أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي قاسم الكعبي - التطرف والغلو القبلي يغيب مشرفا تربويا...














المزيد.....

التطرف والغلو القبلي يغيب مشرفا تربويا...


علي قاسم الكعبي
كاتب وصحفي

(Ali Qassem Alkapi)


الحوار المتمدن-العدد: 5445 - 2017 / 2 / 27 - 23:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علي قاسم الكعبي
التطرف والغلو العشائري يغيب مشرفا تربويا ....
في مشهد بات يتكرر باستمرار، إذ يتصاعد العنف في ارض نشأت فيها اقدم الحضارات واعرقها على وجه المعمورة، ومن طينها وقصبها كتبت اقدم القوانيين في العالم ليسود الأمن والامان, نعم من تلك الاراضي السومرية الجنوبية الممزوجة بترابها فنا وادبا وإبداعا وبالتحديد من أرض الجنوب التي تتفجر شجاعة و كرما وعزة واباء وكبرياء وشموخا من العشائر الغيورة التي لم تهادن ولم تكل يوما او تساوم بل تقاوم والتاريخ لها شاهد حي. تصاعدت اعمال عنف همجية تنسف كل ما تقدم من وصف فقد وصل الامر الى قتل النفس المحترمة والتهجير وسفك الدم بغير وجه حق ولأسباب كانت من نسق الجاهلية. قبل يومين، وبالتحديد في مركز محافظة ميسان حدثت جريمة بشعة عندما اغتيل احد المشرفين التربويين نتيجة خلاف عشائري لعشيرته مع احدى العشائر دون ان يكون له اي صلة بهذا الخلاف, فقط لانه يحمل اسم تلك العشيرة لاغير ,قتل الاستاذ وكان متوجها في طريقة لأداء واجبه الرسمي في زيارة احدى مدارس الاطفال حيث كانت رصاصات الغدر تلاحقه لحظة خروجه من منزله حتى ساعة الصفر فاطلقت تلك الرصاصات وتناثر جسده الطاهر وكأنه عصفور ذبيح وقد تناثرت معه اوراق حقيبته التي كانت مليئة بالأوراق والاقلام الملونة والهدايا التي كان يروم توزيعها على الاطفال المتفوقين وابناء الشهداء مما اثار تساؤلات عدة عن امكانية لجم هذا التمرد العشائري وإيقافه لأنه وصل الى حد التطرف وبات هاجس المواطن مصدر قلق وازعاج للجميع، فعندما يتصاعد الخطاب العشائري ويعلو فوق صوت القانون، عندها تعلم اننا سارون نحو المجهول. نعم فللعشيرة مكانة محترمة وهي ايضا منظومة اجتماعية مهمة تساهم في حماية النظام والدولة, لكن عندما تتحول هذه المنظومة ذات القيم المثلى الى ادة قتل وتصبح معولا لتهديم الدولة ومؤسساتها وتصبح ملاذا امنا للفاسدين والخارجين عن القانون، عندها يقرع ناقوس الخطر ونطالب جميعا بإيقافها عند حدها ومؤكد ان ذلك يحدث بسبب ضعف الدولة وغياب القانون، فاذا كانت الدولة منشغلة وكما نعلم في محاربة القوى الظلامية فهذا يعني مزيد من الضبط والحزم وليس العكس. وهذا ما جعلنا نكتب وقلوبنا تعتصر الما ففي الوقت الذي كانت هذه الدولة الفتية (عراق التغيير) بحاجة لهذه العشائر لتعضدها وان تقف معها وتساندها حتى تعبر الى الضفة الاخرى يحدث العكس .؟ نجد بعض العشائر لا تبحث الا عن نفسها وتفكر بعقلية الاستعمار والتمدد على حساب الاخرين , ولا تقيم وزنا للدولة او القانون مع انها هي الدولة والقانون معا ففي السابق كانت الحكومات التي تتسلط على رقاب المواطنين تأتي من غير اماكن المواطنين (من محافظات اخرى) فاليوم ترى كبار وصغار الموظفين هم من ابناء المحافظة فالسلطة التشريعية والتنفيذية والرقابية هي من تلك الطبقة الكادحة التي عانت ويلات الحقبة المظلمة .وعندما نستغرب ونتساءل كوننا نشعر بخيبة امل كبيرة جراء هذه الاوضاع فكنا نحلم سوية بان يسود القانون ويحل الامن والامان ونعيش حياة مدنية كريمة تحت ظل القانون يحترم بعضنا البعض يسودنا التفاهم نعيش في بحبوحة هذه الحرية التي لم تأت الا بدماء طاهرة وزكية وكانت العشائر في مقدمة المستشهدين . وعلى الرغم من حجم الرفض الذي رافق قانون العشائر وبرغم كونه يتعارض في بعض فقراته مع الحياة المدنية الا ان الضرورة تتطلب ان يعمل به عله يوقف هذا العنف القبلي وعزل كل من لا يتماشى مع اهداف هذه المجلس بنبذ العنف والتطرف العشائري وعندما نتحدث عن التطرف هذا لا يعني الاغلبية تسير في هذا الطريق بل هنالك الكثير من العشائر الكريمة تقف بالضد من هذا التطرف وتمقته كونه يؤسس على العودة الى البداوة وان العديد من العشائر الان تقف على السواتر الامامية لحماية البلد من امثال هؤلا ء المتطرفين ذوي الايدولوجيات المنحرفة. فالبرلمان مطالب اليوم اكثر من ذي قبل بضرورة تشريع" قانون حماية المعلم وتحجيم دور العشيرة ووضع الية لهذا السلاح المنفلت وتجريم من يخالف فليس من المعقول انا تقاتل الحكومة في الشمال وتطعن ظهورها من الخلف وعلى يد ابنائها.؟ ومع اعتزازنا بعشائرنا الكريمة التي تقاتل الإرهاب فان للعشيرة مكانة خاصة ولكن ان لاتصل الى التقديس وهي تتعارض مع الحياة المدنية ذلك الحلم الذي كنا نتوق الى نستظل بظله اذا ما علمنا ان الدولة وبصورة عامة تعتاش على خيرات ارض الجنوب وهذا ما يبرر تخوفنا ودعوتنا الحكومة لإنقاذ الوضع فاذا حدث لا سامح الله وتصاعدت حدت هذه الخلافات فأنها ستصيب الدولة جميعها بالشلل عندما يغادر المستثمر شركته وتتوقف الابار من ضخ البترول وجيشنا ينتظر الذخيرة والمدد عندها نصبح في وضع مأساوي فالتقارب ب" التطرف" يكون كبيرا بين ما يحدث في الجنوب وما يحدث في الشمال والغرب مع اختلاف أيديولوجي وعقائدي واضح...



#علي_قاسم_الكعبي (هاشتاغ)       Ali_Qassem_Alkapi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى ومن ينصف اصحاب البطاقة الحمراء....
- داعش يلفظ انفاسة الاخيرة ..والتسوية تنعشة
- ملء الجيوب ..ام ملء الفراغ الامريكي
- زيارة الاربعين ..والاصوات النشاز جريدة الشرق انموذجا
- الشعائر الحسينية...جذورها عربية بحتة
- هل تتجة بوصلة العرب نحو الروس
- المطالبة بدمج الانتخابات فيها مآرب اخرى
- في جنوب العراق ارهاب ...ولكن عشائري
- القضاء يبدد الامل.. والجبوري سرق الجمل
- الاقالة والاستقالةمصطلحان غريبان في العراق...
- لاتحزني يابغدان ....فبلاد الرعب اوطاني
- الفلوجة......وصراع ألارادات
- العراق صيفاً ساخناً وشعباً ساخطاً....!!
- من اسقط هيبة الدولة الشعب ام الرئاسات الثلاث...!!؟
- اليوم اطمأننت إلى إنجازنا الديمقراطي
- هل ولد العراق الجديد أم لازال في مخاض عسير ..!؟
- هل سيعود طرح علاوي مجددا....!؟
- انهيار سد الموصل حقيقة ام خيال....!؟
- في ذكرى التأسيس ستبقى افرحنا مؤجلة حتى النصر...
- الشهيدة -اشواق النعيمي ...لاأهالي الموصل أما فيكم رجل.....!! ...


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي قاسم الكعبي - التطرف والغلو القبلي يغيب مشرفا تربويا...