أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سمير عادل - العمال والطائفية














المزيد.....

العمال والطائفية


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5445 - 2017 / 2 / 27 - 23:11
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


في هذا المقال، سوف لن نتطرق الى حقوق العمال، ولا الى قرارات حكومة العبادي ووزارته للكهرباء التكونقراط، التي افضت الى الطرد الجماعي لعمال كهرباء الزبيدية في الكوت كعقوبة على احتجاجهم لانهم طالبوا بالأجور وتثبيت العقود، سنتناول الجانب الذي يؤلم دائما رافعي رايات الطائفية والقومية.
عندما قررت وزارة الكهرباء الطرد الجماعي لعمال الكهرباء الزيدية لم تسأل الوزارة، عن اي من العمال سني واي منهم شيعي، أو اي عامل منهم عربي او اي منهم كردي، اي عامل منهم مسيحي واي منهم مسلم، واي عامل منهم ايزيدي واي منهم شبكي او صابئي. لقد كانت العقوبة بالجملة وبغض النظر عن تصنيفاتهم القومية او الطائفية.
وعندما خرج عمال الكهرباء للاحتجاج، لم يفكروا للحظة ان الوزير المصان الذي قرر طردهم بالجملة، هو من القائمة الشيعية او القائمة السنية، من جماعة التيار الصدري او من حزب الدعوة، من المجلس الاعلى او من بدر، من القائمة العراقية او من اتحاد القوى، نقول لم يفكر العمال قبل ان يخرجوا للاعتصام كي يقدموا ولائهم الطائفي والقومي للوزير المعني. اما الذي اخرجهم للأضراب هو الجوع والظلم والاجحاف الذي وقع عليهم. لقد توحدوا في صف واحد ضد صف اللصوص التي اختفت عنهم العناوين الطائفية في مواجهة العمال.
الوزارة لا تبال، لا من قريب ولا من بعيد بتصنيفاتها الطائفية في المعركة بين الحكومة وبين العمال، وليس في وارد حسابتها تلك التصنيفات التي حولت العراق الى بحر من الدماء ومرتع للعصابات والمليشيات الطائفية وفي ظلها وبجاهها نعيش سيلان الانفلات الأمني ومسلسل الفساد ودوامة التصفيات الجسدية والتعذيب والاختفاء القسري والقتل على الهوية.
ومنذ التقسيم السياسي للعراق على الاسس القومية والطائفية، فجميع تلك القوى في العملية السياسية تدفع لترسيخ الوعي القومي المزيف والوعي الطائفي القذر في صفوف المجتمع. وعندما كنا نتحدث عن الاهداف الخفية وراء استهداف اماكن سكن ومعيشة وعمل العمال وخاصة في الفترة الاخيرة من قبل عصابات داعش، كنا نعي ما نقوله، اذ ان تشويه وعي العمال كفيل بتشويه وعي المجتمع برمته. فمنقذ الطبقة البرجوازية الفاسدة في العراق بحاكميها ومعارضيها، بشيعيها وداعشيها، هو العمال، لانهم الاداة في دوران دولاب الانتاج وخاصة النفط، وفي نفس الوقت اي العمال هم الوقود في ديمومة محارقها وعصاباتها ومعاركها الطائفية والقومية المزيفة من اجل اقتسام الثروات. ان كل اشكال الظلم الطائفي والقومي والديني التي تمارس في العراق هو من اجل انتزاع الارباح والثروات، على حساب امن وسلامة ومعيشة وحياة العمال في العراق.
لننظر الى الحجج التي تذرعت بها وزارة الكهرباء التي قامت بفصل العمال المضربين والذي تجاوز الـ ١٠٠٠ عامل، هي "الضائقة المالية، والظروف الصعبة التي تمر بالبلد، والحرب على الارهاب". ولكن من يقدر ظروف العمال التي هي اكثر صعوبة وقساوة من ظروف البلد؟ فلديهم اطفال جياع ينتظرون في البيت ولديهم حاجات مادية من اجل ابقائهم فقط على قيد الحياة. فحجج اللصوص والحرامية الحاكمة في السلطة وفي المعارضة هي نفسها، وجميع تلك الحجج تؤدي الى قتل العمال اما جوعا او تصفيتهم جسديا، ففي الموصل يقتل داعش العمال واسرهم اذا هربوا من جحيم حربه او طالبوا بوقود للتدفئة، بحجة الحرب على الكفار والرافضة واعداء الاسلام، وهكذا فعل البعث القومي الدموي في اول اشهر استلامه للسلطة عندما فتح النار على اضرابات عمال الزيوت النباتي في تشرين الثاني من عام 1968، بحجة تخريب الاقتصاد الوطني والتآمر على الامن القومي. واليوم يقتلون العمال جوعا، بطردهم من العمل والتنصل من دفع اجورهم بحجة ظروف البلد الصعبة والحرب على الارهاب. اليس الجميع هم اعداء العمال، فبينما يتفقون على اعادة تقسيم الثروات والسلطات كما جاءت بالمبادرة الفاشلة لعمار للحكيم "التسوية التاريخية"، في حين لا يجلسون مع العمال لإعطاء حقوقهم. وهنا نطرح سؤالنا الممل جدا، لماذا لم يقدر اعضاء البرلمان ظروف البلد والحرب على الارهاب عندما سرق المالكي المليارات من الدولارات وبقيت خزائن العراق خاوية حالما غادر السلطة؟ والجواب ايضا بسيط ومكرر ولكن نريد اطراب مسامع الذي يعولون على الانتخابات وعلى هذه القوى التي ستعيد انتاج نفسها اما بالمليشيات او بالأموال المنهوبة او بالتزوير، لان الجميع حرامية، ووجودهم في البرلمان لشرعنة كل الاعمال اللصوصية التي تجري على قدم وساق في العراق. لقد سرقوا خيام واكل ومساعدات النازحين، فأي رجاء ينتظر من اولئك الذي يصعب وصفهم او تصنيفهم بالخانة البشرية.
ان الدرس الذي يجب ان نتعلمه نحن العمال من الفصل الجماعي لعمال كهرباء الزبيدية، بأن الوعي الطائفي الذي نفخ به كل السنوات المنصرمة هو وعي قذر وزائف ومشوه، كما كان الوعي القومي العروبي، الغرض منه هو تفتيت وحدة العمال لعدم مواجهة البرجوازية التي تحكم العراق اليوم بايدلوجية طائفية، كي تستمر باستغلالنا وسرقتنا ونهبنا. ان الفارق بين داعش والتحالف الشيعي واتحاد القوى هو التصنيف الطائفي، بينما الفارق بيننا نحن العمال في الزبيدية او القطاع النفطي في البصرة او معامل سمنت كربلاء او في مصانع الاسكندرية او الجلود او في معامل الطابوق في النهروان او في شركة نفط كركوك وسمنت بازيان..الخ هو تصنيفنا عمال، وهو تصنيف طبقي، وهو التصنيف الانساني لنا. وليتوجه نصال نضالنا ضد عدو طبقي واحد في المنطقة الخضراء او خلف المتاريس في الموصل، ويحاول ان يغير ثيابه وجلده لإيهامنا وخداعنا، بأن البرجوازية السنية اذا حكمتنا افضل من البرجوازية الشيعية، كي يزجنا ضد بعضنا البعض تحت المصنفات الطائفية والقومية من اجل زيادة ارباحهم وثرواتهم واستمرار سلطتهم.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المليشيات والفوضى الخلاقة
- الترهات الدينية والهوية الأيديولوجية
- الكابوي القومي والهيمنة بالبلطجة
- -الديمقراطية- بين نازية ترامب وفاشية الاحزاب الاسلامية في ال ...
- -المصالحة المجتمعية- وسياسة التضليل
- الدين في العراق ونموذج الفاتيكان
- العمال والاسلام الحاكم
- اطلاق سراح افراح شوقي يطرح اسئلة كثيرة على حكومة العبادي
- المافيا تحكم العراق
- حلب وافول عالم القطب الواحد والمضي في التقسيم الطائفي للعراق
- الزيف والتعمية الاعلامية في حلب والموصل
- ماذا يقول العمال الشيوعيون عن موازنة ٢٠١&# ...
- المدنيون في حلب والمدنيون في الموصل
- -الحشد الشعبي- ومستقبل التحالف الشيعي
- الاقاليم السبعة وموقف الشيوعيون
- تحضير ارواح سياسة البعث الفاشي في كركوك والموصل
- التسوية التاريخية بين عمار الحكيم والعمال الشيوعيين
- سرك الفضائح الجنسية والخيار بين الطاعون والجدري
- حثالة البرجوازية والموازنة
- هل هو التملق ام الخوف من الاسلاميين؟


المزيد.....




- بشكل رسمي.. موعد الزيادة في رواتب المتقاعدين بالجزائر لهذا ا ...
- شوف مرتبك كام.. ما هو مقدار رواتب الحد الأدنى للأجور بالقطاع ...
- احتجاجا على الخريطة .. انسحاب منتخب الجزائر لكرة اليد من موا ...
- “18 مليون دينار سلفة فورية” مصرف الرافدين يُعلن عن خبر هام ل ...
- في مؤتمر الجامعة التونسية للنزل :
- في الهيئة الادارية بمنوبة : قلق من الوضع العام وتداول للوضع ...
- “هيص يا عم 4 أيام اجازة ورا بعض!!”.. موعد اجازة عيد العمال 2 ...
- “رسمياً” سلم رواتب المتقاعدين في العراق 2024 بعد الزيادة الج ...
- موعد صرف زيادات المتقاعدين 2024 بالجزائر وما هي نسبة الزيادة ...
- NO MORE RANA PLAZAS – NO MORE BLOOD FOR PROFIT


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - سمير عادل - العمال والطائفية