أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسامة كامل كيوركيس - الفنانة التشكيلية فاطمة النمر ....حين يصبح الفن أكثر صدقا من التاريخ














المزيد.....

الفنانة التشكيلية فاطمة النمر ....حين يصبح الفن أكثر صدقا من التاريخ


اسامة كامل كيوركيس

الحوار المتمدن-العدد: 5464 - 2017 / 3 / 18 - 14:11
المحور: الادب والفن
    


من أصعب المشكلات التي تواجه الفنان في معترك بحثه عن ذاته المبدعة هي تلك التي تتعلق بقدرة معرفته عما يميزه عن غيره و بطريقة تعبيره التي تحمل خصوصية كل فنان يصوغها [بلغة الشكل] التي [يقرؤها البصر] و من ثم [تفهمها] جميع الشعوب بكافة فئاتها الثقافية. تنفرد تجربة الفنانة الشابة التشكيلية السعودية (فاطمة النمر) بسمات مميزة و مكانة خاصة تجعلها متفردة الخواص قوية و عميقة بما تشغله من مساحة جذابة و تأثير حاد في وجدان الجمهور و من كونها ترى إن الفن التشكيلي هو الأداة التعبيرية الأكثر شمولية في التواصل مع الآخر و الأكثر قدرة على إستبصار الواقع ، و تعتبر التشكيلية فاطمة النمر إحدى الفنانات التشكيليات اللائي إستطعن أن ينلن ريادتهن في المشهد التشكيلي السعودي و العربي عبر صدق موهبتها و مؤهلاتها الإبداعية المتميزة ، و هي التي أحبت الرسم و مزج الألوان منذ طفولتها التي تميزت بحس مرهف و حساسية مفرطة و نظرة ثاقبة و منقبة فوجدت فيه الملاذ الوحيد للتعبير عن فرادة نمط تفكيرها و عما يخالج وجدانها من مشاعر و أفكار تجاه كل ما يحيط بها ، لتتخذ خطواتها في مراحل مشوارها المتتالية مسارا واثقا عنوانه التجديد و التنوع و البحث المستمر سعيا للخروج من نفس النمط المتكرر ، كتب الكثير من النقاد في سجل منجزها الإبداعي ما يشيد و يثني بجهدها و ملكاتها و صدقها و إنتمائها النوعي لقيمة و قداسة الفن في صنع الحياة. و المتأمل في أعمال التشكيلية فاطمة النمر يلاحظ و يدرك على الفور إنها تحتوي لغة إبداعية واعية و طاقة خلاقة بتنوعاتها إستطاعت أن تجذب المتلقي للتأمل و التفحص إلى إبداعاتها و تمكنت من ان تجسد تجربة خاصة جادة تمتلك مصداقية معرفية و ثقافة عميقة و جرأة فادحة و صادمة ، فالصورة بين يديها تتحول إلى نبع لا ينضب من المشاعر و الأحاسيس معبأة بالضوء و الإصرار و الوعي و الرغبة الحارة في معانقة الحياة ، لأن اللوحة عندها لحظة من لحظات التواصل المطلق مع الوجود بوصفه إمكانية سعادة و دفقة من دفقات الإحتجاج .
تبدت صورة المرأة في في إبداع فاطمة النمر المتعدد التقانات و الصيغ و أساليب التفاعل مع السطح التصويري برقة العاطفة و عمق الشعور مع ترفع و إعتداد و كبرياء ، فمنذ معرضها الأول (الحب الأزلي) إشتغلت على موضوعة الرسم التجريدي المشبع بأبعاد تعبيرية و رمزية أخذت تعيد تركيباته و ثيماته داخل إطار الشكل و الموضوع بغية الوصول إلى معنى جديد تنفرد به فجسدت من خلال أعمالها معاني الحب الإنساني كون الإنسان هو العنصر الأساسي في هذا الوجود ، لتكشف لنا عن علاقة الإنسان بذاته و لذاته في قطبين يعملان على تحقيق غاية ، و يعرف بالغاية بأنها تحقيق للوجود ، مؤكدة إن الإنسان ثنائي في واقعه و هذا يعني إنه رجل -و- إمرأة .
و في معرض (كيان) وجهت نقدا لسباق الموت و الدمار و التحجر الفكري و كانت دعوتها الى التغيير و كسر الجدار المشيد داخل النفس البشرية من منظور الحب و السلام حملت أحلام السلام على الأرض بين جميع البشر ، بعيدا عن لغة الحروب العقيمة سعيا لتحرير الإنسان من سجن الأهداف و الغايات وحضارة الإستهلاك و التفكير المنفعي ،
و في معرض (الخطيئة و الغفران) الذي ضم 85 لوحة وجهت نقدا لمفاهيمنا الأخلاقية و على رأسها مفهوم الخطيئة فاستطاعت ان تنطلق من أعماق ذاتها الى الأفق العام لتعلن حقيقة الصراع المتراكم الذي تعانيه المرأة لتعبر عما يحيط بها من واقع مملوء بالأحداث التراجيدية المؤلمة ، حيث جمعت في أعمالها بين التفكير و الرؤية الفنية و بين ما هو ذاتي و موضوعي ، تصلح كمفتاح لفهم ما يحيط بعالم الأنثى من ظلم و قهر و طابع ذكوري يختزل الأنثى في قيمة إستعمالية هي وظيفتها الفسيولوجية التي تساوي الجنس كمصدر لمتعة النوع الذكري و الإنجاب فالخطيئة تشمل الجنسين و لكن العصبيات و الأعراف ساهمت في إيذاء المرأة بالتمييز السلبي ضدها و الإقصاء الإجتماعي لنصيبها في التعبير عن ذاتها و حيازتها كملكية إجتماعية للرجل ،
في معرض (شفرة) الذي شاركت فيه بإثني عشر عملا تحت عنوان (مجموعة شفرة) وظفت من خلاله خاصية شفرة الرموز الشريطية (الباركود) لتطرح علينا سؤالا مهما ، هل نستطيع فك الشفرة ؟ تناولت موضوعات لوحاتها تعقد مظاهر الحياة في الواقع اليوم و تشابك المصالح و تعدد المراكز و الجهات التي أصبحت تمتلك سلطة القرار بشكل أو بآخر و وجهت من خلالها نقدا لاذعا للإستخدام الإيديولوجي النفعي للدين و الناجم عن الجهل لكونه سيتحول الى إيديولوجيا ناجزة و جاهزة و ضاغطة على الفرد و أداة يتم إختزالها في وظائف و غايات ذات طبيعة دنيوية متدنية ، محاولة المضي بنا للوصول لإجابة على هذا السؤال أو الأسئلة الأخرى ،
رحلتنا مع فاطمة النمر كانت إبحارا شجاعا و جريئا فلسفيا في أكثر مناطق النفس الإنسانية غموضا ، تجعل من مشاهدة أعمالها متعة بصرية و ذهنية تهز أسس الإدراك للمفاهيم السائدة المجردة عن الحياة و الحقيقة و الحرية.
الفنانة التشكيلية السعودية فاطمة باقر النمر هي من مواليد 1986 السعودية - القطيف - في المنطقة الشرقية ، حصلت على شهادة البكالوريوس - قسم الديكور من جامعة عمان - الأردن
تنبض بإبداعات فنية عبر مسيرتها ، اذ كان أول معرض شخصي لها أطلقت عليه (الحب الأزلي) وقد أقيم في الأردن عام 2009 م ، ومشاركتها في العديد من المهرجانات والمعارض الفنية منها معرض الفن المعاصر المقام في متحف الفن الحديث في السويد ، ومتحف الامير لويز في ، مومباي ،وغيرها من المشاركات العربية والعالمية ، كما نالت عدة جوائز منها الجائزة الأولى في معرض الفن السعودي المعاصر 2010، و"جائزتي مسابقة الشباب الثانية 2010، تشكيل الخط 2011،" .



#اسامة_كامل_كيوركيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سائق كيا المجتمع العجيب
- التشكيلية المغربية خيرة جليل ... سفيرة أرض الفن و السلام الخ ...
- التشكيلية التونسية نورة بلحاج القارص ..اعمال مرمزة بالوان ال ...
- ليلة أرق ..مع ايفيلين
- نشوى أشرف ..الفن ظاهرة لصيقة بالوجود الإنساني
- عناية البخاري ..أنوثة مسافرة بالألوان
- منال ابو صفر ..رسالة جمالية معبرة عن الحب و الحرية و حلم الع ...
- فاطمة النمر .. حين يصبح الفن اكثر صدقا من التاريخ


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسامة كامل كيوركيس - الفنانة التشكيلية فاطمة النمر ....حين يصبح الفن أكثر صدقا من التاريخ