نشوى أشرف ..الفن ظاهرة لصيقة بالوجود الإنساني

اسامة كامل كيوركيس

الحوار المتمدن-العدد: 4805 - 2015 / 5 / 13 - 01:55
المحور: الادب والفن
    

لكل فنان تشكيلي رؤياه و نهجه في صياغة الأشكال بعد أن يأخذ مفرداته من محيطه -طبيعة الواقع الذي يحيا فيه- و يعيد تشكيلها تشكيلا جديدا بوجهة نظره الخاصة التي تثير التأمل و التساؤل و تحفز خيال المتلقي لتسلط الضوء على الكثير من جوانب الواقع الخفية.
شاءت الفنانة التشكيلية المصرية نشوى أشرف في مكنونها الداخلي كأنثى أن تمتطي صهوة الإبحار في عالم الفنون التشكيلية منذ طفولتها المبكرة عندما بدأت الرسم معتمدة على موهبتها الخالصة إلى أن أستطاعت بفضل إصرارها من أن تصنع لها مسارا فنيا غنيا بلحظات الإبداع .
هي فنانة مرهفة الحس عكفت على تحرير مفرداتها التشكيلية لونا و حركة و ضوءا و محتوى من عناصر الطبيعة التي تستهويها ، فمن مكامن الجمال الطبيعي و من خبايا أغوار الذات الإنسانية إستوحت مواضيع إشتغالها الفني فإذا باللوحة عندها تبدو و كأنها ظلا حميما لمشاعرها الإنسانية التي تتفجر راسمة نفسها بدفء العلاقة الإنسانية فيما بينها و بين الآخر متمردة على هيئات الأشياء المعلومة . لا تحفل بملامح الوجوه و هندسة أجسادها و طبيعة الوانها ، فكل لوحة من لوحاتها تحكي قصتها إنما بإسلوب مغاير يدل على المساحة الإحترافية التي تسيطر على فضاءاتها و تسير بها في متاهاتها قبل وصولها إلى المدى الذي يخاطرها في البعد. فصنعت بقدراتها التعبيرية عالما من الرموز و المصطلحات الفردية و الجماعية يعكس كثافة التفاعل لتعطي للعين المشاهدة رؤيا أخرى ترسمها أنثى تعيش لغتها الخاصة في عالم غرق في متاهات لا صلة بينها و بين الفن. مستخدمة تقنية إستخراج الدرجات اللونية من اللون الواحد و التي تعتبر من أصعب التقنيات في عالم الرسم و قد أستطاعت بفضل براعتها في التعامل مع هذه الدرجات و التحكم في خلق عمق من ذلك و الإحساس بأبعاد الاشكال أن تخلق مؤالفة غزلية بين الأبيض و الأسود لتبدو فيه لوحاتها و كأنها كون مكتمل و منقوص معا. ترى فيه كل الوجوه و لا تعين منها وجها و تسمع فيها جلبة الحياة و لا تتبين منها خطوة لأحد .لكأنما هي حكاية عن عالم تتواجه في مصائر الأحياء و الأشياء و تتشابك في الرغائب ، فلا تستقر الرؤية على أمر معلوم بل كل شيء في اللوحة يثير رؤية المشاهد و يوقعها في فضاء التردد و الحيرة فيظل شغوفا بمزيد من التملي و مزيد تأويل ما يتملى لتنمية تيار الوعي و الحوار في داخله من خلال الإستحضار الرمزي.
بقي أن نذكر إن الفنانة التشكيلية نشوى أشرف من مواليد عام 1979 ، حصلت على شهادة البكالوريوس /فنون جميلة سنة 2001 قسم الجرافيك [رسوم متحركة و فن كتاب] قدمت مشروعا للتخرج تصميم ديوان شعر (طاوعني قلبي في النسيان) للشاعر فاروق جويدة.
و دبلوم في التربية الخاصة بالمعاقين [سمعيا و بصريا و عقليا] و المتفوقين عقليا.
- رسمت في جريدة الوفد بصفحة (صرخة من متاعب الناس) تعبيرا عن مشاكل القراء.
- رسمت للعديد من دور النشر أغلفة العديد من الكتب - علم النفس الإجتماعي - طرائف من التاريخ - معرفة الأسرار - الإنسان الأول على أرض مصر للكاتب الكبير عزت السعدني. و غيرها
شاركت في العديد من المعارض
2012 - المعرض الدولي (نون النسوة) في دبي
2012 - معرض حكاوي( الزهرة و المريخ) في القاهرة قاعة روز خانه
2012 - صالون الشرق الأوسط الدولي في القاهرة.
و نالت شهادة تقدير من جمعية بصمات للفنون التشكيلية برئاسة الناقد وحيد بلقاسي.

#اسامة_كامل_كيوركيس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل