أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شكيب كاظم - سيرة ذاتية ولمحات حياتية.. عالم اللغة إبراهيم السامرائي في (حديث السنين)















المزيد.....

سيرة ذاتية ولمحات حياتية.. عالم اللغة إبراهيم السامرائي في (حديث السنين)


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 5450 - 2017 / 3 / 4 - 14:04
المحور: سيرة ذاتية
    


تعود معرفتي الثقافية باللغوي المتمكن الدكتور إبراهيم السامرائي (2001-1923) إلى سنة 1959،يوم قرأت دراسته اللغوية عن شعــــــــر معروف بن عبد الغـــــــــني الرصافي (1875-1945) والمنشور في العدد الثامن / آذار – نيسان 1959من مجلة ( الثقافة الجديدة ) وكانت الجهات الثقافية في العراق ،قد احتفت يومذاك بالذكرى الرابعة عشرة لوفاة الشاعر الرصافي،بإقامة احتفال كبير عقدته على قاعة الشعب بباب المعظم ،دعت إليه عدداً من الأدباء والباحثين العرب ،وما زال في الذاكــــــرة ،حضور الأديـــــــب اللبناني رئيف خوري ( 1967- 1913) وقد حملت دراسة السامرائي عنوان (الرصافي بين المحافظة والتجديد – الجانب اللغوي) ونشرت المجلة إلى جانب إسهامة الباحث السامرائي ،دراسات للدكتورة وديعة طه النجم والدكتور يوسف عز الدين ومحمد شرارة ومزيد عبد العزيز الظاهر وغيرهم ،وكنت على صلة دائمة بما يصدر عن قلم هذا اللغوي العالم من دراسات في اللغة سواء على مستوى المجلات المتخصصة مثل ( المورد ) أم ما يصدره من كتب حتى إذا عثرتُ على كتابه اللغوي المهم ( فقه اللغة المقارن ) إقتنيته ،فضلاً على كتابه ( العربية بين أمسها وحاضرها ) والصادر عن وزارة الثقافة والفنون سنة 1978 ،كذلك كتابه المهم ( مع المصادر في اللغة والأدب ) الصادر عن الوزارة ذاتها عام 1981 ،وصدر في ثلاثة أجزاء وأحتوى على مناقشة ومدارسة للعديد من الكتب والدراسات اللغوية ،مصّوباً وشارحاً ومعقباً على ما ورد ،ونهجه هذا يذكرني بجهود الشاعر والمحقق الأستاذ هلال ناجي ،والتي كان ينشرها في العديد من المجلات المتخصصة ولاسيما مجلة ( الكتاب ) التي كان يصدرها إتحاد المؤلفين والكتاب العراقيين ،فضلاً على جهود الدكتور عباس هاني الجراخ في هذا المجال .
منذ أسابيع قرأت كتاب الباحث الأردني أحمد العلاونة الموسوم بـ ( إبراهيم السامرائي علامة العربية الكبير والباحث الحجة ) وقد صدر عن دار القلم بدمشق الصادرة طبعته الأولى عام 1422ه – 2001،وهوالكتاب الرابع عشر في سلسلة ( علماء ومفكرون معاصرون . لمحات من حياتهم وتعريف بمؤلفاتهم ) الذي أعارنيه صديقي الشاعر الغريد عبد الخالق فريد ،ونحن نستذكر الأستاذ السامرائي ،وزاد على ذلك بأن أعارني – كذلك – ما كتبه السامرائي في أدب السيرة والموسوم ( حديث السنين – سيرة ذاتية ) والصادر عن دار البيارق ببيروت ودار عمار في عمان بطبعته الأولى سنة 1418ه-1998وويقع في أكثر من أربع مئة صفحة من القطع الكبير ،وقد كتبه خريف سنة 1995 ،في صنعاء وهي محطته الحياتية قبل الأخيرة،إذ ما لبث أن غادرها بعد أن أمضى فيها تسع سنوات عجفاء ،غادرها نحوعمان ليموت فيها في ظهر يوم الأربعاء الثاني من صفر / 1422 الموافق للخامس والعشرين من نيسان / 2001 وكان من شدة احترامه لذاته ونفسه ,أنه يوم كان يعمل في عمان أستاذاً محاضراً نما إلى علمه أن أولي الأمر في الجامعة الأردنية. قد تحدثوا في التقشف وإنهم ينظرون في هذا إلى التخفف من الوافدين المسنين،وإن اسمه ورد فيمن يرومون التخفف منه ،فقرر – لعلونفسه وقوة شكيمته – ان يخفف عنهم ويستقيل من العمل قبل ان يُقيلوه ويتخففوا منه،لكن ما كان هذا من وَكَدِهم ولم يخطر لهم على بال. فجاءه رئيس القسم وآخرون من الأساتذة ليخبروه إنه لم يكن مقصوداً في حملة التخفف هذه ،إذ كيف لجامعة تحترم نفسها أن تتخفف من مثل هذه الطاقة العملية الباهرة ،لكن قضي الأمر الذي فيه تستفتيان ،فقد أزمع رحيلاً إلى صنعاء ،متصلاً برئيس جامعتها الباحث الشاعر الدكتور عبد العزيز المقالح ،الذي رحب به ،قائلاً له : إن من خير جامعتنا أن يكون السامرائي فيها .
البعثة الى السوريون
كتاب ( حديث السنين – سيرة ذاتية ) هذا يرتبط بأكثر من وشيجة مع كتابه المهم الآخر (من حديث أبي الندى – أحاديث وحوار في الأدب واللغة والفن والتأريخ ) ،والصادرة طبعته الأولى عن دار واسط عام 1986 ،وإذا كان كتابه هذا وأحاديثه وقفاً على الأدب واللغة وحواراً في الفن والتاريخ ،فإن كتابه ( حديث السنين ) ما خلا من مثل هذه الأحاديث فضلاً على شذرات من حياته وأسرته فالدكتور إبراهيم السامرائي شغوف بالدراسة والكتابة ،وقد أوقف حياته عليهما ,لذا جاء في كتابه هذا الكثير من حديث الكتب ،فضلاً على ما يتصل بالناس.
في سيرة الدكتور إبراهيم السامرائي ،الكثير من المواقف والشواهد الدالة على سمونفسه ،مما جعله يدفع ضريبة عالية غالية ،فاحترام الذات وقول الحقيقة مدعاة لجلب الأذى لصاحبها ،فما أوحش طريق الحق وما أقل من يسلكه ،فلقد إئتمر عليه بعضهم لدعاوى مؤسفة ،كان تعاطيها في تلك السنوات مخجلاً ،أرادوا حرمانه من البعثة إلى السوربون ،التي تأجلت بسبب نشوب الحرب العالمية الثانية خريف سنة 1939،فعين مدرساً في كلية الملك فيصل النموذجية،التي كانت علامةً شاخصةً وباهرة في التعليم أيام العهد الملكي ،ورفدت الحياة العراقية بكفاءات نادرة وباهرة ،قبل أن تضرب التعليم في العراق مأساة ( الزحف ) ولمن لا يعرف هذه المأساة،أن الذين وثبوا على السلطة في تموز 1958 ،قرروا كسباً لمشاعر الطلاب والتلاميذ ،نقل كل طلاب العراق إلى صف أعلى بما فيهم الراسبون،مما أدى إلى عدم اعتراف جامعات ومعاهد في أوربة والغرب بالشهادة العراقية في تلك السنة وسنوات أخرى تلت ومن ثم أدى الزحف إلى انخفاض مستوى التعليم في العراق .
حتى إذا انتهت الحرب سنة 1945،بدأ بمراجعة دائرة البعثات لغرض تمشية معاملة إبتعاثه إلى فرنسة ،لكن من غير جدوى ،فلقد أخفى المبطلون ملفه تحت ( كمبار ) غرفة ملاحظ البعثات لأمر في نفس يعقوب ،وكان الجواب الجاهز ،إن ملفه فُقِدَ أثناء هذه السنوات الست لكن المصادفات الجميلة تفعل فعلها الرائع ،يحدث أن يراه أستاذُه الدكتور متي عقراوي مصادفةً في شارع الرشيد ،فيسأله عن شأنه في موضوع البعثة ،وان زملاء له قد التحقوا فيها ؟ كان الدكتور متي عقراوي يعرف إمكانات ومؤهلات الطالب إبراهيم السامرائي ،منذ أن كان عميداً لدار المعلمين العالية ،ونيله السبق دائماً ،إذ يخبره بان اسمه لم يظهر مع أسماء المقبولين ،وكان عقراوي قد تحول من العمادة إلى وظيفة مدير التعليم العالي ،التي تعني في مفهوم أيامنا هذه وزير التعليم العالي ،والذي كان يعملّ حثيثاً على إقامة جامعة بغداد ،فيطلب منه موافاته إلى مقر عمله غداً ،وكان إبراهيم قد أحتفظ بورقة تشير إلى رقم وتاريخ ملفه سنة 1939 ،بعد أن لم يجد عقراوي ملفاً له إذ أخفاه المبطلون المرجفون تحت بساط غرفة ملاحظ البعثات ،فقد اثرت فيه رطوبة الأرض ،وإذا أسقِط في يدهما ملاحظ البعثات ومديرها كتبا على الملف ((يضم الموما إليه إلى البعثة العراقية في مصر )) فعاد الطالب إبراهيم إلى الأستاذ عقراوي يطلعه على هامش مدير البعثات ،فرفع سماعة الهاتف قائلاً للمدير : إني اعرف هذا الطالب وهومن طلابي ،وكانت نتيجته الأول في الدفعة ،وعليه فسأرسم في ملفه : يضم إلى البعثة العلمية في فرنسة. يرجى تسليمه أوراق العقد لينجزها ويلتحق بأصحابه في باريس .
وكان من أصحابه في باريس : علي جواد الطاهر وعلي الزبيدي وصلاح خالص فضلاً على عاتكة وهبي الخزرجي ،وكان من حسن حظي أن تتلمذت على يد الثلاثة الرجال أيام الطلب في كلية الآداب في النصف الأول من عقد السبعين من القرن العشرين .
عقراوي يقترح عليه دراسة الساميات
ولم تقف أفضال الأستاذ متي عقراوي ،الذي كان له فضل تأسيس جامعة بغداد ،وتولي رئاستها قبل أن تؤول إلى الدكتور عبد الجبار عبد الله في عهد الجمهورية ،بل حثه على دراسة اللغات السامية ،يوم أصبح عقراوي ممثلاً للعراق في منظمة ( اليونسكو) قائلاً له وحاثاً إياه : لابد أن تذهب في درسك إلى اللغات السامية ،فليس لنا في العراق منها شيء ،ما خلا أصحاب تأريخ العراق القديم الذين اجتزؤوا الدرس ،فأقتصروا على معرفة البابلية والآشورية ،وعلى اللغة السومرية وهذه السومرية ليست من الساميات كما يفيد أهل المعرفة . تراجع ص 150.
ولعل من نتائج هذا الدرس أن قدم لنا كتابه الرائد ( فقه اللغة المقارن )الصادرة طبعته الأولى عن دار العلم للملايين ببيروت سنة 1968 ،والذي سبق وان أشرت إليه.
نقرأ في مذكرات إبراهيم السامرائي ( حديث السنين ) الكثير من انطباعاته عن الفرنسيين فكان الانطباع الأول إن الفرنسيين يقرأون ،لا يضيعون وقتهم في تافه الأمور ،فما أن يجد المسافرُ مقعداً له حتى يذهب في صحيفته،كأنه يريد أن يَسْبُرَ أسرارها ،أوانه يعود إلى كتاب،وصل فيه إلى صفحة معينة ،فمضى يكمل قراءته ،كما أنهم ليسوا كلهم أصحاب لهووعبث وانفلات،وهوما قرأته مثلاً في كتاب للدكاترة زكي مبارك الذي ذهب للدراسة في باريس في ثلاثينات القرن العشرين عنوانه: ( ذكريات في باريس ) صدر في ضمن سلسة ( كتاب الهلال) بتاريخ جمادى الأولى 1423ه – آب / أغسطس 2002.
تقرأ في الكتاب شذرات لامعات من أخلاق مسؤولين في أيام مضت فتأسى على انحدار أخلاق الناس في أيامنا ،يحصل أثناء دراسة إبراهيم السامرائي ،أن يتأخر عن انجاز رسالته سنة ،وهي التي حددت لها ست سنوات ،فتقطع المعونة المالية عنه ،فيتدبر إبراهيم أمره ،لكن يحصل ما هوخارج إرادته ,إذ تتأخر الكلية في تعيين لجنة المناقشة أربعة أشهر ،ولا جريرة للطالب في ذلك ،بل الكلية ،مما زاد في بلواه المالية ،وإذ يعلم أستاذه المشرف المستشرق (كانتنو) عن طريق زميله الطالب المصري ( مصطفى الشويمي ) وكنت قد قرأت للدكتور مصطفى الشويمي أكثر من كتاب في النحوالعربي ولا سيما أيام الدراسة الجامعية . فيسأله لماذا لم يخبرني السامرائي بذلك ؟ إني استطيع أن أحصل من معهد البحث العلمي على شيء من المخصصات تمنح لكل باحث ،وإذ يعلم الملحق الثقافي العراقي الدكتور سليم النعيمي بالأمر ،يتصل بوزارة المعارف طالباً من مديرية البعثات منحه مدة أربعة أشهر ،ويبدوإن المدير مازال على موقفه السابق من الطالب السامرائي ،فلم يوافق على الطلب ،ويحدث مصادفة أن يزور رئيس وزراء العراق الأسبق نوري السعيد يزور السفارة العراقية في باريس وهوفي طريقه إلى لندن ،فيجتمع باركان السفارة ويسألهم عن معوقات العمل ،فيخبره الأستاذ سليم النعيمي المعروف بجرأته وصراحته انه غير سعيد بعمله ،فيسأله السيد نوري السعيد عن السبب،فيخبره إن وزارة المعارف لا تيسر مهمته ،لكن السعيد يطلب منه الحديث عن آخر طلب رفضوه فلم يكن من السيد نوري السعيد- كما يذكر ذك السامرائي نصاً على الصفحة 255 من الكتاب – إلا أن سجل الاسم وخصوصية المسألة ،ولما عاد بعد أيام إلى بغداد ،جاءت الموافقة السريعة!!
في كتابه ( إبراهيم السامرائي . علامة العربية الكبير ،والباحث الحجة ) يورد مؤلفه أحمد العلاونة ثبتاً بأسماء أساتذته وهم : طه الراوي . مصطفى جواد وعبد العزيز الدوري وجان كانتينووريجنس بلا شير.
وأقرانه ومنهم: صبحي البصام وعلي جواد الطاهر والمصري حسن ظاظا الذي يذكره السامرائي بكل المودة والاحترام وعلي الزبيدي وصلاح خالص ومهدي المخزومي وجميل سعيد ،وتلامذته ومنهم : وليد محمود خالص ومحمد ضاري حمادي وحاتم صالح الضامن وطالب عبد الرحمن التكريتي وهاشم الطعان الذي كانت لي معرفة بسيطة به عن طريق قريب لي هوالدكتور قاسم ناجي – رحمه الله – ،وتابعت بعض مؤلفاته ومنها كتاباه (الأدب الجاهلي بين لهجات القبائل واللغة الموحدة ) ، وهي رسالته للدكتوراه ،فضلاً عن كتابه (مساهمة العرب في دراسة اللغات السامية ) الصادر في ضمن سلسلة الموسوعة الصغيرة سنة 1978 وهي من منشورات وزارة الثقافة والفنون العراقية ،الدكتور إبراهيم السامرائي ،يذكر تلميذه هذا الذي آذته السياسة وحطمته ،يذكره بكل المودة والاحترام ،وبعد أن يقف عند المساوئ التي ضربت العراق نهاية عقد الخمسينات ،وما اقترفت من آثام ،لم يكن لي – كما يقول السامرائي – إلا الانصراف إلى كتابي ،استعين به على قهر غائلة القوم ,غير أني لم أخلُ من طلاب ,توسمت فيهم الخير كان منهم هاشم بن سعدون الطعان،الذي رافقني أربع سنوات ،ثم عاد مرةً أخرى في دراسة الماجستير ،وبقي إلى مرحلة الدكتوراه . لقد أفاد مما دَرس فوائِدَ جمة ،ولكنه لم يفد من درجاته العلمية شيئاً ،وبقي مدرساً في مدرسة إعدادية،ثم ختمت حياته – رحمه الله رحمة واسعة – لقد كان السيد الطعان من الأصفياء الأحباء الذين تعلقوا بأصول العلم،وكان له بسبب هذا إخاء ومودة مع طائفة من أصحابه الذين دفعهم إلى أن يسلكوا سبيله – تراجع ص 308 من الذكريات .
الفراش حين يمسي ضابط إرتباط الكلية
الدنيا حظوظ ،وزاخرة بالتدليس والكذب ،فهذا الطالب المصري المدلس الذي سطا على جهود غيره من الدارسين العرب ،ولم يشر إليهم في حواشي الدرس ،وأنبه على ذلك،أستاذه المستشرق بلاشير ،وإذ يحدث العدوان الثلاثي على مصر خريف سنة 1956 ،وشاركت فيه فرنسة فقطعت العلاقات بينهما ،فحول الطلبة الدارسون في فرنسة إلى دول أخرى فيحول هذا الطالب الكسول إلى سويسرة ،ويذكر العملاق الدكتور عبد الرحمن بدوي وكان ملحقاً ثقافياً في سفارة مصر لدى سويسرة إنه حاول لدى الأساتذة السويسريين الحصول على موافقة من يقبل الإشراف على دراسة هذا الطالب ،فلم يوفق بدوي في مسعاه،لكسله وتقصيره في واجباته،تحول هذا الطالب الكسول بقدرة قادر إلى الأستاذ المفكر العربي الكبير أثناء عمله في الكويت ،سابغاً على نفسه نعوتاً ليست فيه ومنه ،وإذ يعاتبه عبد الرحمن بدوي على أكاذيبه ( يقول له كأنك ما زلت قابعاً في موضعك من الدنيا والحياة ،لا تعرف الناس ولا أمورهم ،إني أطلِقُ قولتي وهي باطل ،وأنا مؤمن أنها تلقى سبيلها ،ولا يكتشف سرها وكذبها إلا بعد زمان طويل،وقد تبقى غير معروفة لدى الكثيرين ). تراجع ص 186.
وإذ لا يذكر الدكتور إبراهيم السامرائي في ذكرياته هذه أسماءً ،خشية وجع الرأس فإني أخمن أنه : فؤاد زكريا أوزكريا إبراهيم ،كما لم يذكر اسم عميد كلية الآداب الذي استطال فيها وعلا وتجبر ،وأعرفه واربأ بنفسي أن أذكر اسمه والذي أحاط نفسه بأعوانه فتقوى بخيله وَرَجِله ،وكان يجتمع بأساتذة الأقسام ومنهم أساتذته لا ليتدارس أمر الأقسام بل ليلقي عليهم زواجر وعظه ،مما دفعه لطلب الإحالة إلى التقاعد،وتأتي ثالثة الأثافي من الفَرَّاش القديم الذي تحول إلى ضابط إرتباط الكلية في دولة الترييف والقرى المنسية ،يراجعه الدكتور السامرائي ،طالباً تصوير كتاب رسمي في إضبارته وكان إلى جانب الفراش القديم جهاز التصوير ،فرد عليه وهويعرفه حق المعرفة: هل أنت موظف في الكلية ؟ فأجابه كنت موظفاً والآن متقاعد ،فقال : هذا الجهاز لخدمة الموظفين لا المتقاعدين ،فأّنصرف عن ضابط ارتباط الكلية ،الفراش القديم ،وياللبلوى حين يكون أمرك بيد وضيع عديم الأدب .
أرضوا السلطان وما أرضوا العلم
بقي لي أن أشير إلى أني وقفت موقفاً مرتاباً من الكثير من الآراء التي قيلت في اللغات السامية ،والكثير من آراء الدكتور المهندس ،مهندس الري ،أحمد نعيم سوسة ولا سيما في كتابه (العرب واليهود في التأريخ – حقائق تاريخية تظهرها المكتشفات الآثارية ) الصادرة طبعته الخامسة سنة 1981 ،فضلاً عن عدد من الدارسين اللغويين إلى تسمية اللغات السامية،بـ (اللغات الجزيرية) نسبة إلى جزيرة العرب وان كل هذه اللغات السامية ،إنما هي لغات عربية،حتى أنهم ذهبوا إلى عربية الفرعونية وإن هذه مدعيات إسرائيلية وردت في التلمود ،وقسموا البشر إلى أبناء نوح الثلاثة : سام وحام ويافث ،مع أن علماء اللغات صنفوا اللغات إلى مجموعات وكانت لغتنا العربية ,لغة القرآن المجيد ،في ضمن المجموعة السامية ،أقول كنت أرى في هذه الأقوال الكثير من الإعلام والقليل من العلم ولكن وأنا أجوس خلل هذه الذكريات الجميلة التي خطتها يراعة اللغوي العالم إبراهيم السامرائي عثرت على تعليق قصير ،مفاده : كان لنفر من أهل العلم قد دفعوا إلى ما أشرتَ إليه إرضاء لهوى خُيّلَ إليهم أنه يقربهم من أهل السلطان ،ولكنهم لم يستطيعوا أن يرضوا أهل العلم … تراجع ص 377.
ولقد عثرت – كذلك – وأنا أقرأ كتابه الآخر الممتع والمفيد ،والذي أشرت إليه في صدر حديثي هذا وعنوانه : ( من حديث أبي الندى – أحاديث وحوار في الأدب واللغة والفن والتأريخ ) على حديث أكثر تفصيلاً في هذا الأمر عنونه بـ ( الكلام على الساميين واللغات السامية ) جاء فيه ان من العلم إلا نسيء إلى العرب ،إذا كنا قد أبعدنا عنهم الساميين افيجوز لنا أن نفترض جرياً على هذا أن الآراميين عرب ،فإذا كان هذا فهل لنا أن نقول إن العبرانيين عرب !! ؟ وإن ليس في مقولتهم هذه من العلم قيد شبر ،ولكن القوم أخذتهم هزة الزهوبالعروبة (…) وكأنهم أوحي إليهم أن يتقولوا ويتخرصوا فيذهبوا هذا المذهب ،وأنا أتساءل : لم ركبوا هذا المركب الوعر فزلت بهم القدم وخسروا العلم وأهله وكانوا من الأخسرين .
إن حب الباحث الكبير إبراهيم (أحمد الراشد ) السامرائي لقومه العرب ، ما كان حاجباً له عن قولة الحق ،إن هؤلاء الباحثين كانوا مدفوعين بهوى السياسة وإرضاء الحاكم ،لا أحترام العلم وقدسية الكلمة .



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محسن حسين في أوراقه الصحفية .. سياحة استذكارية لعقود ستة من ...
- انور عبد العزيز ذاكرة المدينة الصاحية ومبدعها الكبير
- من أوزار الثقافة في العراق وأرزائها.. هل كان طه باقر مقتنعا ...
- فدوى طوقان في رحلتها الجبلية الصعبة
- قبس من سيرة صلاح نيازي‮ الذاتية
- الباحث الكبير الدكتور صفاء خلوصي القائل بعروبة شكسبير
- الياس خوري في مملكة الغرباء ...رواية الحكايا المتداخلة
- النثر الفني في القرن الرابع الهجري من أروع ما كتب ... حديث ع ...
- الباحث عن جذور السنديانة الحمراء ... محمد دكروب ينذر نفسه لم ...
- جورج طرابيشي في الجزء الثاني من كتابه (هرطقات)..مناقشة عبد ا ...
- مهدي شاكر العبيدي في منجزه (الجواهري شاعر وناثر)
- بين طه حسين وعلي جواد الطاهر
- الذي ألزم نفسه بما لا يلزم...حسن عبد راضي يدرس المفارقة في ش ...
- نظرة إلى منجز الفكيكي الثقافي.. عبد الهادي شاعر وباحث ومحقق
- موسوعي بأسلوب في الكتابة مميز مثابات شاخصة تخلّد اسم حميد ال ...
- عبد الحميد حمودي يطوف بشخصيات وكتب ودراسات في التراث الشعبي
- حمودي يطوف بشخصيات وكتب ودراسات في التراث الشعبي
- نخلة يكتب مقدمته المسيحية لكتاب نفسية الرسول العربي
- إيماضة من الماضي الجميل.... معلمون مسيحيّون ودروز ومسلمون سن ...
- إدوارد سعيد... الكتابة لديمومة الذكرى ومواجهة الفناء


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شكيب كاظم - سيرة ذاتية ولمحات حياتية.. عالم اللغة إبراهيم السامرائي في (حديث السنين)