أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - الأديان في ظل صراع البقاء















المزيد.....

الأديان في ظل صراع البقاء


صليبا جبرا طويل

الحوار المتمدن-العدد: 5469 - 2017 / 3 / 23 - 18:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


امم، ابيدت مسحت عن وجه الارض، وحضارات
سقطت لم يبقى منها الا ذكرى وجودها، واخرى
نهضت سترحل كغيرها، وان تجبرت فالتاريخ
يابى تخليدها، وسيعيد نفسه عبر الزمن الذي لا
يتوقف حاملا حضارة لا نعرف وليدها.


صراع البقاء، غريزة الوجود متجذرة في الكائنات الحية العاقلة وغير العاقلة منذ ظهر الانسان على وجه الارض. صراع دائم لا نهاية له، تتصاعد وتيرته بحسب الحاجة الحيوية، ومصالح مراكز القوة العظمى في العالم. يمكن تخفيفه، لكن يستحيل الغاؤه من القاموس البشري.

يرتبط الوجود البشري بتوفير حاجاته الاساسية اهمهما الغذاء والتكاثر، ما يتبعه من قيم واخلاق مظاهر عقلية عاطفية تنظم العلاقات بين البشر وفق قانون يجمعون عليه، به تتوفر الحريات، من خلاله يكون الدفاع عن وجودهم منظما داخل المجتمع وخارجه . معظم الحروب، دون تقدير نتائجها، تحدث استجابة للحاجات الاقتصادية المرتبطة بسيطرة فكرة تفوق عرق، أوامة، أو شعب، حجم القوة التي تمتلكها تحفظ استمرار وجودها، وسلامة مواطنيها وارضها. الحياة للاقوى، والاقوى هو الافضل والبقاء له.هذا هو عالم الامس، واليوم، والغد. في الحروب يجند الناس للدفاع عن وجودهم وكرامة اوطانهم. لكن في حقيقة الامر وبشكل خاص في العالم الثالث يجندون كعبيد للدفاع عن اباطرة شهوة الحكم والمال ومن يدعمهم .

نحن جزء من الة ضخمة تسير العالم، والفرد البشري رقم يهبط من قائمة الوجود حين يموت. وما كل النزاعات القائمة على الدين والساسية الا اوهام، ومبررات يسقط فيها البشر كبيادق لسلاطين شهوة الحكم والمال. مهما بلغت روحانياتنا من سمو، ومهما تعمقنا في ممارستها فليس لها القدرة على وقف شلال الدماء بين البشر الا بما يناسب، ويلتقي مع مصالحها، والمأساة ان اصبحت جزء منهم.

اذا أسقطت الأديان أسباب الحروب ونتائجها على العقل الكوني – لله - فانها تعمل على الشك بوجوده. ليصبح الله جل جلاله الذي نؤمن به، كأحد الهة الأساطير الغابرة، التي تعيش في بطون الكتب. الهة لم تستطع ان تصمد وتتكيف مع التغيرات الفكرية والعلمية الحاصله في زمنها فاندثرت واصبحت جزء من الماضي. بالرغم من خشية، وخوف البشر لطبيعة معبودها الالهي ، وقدرته وقوته الساحقة الهائلة المدمرة، التي تسببت بسقوط ملايين البشر في صراعات البقاء لارضاء الحكام المنحدرين من نسلها، فانهم بقوا وهي انطمست.

منذ فجر التاريخ، بسبب ويلات الحروب يحلم الانسان في بناء عالما مثاليا،عالما خاليا من الحروب بتمتع فيه البشر بالأمن، بالسلام. يحلم في أن يخفف من وطئات الحروب ودمويتها واثارها. في نشوة احلامه لا يتذكر ان الطبيعة البشرية مجبولة على الاختلاف والاضاد والتنوع، يصدمه الواقع ويهزه عندما تجنح البشرية للقتل.....فمن يبحث عن المثالية في عالم بين بشر غير كاملين لن يجدهما، ولكنه يولد شعورا طيبا لديه بانه شخص على مستوى انساني راقي. المثالية المطلقة لا تقوم الا في عقول المنسيين البسطاء، السذج من البشر. سمو القيم ينبع من مقدار تمكين الانسان من تطبيق العدالة, والحريات التي تمنع صراع الحروب، مقابل نجاح صراع السلم الاهلي والعالمي. النفس البشرية مضطربة تجنح للسلم او الحرب بدرجات متفاوتة تتاثر بالتربية وفلسفة المجتمع والدين.

ان كنا فعلا معنيين في سلام عالمي فلا بد من اعادة حقوق الشعوب التي مورس بحقها كل انواع الاضطهاد منذ عقود مضت، اقلها الاعتذار والاعتراف بالمجازر التي ارتكبت بحقها والمصالحة معها، فلا الاعتذار ولا الاعتراف سيعيد الموتى الى الحياة ولكن يعمل على تهدئة خواطر من اضطهد، الطغاة المتعجرفون لا يروقهم هكذا شرط. من حين لحين ينعش التاريخ ذاكرتنا ويعيد عرض شريط هذه المجازر امام عيوننا ليثير الذكريات والالام في صدور الاحفاد، لتستيقظ ثانية في عالم الحاضر او الغد وتدفعها للانتقام.

فكما ان الكتاب المقدس لم يبين لماذا تقبل، اسستحسن، رضى الله ذبيحة هابيل المادية، ولم يرفض ذبيحة قايين المادية سيبقى البشر يقتتلون لأسباب مادية وليست روحية، ليخوضوا حروب تحت مسمايات وحجج عديدة. ... جاء في الكتاب المقدس (سفر التكوين 4: 3-7) وحدث بعد مرور أيام أن قدم قايين من ثمار الارض قربانا للرب، وقدم هابيل ايضا من خيرة ابكار غنمه واسمنها، فتقبل الرب قربان هابيل ورضى عنه، لكنه لم يتقبل قربان قايين ولم يرض عنه، فاغتاظ قايين جدا وتجهم وجهه كمدا. فسأل الله قايين لماذا اغتظت؟ لماذا تجهم وجهك؟ لو احسنت في تصرفك اللا يشرق وجهك فرحا؟ وان لم تحسن التصرف، فعند الباب خطيئة نتنظرك، تتشوق ان تتسلط عليك، لكن يجب ان تتحكم فيها"...الخطيئة هنا، هي الصراع الأزلي المادي الذي يهاجم الانسانية ويتسلط عليها ليبتلعها.اين قوتك، وذكاؤك، وحكمتك ايها الانسان العاقل المستعبد لشهوة السلطة، وسطوة المادة التي لن تتغلب عليه لانها تسيطرعليك، وعلى بقاؤك.

سؤال مطروح للنقد، الواقع الذي نعيشه في اي مرحلة من صراع الحضارات يقع...في قمتها، في هبوطها، في نزاعها الخ... الاحداث التي يمر بها عالمنا العربي تحتاج الى استنهاض وبعث احيائها من جديد ومفاهيم جديدة ان لم نتمكن من الدخول واجتياز مرحلة العلمانية لن نستطيع ان ندخل في مرحلة الحداثة العالمية، بالرغم اننا اكثر شعوب العالم ايمانا على وجه الارض واقلها مركزا في سلم التطور العلمي والمعرفي.

أؤكد ثانية ان سبب حروبنا هي الماديات، وليست الروحانيات المقدسة. الله يطلب منا باستمرار بمحبته ومحبة القريب وكل من يخلتف عنا من البشر. فمن يلبس الاقتصاد ثوب دين يخالف مشيئة الله – العقل الكوني- في دعوته لحرية وكرامة الاسرة االبشرية. لذلك معركة السلام اشد ضراوة من معركة الحرب، انها معركة بين دعاة الخير ودعاة الشر. انها معركة تغلب الانسان على ذاته التي قد تدفعه الى تعميق فجوة الكراهية والعداء بين الشعوب، أو تزيل اسباب الاختلافات لبناء سلام عالمي لكل الشعوب ... طوبى لصانعي السلام من مؤمنين، ولادينيين، وملحدين فانهم ابناء الخالق وابناء الحياة يدعون.



#صليبا_جبرا_طويل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطب منمقة وثورات قادمة
- الخير والشر من منظور علماني
- ثورة فكرية نحو العلمانية
- الاحترام قبل الحرية
- التمييز العنصري يحط من انسانيتنا
- الحرية ممنوعة حتى إشعار اخر
- لعبة الاسياد والعبيد
- حرر عقلك
- أعراف المجتمع تقيد المرأة
- الفساد لا يبني وطن
- كافر انت!؟
- استقلال العقل ضرورة حضارية
- دين وأخلاق
- العلمانية حل للإنسانية المفقودة
- حوار المواطنة أهم من حوار الأديان
- خطاب ديني وطني وَحْدَويّ
- أخي العربي.. مثلك أنا
- الإنسان صناعة الإنسان
- الله والعقل واستمرار والوجود
- النقد بابٌ للحريات وللتقدم


المزيد.....




- البنك الاسلامي للتنمية وافق على اقتراح ايران حول التمويلات ب ...
- استباحة كاملة دون مكاسب جوهرية.. هكذا مرّ عيد الفصح على المس ...
- قائد الثورة الاسلامية سيستقبل حشدا من المعلمين 
- تونس تحصل على 1.2 مليار دولار قرضاً من المؤسسة الدولية الإسل ...
- مين مستعد للضحك واللعب.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 20 ...
- «استقبلها وفرح ولادك»…تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ك ...
- لوموند تتابع رحلة متطرفين يهود يحلمون بإعادة استيطان غزة
- إبادة جماعية على الطريقة اليهودية
- المبادرة المصرية تحمِّل الجهات الأمنية مسؤولية الاعتداءات ال ...
- الجزائر.. اليوم المريمي الإسلامي المسيحي


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صليبا جبرا طويل - الأديان في ظل صراع البقاء