أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - انتصرت الرواية الفلسطينية فمتى سيتغير الواقع ؟















المزيد.....

انتصرت الرواية الفلسطينية فمتى سيتغير الواقع ؟


إبراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 5395 - 2017 / 1 / 7 - 14:48
المحور: القضية الفلسطينية
    



في بداية فوضى الربيع العربي سادت حالة من الاحباط+ واليأس عند قطاع من الشعب الفلسطيني من منطلق أن ما يجري في العالم العربي همش القضية الفلسطينية ووضعها في آخر سلم الاهتمامات العربية والإقليمية والدولية ، وما ساعد على تعزيز هذه الحالة خطاب مغلوط ليس مصدره إسرائيل فقط بل ومثقفون وسياسيون عرب وفلسطينيون اصطنعوا مماهاة بين ما يجري في فلسطين وما يجري في العالم العربي من عنف وعدم استقرار ، كما استطاعت إسرائيل تمرير روايتها بأن إسرائيل ليست مصدر الخطر والتهديد للمنطقة ولكن مصدره إرهاب جماعات إسلام سياسي وإرهاب أنظمة دكتاتورية .
واليوم وبعد مرور ست سنوات عجاف من فوضى الربيع العربي أخذت الأمور تنكشف والوهم يتبدد وباتت الحقيقة جلية أمام الجميع ،حقيقة أن ما يجري مؤامرة من صنع الغرب وإسرائيل حتى وإن كانت أدواتها محلية وظفت حالة الغضب عند شباب تواقين للتغيير والديمقراطية . لقد انكشف المستور وهو أن إسرائيل هي المستفيدة الأولى مما يجري واستفادتها لا تقتصر على تدمير دول كانت مؤهلة لتؤسِس حالة عربية من الاستقرار والتنمية وكانت تشكل خطرا استراتيجيا على إسرائيل ومصالح الغرب ،بل أيضا وظفت حالة الفوضى العربية لتتفرد بالفلسطينيين استيطانا وتهويدا في الضفة الغربية والقدس بشكل غير مسبوق وشنها ثلاثة حروب مدمرة على قطاع غزة ، بالإضافة إلى التطبيع بينها وبين عديد من الأنظمة العربية التي صدقت مقولة إن إسرائيل ليست مصدر الخطر عليها وعلي المنطقة بل الشعوب والجماعات المعارضة هي مصدر الخطر .
خلال ست سنوات من فوضى الربيع العربي جرت محاولات حثيثة لجر الفلسطينيين لفوضاها من خلال التلاعب على الخلافات الفلسطينية الداخلية وجر كل طرف فلسطيني لمحور من المحاور العربية والإقليمية تحت إغراء المال أو الايدولوجيا ، وإن نجحت المحاولات نسبيا بما عمق من حالة الانقسام ووتر العلاقة بين الفلسطينيين وعديد من الدول بل والشعوب العربية،إلا أن الفلسطينيين وبالرغم من المناكفات السياسية وحالة الانقسام السياسي المقيت استطاعوا الحفاظ على الحد الادنى من وحدة الحال وتجنبوا الانجرار لحرب أهلية .
وهكذا وبالرغم من كل أخطاء النخب السياسية والسلطتين في الضفة وغزة وحالة المكابرة عند كليهما إلا أن حالة من الاعتراف المتأخر بالخطأ ،وإن كانت متأخرة وخجولة ومترددة ،يمكن تلمسها في الفترة الأخيرة عند كل الأطراف الفلسطينية وخصوصا (طرفي الانقسام) ، مما يجعل من الممكن إعادة النظر بسلوك كلا الطرفين سواء تجاه بعضهما البعض أو تجاه ما يجري من أحداث حولنا ، وخصوصا أن كلا الطرفين – حركة حماس وحركة فتح – اخذتا تتلمسان محاولات من أطراف عربية للتعامل مع الشأن الفلسطيني وخصوصا في قطاع غزة بمعزل عنهما ومن خلال لاعبين جدد غيرهما .
وعلى المستوى الدولي يبدو أن القضية الفلسطينية عادت لواجهة الأحداث والاهتمام الدولي بعد سنوات من التهميش والتواري ومحاولات كي الوعي وتشويه الحقائق وفرض الرواية الصهيونية كما سبق الذكر. صحيح ،إن الأمور لم تصل لحالة تغيير الوقائع على الأرض فيما يتعلق باستمرار الاحتلال والاستيطان ، ولكن ما يجري من متغيرات وتحولات في موقف الدول والرأي العام العالمي من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب التوقف عندها وأخذها بعين الاعتبار دون مبالغة في المراهنة عليها .
الرواية الصهيونية التي تزعم أن فلسطين هي أرض الميعاد وأن إسرائيل دولة سلام والفلسطينيون إرهابيون لا يريدون سلاما الخ ، هذه الرواية أخذت تتعرى ولم تعد تقنع العالم ليس بسبب شطارة الدبلوماسية الفلسطينية ،دون التقليل من أهميتها ، بل بسبب ما شاهده العالم من ممارسات إسرائيلية إرهابية على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وممارسات استيطانية في الضفة والقدس تدمر كل إمكانية للتسوية السياسية وصبر وصمود شعبنا في كل مكان ،أيضا إصرار من القيادة الفلسطينية على السلام والالتزام بالشرعية الدولية .في مقابل ذلك فإن الرواية الفلسطينية أخذت تجد مزيدا من المصداقية والقبول من دول وشعوب العالم . صحيح،إن هذه الرواية لم تعد مؤسَسة على الحقوق التاريخية بكامل فلسطين بل تؤسَس على الشرعية الدولية ، ونجاحاتها ما زالت في حدود التعاطف والتأييد السياسي والأخلاقي وقرارات على ورق،ولكنها خطوة مهمة لمحاصرة إسرائيل وتجريدها من شرعيتها الأخلاقية ، الأمر الذي يؤسِس ، إن تم دعمها بجهود ذاتية لمقاومة شعبية على الأرض ،لتثبيت حقوق سياسية ومنها الحق في الدولة على جزء من أرض فلسطين ،وهو انجاز مهم في ظل ما تشهده المنطقة من فوضى وفي ظل الاختلال البين في موازين القوى مع إسرائيل.
نعم ، القضية الفلسطينية تعود لواجهة الأحداث وهذا يتجلى من خلال توالي المبادرات حول المصالحة وتحريك عملية السلام ، وحراك مكثف متعدد المستويات والموضوعات : تزايد عدد الدول التي تعترف بحق الفلسطينيين بدولة مستقلة خاصة بهم وصدور قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذا الشأن ، قرارات متوالية من منظمة اليونسكو تدين ممارسات إسرائيل في الأراضي المحتلة وتُبطل مزاعمها وآخرها القرار الصادر يوم 18 أكتوبر 2016 الذي ينفي وجود ارتباط ديني لليهود بالمسجد الأقصى وحائط البراق ويعتبر الممارسات الإسرائيلية في القدس غير شرعية ، تصويت مجلس الأمن يوم 23 ديسمبر الماضي لصالح إدانة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة واعتباره غير شرعي والمطالبة بوقفه -القرار رقم 2334 – الدعوة لمؤتمر دولي للسلام في باريس يوم 15 من الشهر الجاري ، لقاءات حول المصالحة في سويسرا يومي 18/19 من ديسمبر الماضي ،وأخرى دعت لها موسكو في منتصف هذا الشهر ، تزايد حملات المقاطعة لإسرائيل سواء أخذت طابعا اقتصاديا أو اكاديميا أو ثقافيا أو رياضيا ، ومبادرة امريكية جديدة للتسوية ستطرحها الإدارة الأمريكية الجديدة قد تقلب كثيرا من المعادلات والمراهنات ، بالإضافة إلى حالة نهوض شعبي مقاوم للاحتلال يتجلى من خلال استمرار الهبة الشعبية في الضفة والقدس ،وتحركات ومبادرات غيرها تتوالى.
الملاحظ أنه في ثنايا هذه التحركات محاولة للجمع ما بين المصالحة الفلسطينية الداخلية والتسوية السياسية مع إسرائيل ، حيث تولدت قناعة أن لا نجاح لتسوية مع الإسرائيليين إلا بمصالحة أو توافق فلسطيني داخلي على بنود أية تسوية ، لأن حركة حماس ومن خلال التجربة ونتيجة صيرورتها مكونا رئيسا في النظام السياسي الفلسطيني لا يمكن تجاهلها في المعادلة الفلسطينية الداخلية وفي المعادلة الشرق أوسطية ولكونها تسيطر على جزء من الأراضى المفترض أن تكون أراضي الدولة الفلسطينية ، أيضا فالمصالحة والتسوية لن يكتب لهما فرص النجاح دون توافقات شرق اوسطية وبين المحاور العربية – محور مصر ومحور قطر - .
وننهي بالقول إن كل هذه المبادرات والمشاريع السياسية التي تحاول تحريك ملفي المصالحة والتسوية ليست كلها بريئة وحريصة على المصلحة الفلسطينية ،وما بين انتصار الرواية الفلسطينية وتغيير الواقع بناء عليها بونا شاسعا . الأمر الذي يفرض على النظام السياسي الفلسطيني بكل مكوناته الاستعداد للتعامل مع هذه المبادرات بما يقلل من مخاطرها ويوظف ما بها من ايجابيات لتحريك ملف التسوية بما يدعم حقوقنا الوطنية وتحقيق مصالحة وطنية حقيقية وللتقصير من عمر الاحتلال .



#إبراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة فتح بين استحقاق التحرر الوطني والرهان على حل الدولتين
- الاستيطان أكثر خطورة من الاحتلال
- المؤتمر الأخير لفتح الثورة والأول لفتح السلطة والدولة
- استبصارات من وحي رحيل فيدل كاسترو
- تركيا ما بين الاتحاد الأوروبي ومنظمة شنغهاي
- المؤتمر السابع لحركة فتح وتحدي تصويب المسار
- قراءة استردادية لوثيقة إعلان الاستقلال
- حركة فتح بين المصادرة والاستنهاض (3) فزاعة حماس وفتح وقطع ال ...
- رئيس أمريكي مختلف واستراتيجية ثابتة
- حركة فتح بين المصادرة والاستنهاض (2) كعب أخيل حركة فتح
- حركة فتح بين المصادرة والاستنهاض (1) حركة فتح انطلقت من عين ...
- وعد بلفور : ملابسات صدوره وإستراتيجية مواجهته
- الأمر أكبر واخطر من خلافة الرئيس
- حول التجربة السياسية المغربية مرة أخرى
- فقه المراجعة عند الجماعات العقائدية : الإسلام السياسي نموذجا
- اليونسكو تؤكد على الحقيقة والرواية الفلسطينية
- مبادرة الرباعية العربية واستقلالية القرار الوطني الفلسطيني
- أصوليات زمن العولمة
- ليس خوفا من هزيمة حركة فتح بل خوفا على الوطن
- ما وراء ، ومَن وراء تضخيم الخلاف بين الرئيس ومحمد دحلان ؟


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إبراهيم ابراش - انتصرت الرواية الفلسطينية فمتى سيتغير الواقع ؟