أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود سعيد كعوش - نتذكر هوغو تشافيز في الذكرى الرابعة لرحيله















المزيد.....

نتذكر هوغو تشافيز في الذكرى الرابعة لرحيله


محمود سعيد كعوش

الحوار المتمدن-العدد: 5450 - 2017 / 3 / 4 - 18:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نتذكر هوغو تشافيز في الذكرى الرابعة لرحيله بقلم: محمود كعوش
(5 مارس/آذار...ذكرى رحيل الرئيس الفنزويلي السابق هوغو تشافيز)

الآن ونحن نستقبل الذكرى الرابعة لرحيل الزعيم الفنزويلي هوغو تشافيز "في الخامس من مارس/آذار 2013"، تعود بي الذاكرة إلى ذلك اليوم "الأحد الموافق السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2012"، الذي تحوَل إلى محطة سياسية هامة في تاريخ فنزويلا ومنطقة أمريكا اللاتينية بشكل عام، باعتبار أن ما شهدته هذه المنطقة الحيوية من العالم في ذلك اليوم شكل هزيمة منكرة لواشنطن نجم عنها انحسار هيمنة الإمبريالية الأمريكية فيها وسقوط مقولة "الأخ الأكبر" إلى ما لا رجعة.
في ذلك اليوم العظيم شهدت فنزويلا انتخابات رئاسية ديمقراطية قال الشعب الفنزويلي فيها كلمته الفصل التي ضمن الرئيس هوغو تشافيز العدو الأكبر لواشنطن والغرب بموجبها البقاء في سدة الحكم لفترة رئاسية رابعة كان يفترض أن تمتد حتى نهاية عام 2018، لو لم ينتقل إلى رحمة الله تعالى بعد نصف عام من تلك الانتخابات.
لقد اتسمت تلك الانتخابات بالنزاهة والشفافية المطلوبتين، وذلك بشهادة صناديق الاقتراع والفرز الأمين والصادق والأجهزة الإلكترونية لأخذ البصمات التي تعتبر الأكثر تطوراً في العالم، وبشهادة 1200 شخصية دولية أشرفت عليها وفي مقدمها الرئيس الأميركي الديمقراطي الأسبق جيمي كارتر وممثلون عن مؤسسات ومنظمات حقوقية ومدنية دولية بما فيها منظمة الأمم المتحدة، عملوا في أجواء من السلم الأمني الذي ضمنه 150 ألف جندي فنزويلي انتشروا على مساحة من البلاد احتوت أكثر من 32 ألف مركز انتخابي.
وبنتيجتها اكتسب تشافيز شرعيةً رئاسية جديدة أضيفت إلى ثلاث شرعيات رئاسية سابقة وشرعية استفتائية إضافية تخللتهم، عرفتهم هذه الدولة الأمريكية اللاتينية بين ديسمبر/كانون الأول 1998 والسابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2012 الجاري. فقد انتخب تشافيز رئيساً لفنزويلا لأول مرة في ديسمبر/كانون الأول 1998، وأعيد انتخابه في عام 2000 لضرورات قسرية افترضها تعديل دستوري أجري في البلاد، وتم تثبيت ذلك الانتخاب في استفتاء شعبي جرى في 15 أغسطس/آب 2004 قبل أن يُعاد انتخابه مجدداً في 3 ديسمبر/كانون الأول 2006.
عنى ذلك بالبديهة أن هوغو تشافيز تمتع من خلال الشرعيات الخمس المتتالية التي منحه ياها الشعب الفنزويلي بشرعية فاقت صدقية شرعيات جميع الرؤساء الأمريكيين الذين تعاقبوا على السلطة في البيت الأبيض.
فعلى سبيل المثال لا الحصر فاقت شرعية الرئيس الفنزويلي ألف مرة الشرعيتين اللتين حصل عليهما الرئيس الأمريكي السابق الأرعن جورج بوش الابن في انتخابات الرئاسة الأمريكية الأولى عام 2000 والثانية عام 2004، لأن الشرعية التي حصل عليها بوش في الانتخابات الأولى ظلت مثار شك وريبة وجدل سياسي طويل قبل أن يتم التسليم بها. وما كان لبوش الابن أن يصل إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض آنذاك لو لم يلجأ مضطراً إلى المحكمة الأمريكية العليا ولو لم يتصف خصمه الديمقراطي آل غور بالوطنية والحنكة، عندما قرر التسليم بالهزيمة برغم عدم اقتناعه بنتيجة الانتخابات، حرصاً على أمن وسلامة الولايات المتحدة الأمريكية. وأما الشرعية التي حصل عليها في الانتخابات الثانية فما كان لها أن تكون لولا اعتماده على أصوات المندوبين الحزبيين واليهود الأميركيين في حسم معركته مع خصمه الديمقراطي جون كيري.
ولعل أبسط ما يمكن أن يقال عن انتصارات هوغو تشافيز المتتالية هو أنها شكلت تأكيداً لصدقية روح الثورة البوليفارية التي كان تشافيز يعتبر نفسه امتداداً لها والتي أصر على اعتبارها محطة تاريخية هامة لا تنفصل عن تاريخ أمريكا اللاتينية، كما وشكلت انتصاراً للديمقراطية في فنزويلا باعتبار أنه كان لتشافيز شرف تعديل دستور بلاده بشكلٍ يستحيل معه أن يقبض أي رئيس ديكتاتوري على مقاليد السلطة فيها إذا لم يكن الشعب راضياً عن سياساته ومؤيداً لسلطة حكمه.
ففي عام 1999 ولم يكن قد مضى بعد أكثر من عام على توليه رئاسته الأولى، أجرى تشافيز تعديلاً دستورياً أوجب إجراء استفتاء على شخص الرئيس بعد عامين من استلامه السلطة إذا ما طعن الشعب بممارساته الديمقراطية. لكن جاءت المفارقة الغريبة فيما بعد ذلك بقليل من تحالف المعارضة الذي تشكل من النخبة والطبقة الوسطى والأوليغارشية السياسية والاقتصادية التي جثمت على صدور الفنزويليين عقوداً طويلة اتصفت بالفاشية والانحراف واستغلال الثروة النفطية والتنكر لحاجات ومصالح الفقراء والمعدمين من أبناء الطبقة الفقيرة، حين استغل ذلك التحالف التعديل الدستوري وقام بعملية انقلابية على شافيز بدعم ومساندة من واشنطن.
يُذكر أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" كانت قد وضعت كل ثقلها وراء ذلك التحالف للإطاحة بتشافيز من خلال حثه على القيام بتلك العملية الانقلابية الحقيقية المماثلة لسابقتين لها، جرت الأولى في غواتيمالا عام 1954 والثانية في تشيلي عام 1973، أملاً في تنصيب سلطة عميلة لواشنطن في كاراكاس تسهل لها الهيمنة والسطو على النفط الفنزويلي.
فكما هو متعارف عليه فإن فنزويلا هي عضو هام في منظمة "أوبيك" وواحدة من أكبر خمس دول منتجة ومصدرة للنفط في العالم. ومن أجل ذلك أوعزت واشنطن في عام 2002 إلى تحالف المعارضة الذي قاده الأوليغارشيون من بطانة الحكم الذي سبق حكم تشافيز للقيام بما أسمته انقلاباً دستورياً. وقد نجح تحالف المعارضة آنذاك في الإطاحة بهوغو تشافيز، إلا أن الموالين والمخلصين له في الجيش وطبقة الفقراء والمعدمين استطاعوا إعادته للسلطة بعد يومين قضاهما في معتقل للتحالف.
مع وصول تشافيز إلى السلطة في عام 1998، أثارت سياساته حفيظة واشنطن التي اعتبرته عدواً لها يجب الإطاحة به وإقصائه عن السلطة. فإلى جانب اعتزازه ببوليفاريته وحذوه حذو سيمون بوليفار بطل الاستقلال الوطني والمحرر الحقيقي لأميركا اللاتينية من وجهة نظره، أقام تشافيز أفضل العلاقات مع كوبا ورئيسها السابق فيديل كاسترو وتدخل في شؤون كولومبيا الداخلية. وكما هو معروف فإن كاسترو كان من ألد أعداء واشنطن وأن كولومبيا هي من "حَوَشِها" الرئيسيين في أميركا اللاتينية، وفق النظرة الأمريكية العنصرية المعروفة!!
وفوق ذلك وعلى خلاف ما نهج عليه الرؤساء السابقون لفنزويلا، أبدى تشافيز تشدداً وحزماً ظاهرين في مسألة النفط من خلال التزامه بحصة بلاده في منظمة "أوبيك"، وتقديم مصالح أبناء شعبه على مصالح الأمريكيين. والأسوأ من ذلك والأشد مرارةً بالنسبة لواشنطن وحلفائها، هو أن تشافيز كان واحداً من أبرز زعماء العالم الذين وقفوا إلى جانب الشرعية الدولية والقانون الدولي في جميع المعضلات الدولية وعلى وجه الخصوص في العالم الثالث. ونذكر بأن تشافيز كان الزعيم الأممي الوحيد الذي تحدى الحصار على العراق فزارها والتقى برئيسها وأركان نظامه. ويومها خاطب تشافيز العراقيين ورئيسهم من منطلق وطني وإنساني مؤكداً على موقعهم في معركة الإنسانية الكبرى لدحر مخططات الإمبريالية الأمريكية.
كانت واشنطن تتخوف كثيراً من تدخل تشافيز المباشر في شؤون شركة نفط فنزويلا وتأثيره المباشر على أسعار النفط الذي تستورده من كاراكاس، والذي تراوح في ذلك الوقت بين 12 و15 في المائة من استيرادها للنفط العالمي. وكما هو معروف فإن فنزويلا هي أكبر خامس دولة نفطية في العالم، أكان ذلك لجهة الإنتاج أو الاحتياط، وكانت معتادة على تصدير حوالي 90 في المائة من نفطها للولايات المتحدة الأمريكية.
عندما كانت واشنطن تتدخل في شؤون فنزويلا إبان حكم هوغو تشافيز وتحاول قلب نظام الحكم فيها، فإنما كانت تفعل ذلك وفق منظورها الاستعماري القديم ـ الجديد أكان ذلك في سياق الإطار السياسي أو سياق الإطار الاقتصادي، لأنها لم تكن يوماً حريصةً على الديمقراطية فيها أو في أي مكان آخر من العالم ولأن جل ما كان ولم يزل يهمها هو مصالحها ألاً وأخيراً.
إنتصر هوغو تشافيز يوم الأحد 7 نوفمبر/تشرين الأول 2012 على خصمه هنريك كابريليس الذي دعمته واشنطن بحصوله على 55 % مقابل 45% للثاني، تماماً كما انتصر على خصمه مانويل روزاليس الذي دعمته واشنطن أيضاً يوم الأحد 3 ديسمبر/كانون الأول 2006، وكما انتصر في استفتاء 15 أغسطس/آب 2004 على خصمه كارلوس أندرياس بيريز الذي كانت دعمته واشنطن كذلك، مما عنى أن تشافيز نجح مرات عدية في إنزال الهزائم بزعيمة الإمبريالية في العالم ومنعها من تحقيق أطماعها وتطلعاتها غير المشروعة في فنزويلا، الأمر الذي دلل على نهاية الهيمنة الأمريكية في أميركا اللاتينية بشكل جدي وسقوط الغطرسة الكاليغولية المقيتة المتمثلة بالأوليغارشية ونجاح البوليفارية. وبانتصارالشعب الفنزويلي لرئيسه السابق الذي وجد الديمقراطية الحقيقية في كنفه في جميع معاركه التي خاضها ضد هيمنة الإمبريالية الأمريكية، يمكن القول أن الفنزويليين اعتادو على التصويت ضد "الشيطان الأكبر" ليفوز هوغو تشافيز الذي كان شعاره الانتخابي الدائم "صوت ضد الشيطان" !!
رحم الله هوغو تشافيز الذي أحب شعبه فأحبه شعبه والذي كان وفياً لشعبه الذي بادله الوفاء بوفاء مماثل.
مارس/آذار 2017
محمود كعوش
[email protected]



#محمود_سعيد_كعوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد يا بني صهيون !!
- ماذا تبقى لنا من الحرم الابراهيمي الشريف؟
- تخاريفُ امرأةٍ عاشقة !!
- هلوساتُ عاشقة
- مِنَ القَلْبِ لِلْقَلْبِ أحبُكِ أكثرْ !!
- محضُ صدفَةٍ أمْ رمْيَةٌ بِلا رامي !!
- صدفةٌ أم رميةٌ من غيرِ رامي ؟
- أشتاقُكَ وأنتظرُ منكَ سلاماً !!
- أشتاقكَ وأنتظرُ منكَ سلاماً !!
- للحوارُ بقية قد تأتي لاحقاً !!
- 98 عاماً على ميلاد المارد العربي جمال عبد الناصر
- نجدد العهد لشهداء فلسطين الأبرار في يومهم السنوي
- الدبلوماسية المصرية في عهد السيسي عجيبة غريبة !!
- اليوم العالمي لحقوق الإنسان
- المطلوب وقفة عز وشرف مع الشعب الفلسطيني ونضاله الوطني
- رحل صديق الفلسطينيين والعرب فتحية لروحه
- برافو سلطة !!
- أكانت ديمقراطية أم جمهورية تبقى إدارة صهيونية !!
- من قتل عرفات ومتى ينال الجاني عقابه؟
- سيدُ البنفسج


المزيد.....




- الصحة في غزة ترفع عدد القتلى بالقطاع منذ 7 أكتوبر.. إليكم كم ...
- آخر تحديث بالصور.. وضع دبي وإمارات مجاورة بعد الفيضانات
- قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار في غزة ...
- بوريل من اجتماع مجموعة السبع: نحن على حافة حرب إقليمية في ال ...
- الجيش السوداني يرد على أنباء عن احتجاز مصر سفينة متجهة إلى ا ...
- زاخاروفا تتهم الدول الغربية بممارسة الابتزاز النووي
- برلين ترفض مشاركة السفارة الروسية في إحياء ذكرى تحرير سجناء ...
- الخارجية الروسية تعلق على -السيادة الفرنسية- بعد نقل باريس ح ...
- فيديو لمصرفي مصري ينقذ عائلة إماراتية من الغرق والبنك يكرمه ...
- راجمات Uragan الروسية المعدّلة تظهر خلال العملية العسكرية ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود سعيد كعوش - نتذكر هوغو تشافيز في الذكرى الرابعة لرحيله