أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد القادر خضير قدوري - داعش والتحالف الدولي















المزيد.....

داعش والتحالف الدولي


عبد القادر خضير قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 4601 - 2014 / 10 / 12 - 12:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



داعش والتحالف الدولي
داعش عصابات إرهابية أخذت تهدد الحضارة الإنسانية لما اقترفته من أعمال إجرامية ووحشية بحق المواطنين والإنسانية , وان التحشيد للتعاون وتوحيد الجهد الدولي أصبح حاجة ملحة وضرورية تفرضها الحقائق والظروف الموضوعية للوقوف ضد هذا العنف الإرهابي الهمجي الذي يمارس داخل المجتمعات الإنسانية . من هنا انبثق التحالف الدولي لمحاربة داعش والذي ضم أكثر من أربعين دولة من مختلف بقاع العالم . لكن سير الأحداث وتاريخ محاربة الإرهاب والمنظمات الإرهابية التي أدارتها الولايات المتحدة الأمريكية منذ تسعينات القرن الماضي في السودان والصومال واليمن ثم في باكستان والعراق وغيرها من الدول . يثبت أن الحرب على الإرهاب زادت الإرهاب ولم تكافحه أو تقضي علية . هذه الزيادة تمثلت بإفراز أجيال جديدة من المنظمات الإرهابية والعصابات الإرهابية خلفا لتنظيم القاعدة ((جبهة النصرة وداعش)) وغيرها من المسميات للمجاميع الإرهابية , واستفحال عدد المقاتلين في صفوف هذه التنظيمات والمتعاطفين معهم حيث تشير التقارير الواردة من وكالة الاستخبارات الأمريكية أن عدد أعضاء تنظيم داعش أكثر من أربعين ألف عنصرا وهم من أربعين جنسية حول العالم وهذا الأخير يعطينا دليل آخر على الانتشار الجغرافي للإرهاب في جميع بلدان العالم تقريبا . ليصبح الإرهاب جيوشا تحتل وتغتصب مدن بكاملها كما حدث في العراق وسوريا وغيرها من الدول بعد أن كان الإرهاب مجرد خلايا فقط . بالإضافة إلى نمو قدراتهم المالية ومصادر التموين وهذا ما صرح به جون كيري عندما قال (( أن تنظيم داعش أقوى وأغنى وأخطر تنظيم بالعالم )) .
أن الأسلوب والإستراتيجية الأمريكية والمشروع الحربي والاقتصار على الضربات الجوية في العراق وسوريا من قبل التحالف الدولي لتصدي والقضاء على داعش خطوة كسابقاتها من الخطوات للقضاء على الإرهاب مصيرها الفشل وزيادة الإرهاب بدل القضاء علية , إذ لابد من النظر إلى الواقع الجلي والصحيح وبذل الجهود الدولية من اجل التعامل مع جذور وأسباب الإرهاب واستئصال الرحم والحاضنة الفكرية لهذا الفكر المتطرف من داخل المجتمعات الإنسانية . وان محاربة الإرهاب يجب أن يكون بشكل شمولي . ومن اجل هذا ينبغي تحديد العناصر البيئية لتغذية الظاهرة الإرهابية . وأهمها دور الأحزاب السياسية والسلطة السياسية في الدول العربية والإسلامية في توفير المناخ المناسب والقوة الفاعلة في أيجاد الخلاف المذهبي وتوجيه التاريخ الإسلامي بما يخدم سياستها ويعزز من وجودها وتفسير الدين بما يخدم رغباتها ويبرر فضائحها على حساب المفاهيم الإسلامية الحقيقية والذي خلق اشتداد التعصب والذي أدى إلى زيادة الاضطهاد. مما وفر للمنظمات الإرهابية الجو المناسب لاستخدام الدين ستارا تلوذ به للنفوذ والانتشار والتأثير داخل المجتمعات العربية والإسلامية . وكذلك الفوارق الاجتماعية والطبقية بين أفراد المجتمع والفساد بكل أنواعه وتجلياته داخل المجتمعات وما تفرزه هذه العوامل الاقتصادية من اتساع الهوة بين الغني والفقير وشيوع المرض والوباء والأمية والجهل والجريمة المنظمة . واحدة من العوامل المهمة في انتشار الأفكار المتطرفة والإرهابية داخل المجتمعات . الإستراتيجية الأمريكية المتمثلة في الاستعمار المباشر و الاستعمار السياسي لدول منطقة الشرق الأوسط والعالم وبسط نفوذها على دول العالم العربي والإسلامي على وجه الخصوص ,ما يخلق من مشاعر معادية من قبل شعوب تلك الدول وتغذية الضغينة حيال الوجود الأمريكي في العالم الإسلامي وتؤدي إلى وجود المتعاطفين مع المنظمات الإرهابية .
هذه العوامل وغيرها هي الحاضنة الأساسية التي تعتمد عليها المنظمات الإرهابية والمتطرفة في استقطاب المتعاطفين والمقاتلين لذلك لابد من التفكير واتخاذ الإجراءات المناسبة في تجفيف منابع الإرهاب والأفكار المتطرفة من خلال حزمة من الإجراءات والإصلاحات داخل المجتمعات العربية والإسلامية للقضاء على منابع الإرهاب . وأول هذه الإصلاحات يجب أن يبدأ من داخل المجتمعات العربية والسلطة السياسية في البلدان العربية والإسلامية وذلك بأتباع مناهج اجتماعية وثقافية وسياسية تعيد للمفاهيم الإسلامية قيمها الحقيقية في السلام والتسامح والإخاء والتي تعمل على بناء مجتمعات متماسكة قوية بعيدة عن الأحقاد والثأر من الآخر , والابتعاد عن تفسير الدين والأحداث التاريخية بما يخدم تلك الفئة على حساب الفئة الأخرى , وفصل الدين عن السياسة من اجل بناء الدولة المدنية التي يكون فيها الأولوية للوطن والمواطن . مما يولد الاستقرار المجتمعي والذي يعكس الاستقرار السياسي والذي بدوره سيؤدي إلى البدء بالانطلاق في عملية التنمية وبناء اقتصاد فاعل وقوي يعكس بضلاله على حياة المواطنين ويقلل من نسب الفقر والأمية وشيوع الجهل وانتشار الخرافة والجريمة المنظمة . وربط مسار الإصلاحات في العالم العربي والإسلامي بخطوات وإجراءات من قبل الدول الغربية وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية بتغيير إستراتيجيتها الاستعمارية للمنطقة والابتعاد عن اتخاذ محاربة داعش احد أدوات الصراع الدولي للسيطرة على المنطقة خصوصا بعد أ ن أخذت التحالفات الدولية تتشكل بشكل واضح بين محورين رئيسين , أمريكا وحلفاءها الغربيين من جهة وروسيا والصين وحلفاءها في المنطقة ( إيران وسوريا ) في الجهة المقابلة التي تحاول جاهده أعادة بعض التوازن و أجواء الحرب الباردة في المنطقة والشرق الأوسط عموما من جديد . وكسر الحصار الذي فرضته مخططات وسياسة الولايات المتحدة التي استهدفت فرض هيمنتها على جميع المناطق الواقعة على مقربة مباشرة من الدولة الروسية والصينية , وما يحدث في أوكرانيا وغيرها من تلك المناطق خير دليل .
أن النظر للتحالف الدولي لمحاربة داعش وجميع المنظمات الإرهابية وفق مبدأ ما تتطلبه وتقتضيه مصالح تلك الدول المتحالفة فقط دون نظرة شمولية للقضية يصبح في المستقبل حجر عثرة يحول دون القضاء على داعش وجميع المنظمات الإرهابية ويعيق عملية الاستقرار والسلام في المنطقة والعالم , مما يعني أن عوامل الفشل ستكون أرجح من عوامل النجاح . لذا على الأنظمة والحكومات العربية والإسلامية المنكوية بنار الإرهاب وخصوصا تلك التي أبناءها ومواردها بجميع أنواعها وأشكالها هي الوقود الفعلي لهذه الحرب ضد الإرهاب أن لا ينجرف خلف مخططات التحالف الدولي دون النظر بشكل واضح ودقيق ومتكامل إلى الأهداف والنتائج المستقبلية لهذا التحالف ولهذه الحرب.



#عبد_القادر_خضير_قدوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاقتصاد العراقي والانتقال من موازنة البنود إلى موازنة البرا ...
- الديمقراطية التوافقية و المحاصصة الطائفية وجهان لعملة واحدة
- حقوق النساء وحرية المرأة ... والدولة المدنية الديمقراطية
- دولة دينية طائفية .. أم دولة مدنية ديمقراطية
- الفساد المالي والإداري ... والدولة المدنية الديمقراطية


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد القادر خضير قدوري - داعش والتحالف الدولي