أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد القادر خضير قدوري - غادرت الفنانة ناهدة الرماح آلامها وعالمنا هذا اليوم وتركت أثراً طيباً.














المزيد.....

غادرت الفنانة ناهدة الرماح آلامها وعالمنا هذا اليوم وتركت أثراً طيباً.


عبد القادر خضير قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 5468 - 2017 / 3 / 22 - 18:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وداعا وداعا ناهدة الرماح ....
كانت تحلم بالوقوف مجددا على مسرح بغداد ( بيتها الذي تعشقه بشكل لا يوصف ) لتستذكر ادوارها الكبيرة .. (رديفة) في النخلة والجيران (وزنوبة ) في القربان (وماهية ) في الشريعة ( وحيرة ) في المفتاح (وغنية )في الخرابة . . لكنها رحلت عنا دون ان تحقق مناها لعدم اهتمام ذو الشأن بهذا الصرح ( المقدس ) عند المثقفين فبقت في حسرته ياللاسف .
لم تبك ناهدة الرماح في عهد صدام الجائر، ولم تنزل رأسها طوال سنيِّ الإظطهاد والقمع الذي تعرضت لهما في (جمهورية الخوف) الصدامية، فظلت أبية شامخة، حتى وهي تعاني شظف العيش في دول المهجر القاسي، فكانت تعمل في أسوء المهن من أجل أن تعيش في غربتها كريمة، محترمة. وكي لا يشمت بها عملاء النظام الدكتاتوري الصدامي في لندن حيث كانت تقيم. لذلك حافظت المناضلة الكبيرة ناهدة الرماح على أسمها وموقعها ومكانتها، ومبادئها الوطنية التقدمية ألسامية مثلما حافظت على تأريخها الفني الجميل فظلت عصية على الدمع، واليأس والانكسار كيف تنكسر ناهده وهي التي تربت في بيت شريف ونمت في بيئة طاهرة، وأر توت جذورها بماء الفراتين، وتتلمذت في صفوف مدرسة النضال الوطني على يد أمهر الأساتذة الذين تخرجوا من (نگرة) السلمان، أو من سجون النضال الأخرى.. لم تبك ناهدة الرماح، ولم تذرف دمعة واحدة في زمن القمع، رغم كل ما فعله معها الأوباش من ظلم وجور.. لكننا أبكيناها في زمن الحرية، وأوجعنا قلبها في عهد دولتنا الديمقراطية الجديدة، تلك الدولة الأمل، والحلم الذي إنتظرته ناهدة الرماح أربعين عاماً في سفرها الموجع !! ويوم رحل صدام، وأبتهج العراقيون، كانت ناهدة الرماح أكثر الناس فرحاً وسعادة برحيل الطاغية.. فها هو حلمها يتحقق إذن، وها هي آمالها البعيدة تدنو مضيئة لها طريقها بعد أن فقدت هذا الضوء لعقود ، ليس في عينيها فحسب، إنما في حياتها اليومية أيضاً. ولأنها سأمت الغربة والوجع والحياة الباردة، فقد قررت العودة الى وطنها مثل عصفور يعود الى عشه -
لكن المفجع والموجع أن ناهدة الرماح اوجعها الاهمال القاسي من حكومة السراق
لروحها السلام.
فنانة الشعب الراحلة ناهدة الرماح في سطور...
خطواتها الاولى في فلم ( من المسؤول ) عام 19566 أكدت حضور المرأة في عالم التمثيل في العراق .. ثم بوعي أختارت أنتمائها المتميز الى مدرسة المسرح العراقي ( فرقة المسرح الفني الحديث ) لتؤدي أول ادوارها الكبيرة معها شخصية ( أمرأة خرساء ) في مسرحية ا(لرجل الذي تزوج أمرأة خرساء ) في عام 1957 وعلى خشبة مسرح ( الملك فيصل ) حاليا قاعة الشعب في الباب المعظم .
أنتمت بجدارة الى الجيل المؤوسس لفرقة المسرح الفني الحديث فكانت قامة موازية بأستحقاق مع أبراهيم جلال ويوسف العاني ومجيد العزاوي وسامي عبد الحميد وقاسم محمد وخليل شوقي وزينب وما تبعهم من أسماء مهمة في مسيرة المسرح العراقي .
كشفت بجدارة عن ممثلة عراقية شعبية تتمتع بمرونة ذهنية غير عادية جعلتها تجرب الخوض بمسرحيات تجريبية مركبة مثل مسرحية ( حكاية الرجل الذي صار كلب ) للكاتب ( أوزدالدوا دراجون ) واخراج الكبير قاسم محمد شاركها التمثيل الدكتور صلاح القصب وروميو يوسف وخليل عبد القادر .
كما واكبت العمل في اغلب اعمال الفرقة ( بغداد الازل بين الجد والهزل ) اخراج الراحل الكبير قاسم محمد ومسرحية ( الخرابة ) ليوسف العاني وهي اخراج مشترك لقاسم محمد وسامي عبد الحميد ومسرحية ( النخلة والجيران )للكاتب الكبير غائب طعمة فرمان والتي كانت اغلب احداثها تدور في محلة ( صبابيغ الال ) واخرجها ببداعة الراحل قاسم محمد ومسرحية ( الشريعة ) ليوسف العاني واخراج الكبير قاسم محمد ومسرحية ( نفوس ) اعداد واخراج الراحل قاسم محمد ومسرحية (المفتاح ) أخراج الدكتور سامي عبد الحميد ..
ثم تبعتها بمجموعة مسرحيات حتى جائت الكارثة بفقدان بصرها وهي على خشبة المسرح وهي تؤدي دور ( زنوبة ) في مسرحية ( القربان ) للكبير غائب طعمة فرمان واخراج ( المرحوم فاروق فياض ) واعداد الناقد ياسين النصير .
كرست ناهدة حياتها وفنها في خدمة المسرح العراقي وفي مختلف الظروف بل وفي اكثرها قساوة .. فقد قدمت عروضا مسرحية في بلدان مختلفة رغم محنتها في النفي والغربة وفقدان البصر .. من افلامها السينمائية ( من المسؤول عام 1956 الظامئون 1973 يوم أخر 1978 ) تقيم في لندن لاكنها لا تحب غير بغداد تعرضت لحادث عرضي مفاجيء اصيبت على
اثره بحروق ورقدت في مستشفى الكندي في بغداد لتخرج منه جثة هامده الى مثواها الاخير .
ستبقى ناهدة الرماح فنانة للشعب الذي احب النخلة والجيران



#عبد_القادر_خضير_قدوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحذروا من سرقة الثورة !!!
- الأعلام المضاد وعدم تسيس المظاهرات
- عاصفة الحزم أيران تقاتل أعلامياً ... وعمان سياسياً
- هل خرجت ايران منتصرة من اتفاق لوزان ؟
- عاصفة الحزم ... حرب اقتصادية بقناع مذهبي
- متى يعلن الأكراد دولتهم الكردية ؟ ج/2
- متى يعلن الاكراد دولتهم الكردية ؟ ج/1
- الفساد المالي والإداري... والإصلاح الاجتماعي
- الإستراتيجية الأمريكية وتعزيز سيطرتها في منطقة الشرق الأوسط
- داعش والتحالف الدولي
- الاقتصاد العراقي والانتقال من موازنة البنود إلى موازنة البرا ...
- الديمقراطية التوافقية و المحاصصة الطائفية وجهان لعملة واحدة
- حقوق النساء وحرية المرأة ... والدولة المدنية الديمقراطية
- دولة دينية طائفية .. أم دولة مدنية ديمقراطية
- الفساد المالي والإداري ... والدولة المدنية الديمقراطية


المزيد.....




- -يتضمن تنازلين لحماس-.. تفاصيل المقترح القطري بشأن وقف إطلاق ...
- مصر.. فيديو لشخص يضع طعاما -مسمما- للكلاب الضالة والداخلية ت ...
- -الطائرات المسيرة تحلق كأسراب النحل-.. كييف تتعرض لهجوم غير ...
- بسبب اتهامات باستخدام الكيميائي.. النيابة العامة الفرنسية تط ...
- السوداني في بلا قيود: النظام في إيران ليس ضعيفاً
- سوريا تتطلع للتعاون مع واشنطن للعودة إلى اتفاق فض الاشتباك م ...
- شاهد.. هندرسون القائد السابق لليفربول يبكي زميله جوتا
- الفلاحي: كمين الشجاعية عملية عسكرية متكاملة عكست قراءة دقيقة ...
- اجتماع عاصف للكابينت وتوقعات بإعلان اتفاق غزة الاثنين بواشنط ...
- لماذا يتصرف طفلك في عمر الثالثة كمراهق؟


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد القادر خضير قدوري - غادرت الفنانة ناهدة الرماح آلامها وعالمنا هذا اليوم وتركت أثراً طيباً.