عمار جبار الكعبي
الحوار المتمدن-العدد: 5464 - 2017 / 3 / 18 - 15:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وظائف الدولة في فكر شهيد المحراب ( رض )
الوظيفة السياسية للدولة
حينما سؤل شهيد المحراب عن علاقة الدين بالسياسة ، اجاب هنالك علاقتين احداهما مرفوضة والأخرى مطلوبة ، الاولى ان يتم تسييس الدين وهذا ما رفضه ، والثانية ان يتم تديين السياسة وهذا ما طالب به واعتمده كنظرية ومنهج طيلة فترة تصديه ، اذ السياسة جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية ، ولا يمكن ان نفصل بينها وبين اخلاقنا وقيمنا لنكون متناقضين ونعاني من عدم الاتزان الناتج عن ذلك
خاض شهيد المحراب غمار العمل السياسي امتداداً لمواقف والده السيد محسن الحكيم ، وكما هو معروف في الفقه الاسلامي في عدم الفصل بين الدين والسياسة ، انطلاقاً من كون كلاهما يهدفان الى صلاح الانسان ، ويؤطر الدين السياسة ليجعل منها أمراً مقبولاً متحلياً ببعض الثوابت بدل المتغيرات التي انتقلت بها من الخدمة الى الغلبة ، لتكون له نظرية سياسية متكاملة او نظرية فيما يخص الدولة العادلة من حيث وظائفها وسلوكها الملتزم بالثوابت الدينية
الوظيفة السياسية للدولة كما يراها شهيد المحراب ، هي السياسة الملتزمة بالمثل العليا والقيم الاسلامية الأصيلة المترسخة ، والتي تستمد وجودها من القرآن والسيرة النبوية الشريفة ، اضافة الى سيرة أئمة الهدى مع عدم اغفال جانب الاجتهاد الذي يميز الفقه الشيعي ، والذي يعطيه مرونة وقدرة لا متناهية لمسايرة ومواكبة التطور على جميع الاصعدة ومنها السياسة ، ليوازن بين الفقه السياسي الشيعي من جهة ، وبين أسس السياسة وإدارة الدولة الحديثة من جهة اخرى ، من دون ان ان يشوه احدهما بأسلوب يعكس القدرة والعمق الذي ينطلق منه في طروحاته
دولته قائمة على دستور مكتوب من قبل لجنة تمثل المجتمع تمثيل حقيقي ، ليتم استفتاء الشعب عليه بصورة ديمقراطية وحيادية ، ويتم اعتماد حكومة منتخبة من قبل الامة ، كونه يعطي للأمة دوراً كبيراً في عصر الغيبة ، لتكون حكومة مدنية قائمة على أساس الانتقال السلمي للسلطة والتعايش بين جميع المكونات حسب استحقاقها الانتخابي ونسبة تمثيلها مع حفظ حقوق الجميع ، وتكون مسؤولة عن الحفاظ على حقوق الانسان ومنح الحريات المقيدة بالاطر القانونية التي يضمنها الدستور .
#عمار_جبار_الكعبي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟