أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - جورج طرابيشي في الجزء الثاني من كتابه (هرطقات)..مناقشة عبد الرحمن بدوي وما مدى صحة ما ذكره محمود الجيار؟!















المزيد.....

جورج طرابيشي في الجزء الثاني من كتابه (هرطقات)..مناقشة عبد الرحمن بدوي وما مدى صحة ما ذكره محمود الجيار؟!


شكيب كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 5411 - 2017 / 1 / 24 - 09:26
المحور: الادب والفن
    


يواصل الناقد والمترجم والمفكر العربي جورج طرابيشي (1939-16/3/2016) في الجزء الثاني من كتابه (هرطقات 2.. عن العلمانية كإشكالية إسلامية- إسلامية) الصادرة طبعته الثانية عن دار الساقي ببيروت بالاشتراك مع رابطة العقلانيين العرب عام 2011, وبعد أن صدرت طبعته الأولى عام 2008, يواصل حديثه عن جملة من القضايا الإشكالية في الحياة الثقافية والمعرفية في الوطن العربي.


وإذ أدرت حديثاً عن الجزء الأول منه, نشرته صفحة (بحوث ودراسات) جريدة التآخي الثلاثاء 9/6/2015 وأزمع نشره الى جانب مقالات أخرى في كتاب, فاني أود الوقوف عند هذا الكتاب المهم من نتاجات عقل المفكر طرابيشي وقلمه, وإذ كان الجزء الأول احتوى على دراسات شتى, كان الجامع بينها, والدافع الى إعادة نشرها بعد ان نشرها طرابيشي في الصحف والمجلات, الدافع كونها مغايرة ومشاكسة وهرطوقية, فإنه في كتابه هذا كان أكثر تبويباً وتخصصاً فدرس العلمانية, ومسألة الخلافة وإلغاء مصطفى كمال أتاتورك لهما بُعَيْدَ هزيمة الدولة العثمانية في الحرب الأولى, فضلاً عن وثنية النص الأول لدى المفكر الفرنسي روجييه غارودي, والديمقراطية والقومية والاقليات (المسألة الكردية نموذجاً) والدين والسياسة في علاقة اوربة بفلسطين ثم دراسة طويلة عن (الإلحاد) شاء ان يكتبها بموضوعية متشددة كي تنشر في موسوعة, امتنع ناشرها في نهاية المطاف عن نشرها, ترى هل لأن الإلحاد هو الهرطقة الكبرى بألف ولام التعريف, لذا حاذر أن يكتب مادته هذه بروح هرطوقية صغيرة؟
ويقف في الفقرة الثانية من فقرات كتابه هذا عند الدكتور عبد الرحمن بدوي (4/2/1917-الخميس25/من تموز/2002) .
بدوي كان ظلاً لآخرين
ليقرر بذكاء أن ع. بدوي في كل مؤلفاته التي نافت على المئة والعشرين كتاباً إنما كان أحد كبار الصانعين الفكريين للجيل العربي المعاصر, لكنه, وهنا الملاحظة الذكية, ما فعل ذلك من خلال تفكيره الشخصي, بل من خلال أفكار الآخرين, فهو عدا رسالته للدكتوراه عن (الزمان الوجودي)وما ينسب الى الدكتور طه حسين, وكان رئيس لجنة المناقشة, إنه قال : الآن أصبح لدينا فيلسوف مصري, او أشاهد فيلسوفاً مصرياً للمرة الأولى, واختلاف نص الرواية, يثير الريبة في نفسي عن مدى صحتها, ولربما ما قالها طه حسين أصلاً والأمر يذكرني بالكثير من نقادنا الذين انبهروا بالنظريات النقدية الجديدة, فأصبحوا ظلاً للنقاد الغربيين والناطقين بلسانهم, لا الناطق بلسانه هو!
لقد آثرت الوقوف عند هذه الفقرة , التي تناول فيها جورج طرابيشي ودرس منجز بدوي, لسبب مهم هو النظرة الأحادية الإقصائية لبدوي, فهو ليست لديه منطقة وسطى, فهو صارم الرأي شديد ونلمس ذلك من خلال قراءة مذكراته وأصدرها بجزءين بنحو ثماني مئة صفحة وعنوانها (قصة حياتي) فما نجا من لسانه أحد, كما انه تعامل مع عباس محمود العقاد الذي كتب مقالات ضد جمعية (مصر الفتاة) أو بالحري ناقش بعض توجهاتها, ومن المعروف للدارسين أن هذه الجمعية التي أسسها أحمد حسين, كانت فاشية التوجه والهوى, فهو ما ناقش العقاد في آرائه, بل أرسل من يعتدي عليه ويضربه, وظل في مذكراته يطلق صفة الحقود, ضيق الأفق على كل أو جل رجالات مصر, في السياسة والقضاء والأدب, ولم ينج منه أحد سوى طه حسين, الذي كان أستاذه وقدَّمَ له خدمات جُلى, لكنه مع ذلك ينتقده ويشّهر به, مؤكداً أن الذي يوده ويقدره هو طه حسين الأستاذ, لا طه حسين العميد, عميد الكلية, لأنه كان يشي بالطلاب المتظاهرين للشرطة.
وظل يناصب ثورة 1952, العداء, ولاسيما قائدها جمال عبد الناصر, لأن الثورة أممت عدة فدادين زراعية من أرض الأسرة, كي توزعها على الفلاحين, وتظل النظرة الإقصائية, الشديدة في قسوتها ملازمة له, وحتى وهو في حضرة الموت, موت عبد الناصر, ولنقرأ ما سطره يوم وفاة ناصر من هجاء وشتم "في 28 سبتمبر/ أيلول سنة 1970 انزاح عن صدر مصر الكابوس الرهيب الذي أبهظ صدر مصر طوال ثمانية عشر عاماً, سيم فيها الشعب المصري أسوأ صنوف العذاب, وابتلي بأبشع الاهانات , وحاق به شر أنواع الهزائم, إذ توفي جمال عبد الناصر في الساعة الخامسة والنصف من ذلك اليوم".
هل يجوز لإنسان, ولا نقول لمفكر وأستاذ جامعي, وهو قبل هذا وذاك إنسان, هل يجوز لإنسان منصف أن يختزل الرجل هذا الاختزال؟
ليس هناك إنسان معصوم من الخطأ, فكل ابن آدم خطاء, لكن ما كان إبن آدم هذا إبليساً شريراً ففي كل إنسان جوانب خير وشر, لكن عبد الرحمن بدوي الفيلسوف, غيره عبد الرحمن الإنسان الاعتيادي وهو الذي أطلق للجانب المظلم في شخصيته أن يقول ويتصرف, فأمر بالاعتداء على العقاد صفعاً وضرباً, مهدداً إياه إذا عاد بما أشد أذى ونكالاً وهو الذي ظل يطلق صفة الحقود الجحود, ضيق الأفق على القاصي والداني ولم ينج منه حتى صوت الدكتور محمود فوزي وزير الخارجية المصري, فوصف صوته بـ (مواء القطط) وهو يتحدث في مجلس الأمن الدولي عارضاً وجهة نظر بلاده, إبان حرب السويس / 1956, وأخيراً ختمها بهذا الهجاء المقذع للرئيس عبد الناصر, نازعاً عنه كل صفة إيجابية او فضيلة, واصفاً الناس التي خرجت في جنازته, بأنها لا تفكر, بل تساق سوقاً, لهذا يحق للمثقف أن يخالفها في التفكير, ولأن الشعب المصري, شعب مولع بالجنازات! فهو قد خرج لتشييع سعد زغلول سنة 1927, وعلى الرغم من تغير الحال فقد خرج في تشييع مليوني صاخب لمصطفى النحاس باشا سنة 1965 على الرغم من مناوأة السلطة الناصرية للنحاس.
قد نتفق مع بدوي في هذه الظاهرة, ظاهرة الجنازات الصاخبة للمصريين التي يرجعها الى أيام الفراعنة, ومن دلائل استمرارها جنازة أم كلثوم 1975 وعبد الحليم حافظ في السنة التالية, لكن جنازة عبد الناصر كانت أمراً مفارقاً آخر. ألا نتذكر الخروج المليوني الرافض للاستقالة المستحيلة التي أعلنها عبد الناصر, عصر الجمعة التاسع من حزيران / 1967, وتحمله نتائج كارثة حزيران, واستقالته من سلطاته الدستورية, ليعين نائبه زكريا محي الدين لتسيير أمور الدولة فأبكى كل العرب؟
أرى ضرورة أن لا يقارن ناصر بالآخرين, ولأقرر أن هذه الظاهرة ليست حاضرة في الحياة العراقية, فمنذ الجنازة المهيبة للملك القتيل غازي الأول ليلة الرابع من نيسان /1939, ما ثنيت هذه الحالة, لكن شهدت الحياة العراقية قتل الكثيرين وتحويلهم الى جنائز!
لقد ظل الدكتور عبد الرحمن بدوي يناصب يوليو 1952 العداء, لأسباب عدة , ذاتية وموضوعية, لعل الذاتية منها أن الثورة قد استولت على فدادين عديدة من أملاك الأسرة, فحولت حياتها الى شظف وقساوة, فضلاً على أنه يتهم الضباط بالتفريط بجزء مهم من التراب الوطني لمملكة مصر والسودان إذ كان السودان جزءاً من الدولة المصرية, لكن الضباط فرطوا بهذا الجزء من الوطن, وثالثة الاثافي عنده تأميم القناة, التي بسببها دخلت مصر حرباً لا قِبَلَ لها بها, من أجل دغدغة مشاعر الناس, وكان على مصر الانتظار حتى عام 1968, لتعود ملكيتها كاملة للدولة المصرية من غير خسائر مادية وبشرية نتجت عن التأميم غير المدروس.
إذ من المعروف للدارسين أن قناة السويس, افتتحت سنة 1869, ايام الخديوي إسماعيل بعد عشر سنوات من العمل المضني, واشترت امتياز إدارتها شركة قناة السويس لمدة تسع وتسعين سنة, تعاد في نهايتها الى مصر. أي سنة 1968.
مدى صحة ما رواه الجيار؟
لقد قرأت كتاب (ملفات السويس. حرب الثلاثين سنة) للصحفي المصري الشهير محمد حسنين هيكل, وهو كتاب وثائقي فخم في نحو ستمئة صفحة أرخ لإرهاصات قرار التأميم, وما تلاه من حرب اشتركت فيها بريطانية وفرنسة والكيان الصهيوني خريف عام 1956, ولكن المؤسف أن أقرر أني من خلال قراءتي لهذا الكتاب الوثائقي المهم, وجدت أن ليست لدى الرئيس جمال عبد الناصر من خطة واضحة, او فكرة لمعالجة الأزمة او مواجهتها, بل كنت استقرئ أن قراراته كلها كانت رد فعل لقرارات يتخذها الغرب, وهذه هي كارثة الكوراث, أن يضيع منا القرار, بل يكون قرارنا, رداً على قرار, وبهذا نستدرج الى الفخ الذي أعد لنا ولو تأكدت من صحة ما ورد في كتاب (الأسرار الشخصية للريس جمال عبد الناصر, التي رواها سكرتيره محمود الجيار وسجلها ضياء الدين بيبرس), ونشرته مكتبة مدبولي بالقاهرة بطبعته الأولى عام 1976, ويقع في 176 صفحة, والذي يختص بوقائع أحداث الخامس من حزيران / 1967 وحتى الاستقالة المستحيلة للرئيس, لو تأكدت صحة ما رواه الجيار, لتركت في نفسي أصداء مدمرة ولخبت النظرة المتوهجة لناصر من قناعاتي وتوجهاتي, فأنا منذ أن قرأته عام 1997, أحاول التأكد من صحة ما ورد فيه أم لا؟ ففي الكتاب أسرار مؤلمة ومؤسفة لو صحت, مع أني لم اقرأ رداً على ما ذكره محمود الجيار, او لم يصل الى يديّ رد, مما يؤكد ما ذكره الجيار, وملخصه ان الرئيس ناصر, في الساعات الأولى لاندلاع الحرب زار مقر القيادة العامة للقوات المسلحة, وأطلع على هول الكارثة, فغادر مقر القيادة ليعتكف في منزله, تاركاً البلد طعماً للعربدة الصهيونية تعيث فيه سحقاً وتدميراً, تُرى أحقاً ما ذكره الجيار؟!



#شكيب_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهدي شاكر العبيدي في منجزه (الجواهري شاعر وناثر)
- بين طه حسين وعلي جواد الطاهر
- الذي ألزم نفسه بما لا يلزم...حسن عبد راضي يدرس المفارقة في ش ...
- نظرة إلى منجز الفكيكي الثقافي.. عبد الهادي شاعر وباحث ومحقق
- موسوعي بأسلوب في الكتابة مميز مثابات شاخصة تخلّد اسم حميد ال ...
- عبد الحميد حمودي يطوف بشخصيات وكتب ودراسات في التراث الشعبي
- حمودي يطوف بشخصيات وكتب ودراسات في التراث الشعبي
- نخلة يكتب مقدمته المسيحية لكتاب نفسية الرسول العربي
- إيماضة من الماضي الجميل.... معلمون مسيحيّون ودروز ومسلمون سن ...
- إدوارد سعيد... الكتابة لديمومة الذكرى ومواجهة الفناء
- هادي الحسيني يسرد عيش المثقف العراقي في الحامية الرومانية
- لابد من مصر وإن طال السفر ...زيارة لمسجد سيدنا الحسين وخان ا ...
- الأعرجي يدرس شعر الجواهري وحياته ما سبب حنق التركي المستعّرب ...
- الحسيني مفتي القدس الأسبق بريء من المحرقة ...بعضهم بحاجة لقر ...
- بهنام أبو الصوف.. صاحب نظريَّة عراقيَّة السومريين
- جيمس جويس تحت المجهر..حين تكون الذاتُ خاويةً تُنْتِج أدباً ذ ...
- وسطية الرأي ونزاهة القول.. الباحثة فاطمة المحسن تدرس الحياة ...
- مهدي النجار :قابليات طواها الدهر سراعاً
- القاضي محمد نور الذي حاكم طه حسين... عقل نيّر وفكر حصيف
- الجواهري الذي عاش قرناً


المزيد.....




- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شكيب كاظم - جورج طرابيشي في الجزء الثاني من كتابه (هرطقات)..مناقشة عبد الرحمن بدوي وما مدى صحة ما ذكره محمود الجيار؟!