أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تنظيم ابراهيم النجار - قراءة في اللاهوت الملحمي - جلجامش انموذجاً















المزيد.....

قراءة في اللاهوت الملحمي - جلجامش انموذجاً


تنظيم ابراهيم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 26 - 10:50
المحور: الادب والفن
    


فكرة الله ..
بين ديماغوجيا الفكر البشري والضرورة العقلية .
قراءة في اللاهوت الملحمي .. كلكامش انموذجاً.
فكرة الله .. الخالق الاول .. العلة الاولى للوجود, هذه الفكرة ليست من بنات افكار الديانات السماوية كما يظن البعض منا , بل هي فكرة قديمة قدم الانسان , لانها في الاصل مرتبطة بالواقع الفطري للبشرية بحسب بناءها وخلقتها..
من الاله ( شمش ) البابلي الى آتون الفرعوني الى زيوس الاغريقي الى براهمان الهندوسي الى الله في الديانات السماوية , كلمة تعددت لغاتها الا انها تدل على ان هناك اله واحد لا يوجد اعلى منه في سلم الوجود , منه انحدر الوجود وكيفه بحكمته و صاغ له ضروراته واهداف وجوده .
وبما ان كل تلك الديانات كانت تؤمن بأن هذا الاله يرزق ويميت ويحي ويحرك الرياح و الى اخره من قوى الطبيعة , ولو بنيابة بعض الارباب التي خلقها هو , كان بأمكاننا أن نصطلح على هذا الفهم ب(التجربة البدائية ) لفهم فكرة الله , كما ان كل من لم يتجاوز هذا المستوى من التفكير و بنفس تلك الاليات وحدود القياس فانه لا مناص من القول باشتراكه مع الانسان البابلي او الفرعوني او الاغريقي بمستوى وعي الظاهرة , لذلك يسمى هذا المستوى لدى علماء العرفان الاسلامي ب( التوحيد الساذج ) .
حتى ان الفكرة الماركسية للديالكتيك لا تتجاوز حدود هذا التصور ابداً وفي مطلق الاحوال , مما يعني انها لحد الان لم تتجاوز الطور الشيوعي الاول في التفكير , فبعد ان اقر ماركس ان الدين شكل من اشكال التفكير البدائي , كان الديالكتيك من الضرورات العقلية لتفسير اليات الكون وبدء الخليقه في هذ الخط الفكري , الا انه لم يتجاوز حدود ما يمكن ان يفهمه الانسان الاغريقي عن تلك القوى اذا انطلقنا من فكرة القوة الكامنة وراء هذا الوجود ( زيوس – او الديالكتيك ).
ليس من الضروري جداً ان نحاور كاتب ملحمة كلكامش بوعي بدائي كما دعا البعض الى درجة تحوير ما كتب على اللوح الاصلي للملحمة والذي سجل سابقة خطيرة في ميدان الاثر الفكري القديم , مقدما لنا كلكامش كاغنية لا تختلف كثيرا عن اغاني سعدون جابر , بل ننطلق في هذه المحاورة من الاسس الفطرية التي لا زلنا لحد الان نرواح جيئة وذهابا حولها , نجترها بمختلف طرق الاجترار , نفهمها كما نفهم في الغالب طعم الطماطم , فتارة مقلية وتارة مشوية وتارة ( مركَ) , الا انها تبقى طماطم شئنا ام ابينا , تلك الاسس المتمثلة بقانون الفطرة القائم على السببية المطلقة .
عالم كلكامش الوثني ( هكذا كما نسميه ) عالم مليء بالارباب , مزدحم بالقوى الكونية . من شمش الى انليل الى اورورا الى سين الى ننسون الى آنو و غيره , عالم متنوع القوى والفعاليات الا انه وبعد تدقيق النظر لا يختلف من حيث المفهوم عن عالمنا الحالي .. عالم المسلم الذي يقول بوجود الاله الواحد مع عدد من الملائكة المسخرة على الرياح والمطر والموت والحياة والخلق , وعالم المادية الحاكي عن مجموعة من القوانين الطبيعية التي تتوالد تحت رعاية الاله الاكبر ( الديالكتيك ).
في الحقيقة اننا لم نتجاوز بفهمنا الحالي حدود الفهم البابلي او الاغريقي او الهندوسي لهذه الفكرة , لكننا نقدمه بسحنة متبرجة بمكياج منتج بماركة اليزابث آردن الفرنسية الشهيرة فقط لا غير .

.. الخصوصية اللاهوتية …
لماذ اكتسبت كلكامش خصوصية لاهوتية كبيرة ؟.. ما الذي كان يريده الكاتب من هذا بالضبط ؟.
يرى الناقد لملحمة كلكامش ان اغلب المحاورات التي درات في تلك المحلمة كانت بين مجموعة من الارباب هذا يسأل وهذا يجيب وهذا يخلق , ولم نغادر هذا الجو اللاهوتي لو جاز التعبير حتى عندما تطرق الكاتب الى الموضوعة الجنسية والتي تتضح بجلاء في مناطق متفرقة من الملحمة والذي اعملها كعنصر كوني ملتصقا التصاقا واضحا في شخصية الالهة .
الجواب عن هذا التساؤل بحسب ما افهم ينقسم الى شطرين :
الاول ان الكاتب كان غارما في هذا المستوى من التفكير الى درجة انه صاغ البنية الاجتماعية والثقافية للعصر البابلي على صيغة محاورات مقدسة بين مجموعة من الارباب , وهذا الرأي وان كان محل نظر ونقاش , الا ان ما يهون الخطب هو اننا غير قادرين على سبر اغوار السيرة الذاتية للكاتب للوقوف على بصمته وسليقته , مما يعني ان هذا الشخص من المحتمل ان يكون ذا وعي سابق لاوانه بكثير مما نتصوره , بل ربما يكون اسبق منا رتبه في الوعي , حيث انه قدم لنا واقعا دراماتيكيا يوضح المجتمع البابلي بمستوييه العلوي والسفلي , بل وعمق الاثر الفكري في ذلك المجتمع والذي لن يكون بعيدا عنا اذا ما تصورنا المسلة والحياة المدنية لتلك الحضارة , فهو يريد ان يظهر لنا اذن عمق الوعي الحضاري لذلك الشعب .
الثاني :- انه يتكلم عن لغة ذلك العصر واهمية الفكر اللاهوتي فيه , بل ويقدم لنا شرحا مفصلا عن عمق هذا الفكر وتوغله بثقافة ذلك المجتمع , والذي يؤشر لنا ما لذلك الشعب من كشوفات كبيرة في مجال البحث العمودي للوجود .

دائما يعبر عن العقلية الادبية او الفلسفية القديمة بكونها ذات كشوف بدائية كونها تعتمد في الغالب على البنية اللاهوتية في تقديم الحدث الشعري او الملحمي , الا اننا في الوقت نفسه وبعد مضي هذه الفترة الطويلة من الزمن وتطور الوعي البشري في البحث والتفكير , لم نجد ان وعينا الحالي قد اجتاز مستوى الفهم البابلي القديم على الاقل لهذا الموضوع , بل لازالت كشوفنا العمودية ( الكونية ) ملتصقة بهذا المستوى من التفكير ولم تتطور الى مستوى اعلى منه طيلة هذه الفترة , والذي يؤشر لنا نقطتين :
الاول ان هذا الكشف الالهوتي كشف فطري يشترك به جميع افراد النوع البشري ولا عبرة في الحقبة التاريخية , وان الفكر الملحمي القديم , كان يصور لنا هذه الصورة الايديولوجية للمجتمع ايمانا منه بوجود قوى ماورائية تدير الكون وهو فتح عقلي مهم .
الثاني ان آلة الترميز المستخدمة في الاشارة الى وظائف ومواقع اؤلائك الالهة ليست وليدة تفكير بدائي وثني , بل تنبع من منحنى سيميائي يتناسب والاستخدام اللغوي وفكرة التعبير والاشارة للاشياء .
.. نصف الاله...
نصف الاله تعبير للدلالة على الانسان الذي اولدته الالهة كجلجامش مثلا , وقد اخذ النقاد هذا الوصف على اعتباره توصيف وثنيا في التفكير البابلي , لكنهم لم يحسبوا حسابا على ما يبدوا الى ما اذا كان هذا الوصف قد يكون مجازيا . حيث اننا بالضرورة لا نمتلك الدليل القطعي على ان تلك الثقافات لم تكن تستخدم المجاز في التعبير , بل ننسب تلك التعبيرات في الغالب الى العقلية البدائية , كما اننا نرى ان الاستخدام المجازي واقع بالفطرة ولا يحتاج الى وعي لغوي متطور بل يحدث بالسليقة , ذلك الذي يثبت في احد مقاطع الملحمة في خطاب كلكامش الرافض لدعوته الزواج من عشتار .
… الترميز …
القاريء لكلكامش لا يجد بدا من ان يعالج الحركة الحوارية داخل هذا الحدث الملحمي رمزيا , لانه بدون ذلك سوف يجد الكثير من التناقضات داخل احداثها , والذي يجعل الفهم الرمزي الكامل ربما امرا لا بد منه , مما يعني ان حمل ابطال الملحمة من الالهة على الرمز من الضروريات التي يجب على الناقد اتباعها والعناية بها تحليلا وتبويبا .



#تنظيم_ابراهيم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في الخطاب الفكري للعقل
- قراءة في النقد الجابري - ظاهرة العقل المكوِن


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - تنظيم ابراهيم النجار - قراءة في اللاهوت الملحمي - جلجامش انموذجاً