أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسامة كامل كيوركيس - التشكيلية المغربية خيرة جليل ... سفيرة أرض الفن و السلام الخالدة














المزيد.....

التشكيلية المغربية خيرة جليل ... سفيرة أرض الفن و السلام الخالدة


اسامة كامل كيوركيس

الحوار المتمدن-العدد: 5463 - 2017 / 3 / 17 - 15:20
المحور: الادب والفن
    


في سعيي الى استعراض مجموعة من التجارب التشكيلية النسوية العربية عبر سلسلة مقالات نشرتها في الحوار المتمدن - محور الأدب و الفن - و هي تجارب متنوعة في مساراتها التعبيرية و اتجاهاتها الفنية، فإني على وعي تام و مدرك لحقيقة إنها لا تمثل التجارب الوحيدة التي تحظى بموقع الأولوية و الأهمية بل جل هدفي تقديم نماذج تصويرية و نحتية و غرافيكية بهدف دراستها و إستعراضها في محاولة للتعرف بمبدعات يؤلفن اطيافا مختلفة من النسيج التشكيلي العربي المعاصر الآخذ بالنضوج و الأرتقاءالى جانب التجارب العالمية و من حرصي على الوقوف الى جانب النتاج الإبداعي الذي يعمق صلة الإنسان بالحياة بإعتباره حلقة مهمة من حلقات الثقافة و ركيزة قوية من ركائزها . هنا سأقدم لتجربة الفنانة التشكيلية المغربية خيرة جليل و التي تمثل تجربتها الإبداعية حالة شديدة التميز و الخصوصية في المشهد التشكيلي المغربي المعاصر و التي تبرز موقفا خاصا لها من علاقة الفن بالمجتمع بإعتباره وسيلة تعبيرية ذات صفة جمالية و دلالة إجتماعية . خيرة جليل المرأة ، الإنسانة ، المبدعة ، عاشقة الفنون التي جمعت بين العقل و العاطفة و الإنفعال عرفتها دائمة الإبتسام لا تعرف التصنع و التكلف تفوح من روحها عطور البداهة و التلقائية برغم الألم الذي يعصف بقلبها بعد ان اودى حادث سيارة بحياة والدها لتتعرض لحادث سيارة آخر عانت جسديا منه الكثير ، اتخذت التجربة التشكيلية عند خيرة جليل مسارها في المحترف التشكيلي المغربي بوصفها تجربة إبداعية لم تغرق في خضم التيارات التقليدية الجامدة و لم تنجرف مع التيارات الحداثية المسرفة في التجريب و التجريد و الذي يحرم العامة التي تعاني الامية الفنية من الاقتراب من فنها و التفاعل معه تشعرك اعمالها الفنية بعميق اقتناعها بأن العمل الفني الحق عليه التنزه عن الغرضية و ان لا يحمل بإسلوب صريح و مباشر اهدافا دعائية سياسية او وعظية تبتلعنا بأصنامها ، هذه القيم أصبحت أعمدة راسخة لإسلوبها الفني الذي تميزت به ، منذ نضجت الفتاة المتحررة لتصبح فنانة واعية مثقفة ثقافة رفيعة ،
تبدو أعمال خيرة جليل واقعة تحت تأثير المدارس الفنية التشكيلية الواقعية التجسيدية و التجريدية و التكعيبية و الانطباعية و الفطرية الا انها تنتمي الى التجريدية -تجريدية مغربية كونية - استخدمت فيها دمج الرموز والاشكال الكونية صينية و هندية و فرنسية بالإضافة الى ثراء و تعدد الروافد الفنية في التراث المغربي بحكم انفتاح المغرب على الثقافات الأخرى عبر تاريخه الطويل و تجربتها الجمالية تدور بأبعادها الفكرية و الفنية حول العديد من المفاهيم التي تتعانق و تتشابك و تتفاعل خلال رحلة تواصل بين الذات و معطيات البيئة بكل جوانبها الإجتماعية و الإنسانية و التراثية و الجمالية ، حفلت موضوعاتها دائما بالتعبير عن الإنسان كوجود و مصير و غاية لينطلق مارد الفن داخل خيرة جليل احتجاجا و تمردا على كل ما هو ملوث للذوق و مكرس للجمود الفكري و التخلف السلوكي ،ضد كل ما لايصنع حاضرا بعيدا عن الخوف و يؤسس لمستقبل حضاري كما انها استعملت التضاد و التنافر بين بعض الألوان وجعلتها تتجاور ، استطاعت توظيفه في اعمالها بإقتدار اعطى لها بصمة واضحة تجعلك تتعرف على اعمالها و هي تتعمد استعمال ذلك لتبرز جمالية إستخدام الألوان بوصفها رمزا في جميع الثقافات و الى تأثير اللون على المشاعر و السلوك البشري وإن هذه الرمزية اللونية مبنية ثقافيا على روابط تختلف بإختلاف الزمان و المكان و الثقافة ، فقد يكون للون الواحد رمزية في حضارة ما و في نفس الوقت له رمزية مختلفة في حضارة اخرى ، ولتخلق وعيا لدى المتلقي بأن الأحكام المسبقة هي مصدر الرفض للآخر فيدرك إن الحياة هي مجموعة من المتناقضات و هي مصدر الغنى و الجمال ، و كذلك فإن مكونات المجتمع متناقضة في مظهرها لكنها منسجمة في جوهرها إشارة الى التكامل بين مكونات المجتمع هو ناتج عن تكامل اجزاء تظهر مختلفة عن بعضها ، لكنها تكمل بعضها، هذه البراعة التي تتميز بها خيرة جليل ما جعل تجربتها تنتشر و تتجاوز حدود الجغرافيا لأنها تجاوزت اي مرجعية تحاول ان تحجزها فهي شكل ينمو و يتطور ، الغاء للمفترض مسبقا الذي تمركز حوله الآخرون ، خيرة جليل توحدت ذاتها في المجتمع فمزجت حب الوطن بحب الفن أكسب إبداعاتها شاعرية لمناضلة بحق تتجه بفنها الى الضوء و الحرية الحقيقية منحتها شهرة و تواجد على المستوى العالمي .

بقي ان نذكر إن التشكيلية و الكاتبة خيرة جليل ناشطة جمعوية في إطار العمل الإنساني و الحقوقي و الإبداعي و الإجتماعي ، و سفيرة سلام أسهمت في إظهار المغرب أرض سلام ، هي من مواليد المغرب أم لثلاثة ابناء و بنت و جدة لحفيدين
- هي أستاذة في في المغرب و وكيلة آركونكشن في نيويورك بالولايات المتحدة الامريكية
- مثلت المغرب و افريقيا في الصين - تشنغداو عام 2014
- تأهلت لتمثيل افريقيا و العالم العربي بآر ايكسبو اند سترييل في الصين - بكين عام 2014
- حاليا في مؤسسة اجنحة السلام للتشكيل العالمية التي تنظم عروض تشكيلية لدعم التشكيليين المغاربة في نيويورك



#اسامة_كامل_كيوركيس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشكيلية التونسية نورة بلحاج القارص ..اعمال مرمزة بالوان ال ...
- ليلة أرق ..مع ايفيلين
- نشوى أشرف ..الفن ظاهرة لصيقة بالوجود الإنساني
- عناية البخاري ..أنوثة مسافرة بالألوان
- منال ابو صفر ..رسالة جمالية معبرة عن الحب و الحرية و حلم الع ...
- فاطمة النمر .. حين يصبح الفن اكثر صدقا من التاريخ


المزيد.....




- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...
- جود لو يجسّد شخصية بوتين.. عرض فيلم -ساحر الكرملين- في فينيس ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسامة كامل كيوركيس - التشكيلية المغربية خيرة جليل ... سفيرة أرض الفن و السلام الخالدة