أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - هل فعلا هناك ارهاب ؟ ملفّ يجب أن يُفتح















المزيد.....


هل فعلا هناك ارهاب ؟ ملفّ يجب أن يُفتح


الأسعد بنرحومة

الحوار المتمدن-العدد: 5477 - 2017 / 3 / 31 - 23:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد سبق للرئيس الأميركي " بوش " أن كان أول من أعلن الحرب على "الإرهاب"وذلك عقب حادث 11 سبتمبر عام 2001م، وذلك دون تحديد لماهية هذا الإرهاب.
ثمّ أعلنها "حملة صليبية مقدسة"، وتحت عنوان الحملة الصليبية المقدسة تمّ الغزو الأمريكي لأفغانستان ثم العراق، وخلال هذه الأحداث كشفت الشهادات الأمريكية عن أن المراد بالإرهاب هو الإسلام، الإسلام الرافض للحداثة الغربية والعلمانية الغربية والقيم الغربية على وجه الخصوص. كيف ذلك ؟
لقد كتب المفكر الاستراتيجي الأمريكي "فوكو ياما" – في العدد السنوي "للنيوز ويك" (ديسمبر 2001 م – فبراير 2002م)، يقول: "إن الصراع الحالي ليس ببساطة ضد الإرهاب، ولكنه ضد العقيدة الإسلامية الأصولية، التي تقف ضد الحداثة الغربية وضد الدولة العلمانية، وهذه الأيديولوجية الأصولية تمثل خطرا أكثر أساسية من الخطر الشيوعي، والمطلوب هو حرب داخل الإسلام، حتى يقبل الحداثة الغربية والعلمانية الغربية والمبدأ المسيحي "دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله"."
ولقد فسر الرئيس الأمريكي الأسبق "نيكسون" في كتابه "الفرصة السانحة" مراد الأمريكان من "الأصولية الإسلامية"، فقال: "إنهم هم الذين يريدون بعث الحضارة الإسلامية، وتطبيق الشريعة الإسلامية، وجعل الإسلام دينا ودولة، وهم وإن نظروا للماضي فإنهم يتخذون منه هداية للمستقبل، فهم ليسوا محافظين، ولكنهم ثوار"."
وعلى درب هذه الشهادات، قالت "مارجريت تاتشر" -رئيسة الوزراء البريطانية الأسبق- : "إن تحدي الإرهاب الإسلامي إنما يشمل حتى الذين أدانوا أحداث 11 سبتمبر وابن لادن وطالبان، يشمل كل الذين يرفضون القيم الغربية، وتتعارض مصالحهم مع الغرب."
وكتب المستشرق الصهيوني "برنارد لويس" في "النيوز ويك" (عدد 14 يناير 2004) يقول: "إن إرهاب اليوم هو جزء من كفاح طويل بين الإسلام والغرب، فالنظام الأخلاقي الذي يستند إليه الإسلام مختلف عما هو في المسيحية واليهودية الغربية، وهذه الحرب هي حرب بين الأديان"."
وكتب السيناتور الأمريكي "جوزيف ليبرمان" – المرشح نائبا للرئيس في انتخابات عام 2000م – بقول: "إنه لا حل مع الدول العربية والإسلامية إلا أن تفرض عليهم أمريكا القيم والنظم والسياسات التي تراها ضرورية، فالشعارات التي أعلنتها أمريكا عند استقلالها لا تنتهي عند الحدود الأمريكية، بل تتعداها إلى الدول الأخرى"."
ولأن هذه هي حقيقة الحرب الأمريكية على "الإرهاب" - التي هي بشهادة هؤلاء الشهود من أهلها "حرب على الإسلام"، كتب الصحفي الصهيوني الأمريكي "توماس فريدمان" - من "بيشاور" إبان الغزو الأمريكي لأفغانستان – في "نيويورك تايمز" يقول "إن الحرب الحقيقية في المنطقة الإسلامية هي في المدارس، ولذلك يجب أن نفرغ من حملتنا العسكرية بسرعة، ونعود مسلحين بالكتب المدرسية الحديثة، لإقامة تربة جديدة، وجيل جديد، يقبل سياساتنا كما يحب شطائرنا، وإلى أن يحدث هذا لن نجد أصدقاء لنا هناك""
وبعد أن نجحت أمريكا – بالاعتمادات المالية والضغوط الدبلوماسية – في تغيير وتقليص المناهج الدراسية الإسلامية – في مدارس باكستان وكثير من البلاد العربية – نشرت "الهيرالدتريبيون" الدولية مقالا للكاتب الأمريكي "ستانلي أ. فايس" يحدد فيه الخيارات أمام العالم الإسلامي: خيار العلمانية الأتاتوركية – الذي تريده أمريكا – بدلا من خيار الأصولية الإسلامية، فقال: "إن حقيقة الحرب على الإرهاب تكمن في: هل ستقوم الدول الإسلامية باتباع النموذج الاجتماعي السياسي لتركيا، كدولة حديثة علمانية؟ أو نموذج الأصولية الإسلامية؟"."
تلك هي حقيقة الحرب على الإرهاب، التي أعلنتها أمريكا، والتي جرى تعميمها على النطاق العالمي، والتي وجهت نيرانها – الحربية والفكرية والإعلامية – إلى قوى التحرر الوطني، الساعية إلى تحقيق الاستقلال الحضاري للشرق الإسلامي عن التبعية للنموذج الحضاري الغربي، والتي أكدت الشهادات الغربية الموثقة أنها حرب على الإسلام.
ماهي حقيقة الارهاب في المنطقة؟
للاجابة على هذا السؤال كان لا بد من عرض سريع لواقع الاستراتيجية الأمريكية في المنطقة ومعرفة أهدافها الحقيقية المتعلقة بالاستعمار والتي تضمنها مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي عرضته على باقي أعضاء الدول الثمانية المجتمعين في القمة في 2004,وقد بدأت تظهر حقيقة هذه الأهداف وخطورته مع انطلاق خديعة الربيع العربي.
يعتبر تقسيم المنطقة وتفتيتها الى مجموعة أقاليم صغيرة لا تقدر على حماية نفسها مما يمكن الولايات المتحدة الأمريكية من التواجد باستمرار فيها عن طريق مجموعة من القواعد العسكرية الدائمة والمتحركة بحجة تقديم المساعدة لحكومات تلك الدول سواء في حربها على الارهاب أو في مكافحة الجريمة المنظمة ,يعتبر ذلك من أهم أحد أهداف المشروع الأميركي.ويتم هذا التقسيم تحت شعار "الفدرالية" على غرار ما يحدث في العراق واليمن وسوريا وما يحدث الآن في ليبيا.
ففي ليبيا تجري عمليات التحضير لهذا التقسيم على قدم وساق ,وهو البلد الغني بالنفط والغاز والذهب واليورانيوم الى جانب مائدة جوفية غنية بالمياه العذبة. والغرب الكافر بقيادة أميركا يعمل على تقسيم هذا الجزء من البلاد الاسلامية الى ثلاثة أقاليم منفصلة على الأقل ,متخذين من فشل الحكومات المتعاقبة في ادارة شؤون البلد ذريعة لذلك.
وقد بدأت أولى خطوات التقسيم باعلان زعماء قبائل وبعض السياسيين "منطقة برقة" اقليما فدراليا اتحاديا برئاسة الشيخ أحمد الزبير أحمد الشريف السنوسي .وفي 24أكتوبر2013 وفي مؤتمر صحفي تم اعلان تشكيل حكومة برقة من 24حقيبة وزارية.
وفي الجنوب الليبي يجري العمل على فصله تحت اسم "اقليم فزان"وذلك باستغلال أعمال العنف والاضطرابات التي حدثت بين قبيلة التبو والثوار ,دفعت زعيم قبيلة التبو عيسى عبد المجيد منصور الى التهديد بالانفصال فقال"واذا دعت الحاجة فسنطالب بتدخل دولي وسنسعى الى انشاء دولة على غرار جنوب السودان".
وأميركا تدعم اقليم فزان لما فيه من ثروات ضخمة كالذهب والنفط والفوسفات والزنك والحديد والغاز واليورانيوم بالاضافة الى ما ذكرناه عن المخزون الهائل من المياه الجوفية, ويقابل هذه الثروات الكبيرة انتشار ضعيف للسكان لا يتجاوز نصف مليون نسمة.
وبانفصال اقليم برقة واقليم فزان ,فانه لا يبقى الا اقليم طرابلس البالغ عدد سكانه أربعة ملايين ونصف نسمة يقابل ذلك فقر المنطقة للثروات ,ولذلك يعارض أهل هذا الاقليم فكرة الانفصال وسياسة الأقاليم.
لذلك ,فان الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على استمرار النزاع بين مختلف الجماعات المسلحة مثل"كتيبة درع ليبيا"و"فجر ليبيا"و"كتيبة مصراتة"و"كتائب الزنتان"و"الصاعقة" هذا الى جانب الصراع الدموي بين خليفة حفتر عميل أميركا وبين كتائب"فجر ليبيا".هذا الاقتتال صاحبه دمار كبير على جميع الميادين ,من ذلك الاعتداءات المتكررة على الموانئ والمطارات مما أحدث حرائق كبيرة دفع لاستنجاد الحكومة بالشركات الأمريكية لاخمادها مقابل ملايين الدولارات.كما سمح الاقتتال بتدخل حكام الأنظمة المجاورة من مصر وتونس والجزائر .كل هذا ساهم في ايجاد الشعور بعدم الأمان والخوف ,وأظهر عجز الدولة عن رعاية شؤون الناس وعن حماية الحدود .فكان كل هذا ذريعة استغلها الكثيرون لتأييد فكرة "الفدرالية".وكذلك حجة مقنعة من أجل خروج دعوات تطالب بالتدخل الأجنبي في البلاد تحت ذريعة حماية المدنيين أو حماية الأقليات.وهذا ما تريده أميركا لأنه يساعدها على تحقيق هدفها بالتواجد الدائم في المنطقة بما يمكنها من حماية استعمارها وبسط نفوذها ومنع أي محاولة جدية من أهل المنطقة قد تهدد هذه المصالح.وتحقيق هدفها هذا يكون كما ظهر ذلك في تصريحات مسؤوليها من خلال بناء قواعد عسكرية دائمة خاصة على المثلث الحدودي بين الجزائر وتونس وليبيا بحجة "مكافحة الارهاب" ومراقبة تحرك الارهابيين وتهريب السلاح.
فأميركا التي بقيت صامتة أمام ظاهرة انتشار السلاح في الصحراء خلال2011,وأوزعت لحكام المنطقة للسماح بقيام جماعات مسلحة تدربها أجهزة مخابراتها أو الأجهزة العسكرية المحلية لتلك الأنظمة هلى غرار جماعة زياد غالي أو جماعة خالد درودكال أو "جند الخلافة" وبعد ذلك تطلق عليها صفة الارهابية ,وأميركا ومن خلال استمرار العمليات الارهابية في كل من تونس وليبيا والجزائر انما تصنع الحجج والذرائع لاقناع شعوب المنطقة من أجل القبول بتواجد قواعدها العسكرية وقواعد حلفائها من فرنسا وألمانيا وغيرها وذلك بحجة منع عملية نقل السلاح ومكافحة الارهاب والجريمة والمنظمة ,كما أنه ومن خلال اظهار عجز دول المنطقة عن بسط نفوذها على كامل أراضيها يساعد في انتشار فكرة "الفدرالية"والانفصال ولذلك كانت جميع تصريحات القادة السياسيين والعسكريين الأمريكان تنصب في اتجاه واحد يخدم مصالحها الاستعمارية وهو "التخويف من الارهاب والارهابيين"وضرورة التعاون المشترك من أجل القضاء على هذا التهديد.ففي 27مارس2013وفي زيارة مفاجئة لتونس صرح الجنرال كارتر هام قائد الجيوش الأمريكية في قيادة "أفريكوم"فقال"تونس تتعرض لتهديد حقيقي".وأضاف في المؤتمر الصحفي بتاريخ 27مارس 2013"انه على اقتناع بأن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يسعى الى التواجد داخل التراب التونسي".
أما حكام المنطقة فقد ساروا في خدمة أهداف أميركا على حساب شعوبهم وأمنهم ومصالحهم ,واستجابوا سريعا لما تطلبه منهم من ضرورة الاشتراك في خطط أمنية وعسكرية تخدم مصالحها وتساعد على تنفيذ خططها المتعلقة بالاستعمار,ففي 29أفريل2013رئيس الحكومة التونسية علي لعريض يغادر الى الجزائر لبحث ملف الأمن وقال "هناك قناعة لدى البلدين لتعميق التعاون بين الجانبين لمواجهة مختلف التحديات على الحدود والتصدي للارهاب والجريمة المنظمة ,الى جانب تبادل الخبرات في مجالات التدريب والتكوين وغيرهما من الاختصاصات العسكرية".
وفي نفس الشهر أي أفريل2013وبعد زيارة القائد الأميركي وزيارة رئيس الحكومة التونسية علي لعريض الى الجزائر تفجرت أحداث جبل الشعانبي وكانت الانطلاقة مع انفجار عدة ألغام وتبادل اطلاق نار بين الجيش ومسلحين قيل أنه يشتبه أنهم من القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
والقيادة الأمريكية "أفريكوم" ليس لها اهتمام الا رعاية مصالح أميركا لا غير , وتواجد القائد الأميركي في تونس ليس الا للقيام بهذه الرعاية وهو لا يعنيه مصلحة الشعب في تونس وقد سبق لهذا القائد الجنرال كارتر هام ومن جامعة هاوارد في27جانفي 2013أن قال"في الواقع ان مهمة القيادة الافريقية بسيطة جدا ,انها تتمثل في حفظ المصالح القومية للولايات المتحدة الأمريكية".
لماذا أعلن الرئيس التونسي المرزوقي عن اقامة المنطقة العسكرية العازلة؟
لقد سبق لمحمد المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونيسية السابق أن أعلن مساحة شاسعة من الجنوب منطقة عسكرية مغلقة ,وهي تشمل رمادة والذهيبة وبرج الخضراء وغيرها ,وتبلغ مساحة هذه المنطقة35ألف كلم مربع.وقد استطاع المرزوقي أن يقنع الكثير من السياسيين والاعلاميين بهذا القرار بعد انتشار فكرة"تهريب السلاح والارهابيين"مع حدوث العديد من العمليات الاجرامية على مستوى رمادة والروحية والقصرين وغيرها.ومرة أخرى كان شعار"الحرب على الارهاب"هو الذريعة التي وقع تسويقها لاقناع الرأي العام .
ويعتبر هذا الاعلان عملية استباقية يخدم أطماع أميركا بالتواجد في الدائم في المنطقة عن طريق اقامة قواعد عسكرية وتنصت .كما أن هذا الاعلان عن عزل منطقة أقصى الجنوب أين تتكاثر الشركات الاستعمارية الغربية الكبرى الناهبة لثروات البلاد من نفط وغاز يتيح لها العبث بهذه الثروات ونهبها كما تريد بعيدا عن المراقبة .بل يجعل هذا النهب وهذه السرقة يتم تحت حماية الدولة .ففي هذه المنطقة يوجد أكثر من 500بئر من النفط والغاز منها200بئر في طور الانتاج التجاري .تمتلك الشركة الايطالية "ايني"لوحدها 80بئر منها ,واعلان منطقة الجنوب منطقة عسكرية مغلقة يجعل عمليات النهب والسرقة يتم بوتيرة أسرع وفي حماية القانون والدولة.فقرار كهذا لا يخدم الا مصلحة الاستعمار الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية .
وقد جاء هذا القرار الآن بما يخدم أحد أهم مشروع الشرق الأوسط الكبير وهو تقسيم البلاد الاسلامية وتفتيتها الى أقاليم صغيرة ,وبناء قواعد عسكرية أمريكية وغربية على أراضيها بما يحمي مصالحها .
فالغرب الكافر بقيادة أميركا يتعامل مع شعوب المنطقة كأمة واحدة وليس كشعوب متفرقة ومختلفة,وأميركا اذ ترفع شعار "الحرب على الارهاب"فهي تعني به الحرب على الاسلام والمسلمين .وهو ما جاء على لسان مفكريها وفلاسفتها وساستها.فقد كتب المفكر الأميركي فوكوياما في العدد السنوي "للنيوز ويك"ديسمبر2001فبراير2002قائلا"ان الصراع الحالي ليس ببساطة ضد الارهاب ,ولكنه ضد العقيدة الاسلامية الأصولية التي تقف ضد الحداثة الغربية وضد العلمانية , وهذه الأيديولوجية الأصولية تمثل خطرا أكثر من الخطر الشيوعي .والمطلوب هو حرب داخل الاسلام حتى يقبل الحداثة الغربية والعلمانية الغربية والمبدأ المسيحي:دع ما لقيصر لقيصر وما لله لله".
وقد سبق لوزير الخارجية الأمريكية جون كيري في 18فيفري2014أن أعلن من تونس صراحة عن حقيقة الصراع ,وعن الأهداف الحقيقية لأميركا من حربها على الارهاب فقال في مؤتمر صحفي"على أميركا أن تساند تونس في حربها على الارهاب,واهتمام أميركا بعملية القضاء على الاسلام الراديكالي".والمقصود بالاسلام الراديكالي عند الغرب الكافر هو الاسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم وحيا من الله تعالى .
وهذا الصراع بين الاسلام والكفر وبين المسلمين والكفار أخبر به الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز فقال"وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ".
والغرب الكافر يعلنها حربا شعواء على الاسلام لأنه وحده المبدأ الذي يهدد الحضارة الغربية برمتها ,لذلك هو يعمل على فرض مفاهيمه وقيمه من ديمقراطية ودولة مدنية وحرية ,كما يفرض عقيدته "فصل الدين عن الحياة" ومنه عن الدولة وعن السياسة,وهو اذ يفعل ذلك يسخر بعض أبناء الأمة في ذلك ,وهو يعمل على اقصاء الاسلام نهائيا من الحياة وذلك بالتغيير والتبديل في مناهج التعليم وفي الثقافة وفي كل شيء , وهذه حقيقة الكفار التي أخبرنا بها الله تعالى بقوله"وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ "
فالمنطقة العازلة التي أعلن عنها المرزوقي لها علاقة مباشرة بتحقيق ثلاثة أهداف من أهداف أميركا وهي:
· حماية الشركات الاستعمارية الكبرى المتواجدة بأقصى الجنوب تنهب ثروات البلاد من نفط وغاز خاصة.
· التهيئة لبناء قواعد عسكرية ومراكز تنصت أمريكية وغربية .
· فرض واقع جديد في ليبيا يقوم على القبول بفكرة "الفدرالية"وما يعنيه ذلك من تقسيم البلاد الى أقاليم.
"الفدرالية"ومشروع التقسيم
ان الولايات المتحدة الأمريكية تعمل جاهدة على تقسيم ليبيا الى ثلاثة أقاليم وهي اقليم برقة واقليم فزان واقليم طرابلس.وهي أيضا تعمل على تفتيت اقليم طرابلس الى منطقتين شرقية وغربية,وذلك من أجل ضمان تأمين امدادات الغاز الى أوروبا عبر خط الغاز الذي يمر عبر المدينة والقادم من حقل الوفاء بحوض مدينة غدامس الحدودية ,ويغذي ميناء مليتة النفطي .وكمقدمة لهذا التحرك نحو التقسيم وتهيئة الأجواء له ,قام مجموعة من الأمازيغ يوم8أوت2013وهم من سكان نالوت بجبل نفوسة الغربي"250كلم جنوب غرب طرابلس"باغلاق خط الغاز الذي يمر عبر المدينة مطالبين بالفدرالية داخل الاقليم الشرقي, وقد تتجه هذه التحركات في الجبل الغربي مستقبلا لتصبح حركة فعلية للاعلان عن "اقليم أمازيغي"يضم مناطق جبل نفوسة ومدينتي زوارة وغدامس التابعة لاقليم طرابلس.
ماهي العلاقة بين "الاقليم الأمازيغي"واعلان المرزوقي
الجنوب منطقة عسكرية مغلقة؟
بالتزامن مع التحركات الميدانية والسياسية في الاقليم الشرقي لطرابلس مع التهديد باعلان "الاقليم الأمازيغي"في الجبل الغربي,تقوم بعض المنظمات والجمعيات من تونس بتحركات في مدن مختلفة بالجنوب والوسط مثل قفصة وسيدي بوزيد وجربة ومدنين وغيرها تحت شعارات ثقافية ونشاطات فكرية وفنية مثل احياء التراث والتعبير الزيتي والجسدي ,ومثل احياء الموروث اللغوي الأمازيغي والعادات وغيرها وذلك من أجل احياء النزعة الأمازيغية في هذه المناطق ,وذلك كنشاطات "كلنا تونس"و"الجمعية التونسية للثقافة الأمازيغية"و"فرقة ايمي ازغن"وغيرها...
كما تزامن ذلك مع ارتفاع أصوات من بعض السياسيين ونشطاء ما يسمى المجتمع المدني في تونس تدعو الى فصل مناطق تطاوين ومدنين وبتقردان وجرجيس وجزيرة جربة عن باقي البلاد التونسية وضمها الى "اقليم أمازيغ ليبيا"من أجل احياء "كونفدرالية ورغمة"كما سماها المستعمر الفرنسي عندما احتل تونس عام1881.ومن هذه التيارات "تيار نوميديا"التي ترفع شعار "النهوض بالأمازيغية في سبيل تونس التعدد والأصالة".
ومزيد في ترسيخ النزعة الانفصالية لهؤلاء فقد أعلن عن تأسيس "مركز ثقافي وطني لدراسة اللغة والنهوض بها".
كل هذا النشاطات والتحركات الميدانية مع التركيز على ابراز "الارهاب"كظاهرة اجتاحت المنطقة سيدفع باتجاه اقرار "الفدرالية"بحجة عجز الدولة عن حماية هذه الأقليات العرقية .
"فالارهاب"هو الشعار الذي رفعه الغرب الكافر ليحقق من ورائه أهدافه في بلادنا كلها وليس في تونس أو ليبيا فقط.فبه تم فرض ما سمي "بالانتقال الديمقراطي "في تونس رغم عدم قبوله من عموم الشعب وعدم حصوله على موافقة قاعدة عريضة منه كما كانت تريد أميركا.وباستعمال ملف الارهاب كذلك تمت الموافقة على جميع الشروط والاتفاقيات المتعلقة بالاستعمار اقتصادية وسياسية وعسكرية وأمنية.
ومن خلال "ملف الارهاب استطاعت أميركا ربط المنطقة بسياسة عسكرية وأمنية تخدم مصالحها ,وجعلت حكام المنطقة يسيرون معها في تنسيق تام لتحقيق أغراضها وفق ما أعلن عنه القائد الأميركي للقيادة الأمريكية لمنطقة افريقيا "وليام وورد في 9مارس2010عندما قال"لا بد من التأكيد على اعادة وبناء وهيكلة وتحديث أساليب وطرق أداء قوات الشركاء بتطوير شبكات التواصل والتخابر والتنسيق الكامل ,وانشاء منظومة تبادل معلومات عصية على الاختراق".
وكان من أول خطوات الولايات المتحدة الأمريكية أن كبلت هذه الأنظمة بسياسة موحدة من أجل الاستعمار تحت عنوان"الحوار الاستراتيجي",فقد صرح رضا صفر الوزير المكلف بالأمن في وزارة الداخلية في اطار زيارته الى أميركا مع الوفد الوزاري المرافق للمهدي جمعة في1أفريل2014أن هذه الزيارة تندرج في اطار التعاون الاستراتيجي بين الطرفين والذي يعتمد على الناحية الاقتصادية والأمنية وكذلك محاربة الارهاب".
ومن خلال ملف"الارهاب"أيضا جعلت أميركا لنفسها موطئ قدم فعلية في المنطقة من خلال التحضير والتسويق لضرورة وجود قواعد عسكرية دائمة بحجة المساعدة في "محاربة الارهاب"وقد صرح موسى الخلفي المدير السابق للمخابرات العسكرية التونسية "ان الأمريكان أمدونا بطائرات بدون طيار لرصد الارهابيين ,وان ضباطا أمريكيين هم من يقومون بتشغيلها".وتبريرا لذلك التدخل الأميركي أضاف"ان الأمريكان في حاجة لدعم البلاد لوجستيا مثل تهيئة المستشفيات لتكون قادرة على استقبال جرحاهم في حربهم على الارهاب مثل مستشفيات رمادة والذهيبة وفوار في جنوب شرق البلاد".
ومن خلال استمرار جميع العمليات الارهابية في تونس ,وكذلك استمرار الاقتتال في ليبيا ,وتحت شعار "منع تهريب السلاح "و"مطاردة الارهابيين"عملت ومنذ مدة على بناء قواعد عسكرية بالمنطقة وكذلك قواعد تنصت ,فقد كشفت صحيفة الفجر الجزائرية في عددها الصادر الأربعاء 4سبتمبر2013عن وجود مشروع تونسي أميركي يقضي بالسماح لاقامة قاعدة عسكرية أمريكية على الحدود التونسية الجزائرية تحت ذريعة مكافحة الارهاب.كما أن فرنسا ودائما تحت نفس الذريعة قامت باشاء قاعدة عسكرية في أراضي النيجر قرب الحدود مع ليبيا ربما تكون منطلقا للتدخل العسكري في ليبيا مستقبلا .وهاهي صحيفة ليفيغارو الفرنسية قد سبق لها أن أكدت وجود مشاورات بين فرنسا وتونس من أجل انشاء محطة تنصت في الجنوب التونسي بحجة مطاردة الارهابيين.
فمن هم"الارهابيون؟/ ... يتبع مع الجزء الثّاني ...



#الأسعد_بنرحومة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميركا وجه للاستعمار وليس مثالا للحريّة ونصرة الشعوب : في تو ...
- رجال الدّين بين التّعالم والانتهازيّة
- الجيل الرّابع من الحروب ودور المنظّمات الأمريكية في تسخير ال ...
- هل هي حرب على - داعش - أم حرب لتقسيم المقسّم ؟
- - الوطنيّة - والكفاح الرّخيص
- النّظام الرأسمالي في تونس فساد في الحكم ... الجزء الثّالث وا ...
- النّظام الرأسمالي في تونس ...أزمة حكم - الجزء الثّاني -
- النظام الرأسمالي في تونس .. أزمة حكم وتعميم المعاناة ج1
- أزمة التّفكير وآفاق النّهضة
- الايمان بين الوجدان والعقل .. هل يتناقض الايمان مع العقل؟
- المشهد السياسي في تونس وجهود بيع البلاد الى خارج
- تونس : النقابات الأمنية ومستقبل الأمن في البلاد
- في تونس : قانون المالية2017 ...أزمة حكم ومأزق تبعيّة
- لماذا يرفضون عودة المقاتلين من بؤر التوتّر؟؟ من حقنا أن نسأل ...
- الربيع العربي وبشاعة الاستعمار .. تونس مثالا . ج3
- الربيع العربي وبشاعة الاستعمار .. ج2
- اضطهاد المرأة ... بين رؤية الثقافة وممارسة الفعل
- الر بيع العربي ... وبشاعة الاستعمار : تونس مثالا
- الوطنيّة ... جمع وتوحيد , أم عنصريّة وغريزة
- سوريا والعراق : ربيع العرب أم ربيع أميركا؟


المزيد.....




- السعودية.. مكتب محمد بن سلمان ينشر فيديو على قارب وينعى بدر ...
- السعودية تقتص من الغامدي بقضية وفاة شعيب متأثرا بطعنة آلة حا ...
- ماكرون يواصل -غموضه الاستراتيجي- تجاه روسيا
- أميت شاه: استراتيجي هادئ، يخشاه الجميع، وكان وراء صعود مودي ...
- عالم روسي يتحدث عن تأثير التوهج الشمسي
- مركبة كيوريوسيتي تكتشف ماضيا شبيها بالأرض على الكوكب الأحمر ...
- أسباب الرغبة الشديدة في تناول الجعة
- أيهما أسوأ، أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم الداعمين الغربيين لتل ...
- البيت الأبيض يعترف بأن المساعدات الأمريكية لن تغير الوضع في ...
- تقارير: لا اتفاق حتى الآن في مفاوضات القاهرة بشأن غزة والمنا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - الأسعد بنرحومة - هل فعلا هناك ارهاب ؟ ملفّ يجب أن يُفتح