أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - الموت والحب يحلقان في سماء الشعر !














المزيد.....

الموت والحب يحلقان في سماء الشعر !


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 5488 - 2017 / 4 / 11 - 16:42
المحور: الادب والفن
    


الموت والحب يحلقان في سماء الشعر !
قراءة في مجموعة (دروس في التحليق) لناديا حيدر
هادي الحسيني / اوسلو
دروس في التحليق ، هو عنوان المجموعة الشعرية الأولى للشاعرة العراقية ( ناديا حيدر ) المقيمة في اوروبا وقد صدرت عن دار الروسم في بغداد عام 2015 وبطباعة أنيقة .
وعلى مدى سنوات قليلة مضت كنت أتابع كتابات الشاعرة ( ناديا حيدر) في مواقع ثقافية ومواقع الانترنيت والذي أصبح البديل الشرعي للصحف والمجلات بعد ثورة التكنالوجيا الكبيرة التي جعلت من صحف عريقة وكبيرة في العالم ان تغلق ابوابها ! ليلتفت العالم الى الانترنيت الذي يقدم للقاريء كل ما يريده بسرعة البرق !
في دروس ناديا حيدر تحلق بنا في فضاءاتها الشعرية متنقلة ما بين قصيدة النثر والتفعيلة والنص المفتوح واحيانا تأخذنا الى القصيدة العمودية لكنها سرعان ما تخرج من بحور احمد الفراهيدي لتعود الى قصيدة النثر ، لم تكن مجموعة ناديا حيدر ( دروس في التحليق ) مختصة بنوع واحد من انواع الشعر ،وان كانت في الغالب قصائد نثر لكن التنوع واضح في بعض القصائد والتي احيانا تتوحد في موضوعة الموت والفراق والدمار والحب واللوعة وكذلك المنفى الذي يضغط على الشاعرة لتكتب كل هذا الألم في نصوص المجموعة . فالموت والفراق والحب هما ثيمة أغلب القصائد في الكتاب الذي احتوى على ( 73 ) قصيدة معتقة بتلك الثيمة !
ولعل حب الشاعرة لمدينتها بغداد بعد فراق دام لسنوات طويلة قد بدا جلياً في بعض القصائد وبخاصة قصيدة ( قبلة ثالثة ) صفحة 92 حيث تقول :
ساستدير بجسدي المشبع بالجراح ،
حيث انتِ ،
بغداد ،
قبلةٌ .. أتلو الشهادة صوبكِ ؟!
هناك رثاء غير معلن في الكثير من القصائد التي تنزف الموت ! فثمة رثاء الى اشخاص اعزاء جدا على الشاعرة لم تشر الى اسمائهم ورثاء الى مدينتها ( بغداد) ورثاء عام الى الوطن العراق الذي لحق به الخراب والدمار على مدى عقود من الزمن بعد ان حكم بالنار والحديد على مدى اربعة عقود من قبل نظام شمولي قمعي لا يعرف غير لغة الموت سلاحا يزيح به معارضيه ! ليقع في نظام يعيش على سرقات ثروات البلاد وتأجيج الطائفية ما بين ابناء البلد الواحد الذي عاش ابناؤه آلاف من السنين بسلام وأمان ، وها هو العراق يئن من مخلفات أنظمة مارست القمع بشتى اشكاله ، وتلك الصور تظهر واضحة في قصائد ناديا حيدر عبر مجموعتها ( دروس في التحليق ) كما نقرأ في قصيدة عراق الحياة ص 134حيث تقول :
اسمح لي ، وهم يمزقونك إرباً
سأقطع لي
من حيث لا يوجعك
مساحة بحجم حبة قمح في بيادرك
أسميها .. عراق ، أزرعها
وأقتات عليها العمر ، وأشبع ..
ولم تنس شاعرتنا ثيمة الحب التي تنتقل معها في اغلب قصائد المجموعة ، فهي تقوم بتعريف الحب شعريا ، ولعل التعريف الشعري ينتج شعرا زاهيا في حضرة الحب ! ففي قصيدة عنوانها ( تعريف ) ص 18 تتألق برسم خطوط بيانية للحب داخل خارطة الشعر حيث تقول :
الحب ، ليس أنا
وليس أنت ، ليس كلمة
ليس وردة وليس شمعة
ليس مواعيد
ليس آهات وليس خفقات
ليس لوعة
ليس انتظاراً وليس ترقباً
ولا غيرة او لهفة او رغبة
الحب ، ان تطيل في عيني النظر
تعلمني كل هذه الاسماء
من جديد
وكأني لم أعرفها من قبل !
وكأني أعيش الفلق !..

دروس في التحليق للشاعرة ناديا حيدر والتي صدرت في بغداد عن دار الروسم ب 159 صفحة ومن القطع المتوسط تعد واحدة من المجاميع الشعرية التي تعبر عن الموت والحب بلغة شعرية سلسلة تسحب القاريء الى مساحات من الاراضي الشاسعة المليئة بالالم والخوف والموت من جانب وبجانب آخر نجد الحب والأمل .
دروس في التحليق مجموعة تستحق الانتباه لها على مستوى الشعر الذي يكتب اليوم ..

اوسلو
نيسان /2017



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة الى روح الشاعر حميد العقابي
- للحب وقت وللموت وقت !
- عندما يفرك الشعر أنف الموت !
- موت المبدع
- آخر الليل
- قصائد الدم / قراءة في مجموعة ( شريط صامت ) للشاعر العراقي عب ...
- حوار مع الشاعر العراقي عدنان محسن
- روح الشعر
- حميد العقابي ،الاصغاء الى الرماد بتأن
- حوار مع الشاعر العراقي هاشم شفيق
- المايكروفون الذهبي
- الاخوة الاعداء
- حوار مع الدكتور علي عباس علوان
- حوار في السماء مع الشاعر العراقي جليل حيدر
- درس القمة
- نزار قباني الشاعر الذي رأى
- حوار مع الشاعر العراقي شوقي عبد الامير
- حوار مع الشاعر العراقي اديب كمال الدين
- اعدام طير !
- هذا حطامكِ فأحمله !


المزيد.....




- مصر.. وفاة الفنان بهاء الخطيب خلال مباراة والعثور على -تيك ت ...
- فيلم -درويش-.. سينما مصرية تغازل الماضي بصريا وتتعثّر دراميا ...
- شهدت سينما السيارات شعبية كبيرة خلال جائحة كورونا ولكن هل يز ...
- ثقافة الحوار واختلاف وجهات النظر
- جمعية البستان سلوان تنفذ مسابقة س/ج الثقافية الشبابية
- مهرجان الجونة 2025 يكشف عن قائمة أفلامه العالمية في برنامجه ...
- بيت المدى يحتفي بمئوية نزار سليم .. الرسام والقاص وأبرز روا ...
- الرواية الملوَّثة التي تسيطر على الغرب
- تركيا تعتمد برنامجا شاملا لتعليم اللغة التركية للطلاب الأجان ...
- مسرحية -طعم الجدران مالح-.. الألم السوري بين توثيق الحكايات ...


المزيد.....

- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - الموت والحب يحلقان في سماء الشعر !