أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - قرارات قمة عمان تخفي اكثر مما تُفصح














المزيد.....

قرارات قمة عمان تخفي اكثر مما تُفصح


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5480 - 2017 / 4 / 3 - 22:16
المحور: القضية الفلسطينية
    


في زمن ما وعندما كان للعرب مشروع قومي ولو على مستوى الآمال والطموحات والخطاب ،مشروع له رموزه وقياداته التي تنشَدُ لها غالبية الجماهير العربية وتراهن عليها ،وعندما كانت الدول العربية في عافيتها ومستقرة نسبيا مما كان يسمح بالتفكير الجاد للانتقال من القُطرية والتجزئة إلى الوحدة العربية أو على الأقل زيادة أوجه التنسيق والتعاون داخليا ومواجهة التحديات الخارجية ،آنذاك كانت الجماهير العربية تنتظر بتلهف انعقاد القمة العربية على أمل الخروج بنتائج تلبي الطموحات وترد على التحديات .
ما كان يعطي أهمية وبعض المراهنة على جامعة الدول العربية وقممها ،على الأقل خلال عقدي الستينيات والسبعينيات ،أنها تزامنت مع خطاب قومي عربي ومراهنات على مشروع قومي عربي ،ووجود قادة يؤمنون بالقومية العربية وفكرها ،ومتحررون نسبيا من تأثير الهيمنة الغربية ، ذلك أن القمة العربية هي انعكاس لواقع الدول ووزن الحكام .
زمن المراهنة على المشروع القومي العربي الوحدوي الرسمي ، سواء من خلال تفعيل جامعة الدول العربية ومؤسسة القمة العربية أو من خلال قدرة الأنظمة العربية على توثيق العلاقات البينية وتوسيع مجال ومدى العمل العربي المشترك أو من خلال وجود حالة شعبية تؤمن بالقومية العربية وتراهن على الوحدة الخ ، لم يعمر طويلا ، ويمكن رصد أربع محطات أساسية في تراجع المشروع القومي العربي الوحدوي الرسمي والشعبي :
1- اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل 1979 .
2- احتلال العراق للكويت ومشاركة دول عربية في ضرب العراق 1991 .
3- الاحتلال الأمريكي للعراق 2003 بمشاركة عربية.
4- فوضى ما يسمى الربيع العربي حيث تجري عملية تدمير نصف الدول العربية بأموال نصفها الآخر .
كل ذلك انعكس على القمم العربية حيث تراجع الاهتمام الشعبي بها واستشعرت الشعوب العربية أن القمم العربية أصبحت مجرد واجهة لتحقيق أهداف خاصة بالأنظمة السياسية تتعارض مع متطلبات المشروع القومي العربي ،وهذه الأهداف :
1- إخفاء حقيقة تخلي الأنظمة العربية عن مسؤولياتها القومية تجاه حماية الأمن القومي العربي ،من خلال التمسك بالجانب الشكلاني المؤسساتي من الانتماء القومي .
2- وسيلة ليضفي كل زعيم عربي على نفسه صفة الزعيم القومي العابر للحدود ليخفي فشله وطنيا.
3- تمرير قرارات ومواقف تريدها واشنطن لتبني عليها سياساتها المعادية للأمة العربية مجتمعة أو لدولة من الدول العربية أو الإسلامية .
4- التغطية على التقصير الرسمي تجاه القضية الفلسطينية ،حيث قرارات كل قمة عربية تؤكد على التمسك بالحقوق الفلسطينية وعدم الاعتراف بإسرائيل ،بينما علاقات خفية تُنسج بهدوء بين إسرائيل وأكثر من دولة عربية .
وهكذا وبالرغم من وجود جامعة الدول العربية والمواظبة على القمم العربية إلا أن العرب استمروا منقسمين ومختلفين فيما بينهم ،ولم تستطع القمم العربية أن تخفي حقيقة تصدع المنظومة القومية الوحدوية العربية فكرا وممارسة ، حيث تتصارع في وعلى المنطقة العربية عدة مشاريع : المشروع الفارسي الشيعي ،والمشروع التركي العثماني ،والمشروع اليهودي الصهيوني،والمشروع/المشاريع الإسلاموية ،والمشروع الإمبريالي الأمريكي الغربي ،مع تقاطعات كثيرة إن لم يكن تفاهمات بين هذه المشاريع ،والغائب الأكبر أو المستَهدَف هو مشروع أهل البلاد أي المشروع القومي العربي .
ضمن هذا السياق جاءت القمة الثامنة والعشرون في عمان . صحيح أن الأردن استطاع حشد عدد غير مسبوق من الرؤساء والملوك ، ونجح باقتدار في توفير الظروف الأمنية لعقد المؤتمر ، إلا أن قرارات المؤتمر وبالرغم من تأكيدها على مواقف سابقة مثل المبادرة العربية للسلام ، واعتبار القضية الفلسطينية قضية مركزية ،إلا أن القمة وقراراتها تم نسيانها في نفس يوم انتهاء القمة ، ليس فقط لغياب آليات ومواعيد لتنفيذ أي من القرارات ، بل أيضا لأن القرارات كانت على درجة من العمومية المشوبة بالغموض المقصود ، ولأن ما يتم التخطيط له في المنطقة غير ما هو وارد في قرارات القمة .
إن مجرد تأكيد الحكام العرب على القضية الفلسطينية وهو ما انعكس أيضا في قرارات القمة لا يعني أن القضية الفلسطينية ستكون بعد القمة القضية المركزية الأولى ،فهناك أمور أخرى تشغل الحكام العرب وأكثر أهمية بالنسبة لهم ،كخطر الإرهاب والخطر الإيراني وتفكك الدولة الوطنية الخ. إن ما نخشاه أن يكون الحديث عن القضية الفلسطينية ووضعها نظريا على رأس أعمال المؤتمر وقراراته هدفه تسكين الحالة الفلسطينية للتفرغ لقضايا أخرى ، أو طرح مبادرة جديدة كمبادرة الحل الإقليمي لتمييع القضية الفلسطينية وجعلها مجرد جزئية صغيرة في سياق مشاكل الإقليم .
وأخيرا نعيد التأكيد على خطورة تعريب أو أقلمة القضية الفلسطينية في هذا الوقت لأن دول المنطقة في حالة من الضعف في مواجهة واشنطن وتل أبيب بحيث لن تتورع عن توظيف القضية الفلسطينية والمساومة عليها في مقابل أمنها ومصالحها. كما أن الوقت غير مناسب لتطرح القيادة الفلسطينية أي مقترح حل للقضية الفلسطينية أو التسرع بالعودة للمفاوضات دون سقف زمني ومرجعية واضحة ، وكل ما نتمناه على القيادة الفلسطينية إدارة حكيمة للصراع مع إعادة إحياء حوارات المصالحة وتحقيق الوحدة الوطنية وإلا سيصبح واقع الانقسام جزءا من الحل الإقليمي .
[email protected]



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفون بدون ثقافة : مثقفو الشتائم والإحباط
- لقاء ما بعد الصدمة بين ترامب وابو مازن
- الهروب نحو الحل الإقليمي لن يحل المشكلة
- في خفايا العلاقات المصرية الفلسطينية
- الدولة الفلسطينية ليست منة أو منحة من أحد
- تهافت مقولة عبقرية اليهود والغرب وتخلف العرب
- تصفية حالة التحرر الوطني قبل إنهاء الاحتلال
- كفى مكابرة ، فقد أنكشف المستور
- ترامب وسياسة حافة الهاوية
- تحديات الهوية والثقافة الوطنية ودور الشباب في الحفاظ عليهما
- السلام : هذا المصطلح المراوغ
- مؤتمر باريس : أهميته في انعقاده وليس في مخرجاته
- اجتماع اللجنة التحضيرية في بيروت كان دون اتوقعات
- اجتماع اللجنة التحضيرية في بيروت كان دون التوقعات
- انتصرت الرواية الفلسطينية فمتى سيتغير الواقع ؟
- حركة فتح بين استحقاق التحرر الوطني والرهان على حل الدولتين
- الاستيطان أكثر خطورة من الاحتلال
- المؤتمر الأخير لفتح الثورة والأول لفتح السلطة والدولة
- استبصارات من وحي رحيل فيدل كاسترو
- تركيا ما بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة شنغهاي


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - قرارات قمة عمان تخفي اكثر مما تُفصح