لا ترجموا هذا الشيطان

محمد العامري

الحوار المتمدن-العدد: 1439 - 2006 / 1 / 23 - 09:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

انه ليس برجيم ، ولاهو بلئيم .. ولا هو ذاك الذي فرض الله عليكم ان تلعنوه بكرة وأصيلا، أو ترجموه كصخرة نبتت في الأرض دهوراً طويلا .. ولا هو ذاك الذي وسوس في صدوركم ولوث عقولكم ، وخطف أبصاركم وصم آذانكم .. لا ترجموه ، فهو ليس ذاك الشيطان الذي جعلكم أجهل أمة أخرجت للناس ، فهو ليس بالوسواس الخناس ..
لا ترجموه فهو ليس من جاء بكم الى الكوارث والفواجع والمآسي واللعنات ، ولا هو ذاك الذي خلقكم قطعاناً تسحقون بعضكم ، وتتكدسون على ابواب بيوت الله جياع أذلة عراة ، وعلى موتكم تعلو المآذن ، وشيوخ المسلمين " تشترى منهم وتباع الصلوات ".
ان الذي ترجمونه ليس بعدوكم المبين ، ولا هو الماكر المخادع الدجال المستبد الفاسد اللعين .. ولا هو الذي سلط عليكم حكام اللهو والعهر والموبغات ، وتنام اطفالكم على الفتات والحسرات .. ولا هو الذي فرض الحجاب وحرّم التعليم ظلماً على الفتيات .

أرجموا تلك الشياطين التي جعلت من الدين تجارة ، ومن الفجور عفة وطهارة .. إرجموا تلك العمائم الشياطين التي مازالت تصلب المسيح وتقتل الحسين ، وتفلسف اللطم والقتل والنهب والأنين. عمائم وشياطين تحالفت مع العسف والنسف والإرهاب والطغاة الجائرين .. عمائم وشياطين تحالفت مع الغريب لتخنق شعباً جلّ أزمانه حزين .
أرجموا اقلام المنافقين وصحف الدجالين وفضائيات السلاطين .. إرجموا العمائم التي كدست في جيبها الملايين ، وحولها ألآلاف من الجياع والحفاة والمساكين .
عليكم برجم تلك الشياطين التي دخلت عليكم باسم الدين ، وأصبحت وكلاء الله في الأرض تنابلة ومفسدين ..
أرجموا تلك الشياطين التي أطلقت اللحى ولبست بيض وسود العمائم ، وحولت كل جميل في حياتكم الى قبور ومآتم .. أرجموا تلك الشياطين التي جعلت من المعابد والجوامع مقرات لأحزابها ومأوى " للوحوش الكوارع " .. أرجموا عمائم وعاظ السلاطين السفلة منهم والمنحطين ، الذين سرقوا الله والأنبياء والدين .. لا تلعنوا هذا الشيطان ، فهو ليس بلعين

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل