المتّحدة الأمريكيّة – المترجم ]


شادي الشماوي

الحوار المتمدن-العدد: 5490 - 2017 / 4 / 13 - 00:29
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إرث أوباما [ كيف أضرّ بالسود في الولايات المتّحدة الأمريكيّة – المترجم ]
إضافة إلى خوض الحرب و العدوان عبر العالم قاطبة و إقتراف جرائم ضد الإنسانيّة ... و إضافة إلى ترحيل قؤابة 3 ملايين مهاجر ... و إضافة إلى عدم ترك قوى القمع التي ورثها عن بوش كما هي فحسب بل جعلها أشدّ وطاة ...
تسبّب باراك ( و ميشال ) أوباما ، من جميع الناس ، في أكثر أضرار للسود خلال الثماني سنوات الماضية .
جريدة " الثورة " عدد 478 ، 13 فيفري 2017
http://revcom.us/a/477/barack-and-michelle-obama-did-more-harm-to-black-people-during-the-last-eight-years-en.html

" لم تكن الولايات المتحدة مثلما نعرفها اليوم لتوجد لولا العبودية . "
بوب أفاكيان ، كتاب " الأساسي من خطابات بوب أفاكيان و كتاباته " ، 1:1
-------------------
كان باراك أوباما أوّل رئيس أمريكي أسود – وضعته في المنصب إيّاه الطبقة الحاكمة التي كانت في أمسّ الحاجة إلى " تغيير في الوجوه " عالميّا و " محلّيا " عقب إدارة بوش الكارثيّة بحربها الدمويّة و غير المبرّرة بتاتا ضد العراق و كلّ ما يكثّفه تعاطيه القاسي و العنصري مع إعصار كترينا . و قد أتى وضع أوباما في ذلك المنصب للترويج لفكرة أنّ أمريكا قد تخطّت منذ زمن بعيد " المسائل العرقيّة " و أنّ الرئيس الجديد سيكون صديقا كبيرا للمضطهَدين في العالم . و سنتوغّل في جرائم الحرب الفعليّة و الجرائم ضد الإنسانيّة التي إقترفها في وقت سابق إلاّ أنّه في الوقت الحاضر، في وقت يعبّر فيه عن الكثير من " الحنين " إلى سنوات حكم أوباما، نركّز على النظر في ما فعله بشأن السود و لهم – و نلحق به ميشال أوباما أيضا لأنّها لم تفعل أشياء من ذاتها فقط بل نهضت أيضا بدور في طمأنة الذين كانوا عادة ما يثيرون الأسئلة مدّعية أنّها " أصليّة " و " تحافظ على أوباما الحقيقي ".و خاصة في زمن يحدث فيه أوباما ضررا كبيرا بنزع سلاح مقاومة الناس لأكبر تهديد يواجهونه بالذات الآن ، في منتهى الأهمّية أن نبرز الحقيقة بهذا المضمار .
1- إثر إغتيال ميكل براون في فرغسون ، كانت رسالة أوباما التعيسة : " أوّلا و قبل كلّ شيء ، نحن أمّة تقوم على حكم القانون " و " موظّفو شرطتها يعرّضون حياتهم للخطر لحمايتنا كلّ يوم " . و عندما قتل الخنازير في بلتيمور فريدي غراي و إنتفض شباب بلتيمور مطالبا بالعدالة ، نعتهم أوباما ب " السفّاحين " في حين أنّه لم يندّد أبدا بالشرطة . و أثناء حكمه ، أصدرت وزارة العدل مناشير تأييد لأقسام الشرطة حول البلاد – و قد شملت تقارير على إعتراف ببعض الجرائم التي إقترفها الخنازير غير أنّها بعدئذ إلتفّت على الأمر كلّه بالحديث عن هراء إصلاحات . و في فرغسون مثلا ، بيّن تقرير لوزارة العدل واسع الإنتشار عنصرية مستشرية – لكنّه بعدئذ جرى إغراق ذلك النزر القليل من الحقيقة في كذبة كبرى مفادها أ،ّ ميكيل براون تسبّب في موته الخاص ! و سجّلت وزارة العدل في ظلّ حكم أوباما دعمها التام لكلّ عمل عنيف أتته الشرطة و بلغ المحكمة العليا للولايات المتحدة . طوال الثماني سنوات من حكمه ، ما إنفكّ أوباما يدافع عن الخنازير المجرمين الذين يطلقون النار على شباب السود و اللاتينو ( من أمريكا اللاتينيّة ) – و في الوقت نفسه ، هاجم و في أوقات أخرى ضلّل الناس ، الذين يناضلون ضد جرائم الشرطة داعيا إيّاهم للعمل اليد في اليد مع الشرطة (1).
2- لام أوباما الناس أنفسهم على الفقر و معدّلات السجن المرتفعة و التعليم الهشّ و كامل الوضع الإضطهادي الذى يواجهه شباب السود و اللاتينو . و دافع عن أنّ المشكل يتمثّل في نقص " المسؤوليّة الفرديّة "- " غياب الآباء " – ( و يعزى غيابهم غالبا إلى الزجّ بهم في السجون على أساس عنصري! ) ، وفى الشباب ذوى السراويل المتدلّية و في الإكثار من الجلوس أمام التلفزة و ما إلى ذلك . لقد ترك تماما الواقع الفعلي لكيف أنّ النظام قد دمّر الفئات المضطهَدة و لم يترك إلاّ " خيارا " صغيرا لملايين الشباب عدا الاقتصاد الموازي أو الجيش ، كيف يقع تعريض السود بإستمرار للتمييز العنصري في السكن و في الرعاية الصحّية و التعليم و الشغل كما بيّنت ذلك الدراسة تلو الدراسة ، مستهزئة بمفهوم " المساواة " ؛ و كيف أنّ الرجال السود يجرى إستهدافهم ب " أوقف و جمّد " للتسجيل العنصري و القتل التام على يد الشرطة ؛ و كيف أنّ الملايين منهم يزجّ بهم في السجون و الكثير منهم جرّاء تجاوزات طفيفة متّصلة بالمخدّرات . و في خطاب أمام متخرّجين من مدرسة مورسهاوس قال : " نعلم أنّ عددا كبيرا جدّا من الرجال الشباب في مجتمعنا يواصلون القيام بخيارات سيّئة ". و الآن " لا وقت للأعذار " . و من أفضل من باراك أوباما ، أوّل رئيس أسود ، لإبلاغ هذه الرسالة إلى شباب السود من أجل وضعهم في مأزق ؟ لو فعل ذلك جورج بوش أو ترامب الآن ، فإنّه سيكون من اليسير أكثر على الأقلّ على السود إدراك أنّ هذا موقف عنصري . لكن حينما يفعل ذلك أوّل رئيس أسود ، بوسعه جعل الناس تبتلع هذا السمّ . و هذا جزء كبير من لماذا قدّمته و دعّمته الطبقة الحاكمة كيصبح رئيسا ، للترويج إلى كذبة أنّ أمريكا " تجاوزت العنصريّة " و إن كان للسود مشاكل " فهم المسؤولون عن ذلك .(2)
3- لقد روّج أوباما لمفهوم أنّ السود يجب أن يكونوا جزءا من الإلتحاق بالجيش و المضيّ عبر العالم لقتل مضطهَدين آخرين من أجل مصالح الإمبريالية الأمريكيّة . في جوان 2015 ، عقد صفقة كبرى مجازيا بعد وفاتهم " أبطال " الحرب العالميّة الثانية بميداليّة الشرف ؛ واحدة إلى إبن يهودي من مهاجرى روسيا وأخرى إلى إبن مقاتل من " مقاتلى الجحيم من هارلام" و هم سود كلّهم و قد قال إنّهما كلاهما " وقع نسيانهما و لم يتمّ الإحتفاء بهما " . و هذا يشبه الإحتفال بسود " جنود بيفلو " الذين ساعدوا عقب الحرب الأهليّة الجيش الأمريكي على سرقة أراضي السكّان الأمريكيين الأصليين و على إقتراف مجازرا في حقّهم . و في حين جعلت ميشال أوباما من مساعدة أسر الجيش و زوجات الجنود مهمّتها الشخصيّة ، وفّر باراك أوباما كأوّل رئيس أمريكي " دورا نموذجيّا للسود " قائد عام أعاد تأكيد سياسة الإحتجاز العسكري إلى أجل غير مسمّى . و قد كان رئيسا للتعذيب في غوانتنامو ؛ و كان يشرف أسبوعيّا على " قائمة قتل " و قد صعّد من إستخدام الطائرات دون طيّار متسبّبا في قتل عدد لا يحصى من المدنيّين . و شنّ أوباما حربا ضد سبعة بلدان و دعّم إسرائيل مرّتين في إبادتها الجماعيّة للشعب الفلسطيني في غزّة . و قبل عقود ، ناظرا إلى كلّ ما كانت الولايات المتحدة تقترفه عبر العالم ، نعت مالكوم إيكس " العم سام " ب " الذئب المتعطّش إلى الدم " . و أوباما ليس سوى ذئب آخر من هذه الذئاب و إن لم يقدر أحد على رؤية ذلك فلأنّه لا يريد رؤية ذلك ! (3)
4- لقد حاول أوباما بإستمرار و غالبا ما نجح في ، أن يحيّد سياسيّا المثقّفين و الفنّانين السود البارزين و كذلك فنّانين و مثقّفين آخرين ذوى صيت تقدّمي ، مشجّعا على وهم أنّ لديهم " واحد منهم " في البيت الأبيض – و بذلك حجب انهّ مهما كان من ابلبيت الأبيض يجب عليه / عليها أن يخدم " الذئب المتعطّش إلى الدماء " ، الإمبريالية الأمريكيّة و بالتالى يتبنّى الجرائم ضد الإنسانيّة التي تقترفها الإمبراطوريّة ذاتها التي أقامت صرحها في المقام الأوّل على العبوديّة و الإبادة الجماعيّة. و إنّه لأمر محزن للغاية أنّ عددا قليلا من المثقّفين و الفنّانين السود البارزين إلى جانب كورنال واست قد أدانوا بإستمرار و بشدّة أوباما لحروبه من أجل الإمبراطوريّة و عدوانه العسكري ضد شعوب مضطهَدة أخرى ، و كذلك التأثير الخطير الذى لديه على النضال ضد إضطهاد السود كشعب.(4)
5- عقب قتل أبيض عنصري تفوّقي بدم بارد لتسعة أشخاص في كنيسة الأسقفيّة المنهجيّة إيمانويل الأفريقي في شرلستون ، جنوب كارولينا ... لأنّهم سود ... بعد فتحهم أبوابهم له ... قصد أوباما جنوب كارولينا و قدّم ما كان مفترضا أن يكون تأبينا للسود الذين وقع قتلهم . و هناك بالذات ، أثناء الجنازة ، أمام أحبّاء الذين قتلوا ، عمليّا كانت له جرأة قول إنّ هذه الجريمة جزء من " مخطّط إلاهي " – و إنّ الشيء الأساسي الذى يحتاج أن يتعلّمه الناس من هذا الأمر الفظيع كان " قوّة الغفران " – في حين أنّه في الواقع إن كان بالإمكان وصف ما تسمّى ب " قوّة الغفران " للناس مرارا و تكرارا فهو أنّها لم تفعل سوى تعليم الناس و إجبارهم على الحياة في ظلّ الإضطهاد . أمّا بالنسبة إلى الفكرة السخيفة بأنّ ذلك جزء من مخطّط إلاهي " ، لماذا عندئذ لا تلحق كلّ فظائع تجارة العبيد و قرون من العبوديّة تعتصر العقول و القلوب ألما عند التفكير فيها ، و عقود من السحل و الآن جحيم السجن الجماعي و التجريم في جميع المجالات – لماذا لا يلحق كلّ هذا ب " المخطّط الإلاهي " عوضا عن سير الرأسماليّة – الإمبرياليّة و مؤسّساتها لتفوّق البيض و الطريقة الفظيعة التي عوّدوا العديد من البيض على السلوك وفقها ؟ لأنّ كافة الناس بإستثناء بن كارسون سيدركون أنّ هذا محض كذب ، هذا هو السبب !! و بالمناسبة ، طالما أنّنا نعالج موضوع ( اللاعلاقة ) ب " الإلاه " – لماذا يعبد إنسان ما إلاها يملك هكذا " مخطّط " شيطاني و وحشي ؟!؟؟(5)
6- لمّا تقدّم أوباما لإنتخابات الرئاسة سنة 2008 ، دفع بجريميا ورايت ليس من الحافلة فقط بل من الجسر الملعون لقوله شيئا من الحقائق عن أمريكا . فقد أقسم ورايت عندما قال أشياء من مثل : " حكومة الولايات المتحدة كذبت بشأن أنّ كلّ رجالها خلقوا متساوين. الحقيقة هي أنّهم يعتقدون أنّ كلّ البيض خلقوا متساوين ". و " كذبت الحكومة بشأن أسلحة الدمار الشامل في العراق على أنّها تهديد لسلامة الولايات المتحدة . و تصوّروا ماذا أيضا ؟ إن لم يجدوا بعض أسلحة الدمار الشامل ، سيفعلون بالضبط مثل أل أ ب دى فيجلبون البعض منها إلى هناك . الحكومة تكذب ..." فألقى أوباما خطابا كاملا لقي إشهارا كبيرا مهاجما ورايت الذى كان بمقام وزير لديه في شيكاغو ، قائلا إنّ لورايت " نظرة مفادها أنّ عنصريّة البيض مرض مزمن " و أنّ تفكيره كان " إنشقاقيّا " و يبعد الناس عن مشاكل " حربين و تهديد إرهابي و إقتصاد متداعي و أزمة مزمنة للرعاية الصحّية و إمكانيّة تغيّر بيئي مدمّر ". و هكذا بجملة ، حجب أوباما وجود إضطهاد ممنهج للسود و نظام متجذّر من تفوّق البيض يتخلّل كلّ مؤسّسة أمريكيّة وهو في ذات موقع القلب في هذه البلاد. و تواصل هذا الضرب من المغالطة طوال فترة رئاسته . (6)
7- و قد قام أوباما بأشياء لتلميع صورته على غرار زيارة السجون و إطلاق سراح بعض السجناء ليعطي الإنطباع بأنّه كان عمليّا يبذل جهدا بخصوص السجن الجماعي الرهيب في الولايات المتحدة – وهو فضيحة عالميّة حيث أنّ الولايات المتّحدة معروفة ب " إدمانها " على سجن الرجال و النساء السود و اللاتينو تحت غطاء " الحرب على المخدّرات " – و جزء منها يساوى إبادة جماعيّة بطيئة قد تتحوّل إلى إبادة سريعة في أي وقت – و طبّق أوباما سياسات هادفة إلى تقليص عدد القابعين في السجون كالحدّ الأدنى من سياسات إصدار الأحكام ما أدّى إلى تقليص العقوبات و / أو إلى إطلاق سراح آلاف السجناء . و قد غيّر أوباما أحكام ما يناهز الألف سجين غير أنّ هذا ليس سوى نقطة من بحر من الدماء – في نظام سجون حيث أكثر من مليوني شخص موجود وراء القضبان . و فكّروا في التالى : إن تواصلت سيرورة تقليص عدد السجناء – و هذا إن كبرى الآن مع صعود ترامب إلى سدّة الحكم – سيستغرق الأمر 80-90 سنة لبلوغ نسبة ما كان عليه عدد السجناء سنة 1980 . في الواقع ، لم يفعل أوباما أي شيء أبدا عدا أنّه كان منسجما مع كامل نقطة و هدف رئاسته ألا و هو تقديم " وجه تقدّمي نضر " لأمريكا بعد فظائع حرب العراق و التعذيب المفضوح لنظام بوش إلى جانب فضيحة نظام سجنه الجماعي الذى شوّه سمعة أمريكا – و قدرتها على الهيمنة – حول العالم . و واقع أنّ هذا كان مجرّد هراء و مساحيق غايتها تضليل غير المنتبهين ، كان أيضا منسجما مع تلك السياسة . (7)
8- في وجه الوضع الرهيب أين يحصل قتال في صفوف الجماهير في شيكاغو و غيرها من المدن ، و كذلك قتل متفشّى عشوائيّا ( " الأبيض للأبيض" ) بصورة أع8مّ في أمريكا ، حجب أوباما السبب الحقيقي لحدوث ذلك – رفض تسليط الضوء على ما و من يتسبّب في ذلك حقّا . و مرّة أخرى ، إلى جانب ميشال أوباما ، قاد مسار إدّعاء أنّ المشكل هو " التحكّم في البنادق " حينما يكون مطلقو الرصاص من البيض و التحكّم في البنادق مضاف إليه نقص في " المسؤوليّة الفرديّة " حينما يتصل الأمر بالسود أو اللاتينو – في حين أنّه في الواقع ، المشكل هو أنّ هؤلاء الشبّان قد تُركوا دون مستقبل ، و أنّهم دُرّبوا على وهم يُكرّسون نظرة النظام ، قانون الغاب كما يترجم نفسه في ظروفهم ، و انّ الطريقة الوحيدة للخروج من هذا هي الإطاحة الجذريّة بهذا النظام و إنشاء نظام إقتصادي و سياسي جديد كلّيا و في حال ظاهرة " مطلقي النار على الجماعات " فإنّ هذا المجتمع المريض و المشوّه فريد في الكمّ الهائل من الناس الذين ببداهة يعوّدونهم و يوجّهونهم نحو مثل هذه الأشياء الوحشيّة . (8)
9- تضرّر كثيرا و بوجه خاص السود من أزمة الرهن العقّاري سنة 2008 فالرهن الوحشيّ الذى كانت نسبة أرباحه عالية جدّا قد أثّر في الناس من كلّ القوميّات بيد أنّ البنوك و عن قصد إستهدفت السود و اللاتينو بصورة خاصة و قد تبيّن في المحاكم أنّ موظّفى الرهن في والس فارغو كانوا يشيرون إلى هذا الرهن العقّاري على أنّه " رهن الغيتو " و يشيرون إلى الحرفاء السود على أنّهم " أناس الطين " . و قد أثّر الرهن سلبا و بشدّة على مجموعات السود و اللاتينو بنسب أعلى بكثير من نسب البيض . و وفق تقرير لسنة 2008 ، قاد الأمر إلى " أكبر خسارة ثروة للملوّنين في تاريخ الولايات المتّحدة المعاصرة – بين 164 مليار و 213 مليار دولار لرهون تمّت خلال الثماني سنوات الماضية ".( حالة حلم 2008 : الرهن). و عبر البلاد ، فقد أكثر من 240 ألف أسود المنازل التي كانوا يملكونها . لكن أوباما لم يفعل شيئا يذكر لمساعدة السود الذين دمرهم إنهيار 2008 . و تعتبر برامج وضعها أوباما لمساعدة بعض هؤلاء الملاّكين للمنازل الآن فاشلة تمام الفشل. ( أنظروا " فشل أوباما في تخفيف وطأة أزمة الرهن العقّاري في أريكا " (9) )
10- و لعلّ الأسوء هو أنّ أوباما صار " قائدا للتطبيع " – معبّدا الطريق لدونالد ترامب الفاشيّ . و قد قال تماما للناس : " ستكون الأمور على أحسن ما يرام " مكرّرا المرة تلو المرّة أنّه في منتهى الأهمّية أن يحصل " إنتقال سلمي للسلطة " – وهو ما يساوي فعلا إقبلوا بالفاشيّة . و لم يتقم مطلقا بأيّ شيء لإطلاق صفّارة الإنذار إزاء الخطر الحقيقي و الإستعجالي المحدق بالعالم أو لتوحيد الناس لمقاومة ذلك الخطر . بل قام بالعكس . قال : " إلتزمت للرئيس المنتخب ترامب بأنّ إدارتى ستضمن إنتقال السلطة الأكثر سلاسة " و هذا يعنى تعبيد الطريق لهذا الفاشي ليصل إلى المنصب بلا معارضة جماهيريّة ، لا سيما من السود و من أناس مضطهَدين آخرين . (10)
في الواقع ، هذا التطبيع مع الفاشيّة هو الذى يوفّر لنا أكبر دليل عن لماذا غرس أوباما بعمق الخنجر في ظهر السود . تذكّروا خروج أوباما بعد فوز ترامب ، بعد بضعة أيّام ليقول : " ننكبّ جميعا الآن على نجاحه [ ترامب ] في توحيد هذه البلاد و قيادتها . الإنتقال السلمي للسلطة ركيزة من ركائز ديمقراطيّتنا ...علينا أن نتذكّر أنّنا عمليّا جميعا من فريق واحد . خلافنا شجار داخل الأسرة الواحدة. لسنا ديمقراطيين أوّلا و لا جمهوريين أوّلا . إنّنا أمريكيّون أوّلا . إنّنا وطنيّون أوّلا ..." ها هو يقول لنا بالتمام لماذا فعل ذلك : هو من نفس فريق ترامب !!!
فكّروا في هذا . هل أنتم من " نفس فريق " ترامب ؟ هذا شخص سيمضى بالسود إلى دائرة أبعد من دوائر جهنّم . هل أنتم من هذا الفريق ؟ هل هذا ما تقاتلون من أجله ؟ حسنا ، قال لكم هو من نفس فريق ترامب !
ربثّ أيّة أوهام الآن أمر جدّي للغاية إذ هو يحجب المصاعب الجمّة التي تواجهها الجماهير . ترامب هذا يسرّع في ما كان بعدُ إبادة جماعيّة بطيئة . و إن نجح في ذلك – و هذا الحزب مصمّم على إفشال مخطّطه و يرغب في وحدة مع كلّ من يريد أن يقف ضد هذا الخنزير الفاشي المعتوه و نظامه الوحشيّ – لكن إن نجح ، سيسجّل التاريخ لأنّ باراك أوباما كان شريكه الأبرز .
FOOTNOTES:
1. From revcom.us: Obama Addresses Police Forum: Cosmetic Changes, Increased Repression Five Lies in Obama s Speech After Darren Wilson Went Free Obama s "Let Legal System Work" = Let Murdering Police Walk Post Racial My Ass! ON THE ARREST OF HENRY LOUIS GATES IN HIS OWN HOME! By Carl Dix
2. From revcom.us: Straight Talk About Obama and the Oppression of Black People Six Ways That Obama Has Been Worse Than Bush Youtube of Obama Speech at Morehouse College
3. From revcom.us: Obama Administration: Judge, Jury, and Executioner Six Ways That Obama Has Been Worse Than Bush
4. From Bob Avkian: BA on Obama: Let s Be Real Here: As Bad As Bush Was, In Many Ways Obama Is Worse...
5. From Bob Avakian: THE NEW COMMUNISM: The science, the strategy, the leadership for an actual revolution, and a radically new society on the road to real emancipation, by Bob Avakian. (online) page 131
From revcom.us: Of Liberation and Love: Why Obama Embraced Forgiveness—and Why We Should NOT
6. "Jeremiah Wright controversy," on Wikipedia
From revcom.us: The Morning After the Elections: The Promise of Change... and the Change We Need
7. From revcom.us: What Will It Take to Really Get Rid of Mass Incarceration?
8. Chicago Tribune: An emotional Obama flexes his executive muscle on gun control.
From the Revolution Club, Chicago: A CALL FROM CHICAGO COME TOGETHER—TRUCE—TO STOP THE TRUMP-PENCE REGIME
9. From revcom.us: Subprime Mortgage Crisis: Nightmare of the "American Dream" for Black and Latino People
From Nathalie Baptiste: Them That s Got Shall Get: Two years after we last investigated the foreclosure crisis in the most affluent black county in America, things aren t exactly looking up—except, maybe, for the banks by Nathalie Baptiste
From Mother Jones: The Great Eviction: Black America and the Toll of the Foreclosure Crisis
From the Atlantic: Obama Failed to Mitigate America s Foreclosure Crisis
10. From revcom.us: Obama Farewell Speech: A Criminal Attempt to Lead People to Accept the Fascist Trump-Pence Regime Obama on Trump: "We re All on THE Same Team" !) --------------------------------------------------------------------------------------------------------



#شادي_الشماوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أساليب عمل الحزب الثلاث العظمى - الفصل التاسع من كتاب -المعر ...
- واقع العولمة الإمبرياليّة [ وإحصائيات معبّرة ]
- تبنّى ترامب ل - حلّ الدولة الواحدة - لفلسطين و من تبعاته : ا ...
- المركزية الديمقراطية فى الحزب - الفصل السابع من كتاب -المعرف ...
- نضالان و هدف واحد : الثورة ! ( منظّمة نساء 8 مارس – إيران / ...
- القيادة الموحّدة للحزب - الفصل السادس من كتاب -المعرفة الأسا ...
- - مبادئ الحزب الثلاثة حول الأشياء التى يجب القيام بها و الأش ...
- الخطّ الأساسي للحزب - الفصل الرابع من كتاب -المعرفة الأساسيّ ...
- البرنامج الأساسي و الهدف النهائي للحزب - الفصل الثالث من كتا ...
- منظّمة نساء 8 مارس ( إيران – أفغانستان ) : تضامنا مع - لا ! ...
- الفكر القائد للحزب - الفصل الثاني من كتاب -المعرفة الأساسيّة ...
- طابع الحزب-الفصل الأوّل من كتاب -المعرفة الأساسيّة للحزب الش ...
- مقدّمة الكتاب 26 : المعرفة الأساسيّة للحزب الشيوعي الصيني ( ...
- عن أهمّية قيادة بوب أفاكيان للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات ...
- إطار نظري جديد لمرحلة جديدة من الثورة الشيوعية من الجزء الثا ...
- ملخّص الموقف الشيوعي الثوري من فيدال كاسترو و التجربة الكوبي ...
- الإنتخابات الأمريكية 6 : ما هي نواة فريق إدراة دونالد ترامب ...
- الإنتخابات الأمريكيّة 5 : بإسم الإنسانيّة ، نرفض القبول بأمر ...
- الإنتخابات الأمريكية 4 : موقف الحزب الشيوعي الثوري من إنتخاب ...
- الحزب الشيوعي الثوري و القيام بالثورة فى الولايات المتحدة ال ...


المزيد.....




- العدد 611 من جريدة النهج الديمقراطي
- العدد 610 من جريدة النهج الديمقراطي
- في ضعف النظام الإيراني
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- فوز يساري مسلم في الانتخابات التمهيدية لرئاسة بلدية نيويورك ...
- اليساري ظهران ممداني يفوز في الانتخابات التمهيدية لرئاسة بلد ...
- بلاغ المكتب الوطني للنقابة الوطنية للعاملين بالتعليم العالي ...
- بيان مشترك .. الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية تدين العد ...
- الاحزاب الشيوعية في البلدان العربية تدين العدوان الأمريكي - ...
- تيسير خالد يهنئ الشعب الايراني بانتصاره على العدوان وحلف ترا ...


المزيد.....

- الإمبريالية والاستعمار الاستيطاني الأبيض في النظرية الماركسي ... / مسعد عربيد
- أوهام الديمقراطية الليبرالية: الإمبريالية والعسكرة في باكستا ... / بندر نوري
- كراسات شيوعية [ Manual no: 46] الرياضة والرأسمالية والقومية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- طوفان الأقصى و تحرير فلسطين : نظرة شيوعيّة ثوريّة / شادي الشماوي
- الذكاء الاصطناعي الرأسمالي، تحديات اليسار والبدائل الممكنة: ... / رزكار عقراوي
- متابعات عالميّة و عربية : نظرة شيوعيّة ثوريّة (5) 2023-2024 / شادي الشماوي
- الماركسية الغربية والإمبريالية: حوار / حسين علوان حسين
- ماركس حول الجندر والعرق وإعادة الانتاج: مقاربة نسوية / سيلفيا فيديريتشي
- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - شادي الشماوي - إرث أوباما [ كيف أضرّ بالسود في الولايات المتّحدة الأمريكيّة – المترجم ]