أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - تنظيم ابراهيم النجار - قراءة في الخطاب الفكري للعقل















المزيد.....

قراءة في الخطاب الفكري للعقل


تنظيم ابراهيم النجار

الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 25 - 12:09
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


قراءة في الخطاب الفكري للعقل ..

… ماهو العقل ؟
او قل هل نستطيع ان نعرّف العقل ؟...
ليس من المستطاع تحديد المدة التي قضتها البشرية في محاولة تحديد ماهية هذه القوة العاقلة التي تمتلكها , بل ربما هو اول سؤال طرحه الانسان العاقل على نفسه اي ما يسمى ( هيوموسبيمز ) , ما الذي يجعلني افهم الاشياء ؟ , ما الذي يجعلني ازداد علما كل يوم عن المحيط الخاص بي , واين تذهب هذه المعلومات ولماذا استطيع استرجاعها بسرعة لا استطيع في الغالب تحديدها لشدة ( سرعتها )؟.
ولكننا ومازلنا نتكلم في آلة المنطق ليس من الصحيح ان نتجاوز المنطق في هذا , ليس المنطق الارسطي , ولا المنطق الصدري , بل المنطق العلمي الطبيعي للاشياء , المنطق الذي يخبرنا بأن التعريف بالاشياء قائم على فهمها واحتواءها ولا يمكن ان نعرفها بدون ذلك , ولكن مهلا , ما هو حدود معرفتنا بالاشياء ؟
عندما تسأل شخصا عن حدود معرفته بجدول الضرب مثلا , فانه سوف يخبرك انه عرف الجدول كله الا جدول الثمانية مثلا , وهو حينها يحدد معرفته بهذا النظام الرقمي بناءا على كليّته التي يعرفها مسبقا , او عندما تخبر الميكانيكي عن مدى فهمه في صيانة محركات السيارات والذي نفرض انه سوف يقول لك انني اعرف كل شيء فيها الا ابدال الاسطوانات الضاغطة ,حيث انه بهذا ايضا يحدد مدى معرفة بناءاً على كلّ يمكن احتوائه وقياس مدى معرفته فيه .. اي ان اننا لم نغادر المعرفة النسبية الى الان , وبعبارة اخرى عدم وجود معرفة تامة في الاشياء .
ماذا لو انتقلنا الى المعارف الكلية في هذا العالم .. ماذا عن الكون ؟. السنا جزاً من الكون , الى اي مدى قد يستطيع الانسان تقييم معرفته بعالمه وبالكون ؟
لنسأل انفسنا السؤال التالي .. ما الذي كان يطلق على قانون الجاذبية قبل ان يكتشفه نيوتن , ولكن لماذا نقول اكتشفه نيوتن ؟ لماذا لا نقول ان البابليين هم من اكتشفوه او السومريين او الفراعنه , الم ياخذ مهندسي تلك الحضارة هذه الظاهرة الطبيعية بنظر الاعتبار في ابنيتهم كما نفعل اليوم , الم تكن فكرة الجنائن المعلقة قد اخذت بنظر الاعتبار ذلك القانون في الري ؟.
انهم كانو يعرفونه جيدا وقد كانت لديهم وسائل تشغيله بالطريقة الصحيحة وتفادي اضراره الا انهم لم يكونوا يطلقوا عليه جاذبية او ( كرافيتي ) هذا ما يبدوا , هل ان التسمية من يحدد الاكتشاف لكي نقول ان نيوتن اكتشفه من خلال سقوط تفاحة ووضع له قوانينه , الظاهر ان هذا ليس عدلا؟.
قد يقول بعض المتأثرين جدا في التوصلات العلمية الحديثة ان العلم وصل الى مراقي كبيرة , ولكن عفواً بالقياس الى ماذا ؟ هل استطعت ان تحتوي الدائرة المعرفية الكونية لتقول ان العلم وصل الى مراقي كبيرة , من يقول ان ما تعلمناه ليس الا صورة بدائية من صور العلم بالقياس الى ما هو موجود في كوننا او في عالمنا ,من الذي يستطيع ان يقطع باننا فهمنا قانون الجاذبية ( كله ) ؟ لاننا لم نجرب الا ما كان قيد الاستخدام منه , او ما حددت البشرية من منافعها بما يدخل هذا القانون فيه كقوة مؤثرة , قبل 50 عاما كانت الطائرة بدون طيار خيالا واليوم نراها امرا طبيعي يصنع في المنازل حتى او مشروع السيارة الطائرة او غرفة محاكاة انعدام الجاذبية التي يتمرن فيها رواد الفضاء .
لكننا قد ننطلق في القول بوصول العلم الى مراقي عليا بناءاً على المقايسة التاريخية بين الماضي والحاضر , لكننا سوف نصطدم بنفس المشكلة , وهي حصر عمر البشرية بالقياس الى عمر الكون , وكم هي النسبة التي امضاها الكون في وجوده لنعرف اننا قد انتقلنا الى مراقٍ عليا في المعرفة .
اذن معرفتنا بالاشياء نسبية وحتى ما نسميه نسبية هو نسبي في ذاته لعدم وجود قياس يتناسب مع النسبية الواقعية , فالنسبية التي نفهمها والتي تقاس بالمئة , هي نسبة تم تحديدها بمستوى وعي صناعي او منطقي لا نعرف مدى حجمه بالقياس للواقع .

ما هو مكون العقل …
هل هو الية تصورية ذاكراتية تصيغ الحدث الثقافي والفكري بناءا على مرجعية قبلية , ام على مرجعية تكرارية ام تجريبة ؟.
ام ان العقل ليس مستوعبا للمكونات , بل هو انماط مستحدثة آنيا تاخذ وجودها الخارجي بلحاظ نفسي ؟.
الاولى تعني , ان العقل البشري قابل للتعود على نوع من الاشارات الاكثر شيوعا واستخداما بالنسبة له يوميا والتي تصيغ سلوكا تاريخيا مشابها , تماما كالذي نسميه روتينا , اما الثانية فتعني انه يقيم تحليلا لكل حركة يقوم بها يوميا مستخدما شكلا استدلاليا جديدا ومنطلقا جديدا في تحديد ما سوف يقوم به الانسان او ما الذي يجب عليه فعله في كل لحظة , والذي ينتج لنا ما نسميه ثقافة وطبعا بناءا على المتغير البيئي .
انهم عرفوا الثقافة على انها ( ما يبقى في ذاكرة الشخص عندما ينسى كل شيء ) , والثقافة لغة من ثقف يثقف , قال تعالى ( واقتلوهم حيث ثقفتموهم ) , والظاهر هي ما يتحصل لدى الفرد من تجربة تاريخية نتيجة قيامة باستكشاف محيطه وتنظيمه بالشكل الامثل الذي يتانسب مع ضروراته بحسب سياق وجوده التاريخي على مر العصور التي قضاها على سطح هذا الكوكب .

يقتبس الجابر ي عبارة للفيلسوف التجريبي الفرنسي لالاند تقول ( ان العقل المكَون ينزل بمنزلة المطلق من طرف اولائك الذين يحكمهم العقل السائد الذي انتجه عقل اجدادهم الفاعل , عقل ثقافتهم التي يعتبرونها الوحيدة والممكنة ,او على الاقل العالم الثقافي الخاص بهم - تكوين العقل العربي ص 16 ).
العقل المكَون هو الثقافة التي انتجها العقل .
العقل الفاعل هو العقل الذي انتج العقل المكون .
… هكذا .. يفترض الجابري نوعين من العقل بحسب فهمه , العقل المكَون , وهو ما اطلقنا عليه ( المنغولي ) .
العقل الفاعل , هو العقل الذي انتج العقل المكَون ( المنغولي ).. حسناً , لنوضح اكثر .. العقل الفاعل لدى الانسان البدائي كون ثقافة معينة حول علاقته بمحيطة من انسان وطبيعة , هذه العلاقة يسميها هو العقل المكون , لماذا لم يسميها ثقافة , لانه سوف يذهب الى ان هذا العقل المكون ( المنغولي ) هو الذي سوف يقوم بتحديد شكل الثقافة التي سوف يسير عليها المجتمع , لماذا اصبح هذا العقل يشبه عقل المنغولي , هو يرى انه لم يقم العرب باستخدام اكثر من هذا الحد الى الان , الى درجة ان هذا العقل المنتج اصبح مرجعية لانتاج ثقافة ولذلك لا نرى تقدماً فيها لانها محدودة بحدود ما اكتشفه اجدادهم والذين حددوا بعقولهم العقل المكَون وحدوده والذي لازلنا نتوارثه لحد الان , حيث انه لم يتطور ولم يجتاز حدود التفكير التي كان اجدادنا قبل ربما الفي سنة يفكرون فيه والذي لم يتجاوز بحسب ما افهم حدود حاجات البقاء .

هل من الممكن ان نعترض على هذه النتيجة , قد نسجل اعتراضاَ طفيفا عليها , وهو بحدود ما دل عليه الدليل من تطور طفيف في العقل العربي تجاه تطوير ثقافته وعلاقته بعالمه الخارجي , والذي لا يتجاوز نسبة 2 بالمئة من العرب خلال الفي سنة تقريبا على ما افهم .
كما اننا لا نستطيع ان نقارنه بالعقل الاوربي او الاغريقي قطعا لضرورة ان القياس يقع على نوع الاستهداف , فالمجتمع الاوربي يهدف الى جعل العالم مكاناً افضل للعيش وينتهي عنده الخطاب , ام العقل العربي والذي تطغى عليه الصبغة الاسلامية فيكون قياسه بمعرفة الحقائق العليا وبناء الانسان الكامل انطلاقا من فكرة الدين الاسلامي , والدكتور الجابري يذهب ايضا الى هذا الرأي بعد ان نسمعه يقول ( هناك في العصر الحاضر قاعدة (( عرفية )) تتحدد بموجبها الجنسية الثقافية لكل مفكر , هذه القاعدة تقتضي ان المثقف لا ينسب الى ثقافة معينة الا اذا كان يفكر بداخلها ---- نفس المصدر ص 13)).
قد نسجل اعتراض على هذه الاعتراف الذي يقره هو , من خلال ما يسمى عندنا بقاعدة العلية والمعلوية القائمة على اساس المفهوم الكلي , كما اننا سوف نعيد تاسيس بعض الاقرارات ( الجابرية )بحسب ما ينفعنا لاننا لا نريد ان نقيم فروضا عقلية دقيقة على طروحاته وننسفها , بل نريد توظيفها ولذلك سوف نمنح انفسنا الحق باعادة تاسيسها بداعي فهمنا لها وليس ما يقصده هو وبهذا يكون حقه محفوظا في القصدية .
حيث اننا نستطيع ان نقول ان سبب هذا القول منطقي اذا كان بالقياس الى المثل التي تحملها تلك الثقافة والتي عندنا هي الثقافة الاسلامية ( فقط ) اما اذا انتقلنا الى عمومية المثل الانسانية فأن قاعدة المفهوم للعلية والمعلولية بين الاشياء هي من يحكم قوة الثقافة تلك على التنظير لها وسبر اغوارها , وحينها من الممكن ان لا نقول بصحة هذه القاعدة اصلا ..
مثلا … هكذا .. اننا لا نستطيع ان نقيم قياسا بين الثقافة الاوربية والثقافة الاسلامية على اساس الاستهداف من تلك الثقافة للفرق الكبير في اهداف كل منهما , فالثقافة الاوربية تستهدف الشعار القائل ( كيف نجعل العالم مكانا افضل للعيش ؟ ) وبالرغم من انهم لا يرون في العالم هذا سوى اوربا بالضرورة التأريخية لهذا النمط من التفكير صح لنا ان نقول ان هدفهم هو ( كيف نجعل اوربا مكانا افضل للعيش ؟) في حين اننا نجد ان الثقافة العربية والتي تطغى عليها الصبغة الاسلامية تستهدف الكمال البشري وحياة ما بعد الموت , وحينها لا يمكننا ان نضع مقايسة لهاتين الثقافتين على اساس الاستهداف .
لكن اذا وصلنا نزولا الى البنية النفسية والمثل الانسانية فان القياس يكون مشروعا وان النقد العربي للثقافة الاوربية او بالعكس يكون مشروعا ومنتجا في نفس الوقت ولا يحتوى على المحاذير التي منعت الجابري من الاقرار بصحته , لان القاعدة الانسانية مببنية على اساس العلة والمعلول , اي نمط مفاهيمي جمعي لا يختص بثقافة دون اخرى ..



#تنظيم_ابراهيم_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في النقد الجابري - ظاهرة العقل المكوِن


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - تنظيم ابراهيم النجار - قراءة في الخطاب الفكري للعقل