جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5443 - 2017 / 2 / 25 - 00:44
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الخوف في عيني
كنت لا استطيع النوم في المراهقة بسبب عشق و حب بنت المدرسة او الجيران او القرية و البعد عنها او صعوبة منالها و كان جسمي يرتعش و انا اقرأ رسالتها المكتوبة بخط انثوي ناعم و كنت استطيع ان اميز بين خط البنت و خط الولد خاصة و اني كنت اكتب بكل قوتي بقلم رصاص كفيل بتمزيق الورقة و بشرة اصابعي و كنت احيانا اردد من يأسي ابيات شعرية و اغاني المغرمين و لاجل لمحة بسيطة او كلمة واحدة من بنت الجيران كنت اقضي معظم اوقاتي على سطح البيت تحت اشعة الشمس الحارقة.
نعم لم ينته هذا السهر الرومانسي كليا و لكن النوم العميق بدأ يمنحني تدريجيا حيوية فائقة و نشاط ليس له مثيل الى ان تغير فجأة و بـ 180 درجة الى احلام مرعبة تتخذ طابعا واقعيا. تجدني اصحى من النوم و انا غارق في عرق المحكوم عليه بالاشغال الشاقة. لم ينته هذا الخوف الذي غُرس في دولة الخوف و هي تقول بانها تراه حتى اليوم في عيني. نعم لا يمكن التخلص من الخوف في عيني لانه اصبح في جيناتي و العين تظهر الخوف اكثرمن الاعضاء الاخرى لانها هي التي تميز بين الحياة و الموت.
و اليوم اصبح النوم صعبا في عالم ضجيج الجار و قططه و اللصوص و السيارات و العدد الهائل من الاخبار العاجلة المزيفة و الصادقة. ليس هناك سلوى الا في فنجان القهوة و الشاي و التبغ.
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟