أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - للحب وقت وللموت وقت !














المزيد.....

للحب وقت وللموت وقت !


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 5400 - 2017 / 1 / 12 - 21:29
المحور: الادب والفن
    


للحب وقت وللموت وقت !
هادي الحسيني
لم نعش داخل العراق كباقي البشر ، فحروبنا مازالت مشتعلة ولم تتوقف منذ عقود طويلة ، حروب ومجازر وانقلاباتٍ وسجون متلاصقة وأعدامات متلاحقة حتى وصلت سفينة العراق الى شاطيء الارهاب بعد سقوط النظام ,وحتى يومنا هذا . أموال وثروات العراق تتقاسمها الاحزاب الحاكمة لتغذي الارهاب في دواخلها ، الارهاب الذي يقتل الشعب !
نحن أبناء الحروب ، لم نتعلم الحب كما ينبغي ، فالحب أسمى وأنبل شيء في الحياة . عندما كان العراق غارقاً في الحب والعشق ما بين أبنائه ، كان ثمة (خير الله طلفاح ) محافظا لبغداد يصطاد فرائسه من العشاق الواحد بعد الآخر في حديقة الزوراء وسط بغداد ليصبغ أفخاذ الفتيات في ( البوية ) ! ويحّلق شعر الشباب بطريقة مخزية ! طلفاح لم يمنحنا وقت للاستمتاع بالحب ولم يسمح بلقاء العشاق عند شارع ابي نؤاس او متنزه الزوراء ، كان عدوه الحب ، بينما الحرب صديقته . خير الله طلفاح وهو خال صدام حسين طاغيتنا الذي خلف لنا مئات الطغاة بعد رحيله لم يتمكن احد منه ، إلا الله وحده تمكن من جبروته فقطعّه لاوصال ، بترت ساقه اليمنى ثم اليسرى الى أن غادر غير مأسوف عليه من قبل الشعب . حثالات من انواع عجيبة وغريبة تحكم العراق منذ 1963 وحتى يومنا هذا !
قبور العراقيين ملأت أرض العراق وللنجف حصتها الاكبر! وعلى مدى سنوات الحرب العراقية الايرانية كانت التوابيت تمشي الى قبورها دون توقف !
وكان الموت ملهمنا في الشعر ! لم أقرأ قصيدة غزل لشاعر عراقي إلا ما ندر ! لم يبق بيتا من بيوت العراقيين إلا وفقد أحبة في تلك الحرب اللعينة التي أكلت شبابنا تحت ذريعة الدفاع عن الوطن !
في زمن البعث ونظامه الدموي لم يكن لنا وطن !
كنا ندافع عن النظام مرغمين ، وأخذ بنا الى العبور ، أي عبور ؟ لا نعرف بداية الامر عن أي عبور يتحدث نظام البعث ! الآن فقط عرفنا عبورنا المرعب والمخيف ، لقد كان من الظلمات الى العدم !
وعندما كتب الروائي الألماني (اريك ماريا ريماك ) روايته الرائعة ( للحب وقت وللموت وقت ) كان فيها الكثير من الرؤيا والتشابه ما بين الغرب والشرق ، و كتب رواية ( ليلة لشبونه ) وحين قرأها هتلر ، قال عنها : أنها أجمل ما قرأ ! كانت ليلة لشبونة تنال من هتلر ذاته وتسخر منه ، لكنه أستمتع بعملها الفني والادبي .
في العراق كان العكس فحين يقرأ الدكتاتور ثمة رواية أو قصيدة تدينه ، يجند أجهزته الامنية للنيل من ذاك الشاعر أو الروائي !
نحتاج نحن في العراق الى الحب والتسامح أكثر من حاجتنا الى الحرب والأرهاب الذي جعل منا شعب مقسّم الى قوميات وطوائف ، فالدين لله والوطن للجميع ، يجب أن يكون وقتاً لنا في الحب ، وبالحب وحده يحيا الانسان ، وليس في الخبز !
أن ثقافة الإقصاء والتهميش والحرب والقتل والسيارات المفخخة والخطف والاغتصاب والعبوات الناسفة واغتيالات كاتم الصوت قد اتخمتنا ! يفترض أن نجرب الحب وأن نغرق في العشق وروح التسامح والعفو ، أما الحرب فنتائجها دائما مؤلمة !
الحرب : حوار الكائنات الخرافية ،
السلام : وردة تتفتح دائماً .
ولهذا فعلى الشعب العراقي الذي يرزح منذ سنوات طويلة تحت وطأة الحرب والارهاب أن لا ينتخب كل الاحزاب الحاكمة اليوم داخل المنطقة الخضراء التي شاركت بخلافاتها بقتل العراق وشعبه ، علينا أن نحّضر لمحاكمة البرلمانيين والوزراء والكتل السياسية فقد نهبوا كل شيء ، وقتلوا كل شيء ، واصبح العراق بالنسبة لهم عبارة عن بقرة حلوب ، يسرقون أمواله ويتركون الشعب للفقر والبؤس . يفترض أن نلغي فقرة الحرب والموت ونتفرغ الى الحب الذي سيجعل من بلادنا جميلة وبهية بناسها وثرواتها بعد أن نزيل كل السياسيين وتجار الموت الذين قتلونا وقتلوا ابناءنا ومازالوا ، ولنبدأ صفحة جديدة من الحب ، لقد حان وقت الحب !



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يفرك الشعر أنف الموت !
- موت المبدع
- آخر الليل
- قصائد الدم / قراءة في مجموعة ( شريط صامت ) للشاعر العراقي عب ...
- حوار مع الشاعر العراقي عدنان محسن
- روح الشعر
- حميد العقابي ،الاصغاء الى الرماد بتأن
- حوار مع الشاعر العراقي هاشم شفيق
- المايكروفون الذهبي
- الاخوة الاعداء
- حوار مع الدكتور علي عباس علوان
- حوار في السماء مع الشاعر العراقي جليل حيدر
- درس القمة
- نزار قباني الشاعر الذي رأى
- حوار مع الشاعر العراقي شوقي عبد الامير
- حوار مع الشاعر العراقي اديب كمال الدين
- اعدام طير !
- هذا حطامكِ فأحمله !
- كيف لي / الى امير الدراجي
- شاعر وقصيدة /4 عبد الامير جرص وقصائد ضد الريح


المزيد.....




- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هادي الحسيني - للحب وقت وللموت وقت !